أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد طولست - الصبر والدعاء لا يكفيان لمجابهة المصائب يا نساء !














المزيد.....

الصبر والدعاء لا يكفيان لمجابهة المصائب يا نساء !


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4505 - 2014 / 7 / 7 - 17:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الصبر والدعاء لا يكفيان لمجابهة المصائب يا نساء
من المسلمات أنه لا حرية ولا كرامة لمن لا يستطيع ان يعيش دون اتكال على الغير أو استعدادٍ لقبول تسلطه وقمعه واستبداده ، أو تبريرها والدفاع عنها ــ حيث أنه كلما كان المرء مستقلا عن الغير رافضا لقمعه وظلمه وسلطته المطلقة ، كلما كان حرا ماديا وفكريا ، لا يجرؤ أي كان على انتهاك خصوصياته واستباحة ممتلكاته ..
ومن هذا المنطلق على المرأة أن هي أرادت حقا التخلص من حال التيه والخوف و كسر قيود الاحباط واليأس والتزييفه وغياب الرؤى وفقدان الأمل الذي تحياه معاناة ومعايشة وثقافة وشعورا ، وإن هي رغبت صادقة في مواجهة ما تكابده ، من انتهاك لحقوقها الإنسانية ، واستنقاص لمكانتها ، وعبث بحقوقها ، واستخفاف بمصيرها ، وتعدي على حقها في الاختيار وتكافؤ الفرص، وفرض الرأي الآخر والضغط عليها وتخويفها لتنسحب من الحياة العامة ، وتتقوقع خلف قضبان ما أعد من سجون الصمت والعيب والعار والشرف والحجاب وحيطان البيوت التي فرض عليها التقمقم وراء أسوارها ، بدريعة كونها ذلك الكائن الناقص عقلا ودينا ، والضعيف المُتحكم في مصيره بحجة الشرع والدين الذكوري الاستبدادي المخالفة لتعاليم الإسلام السمحة ، والذي يعمق الانقسام وينشر الخوف ويعزز النفور من الدفاع عن قضاياها المصيرية ، وتحريرها من القيود التي كبلها بها تعسفا سدنة الدين ورجال السياسة ، طوال قرون ..
عليها إن هي كانت متمسكة فعلا بحقوقها في الكرامة والتحرر من سطوة من ارتضوا لأنفسهم - بلا مبرر أو مؤهلات - فرض مزاجهم الشخصي الضيق الأفق سيفا بتارا على كل تحرر نسائي حر واعد ؛ عليها أن ألا تنتظر طويلاً لتستوعب الصدمات المتتالية والضربات المتلاحقة التي تتلقاها يومياً من سجاني الفكر ، وكتائب الحجر على العقول والألسن ، وجحافل دعاة التقمقم على الفكر والإبداع ، وأساطين التحكم بالذوق العام ، وفرسان الجهل والتجهيل ، وأن تخروج فورا عن صمتها وسلبيتها ، وتوقظ مواهبها المكبُوتة وتستنهض كوامن ثوريتها الرافضة للظلم الطامحة للحق والعدل والمساواة ..
ــ عليها إن هي ودت أن يتنبه المجتمع بكل مكوناته الدينية والساسية للمؤامرات الشرعية والاجتماعية والسياسية المرتكبة في حق نصفه ، ألا تقف صامتة على صمت الصامتين على استباحة حقوقها ، وألا تفقد الأمل في المستقبل الأفضل ، وألا تغرق في اليأس والإحباط ، وألا ترضى بأن تكون الضحية المستسلمة العاجزة عن فضح ومواجهة تجاوزات من كان من المفترض فيهم الدفاع عنها وحمايته من منتهكي حرياتها ، وألا تقنع بشعارات جمعياتهم المدعية الدفاع عنها ، وما يصدر عنها من تصريحات وبيانات رسمية ، وكتابات على صفحات جرائدهم وجدران مواقعهم الاجتماعية ، التي تنضح عن خلفياتهم الخبيثة المؤججة للفتنة بما يفرضون عليها من التقوقع خلف أسوار البيوت ، وهم يعلمون أنها لم تخرج تبرجا ولا رغبة في مجرد الخروج ، وأن عدد المحافظات على شرفهن اللواتي بعن كل أغراضهن ولم يتبقى لهن من سبيل إعالة أسرهن سوى العمل خارج تلك المنازل التي سوّرهن بها أولئك الذين اعتقدن في وقت ما أنهم اقرب إلى لله والوطن ، وأنهم جاؤوا ليرسمون بحروف من نور صفحات لمستقبلهن المشرق ، بدل أن الحجر عليهن واعتبار خروجهن للعمل بدعة وخروجا عن الشرع والسنة ، وقد كان الأجدر بهم أن يستروا عورات المعوزات المستعينات منهم على مجابهة مصائب انتهاك الكرامة مقابل كسرة خبز أو سقف منزل أو شيء من الدواء ، بالصبر والدعاء ..
على المرأة التي كانت تأمل أن يأتي من ظن أنهم من أهل الله ، ليشعروا بأوجاعها ويرفعوا من سقف حقوقها ، ويمكنوا المعوزات من رغيف الخبز ، بدل أن يُلجئهن الجوع للبحث عنه في صناديق النفايات ، أن تتيقن أنه لا يمكنها أن تعول على أمثال هؤلاء الذين كانت تصدق كل شعارات الدعاية السياسية التي كانوا يروجون لها قبل التمكن من السلطة ومصادرة القرارات الإلهية، والتي كان يهتز كيانها حينما يرددون بأنهم أحسن من يحمي المرأة ويكرمها بما يتماشى مع روح الدين التي لا تتنافى وروح العصر..
وإن هي فعلت ذلك وصدقتهم مرة أخرى ، فهي إما جاهلة أو عدوة لنفسها ، وكونها عدوة نفسها اظهر وأقوى من كونها جاهلة ، وهي فعلا جاهلة - رغم ما قطعته من أشواط نضالية كبيرة وما حصلت عليه من مكتسبات وحقوق - بكل المواقف المتعنتة للحركات الإسلاموية من تساوي حقوق المرأة مع الرجل ، وتعدد الزوجات ، وعصمة الرجل ، وتقلد المناصب القيادية ، والاختلاط ، والطلاق ، والميراث ، وحق التعليم ، والاشتغال بالسياسة ، وغيرها من القضايا الحساسة ..
على المرأة ألا تستسلم وألا تيأس ، لأنه – كما يقال – "مهما تلونت الأشياء بأي لون ، لابد في يوم ما أن تعود لطبيعتها وأصلها ، ومهما وتشوّهت الضمائر وتراجعت المشاعر الإنسانية لدى قطاعات لا يستهان بها من الناس ، لابد من فعل يكشف معدنها"

