أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - ذكريات من وحي العيد أسطورة ذهاب القطط للحج في يوم العيد !!














المزيد.....

ذكريات من وحي العيد أسطورة ذهاب القطط للحج في يوم العيد !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 20:52
المحور: المجتمع المدني
    


ذكريات من وحي العيد
أسطورة ذهاب القطط للحج في يوم العيد !!
رغم ما أسقطه غربال الذاكرة من تفاصيل ذكريات الأعياد ، المؤلم منها والطريف ، فإنه احتفظ منها بما يكفي لكي تبقي حية ، وتمكنني من استحاضر الكثير منها حتى بعدما مرّ عليها ما يقارب نصف القرن ، ومن تلك الذكريات الطريفة أسطورة " ذهاب القطط إلى الحج صبيحة يوم عيد الأضحى" والتي طالما رددتها الأمهات والجدات على مسامعنا ونحن أطفال صغار ، وشنفت مسامعنا اجاباتهن الجاهزة على أسئلتنا الطفولية البريئه حول أسباب اختفاء تلك القطط في ذلك اليوم رغم كا يزخر به بما تحب من لحم وشحم وروائح الدم والشواء ؛ تلك الإجابات العجيبة المستوحاة من عالم الخرافة والأساطير والتي كانت وعلى مر عقود من الزمن ، تعزو غياب القطط يوم العيد ، إلى ذهابها للحح ، ولازالت تلفحنا أمهات وجدات اليوم ، بذات الإجابات الأزلية ، التي لازالت تجد لها صدى وقبولاً ، ليس لدى أطفال في عمر الزهور ، وعند عموم الناس وبسطاءهم فحسب ، بل إننا نجذ لها أنصارا ومصدقين من بين المتعلمين وحتى ممن هم على درجة عالية من التعليم ، رغم فارق الزمان والمكان ، وتغير ظروف العصر الذي ظننا أن الخرافة قد اندحرت معه ، أو على الأقل انهزمت في مواقع كثيرة من العالم ، وانحسرت مساحتها مع ما جاء به من تطور معرفي شامل ، وانتشار تكنولوجي معلوميات واتصالاتي ذكية وعارمة . لكن ومع الأسف ، لم ينخف مع ذلك كله وهج الخرافات ، ولم تتضاءل مساحتها ، ولم يقل عدد المؤمنين بها ، بل لازال عددهم غفيرا ، بل وفي تزايد رغما عن تضخم حقائقة وبديهيات العلوم الإنسانية المبنية على التجارب والاكتشافات والدراسات ، التي فنذت الكثير من الأساطير ، ومن بينها على سبيل المثال والمتعلقة كذلك بالقطط والتي تزعم أن " للقطط سبعة أرواح" حيث–بين علماء بريطانيون، سبب اعتقاد الناس الراسخ بامتلاك القطط لـ”7 أرواح”، رغم أنها لا تعيش سوى حياة واحدة كباقي الكائنات الحية. وأرجعوا ذلك إلى قدرتها المدهشة على الالتفاف في الهواء عند القفز من أماكن مرتفعة والهبوط بسلام على الأرض على قدميها، إلى جانب تمتعها برد فعل سريع وتوازن كبير في بنيان أجسادها وعظامها، وامتلاكها عمود فقري بعدد أكبر من الفقرات مما يملك البشر نقلا عن “ديلي ميرور” البريطانية ..
بكل صراحة ، ورغم الطابع الفكاهي للتساؤلات الطفولية : أين تختفي القطط يوم العيد ؟ وما هو الشيء الذي يجعلها تهرب في هذا اليوم الذي يتوفر فيه ما تحب من لحم وعظم وروائح الشواء ؟ فإن ظاهرة اختفاء القطط صبيحة يوم عيد الأضحى ، المنتشرا بين الناس منذ امد بعيد ، تبقى أمرا محيرا ، وموضوعا ويدفع فعلا لطرح نفس التساؤلات رغم فكاهيتها وطفوليتها ، والتي تزداد فكاهة وتسلية ، عندما يتدخل بعض من لديهم هوس موسوعية المعرفة ، والاعتقاد القاطع بأنهم يعرفون كل شيء ومطلعين على كل شيء – الذين لا مكان لمفردة "لا أعلم" في قوامسهم ، ولا يتورعون عن الإجابة على أي سؤال كيفما كان نوعه وموضوعه ، ولا مشكلة لديهم فيما يمكن أن يترتب على ادعائهم المعرفة ، من وتزييف الحقائق وصناعة أكاذيب لا أساس لها من الصحة – لمحاولة فلسفة الظاهرة على أهوائهم وإن خالف محاولتهم الحقيقة والواقع ، والتي إذا سؤلوا عن برهانهم وسندهم العلمي على ادعاءاتهم يحتارون في الإجابة ، ثم يتحججون قائلين بأن هذا ما تركه لنا الآباء والأجداد! تماما كما كان يحدث في عصور غابرة من عمر البشرية عندما كان يلجأ الإنسان لوصف الظواهر غير الطبيعية بالمعجزات ويفسرها بالقصص الخرافية ، وهذا أمر بديهي لأنهم كانوا يفتقرون للعلم والمعرفة ، وكلنا نعلم أنه كلما توقف المد العلمي ، أو تضاءلت مساحته ، لأي سبب ، إلا وتسيد الجهل وتفشت الخرافة ، وكلما عم العلم والمعارف الإنسانية ، وانتشرت الاكتشافات والنظريات والمخترعات الجديدة في الطب إلى الفيزياء والكيمياء والفلك والطيران والرياضيات وغيرها كثير جداً ، إلا وأزيحت غشاوة الخرافة عن العين ، وانحسرت مساحة الأساطير من عقل الإنسان وتقدم في كل المجالات ..
الخلاصة القول ورغم اجماع المغاربة على أن القطط تختفي صبيحة العيد عن الأنظار فإني أشك في صحة هذه الأسطورة ، وأن حقيقة الأمر هو أنه ربما أننا في الواقع لا ننتبه ولانبالي بوجود القطط من عدمه في صبيحة يوم العيد ، لكوننا نكون منهمكين بالذبح والسلخ والتقطيع وشي الؤوس وافتراس بولفاف والدوارة واللحم، وعندما ننتهي من التمثيل بالخروف ونركن للراحة و "نشوفو فجنابنا " كما يقال بالدارجتنا المغربية ، تظهر لنا القطط ، لتضايقنا حول موائدنا العامرو "بالشهيوان العيدية " ، وتزاحم الفتاشا والفلاسة والشمكارا على بقايا الاضحية في الحاويات المتخمة باطراف الخراف وقطع الاحشاء المنتشرة حولها في منظر دموي مريع الى درجة يبعث على الغثيان والاشمئزاز ..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظواهر عيدية سلبيه مستفزة .
- من المسؤول عن ضياع أموال المتقاعدين ؟؟؟
- الشهوة !!
- مظاهر عيدية في حاجة لمعالجة !!
- يوم عالمي للمعلم وآخر للحمار !!
- إصلاح التقاعد ، لن يكون غير ب-العين الحمرا-.
- المحاصصة دعم لأفراد طائفة معينة ، أم هي توزيع للمغانم ؟؟
- المحاصصة دعم لافراد طائفة معينة ، أم هي توزيع للمغانم ؟؟
- رهانات الدخول السياسي لدى حكومة ومعارضة صاحب الجلالة !!
- الصحافة الجهوية مهنة من لا مهنة له
- القضية الفلسطينية والأقلام الخربة
- الأحفاد ودفئ التفاعل الاجتماعي
- قيمة الأمتعة من قيمة أصاحبها ، أو على وجه الجلدة كيتباس الكت ...
- اربعينية بونوارة ، حلت دون استئذان !!
- ليس مراعاة لخاطركم ، لكن احتراماً لأرواح الشهداء الابرار ..
- مصائب قوم عند قوم فوائد ..
- نعم للتضامن لا للوم والعتاب !!
- ظاهرة التلصص على الآخرين !!
- لكل جهنمه ! (5)
- مراسيم تشييع جثمان -بونوارة-


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - ذكريات من وحي العيد أسطورة ذهاب القطط للحج في يوم العيد !!