أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - حميد طولست - ليس مراعاة لخاطركم ، لكن احتراماً لأرواح الشهداء الابرار ..














المزيد.....

ليس مراعاة لخاطركم ، لكن احتراماً لأرواح الشهداء الابرار ..


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4548 - 2014 / 8 / 19 - 01:22
المحور: مقابلات و حوارات
    


ليس مراعاة لخاطركم ، لكن احتراماً لأرواح الشهداء الابرار ..
حينما كتبتُ مقالتي "نعم للتضامن لا للوم والعتاب " المنشورة في جريدة الحوار المتمدن عدد 4540 بتاريخ 11/8/2014 ، ما كنت أنتظر أن تنال قبول وإعجاب جميع القراء ، بل كنت على يقين أنها ستلقى ترحيب البعض وتأييدهم ، ورفض البعض الآخر ومعارضتهم لفكرتها ، وذاك أمر طبيعي جدا ، يخضع لمسلمة "الرأي والرأي الآخر" ، لكن غير الطبيعي ، والشاذ جدا ، والذي ما كنت أتخيله ، هو أن يكيل بعض من اعمى التشدد أبصارهم ، وأغشى التطرف عقولهم ، وطمست قلة معرفة حقائق الأمور على قلوبهم ، الاتهامات المجانية ، والبذاءات الداعرة ، والشتائم المنحطة ، والكلام الناقص الرخيص –المردودة على أصحابه طبعا ، لأنه سلاح كثيراً ما يؤذي مطلقيه وليس المستهدفين به – لي ولكل من خالفهم الرأي ، وكفر بمعتقدهم ، وفضح سياسة تخوين الغير بلا دليل أشخاصا وهيئات ودول ، وكل من يقف في صفهم ويرفض زيف فعل الشتامين اللعانين -الذين ينتمي غالبيتهم للجماعات السياسة-الدينية - وكلامهم السيئ وتجريحهم ، الذي أثبتت كل حقائق الدنيا أنه لا فائدة ترجى منه ، غير تأجيج مشاعر الألم في نفوس المشتومين وإحداث الوقيعة بين الناس ، والذي كرهه الله عز وجل في قوله : لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم" النساء 148 ، والذي أمر سبحانه باستبداله بالقول الحسن في قوله تعالى : وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا 17:53..
وقد كانت ذرائعهم في شتمي ولومهم لي وعتابي بتلك السلاطة الشديدة ، هو كوني لم اتقبل سلوكهم في تحقير وتصغير كل من من ليس مع فصيلهم ، الذين يكنون لهم العداوة والبغضاء ، ومن بينهم ، أو على رأسهم ، مصر ،التي لا يتورعون في عتابها وشتمها ، بدعوى أنها لم تدخل المعركة من اجل غزه ولم تقف موقفا حازما تجاه ما يجري في فلسطين – وهم يعلمون أنها غير مستعدة لما يريدون توريطها فيه من معرك ، والتي لن تقوم لها قائمة لو دخلتها ، ولأنه كما يدركون ان هزيمة فصيل من جماعة يمكن ان تعوضه في زمان محدود وقصير ، بينما هزيمة دولة في حجم مصر ، فإنه يحتاج الى عقود من الزمان لإعادة بناء جيشها وتعويض خسائرها ..
وما تسارع الاخوان المسلمون إلى اعلان التمسك بالقضية الفلسطينية والتظاهر بالحرص عليها ، وادعاء بأن الاطاحة بحكمهم ناجمة عن اخلاصهم لها ولشعبها ، إلا من باب النكاية والمزايدة ، بينما حقيقة أمر تمسكهم بالقضية الفلسطينية ، هو مبني في معظمه على كل ما يحقق لهم وللمحور الإخواني التركي القطري من مصالح ومنافع ماديّة وسياسية استراتيجية ، وليس من أجل فلسطين وعموم شعبها وأبناء امتها ، التي ، يضربون قضيتها عرض الحائط ..
ولن ابالغ ان قلت أن قراءة ما يكتبه هؤلاء من هرطقة ، وهذيان ، يجعل الأمية نعمة من الله والانتحار المعرفي بطولة وخلاصا ، وينمي لدى الإنسان السوي ، الرغبة الملحة في أن أكون أمّيا لا يفرق بين العصا و"الزواطة"..