حميد كولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش إحتفالية توزيع الجوائز بمنتزه -جنان السبيل- التاريخ ...
- هل هي مؤا مرة على المرأة ، أم على الإسلام ؟
- المنتدى المغربي للمبادرات البيئية بفاس ينظم حفلا بيئيا بجنان ...
- هل هي عنصرية صرفة أم هي مجرد ذوق عام ، أو ثقافة اجتماعيّة تق ...
- برتوكولات المواكب الحكومية
- تهنئة مصر بانتصارها
- إعدادية بنكيران ماض ٍعريق وحاضر كئيب !
- الجدودية ثرية بالمعاني.
- المراة عندهم ، والمرأة عندنا !!
- الصحراء المغربية ودور الجمعيات المدنية
- شعوب لا تقرأ !!!
- ظاهرة نكران الجميل !!
- بلاد تستوطنك ، كما يستوطن العطر أكمام الزهور !
- أيهم أكثر نضالية ، عمالهم أم عمالنا ؟؟
- فاتح ماي في فرنسا عيد مزدوج ، -رمانسية ونضال-.
- رد على منتقد -لولا الجنس لانقطع الجنس -
- لولا الجنس لانقطع الجنس (5)
- لولا الجنس لانقطع الجنس (4)
- لولا الجنس لانقطع الجنس (3)
- لولا الجنس لانقطع الجنس (2)


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد طولست - الصبر والدعاء لا يكفيان لمجابهة المصائب يا نساء !