أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد نصره - البنية المجتمعية للإرهاب














المزيد.....

البنية المجتمعية للإرهاب


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1294 - 2005 / 8 / 22 - 09:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بداية لا بد من الإقرار بأن مختلف فصائل الإرهابيين في العراق لا تعيش في الصحراء وإلا لكان أمر تصفيتها والقضاء عليها سهلاً وسريعاً، وهذا يدفع إلى الاعتراف الصريح بوجود بنية مجتمعية حاضنة للإرهابيين الأمر الذي وفر ويوفر مدداً مستمراً لكافة الأنشطة الإرهابية التي تبدأ من المسجد حيث يجري ترسيخ البناء الذهني الصالح في كل زمان ومكان لنمو هذه الآفة.. ومروراً بأنظمة التربية والتعليم التي لا تزال كما كانت منذ بداية ما سمي بعصر الاستقلالات الوطنية الذي تحول ليصبح عصراً للاحتلالات الوطنية.!
ما نود قوله هو إن الإرهاب الذي نشهده في غير مكان من المنطقة وبالأخص العراق بعد سقوط سلطة البعث ليس نبتة غريبة كما يدعي البعض فهو نتاج طبيعي لمنظومة التربية الدينية التي ظلت راسخة على مدى قرون..
والمشهد العراقي سيتكرر في أي بلد مشرقي آخر تكون طريقة تحديد مصير نظام الحكم فيه كما كانت الطريقة في تحديد مصير سلطة البعث العراقية، وذلك أمرٌ مؤكد لأن البنى المجتمعية في بلدان المشرق الإسلامي موحدة في تاريخها الفقهي والتعليمي.. وهذا يعني أن انزياح التركيبة السياسية السلطوية على الطريقة العراقية أصبح مرفوضاً بالمطلق من الجميع من جراء الخوف والإدراك المسبق للمخاطر الناجمة عن مثل هذا الانزياح والتي تظهر البروفة العراقية صورة واضحة عنه.
إن المخاض العراقي يؤكد بشكلٍ لا لبس فيه على الهوية الدينية الحيوية والفاعلة للبنى المجتمعية في الدول الإسلامية ففي كل تفاصيل العملية السياسية يبرز الدور الأساسي المؤثر للفقيه وشيخ المسجد وشيخ العشيرة على حساب المكونات المدنية الأخرى وهو الأمر الذي يوضحه استحالة الاتفاق الحقيقي على صيغة متحضرة للدستور الذي من المفترض أن يبنى العراق الجديد وفقها.. وسنرى اتفاقاً محبطاً في كثير من جوانبه وبخاصة ما تعلق منها بقضايا المرأة وحرياتها، وهو سيخرج بفعل مبدأ التسويات المتبادلة على قاعدة التنازلات المتبادلة وهي الحالة التي ستتكرر في البلدان المشابهة من دون أدنى شك. ويعكس هذا المبدأ مبدأ التسويات المتبادلة على قاعدة التنازلات المتبادلة مدى التدمير الذي تلحقه الأنظمة الشمولية بمؤسسات المجتمع المدني والمنظمات العلمانية لحساب ومصلحة الفقهاء الذين يظلون يسرحون ويمرحون مستثمرين آلاف المساجد ودور العبادة في استمرار عملهم القائم على توظيف الدين وفق مصالحهم المختلفة وتعميق طائفية البنية المجتمعية كي تبقى عملية الاستقطاب المذهبي الطائفي في حيويتها المعهودة.
وهكذا يمكن القول: إن شوكة الإرهاب المزروعة مجتمعياً منذ عشرات القرون لا تزال على نضارتها في حين تظل كل نبتة وبذرة مغايرة غريبة على البنى المجتمعية وهو ما يفسِّر الصعوبة البالغة التي تواجه نموها بله ازدهارها.! ونحن لا نقصر الأمر بالتأكيد على الشكل العنفي الدموي للإرهاب بل نعني كل الأشكال التي يتمظهر بها كالإرهاب الفكري والإعلامي والمحتسبي والاستئصالي وأخيراً الإرهاب المبطن في فتاوى شيوخ الإفتاء الذين يعملون لحسابهم أو لحساب الأنظمة التي ترى مسألة ديمومتها مرتبطة ببقاء البنى الاجتماعية كما هي ولو بأشواكها الدامية.. وهذا الشكل الإرهابي الإفتائي هو العملة الأكثر رواجاً هذه الأيام في كل مكان يتواجد فيه إسلام ومسلمون.!



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتمتة الحزب القائد
- فساد..تنا الإصلاحيين..!
- مقدمة في علم الانشقاق
- الإخوان المسلمون وتوافقات الحد الأدنى.!؟
- في سورية الآن: فنتوزة* الفانتازيا.!؟
- الدور التكاثري لاتحاد شبيبة الثورة
- وما أكثر الإرهابيين الجبناء.!؟
- أخيراً..جاء المخلِّص.!؟
- فرقة السعادين القومية
- الفتاة الممسوخة أم العقل الممسوخ.!؟
- التجمع الليبرالي الديمقراطي خطوة أخرى نحو الأمام
- على خطا سيد القمني.!؟
- حول الغباء الأمريكي مرة أخرى.!؟
- المفتي السوري الجديد ..والصين الجديدة.؟
- العصفورية الأمريكية.!؟
- هيئة جهلاء المسلمين وبراعم بغداد
- مجنون يتكلم ولا عاقل أخرس .!؟
- سيد القمني وأوباش الجهاد الإسلامي.!؟
- هزيمة أمريكا في سورية.!؟
- المعارضون واللحى وأشياء أخرى


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد نصره - البنية المجتمعية للإرهاب