أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - حميد طولست - على هامش إحتفالية توزيع الجوائز بمنتزه -جنان السبيل- التاريخي














المزيد.....

على هامش إحتفالية توزيع الجوائز بمنتزه -جنان السبيل- التاريخي


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4500 - 2014 / 7 / 2 - 17:55
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


لم أستطع أن أقاوم رغبة المقارنة بين الذي يحدث في الكثير من بلدان الغرب التي نسعى دائما إلى استنساخ نماذج طبقا للأصل من أعمالها في كثير من الميادين والأمور ، وبين الحاصل مع البيئتة في العالم العربي عامة وفي المغرب خاصة ، حيث لم يستوقفني قط نموذج واحد من نماذج الإهتمام بالبيئة والحفاظ عليها ، إلا نمودج "منتدي مبادرات بيئية بفاس" ، الذي جعل محبي البيئة وعشاقها المتشبعين بالتربية المدنية والوعي البيئي وحب الجمال ، يحجون قبل أيام ، إلى منتزه "جنان السبيل" التاريخي للاستمتاع بحفل تكريم المهتمين بالبيئة الذي أعاد المتزه إلى غابر أيامه الزاهية ، التي يتحسر الفاسيون قبل غيرهم من المغاربة على زوالها..
لنتصور كيف ستصبح عليه أوضاعنا البيئتية ، لو أن كل جمعياتنا سارت على منوال "منتدى المبادرات البيئية بفاس" في تفاني أعضائه وتنافس منخرطيه على الاهتمام بالإنسان - كثروة عظمى في حياة المجتمع ، وهدف اسمى يستوجب كل النضال والتضحية من أجل اسعاده – وتنميته من خلال تحسيسه بقيمة البيئة من حوله وانتمائه إليها ، واشاعة الوعي البيئي لديه ، واشباعه بثقافة الحفاظ عليها ، ودفعه للانخراط الكلي والصادق في قضاياها المجتمعيه بمفهومها الشامل والحقيقي..
ولنتخيل لو قام كل منا بما هو واجب عليه حيال معضلتها في بلادنا ، والتزم الجميع ، بتطبيق قوانين سلامتها ، أو حاولنا ذلك على أقل تقدير، وقلل كل منا من أنانيته وتعنته تجاهها ، لأنقدنا مدننا من محنها وتشوهها وقذاراتها وذبابها ومستنقاعاتها وصفيحها العلني ، وغبارها وغباء خرابها المخجل ، كفيناها شرور ما ترزح تحته غالبيتها الآن من احوال كارثية مزرية ، ولنعمنا فيها بالأمن والأمان ، وحافظنا على صحتنا وضحة الأجيال القادمة ، ولاقتصدنا في الطاقة والأموال المهدرة هباءً !!
ولعمري إن ذلك لسهل وهين على كل من في قلبه ذرة خرذل من حب طبيعة هذا الوطن ويعشق جماله ، لأنه ، وكما هو معلوم ، أن الأهداف ليست لها جنسيات ، وتحقيقها غير مقتصر على عينة من الناس دون غيرها ، وأن الإنسان ، أيا كان وفي أي مكان أو زمان كان ، ما أن يعي معنى الحياة ، ويستكشف منعطفات دروبها ، حتى تنبض في دواخله مجموعة من الآمال والأحلام ، ويرسم في مخيلته الكثير من الأماني و الطموحات والأهذاف ، يتمسك بتحقيقها محاولا ، رغم الضغوطات الاجتماعية والمعيقات المادية ، إدارة حياته من خلال تراكماتها.
نحمد الله أن بلادنا تزخر بالكثير من العصاميين الذين عرفوا أن الحياة فرص سانحة لا تنتهي ، وينابيع رقراقة لا تنضب ، وخطوا صورا مشرفة للصمود والنضال في مختلف المجالات التغيير والإنقاد ، ومن بين هؤلاء الصابرين المثابرين ، أعضاء " منتدى مبادرات بيئية لفاس" الذين لم يُمكنوا الإحباط من كسر همتهم ، ولا لليأس من قتل عزائمهم ، ولم يشقوا الجيوب ، ولم يلطموا الخدود -كما تفعل الغالبية العظمى منا أمام معضلة البيئة – وتمسكوا بخيط الأمل على وهنه ، وحملوا معاول الإرادة بأيد قوية ليحطموا كل المعيقات ويطوعوها لصالح بيئة سليمة ، حتى وصلوا إلى ثمرات كفاحهم ، ورووا بها طموحاتهم التي توجت قبل أيام بحفل بيئي شيق بمنتزه "جنان السبيل " فوت على الدهر فرصة هزم بيئتنا ، وعلى المعيقات هدم طبيعتنها .
واحقاقا للحق ، إرتأيت أن أقدم للقراء شخصية من بين تلك الشخصيات التي تميزت على خارطة العمل البيئي ، والتي تعد "الديناموا" المحرك لنشاطات هذا المنتدى ، ليس للتعريف به لدى القراء ، فهو فوق ذلك وأشهر من نار على علم ، عزوفه الراسخ عن البهرجة والأضواء والشؤون الذاتية التي سعى ويسعى اليها آخرون ، ولكن اعترافا وتقديرا لمجهوداته في شتى المجالات
من خلال الكثير من التنظيمات الجمعوية والنقابية والسياسية ، وعلى رأسها المجال البيئي الذي لم يدخر فيه جهدا كرئيس "لمنتدى مبادرات بيئية "
تلك السخصية هو : الأستاذ والأديب عبد الحي الرايس ، الشخصية التي عاصرت أحداثا وأحلاما وآمالا وتطلعات ومشروعات نهضوية ، ونكسات وإنكسارات ومرارات سياسية كبرى أيضا ،
عبد الحي الرايس ، رجل من نوع خاص لا حدود للقمة عنده ، إتخد من العمل عبادة ، وإستطاع أن يحقق في زمان وجيز ما لم يقوى غيره على تحقيقه عبر عقود، فقد ابحر إبحارا هادئا في مكونات السياسة ومناخاتها ، كما غاص في ميادين النقابة وتدرج في سلاليمها ، وسبح في عالم الجمعيات وجرب المسووليات وبرع في إبداعتها وعطاءاتها، باستقامة وحسن سريرة ومناعة ضد الاحتواء وضد التدجين وضد بيع الضمير ، مخلص في حماسته للتغيير ، صريح إلى درجة انزعاج الكثيرين من غضباته على قبح الواقع ؛ شخصية نجحت في المزاوجة بين كونه سياسيا مبدعا وكونه نقابيا صادقا يلتحم مع قضايا الجماهير باستمانة ، بعيدا عن التدجين والمزايدات الذاتوية ، ودون الإهتمام بإسمه وتلميعه كما يفعل الكثيرون بأسمائهم .
وعذرا ، لعدم ذكر اسماء كل أعضاء "منتدى مبادرات بيئية بفاس" ليس لجهل بهم أو قلة اطلاع أو تقصير مني في حقهم ، وإنما لضيق المجال ، وليطمئنوا فهم حاضرون دائما في الضمائر ويستحقون منا - على اختلاف اطيافهم والوانهم – الانحناء والاجلال والتقدير ، ليس على تطوعهم الناجح في المجال البيئيي واخلاصهم فيه بوعي ودقة وموضوعية وضمير وطني ، والذي هو ديدنهم ، وسيرتهم في الحياة ، ولكن على جرأتهم وعدم وقوفهم صامتين سلبيين منزوين -كغالبيتنا- عن الدفاع عن استباحة البيئة المغربية ، عاجزين عن مواجهة ما تتعرض له من انتهاكات سافرة وخروقات فاضحة ، وغير قادرين على حمايتها من سطوة التسلط والاستبداد والمساهمة في الارتقاء بها والرفع من شأنها في كل مجالاتها ، وعلى فيض ثقتهم العميقة بالنفس، وقناعاتهم المستندة مما آمنوا به من مبادئ وأفكار وقيم أن البيئة/الطبيعة أم الجميع والمصدر الخلاق اللامنتناهي في إنتاج وتوفير مصادر الإستمرار للجميع .



