أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد نصره - أتمتة الحزب القائد














المزيد.....

أتمتة الحزب القائد


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1290 - 2005 / 8 / 18 - 08:01
المحور: كتابات ساخرة
    


في خطوة غير مفاجئة، قرر الحزب القائد أتمتة نضالا ته، واتصالاته، وربط أوصاله التنظيمية بشبكة من الحواسب والشاشات الالكترونية وذلك بهدف تفعيل المفاعيل، وتظبيط وترتيب الأهداف والشعارات بواسطة الكومبيوتر منعاً للأخطاء في سلم الأوليات..! ومن ثم زيادة وتيرة التواصل مع الجماهير الأمر الذي يسهِّل تحشيدها إن كان ضد الإمبريالية أو ضد الرجعية أو ضد الملاعين في الداخل بالرغم من أنها محتشدة منذ أربعة عقود على سكة واحدة باتجاه واحد وعقل واحد وقدم واحدة وقد كان هذا الاتجاه معلوماً إلى حين ضاعت البوصلة في الطريق الطويل فصار لزاماً العودة إلى الصف المنضم والتدريب من الآخر على الحبو، والهرولة، وقفز الحواجز لكن هذه المرة باستخدام تكنولوجيا المعلوماتية.
كل ذلك يعتبر من المسائل التي يسهل إدراك مراميها، وتفهم حقيقة مساعيها، واستنباط سافلها وعاليها.!؟ لكن، أن يتكهرب الحزب، ويتأتمت، ويتمطمط بالطول والعرض في الوقت الذي تقطع فيه ألسنة الآخرين ( على قلتهم وتعتيرهم ) وتكسر أقلامهم، وتحجب كلماتهم ، وفي الوقت الذي تبشر فيه وزارة الإعلام بأن قانون إعلامها الجديد سيمكن سورية من إحراز السبق كأول دولة في العالم تشرِّع كم الأفواه حيث سيتضمن القانون المنتظر كل ما من شأنه ضبط النشر الالكتروني، وتظبيط المواقع الانترنيتية، وقوننة كل ذلك على المقاس الأحادي، فإن هذا لفي غاية العجب والتعجب والتعجاب.!؟
حزبنا القائد ورغم عدد أعضاءه المتواضع الذي لا يزيد عن مليون وبضع مئات الآلاف المؤلفة من الرفاق العاملين والأنصار والمؤازرين ( يخزي العين )، يظل بحاجة لرعاية الحكومة وحمايتها، أقصد رعاية وحماية ذرية الحكومة من أجهزة أمنية وخلافه.. ! وهذه الحزورة لم تجد من يحلها بالرغم من انفراط عقد الأحزاب القائدة وتذررها في معظم أنحاء المعمورة وحتى غير المعمورة.!
وحزبنا القائد، يسبح في بحر الجماهير منذ أربعين سنة ونيِّف من غير رقيب ولا حسيب وهاهو يتحول إلى حزبٍ مؤتمت يعني حزب رقمي حدا ثوي معلوماتي كومبيوتري لكن من دون أدنى منافسة من أحد وكيف يكون هناك منافسون على محمل الجد في الوقت الذي تحصى فيه أنفاس المعارضين والمستقلين.. وترصد العيون الكحيلة حركاتهم المحدودة.. وتسترق فيه الآذان المرهفة همساتهم الملعونة.. وفي الوقت الذي كما قلنا حجبت فيه كتاباتهم، وكسرت أقلامهم، ومنعت لقاءاتهم، وأغلقت أبواب منتدياتهم..!؟
وحزبنا القائد الموجود ( مثل إبليس ) في كل شبرٍ بل في كل سنتمتر من أنحاء البلاد، لا يزال يحتاج بعد كل هذه السنين العجاف لمن يحرسه من بضعة أرجل كل ساقين من مدينة.. وبضعة رؤوس كل رأس من دسكرة.. وبضعة أقلام حبر كل قلم من مأساة أو ملهاة..! ومع ذلك يقول المغرضون: إن الحزب الحبيب وقد أخذ الحصرم والزبيب على الناشف، لا يحتاج للمادة الثامنة من الدستور هذه المادة الرصينة التي وضعت للزينة والتحلية فقط لا غير.. وجرى تعزيزها مؤخراً نكاية بالأعداء بدءاً من اللاوطنيين بالمرة وليس نهاية بالشحاذين الذين يفترشون الأرصفة أمام أبواب السفارات العدوة كما تقول الحكومة وحكوماتنا لا تكذب بالمرة كما هو معروف فكيف إذا أرادت تكريم معارضيها فهل هناك طريقة أفضل من إظهارهم بأثواب التسول وهم يمدون أياديهم على أبواب الله وعبيده وسفاراته..!؟
وحزبنا المليوني القائد من القوة والعظمة بحيث لا يحتاج لقانون طواريء ولا ما يشابهه معاذ الله فمثل هذه القوانين الغليظة إنما وضعت لتطفيش الذئاب وكش الذباب وترهيب الأعداء وجواسيسهم لا أكثر ولا أقل.!؟
نعم الحزب القائد قرر أن يتحوسب و يتأتمت لكن بشرط أن تظل تمتمة الأوباش ومن لف لفهم من مشاغبين وملاعين غير مليونيين محظورة سلكياً ولا سلكياً.. يعني بصريح العبارة كل أنواع التمتمة ممنوعة الصاخب منها والهامس.. إن جرت من شباك إلى شباك أو من فم إلى فم أو من إميل إلى إميل.! حتى التأتأة، ستترجم بعد الأتمتة للكشف عن خلفياتها، ومكنوناتها للتأكد من حقيقة المتأتئين إن كانوا أصليين أم مندسين أو شحاذين.!
وهكذا ما لم تلحق أن تفعله الأحزاب القائدة في البلدان الأُخرى بالضمة، والأَخرى بالفتحة، و المتوفاة كلياً أو سريريا،ً فعله حزبنا العظيم هذه الأيام بكل اقتدار.. وهاهو بحمد الله قد أصبح الحزب القائد الوحيد المؤتمت على هذا الكوكب.!



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فساد..تنا الإصلاحيين..!
- مقدمة في علم الانشقاق
- الإخوان المسلمون وتوافقات الحد الأدنى.!؟
- في سورية الآن: فنتوزة* الفانتازيا.!؟
- الدور التكاثري لاتحاد شبيبة الثورة
- وما أكثر الإرهابيين الجبناء.!؟
- أخيراً..جاء المخلِّص.!؟
- فرقة السعادين القومية
- الفتاة الممسوخة أم العقل الممسوخ.!؟
- التجمع الليبرالي الديمقراطي خطوة أخرى نحو الأمام
- على خطا سيد القمني.!؟
- حول الغباء الأمريكي مرة أخرى.!؟
- المفتي السوري الجديد ..والصين الجديدة.؟
- العصفورية الأمريكية.!؟
- هيئة جهلاء المسلمين وبراعم بغداد
- مجنون يتكلم ولا عاقل أخرس .!؟
- سيد القمني وأوباش الجهاد الإسلامي.!؟
- هزيمة أمريكا في سورية.!؟
- المعارضون واللحى وأشياء أخرى
- سيماءهم في عقولهم..!؟


المزيد.....




- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
- الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد نصره - أتمتة الحزب القائد