أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد نصره - فساد..تنا الإصلاحيين..!














المزيد.....

فساد..تنا الإصلاحيين..!


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1287 - 2005 / 8 / 15 - 11:19
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد أن عمَّ الفساد وانتشر على مدى أربعة عقود ونيِّف، وبعد أن تغلغل في كل شرايين البلاد، صار هذا الفساد تحفتنا الفاخرة، ومورد رزقنا العليل، وأنشودة المؤتمرات العادية والاستثنائية، وفاتحة البيانات البيزنطية، ومؤخراً الدليل السياحي لزوارنا الغرباء.
لقد توطن الفساد في كل بيت ومدرسة ومسجد.! فسادٌ في الهواء وفسادٌ في الماء..فسادٌ في التين والزيتون وطور سنين.. فسادٌ في خطب الجمعة..فسادٌ في المعارضة والموالاة.. فسادٌ نأكله ونشربه ونقيم له المهرجانات...فسادٌ نمسي عليه ومن أجله نصبح أي أننا بتنا نقول عند الصباح: صباح الفساد أيها الجيران وعند المساء: تصبحون على فساد.
الفساد عليكم ورحمته وبركاته.. فسادٌ في الذمم والضمائر. فسادٌ في المكان والزمان والمصائر.. فسادٌ في الجزء والكل..فسادٌ في الأنا والهم..فسادٌ ترسَّخ وتوَّسع وتمدد إلى درجة يمكن فيها القول: من ليس فاسداٌ فليرجمني بحجر.!
فسادٌ في تعاقب الفصول وفي النشرة الجوية.. فسادٌ في الأسماء والمعاني والألوان.. فسادٌ في الأبوة والأمومة والأخوة.. فسادٌ يبدأ دوامه عند مطلع الفجر ولا ينتهي إلا مع أكاذيب الجرائد.
الفساد عليكم وغضب الله وحجارته..فسادٌ في حليب الرضاعة وأنواع الإطاعة.. فسادٌ في العقول.. فسادٌ في ملوحة الشواطىء وفي خبزنا اليومي ونعاسنا الليلي وأغانينا الطربية ولغتنا العربية وقمح بوادينا وتمر نخيلنا وخمر أعنابنا.!
فسادٌ من محيطه إلى طوروسه ومن شماله إلى جنوبه.. فسادٌ بلحى وعمائم وسبحات..فسادٌ في مطارق القضاة وأفواه المحامين ومن رؤوسنا إلى أخمص أقدامنا.
والغريب أنه بعد كل هذا الفساد لا زال هناك من يخاف الزنازين والجلادين وأحصنة السباق.! ولا زال هناك من يكترث بالمخبرين وكتاب التقارير وحثالة الأقبية.! ومن يكترث بالمنظِّرين والمحلِّلين وأصحاب البيانات والجمعيات واللجان والجبهات التقدمية التنكرية.!
وبعد كل هذا الفساد، هل بمستطاع الإنسان في هذه البلاد أن يتعرف على الفرق أي فرق بين البعثي والأصولي..بين الشيوعي والليبرالي..بين اليميني واليساري.. بين المتدين وغير المتدين.. بين هذه اللجنة وتلك.. وبين هذه التجمع وذاك..!؟ تفحصوا قليلاً وزرائهم الجبهويين في الحكومات البعثية على اختلاف منابت ومراجع فسادهم الجبهوي الأيديولوجي.! و تفرجوا على أعضائهم في المجلس الموقَّر.. وعلى مناضليهم النقابيين في الاتحادات العمالية، والفلاحية، والشبابية، والنسائية.! وهل بعد كل هذا الفساد لا يزال هناك من يرى فرق بين فاسد كبير وفاسد صغير.. بين فاسدٍ أحمر وفاسدٍ أصفر..بين السجن الصغير والوطن الكبير.. بين أسواق الهال والجمعة والأحد وبين قصر المؤتمرات ومقر الأركان والزواريب السرية في الأبنية العلوية.!؟
وهل هناك في هذا الكوكب أفسد من هذا الفساد اللهم إلا القول: إن الفساد ظاهرة عالمية موجودة في كل البلدان أي أننا لسنا وحدنا العميان والجدبان والخصيان.!؟ وأن يكون الفاسدون هم الإصلاحيين الذين يتكلموا عن محاربة الفساد.!؟ وأن يتنافس الفاسدون الإصلاحيون في ساحة النزاهة.!؟ وأن تستمر الفرجة عليهم بكل بلاهة.!؟
لهذا كله، وبعد أن أصبح كل شيءٍ خراب، روحنا خراب.. يومنا ينبلج بشمس الخراب.. عشقنا خراب.. شعاراتنا خراب..كتاباتنا خراب.. كان لا بد أن نناشد الرفاق الإصلاحيين بأن يكفوا عن إصلاحاتهم كي لا نموت من فرط زبالتها.. وكي لا تخرج أرواحنا من ثقوب هياكلنا العظمية.. فقط اتركونا نفطس من غير أن ننصلح.!
في الأمس البعيد كان اليهود في المدينة ( اثرب ) يردون السلام على رسول الله محمد بالقول: وعليكم السام*.. واليوم، ومنذ الأمس القريب، صرنا إذا قلنا لهم السلام عليكم قالوا لنا: وعليكم الفساد ونعمه.
بالله دلوني على الفرق بين الأمس الإصلاحي البعيد والأمس الإصلاحي القريب.!

*- الموت



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة في علم الانشقاق
- الإخوان المسلمون وتوافقات الحد الأدنى.!؟
- في سورية الآن: فنتوزة* الفانتازيا.!؟
- الدور التكاثري لاتحاد شبيبة الثورة
- وما أكثر الإرهابيين الجبناء.!؟
- أخيراً..جاء المخلِّص.!؟
- فرقة السعادين القومية
- الفتاة الممسوخة أم العقل الممسوخ.!؟
- التجمع الليبرالي الديمقراطي خطوة أخرى نحو الأمام
- على خطا سيد القمني.!؟
- حول الغباء الأمريكي مرة أخرى.!؟
- المفتي السوري الجديد ..والصين الجديدة.؟
- العصفورية الأمريكية.!؟
- هيئة جهلاء المسلمين وبراعم بغداد
- مجنون يتكلم ولا عاقل أخرس .!؟
- سيد القمني وأوباش الجهاد الإسلامي.!؟
- هزيمة أمريكا في سورية.!؟
- المعارضون واللحى وأشياء أخرى
- سيماءهم في عقولهم..!؟
- المعارضة الجوالة.. والسيد العراقي..!؟


المزيد.....




- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد نصره - فساد..تنا الإصلاحيين..!