أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - هزيمة أمريكا في سورية.!؟














المزيد.....

هزيمة أمريكا في سورية.!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1258 - 2005 / 7 / 17 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأت هزيمة الإدارة الأمريكية في سورية تلوح في الأفق.!! هذه الهزيمة المتأتية من رحم انتصارها في العراق على سلطة صدام حسين من جهة أولى.. ومن مفاعيل انتصارها الصاخب على التواجد السوري في لبنان وتمكنها من إنهاء الوصاية السورية عليه وبدون أن تتكبد أية خسائر على الأرض..و ستكون هذه الهزيمة أم الهزائم في المشهد الشرق الأوسطي الذي بدأ يرتسم من جديد.
صحيح أن السلطة السورية تتكيف ببطء، وتدرج، مع المطالب والاشتراطات الأمريكية، وهو أمرٌ يمكن تفهمه من واقع حرص السلطة على الاستمرار المديد وهذا حقها الطبيعي، لكن في النهاية ستظل الشوكة السورية في الخاصرة الأمريكية إلى حين .!
لقد بحث الأمريكان طويلاً عن المعارضة السورية المهزومة على طول الخط فماذا وجدوا.!؟
لقد اكتشف الأمريكان أن كل المعارضة في الداخل السوري على اختلاف أطيافها منشغلة بنفس درجة انشغالها بصراعها الستاتيكي مع السلطة، منشغلة بشتم الإدارة الأمريكية، والاستعداد لمجابهة ضغوطها على ( الوطن ) لمحاربتها بوصفها قوة إمبريالية تبحث فقط لا غير عن مصالحها في كل ما تقدم عليه.. ولم تجد تنظيماً معارضاً واحداً يراهن على دعمها، أو أذناً صاغية لنصائحها..! وقد لمس الأمريكان عن قرب، الوهن الشديد الذي يعتري هذه المعارضة، وخوفها الشديد من التفريط تحت أية ظروف بالورقة الوطنية الحساسة هذه الورقة المبنية على فهمها القروسطي لموضوعة الوطن والوطنية وهو الأمر الذي دفع السلطة باستمرار لإطرابها بالمديح عن طريق وصفها بالمعارضة الوطنية ( الشريفة ).! وهذا الطرب هو المكسب الوحيد الذي حازته على طول الخط .! ثم وجد الأمريكان استحالة إمكانيات المعارضة المفترضة الذي يتطلبها أي تصعيد تغييري تمليه الإدارة الأمريكية، وهذه الحالة تنطبق في الوقت نفسه على معظم المعارضين في الخارج الذين اختلفوا عن الداخل في الجهة التي يستعطونها حيث تطلعوا إلى الشعب باعتباره المصدر الوحيد لمنح شهادات الوطنية وهو الموقف السليم وقد استعاضوا بالشعب بدلاً من السلطة بحكم المسافة الفاصلة والآمنة التي تنجيهم من الويلات على عكس الداخليين غير أن هذه المسافة إضافةً إلى أنها مسافة أمان لهم إلا أنها تجعلهم فاقدي الفعالية إلى درجة كبيرة .! ..وقد تأكدت هذه الإدارة بعد إطلاعها على واقع حال المعارضين السوريين في الداخل والخارج من حقيقة أن الإخوان المسلمين سيكونون المستفيدين الوحيدين من أية ضغوط أمريكية تصعيدية على السلطة السورية.! وهكذا بدأت تتراخى القبضة الأمريكية يوماً بعد يوم وهي تستعد الآن لملاقاة التكتيك التكيفي السوري الجديد في منتصف الطريق.!
لقد عبر - ريتشارد بيرل - صراحة أن الإدارة الأمريكية تفضِّل استمرار السلطة السورية مع حقنها بفيتامينات التحسين والتغيير الذاتي على إتاحة الفرصة لحزب الإخوان المسلمين الذي يملك وحده امكانات التجييش الطائفي الفوري للكتلة الاجتماعية التي تشكل أكثر قليلاً من نصف تعداد الشعب السوري..وهذا يعني بصريح العبارة تراجع الإدارة عن هدف تغيير النظام والقبول بهزيمة مبدأية أولية.
تبقى المفارقة النوعية في هذه القضية والتي تكمن في حقيقة أن الهزيمة الحاصلة، أو التي في طريق الحصول، لم تكن على يد السلطة كما هو واضح للجميع بل على أيدي المعارضة بعضلاتها الواهنة وهي الراغبة في التغيير منذ عشرات السنين، فهذه المعارضة المعترضة هي التي هزمت الأمريكان في عقر دارهم لمصلحة السلطة التي تذيقها مرّ العذاب، والهوان، والإذلال.! وهكذا صار بإمكان هذه المعارضة العجيبة منذ اليوم أن تتلذذ على طريقتها بهذا العذاب المازوشي.! ولكن عليها أن تعرف أيضاً أنها على عكس ما يقوله منظروها الخائبون في الأيام الأخيرة هي التي فتحت الطريق لزرق شرايين السلطة بمحلول الاستمرارية إلى ما شاء الله.! والسلطة بالطبع، ستكسب من خلال تكتيك التكّيف هذا المحلول الوارد إضافة إلى مقويات الديمومة من الخارج على حساب الداخل بما يصحُّ معه القول: السلطة ستأكل الحصرم أما المعارضة فعليها بعد اليوم أن تضرس.!؟



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضون واللحى وأشياء أخرى
- سيماءهم في عقولهم..!؟
- المعارضة الجوالة.. والسيد العراقي..!؟
- أحرار أم أشرار..!؟
- غربلة المقدسات : 49 + 50
- بين رياض الترك وسمير جعجع.!؟
- المستحاثات.. واتحاد الشباب العاطلين عن العمل.!
- كذبة /31/ شباط
- الديمقراطية الإسلامية على الطريقة الكويتية
- لماذا المؤتمر الوطني ( علاك مصدى ).!؟؟
- المنجل والمطرقة والحاصودي..!؟
- وإن الشهر الخامس لناظره لقريب.!؟
- المشهد السياسي السوري والخيار الصعب
- لعنة إلهكم عليكم وعلى جمعية المرتضى.!
- الديمقراطيون الإسلاميون : الأمير يوسف نموذجاً
- الاشتراكية الإسلامية ومقولة لا إكراه في الدين
- صيف بعثي ملتهب
- حيرة نبيل فياض فيما أجمع عليه الخطباء
- الوحدويون الانشقاقيون
- الأوباش الأمريكان لا يعطوننا نظير أتعابنا.!


المزيد.....




- إيران تستهدف مستشفى سوروكا في تل أبيب.. وإسرائيل ترد بتصعيد ...
- قبل إعلان ترامب عن مهلة لإيران.. مصادر تكشف لـCNN عن تحركات ...
- تحليل لـCNN: هل يستطيع الكونغرس منع ترامب من ضرب إيران؟
- -كتائب حزب الله- العراقية تتوعد ترامب إذا ضرب إيران: ستخسر ك ...
- صفارات الإنذار تدوي في إسرائيل للتحذير من هجوم صاروخي إيراني ...
- غروسي: إيران لم تكن تصنع قنبلة نووية عند بدء الهجوم.. لا تنس ...
- 34 شهيدا في غزة منذ فجر اليوم أغلبهم من المجوعين
- الرئيس الأوكراني يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية
- شي وبوتين يتفقان على أولوية وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائ ...
- وول ستريت جورنال: تكلفة خيالية تتكبدها إسرائيل لاعتراض صاروخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - هزيمة أمريكا في سورية.!؟