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هي مؤا مرة على المرأة ، أم على الإسلام ؟
- المنتدى المغربي للمبادرات البيئية بفاس ينظم حفلا بيئيا بجنان ...
- هل هي عنصرية صرفة أم هي مجرد ذوق عام ، أو ثقافة اجتماعيّة تق ...
- برتوكولات المواكب الحكومية
- تهنئة مصر بانتصارها
- إعدادية بنكيران ماض ٍعريق وحاضر كئيب !
- الجدودية ثرية بالمعاني.
- المراة عندهم ، والمرأة عندنا !!
- الصحراء المغربية ودور الجمعيات المدنية
- شعوب لا تقرأ !!!
- ظاهرة نكران الجميل !!
- بلاد تستوطنك ، كما يستوطن العطر أكمام الزهور !
- أيهم أكثر نضالية ، عمالهم أم عمالنا ؟؟
- فاتح ماي في فرنسا عيد مزدوج ، -رمانسية ونضال-.
- رد على منتقد -لولا الجنس لانقطع الجنس -
- لولا الجنس لانقطع الجنس (5)
- لولا الجنس لانقطع الجنس (4)
- لولا الجنس لانقطع الجنس (3)
- لولا الجنس لانقطع الجنس (2)
- لماذا فقدنا الابتسامة ؟؟..


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - حميد طولست - على هامش إحتفالية توزيع الجوائز بمنتزه -جنان السبيل- التاريخي