ومع كل هذا وذالك ، ورغم قساوة لغة السب والشتم والعتاب ، وما تتسبب فيه من الألم والغيظ وهدم للهيبة والقيمة ، فإني لم ولن أفكر في الإنجرار إلى منزلقات الرد بالمثل على سفاهة تلك الاصوات الناشزة والأقلام البائسة ، التي لم يعد أحد يستسيغها ، لاستهلاكها لنفسها حد الابتذال ، وذلك عملا بالمثل المغربي الدارج "السفيه إلى درتي بحالو باش فتيه " . لكني أتوجه لهم بالنصح بالتروي والتحذير من التاريخ الذي يمهل ولا يهمل ، يصبر ولا يغفر ، يتساهل ولا يصفح أو يتسامح ، وأدعو لهم بالهداية والرشاد ، علّهم يتداركوا انفسهم ويتعرفوا على بعض من عيوبهم التي أخفتها عتمة ظلمة الكهوف التي يعيشون في احشائها ، والتي شوهت الكثير من معاني مقدسات الدين والوطن والمذهب ، ويعملوا على تنظيف اعماقهم من ضحالة تفكيرهم ، ويطهروا ضمائرهم من سذاجة وسطحية منطقهم ، ويجففوا قلوبهم من خبيث احقادهم ، ويسارعوا لتصحيحها ، أو تجنبها ، أو يحاولوا التّخفيف من حدتها –على الأقل - ليس مراعاة لخاطرهم ، ولكن لخاطر الشعب الفلسطيني المشرد ، وإكراماً لفصائل المقاومة الباسلة ، واحتراماً لأرواح الشهداء الابرار ..
لكن مصيبتنا مع العديد من كتابنا ، الذين يدعون أنهم "سياسيون" أنهم يعتقدون أن العيب كل العيب في الآخر وليس فيهم ، و يعتبرون أن الشتم والسب واللوم والعتاب من القدرات والمهارات السياسية الهامة ، لذلك تراهم ، يبررنها ويسوقون لها كموهبة وعمل سياسي نخبوي يؤدي إلى الشهرة والشعبية والأهمية والمكانة العالية لدى الرأي العام من اقصر الطرق ..
الإنسانية عامة تتفق على أن الاختلاف في الرأي والنقد في الفكر شيء جميل ، ولكنها تحتقر تسفيه آراء الآخرين وتعتبر عتابهم وشتمهم شيء مذموما. لكننا نحن شعوب تعشق اللوم والمعاتبة ، بينما الانتقاد والمعاتبة غير مستساغة في ثقافة الغرب وتخل بذوقيات العامة ، فهلموا إلى نقد كيس ولبق لا يجعل الطرف الآخر يعرف مواطن الخلل دون أن يحس بالذنب أو الأم ، وبذلك نكون قد بَلَغنا بعضا من رشدنا واتعظنا من تجاربنا الفاشلة وقررنا التخلي عنها تماما
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصائب قوم عند قوم فوائد ..
- نعم للتضامن لا للوم والعتاب !!
- ظاهرة التلصص على الآخرين !!
- لكل جهنمه ! (5)
- مراسيم تشييع جثمان -بونوارة-
- قد جاء دورك يا -بونوارة- فمت قرير العين بما ينتظرك عند ربك!!
- بدعة التسابيح وموضة التسبيح
- ألا في مثل هذا فليتنافس المتنافسون .
- لماذا تأهلت لنهائيات كأس العالم الدول التي ترأسها النساء فقط ...
- هل بعث الله لمصر من يصلح لها أمر دينها ودنياها
- سلامة الإنسان في سلامة بيئته .
- وبضدها تتميز الأشياء !!
- الصبر والدعاء لا يكفيان لمجابهة المصائب يا نساء !
- على هامش إحتفالية توزيع الجوائز بمنتزه -جنان السبيل- التاريخ ...
- هل هي مؤا مرة على المرأة ، أم على الإسلام ؟
- المنتدى المغربي للمبادرات البيئية بفاس ينظم حفلا بيئيا بجنان ...
- هل هي عنصرية صرفة أم هي مجرد ذوق عام ، أو ثقافة اجتماعيّة تق ...
- برتوكولات المواكب الحكومية
- تهنئة مصر بانتصارها
- إعدادية بنكيران ماض ٍعريق وحاضر كئيب !


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - حميد طولست - ليس مراعاة لخاطركم ، لكن احتراماً لأرواح الشهداء الابرار ..