أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - ظواهر عيدية سلبيه مستفزة .














المزيد.....

ظواهر عيدية سلبيه مستفزة .


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 21:41
المحور: المجتمع المدني
    


ظواهر عيدية سلبيه مستفزة .
راودتني افكار كثيرة حول العيد ، فاحترت عن أيها اكتب ، لا اخفيكم انها كانت تدور كلها حول ما عرفه عيد الأضحى في بعض المجتمعات العربية ، وفي مجتمعنا المغربي ، من تحولات خطيرة في بعض قيمه ومسلكياته ، التي وصلت درجة تنذر بأفدح العواقب ، وأقبح الأخطار، حيث طغت صغائر وشوائب التصرفات السيئة على أصول الشعائرة الربانية الروحية النبيلة ، وتحكمت في قيمها، حتى باتت الأصول هوامش ومنسيات تراثية فقدت أصالتها وبريقها الذي كثيرا ما افتخرنا به على العالمين مند غابر الأزمان .. حيث أنه ومع بداية العد العكسي للاحتفال بعيد الأضحى -الذي لم يعد ممارسة دينية نقية بين الفرد والله فقط ، مثل أي ممارسة دينية ، قد أضحى مشاهد للتفاهات المتعارضة بالمطلق مع الأمر الديني في زهده وبساطته ، وأصبح كناية عن تخلفنا السياسي والفكري والمجتمعي ، والتراجع الرهيب لمؤشرات تمدننا وتحضرنا ، بعد أن تحول إلى شبق للذبح والشي ورائحة الدماء كما قالت فاطمة ناعوت في مقالتها التي أثارت لغطا كثيرا : "لكنها شهوة النحر والسلخ والشي ورائحة الضأن بشحمه ودهنه جعلت الإنسان يُلبس الشهيةَ ثوب القداسة وقدسية النص الذي لم يُقل " –وبين عشية وضحاها ، وفي سباق محموم مع العبث ، جثمت الفواجع على صدر شوارع ودروب مدننا المختلة هياكلها ، لافرق في ذلك بين العصري منها أو الشعبي والعشوائي ، تهز رواسخ طمأنينتها المهزوزة أصلا ، بمآسي وأحزان الفوضى التي يخلقها في ربوعها ، من عثروا في طقوس العيد على موارد ، حرمتهم من حقهم فيها سياسات عشوائية رغم الشهادات ، فحولوها من معارض باعوا فيها قبل أيام كل مستلزمات المدارس ، إلى أسواق نصبت عليها وبشكل طارئ وكيفما اتفق ، خياما من القصب والخشب ، بلا ذوق ولا جمالية ، لبيع الفحم ومستلزمات الذبح والسلخ ، ثم مباشرة بعد صلاة عيد الأضحى ، وبعد دقائق قليلة من أداء ونحر الملك للأضحية ، تصير على أيديهم وأيدي العاطلين أثرابهم ، ميادين للتكسير والتقطيع وشي الرؤوس ، وفي ظهيرة نفس ذات اليوم المشهود ، تغدو العديد من أحياء المدن بركا من الدماء والأعضاء الحيوانية والفضلات والقاذورات ، ومستنقعات آسنة جراء مخلفات روث المواشى وأعلافها التي تضافر تحللها تحت درجة الحرارة المرتفعة ، لتصدر روائح كريهة تشي باشمئزاز، أن الأمر ليس بديني ، ولا حتى آدمي بالمرة ، تباكى منه بعض ساكنة الأحياء المتضررة ، وتبادلوا الشكاوى ، وألقوا باللائمة على غيرهم، الذي اعتبروهم جحيما ، يعرقل سلاسة حياتهم ، ويدمر مظاهرها الحضارىة ، ويعبث برونق الأحياء والمدن غير منمقة أصلا .
إنها صور حياتية محيّرة ، ومؤسفة ، ومحزنة ، ومعيبة ، لكنها من صنع أيدينا.. وهي نتاج ثقافة مجتمعية سيطرت عليها العادات والتقاليد والأعراف التي- مع الأسف- تتمسح جلها بالإسلام وتدّعي زوراً انتسابها إليه ، وانتماءها لأحكامه وتعاليمه ، صور من ألبوم حياتنا يحوي مئات الآلاف من الصور التي نصنعها بأيدينا وننحتها بأدواتنا ونتمسك بها حد العبادة ، ويعطي بها الفرصة لخصوم ديننا الحنيف لتوظيفها في مهاجمة إسلامنا والطعن فيه وإرهاب المُتعاطفين معه للابتعاد عنه والتخلي عن دعمه أو حتى الدفاع عن حقوقه ، ولا أراني معها وغيري كثير كثير ، إلا منشدين مع المتنبي رحمه الله الذي فأنشد بيته الشهير وكأنه نظر إلى أحوالنا المزرية بلحظ الغيب :
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
ولا أدري متى سنستفيق من سباتنا ونصصح تصرفاتنا، ونرجع جميعاً لديننا الحق مقتدين بسيد الخلق نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام قدوتنا في هديه وسلوكاته وتعاملاته وفي أخلاقه ، وفي الختام أدعو المولى عز وجل بدعائ النبي ( ص ): رب اهد قومنا فإنهم لا يعلمون ، ولا حول ولا قوة لنا إلا بالله العلي العظيم..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول عن ضياع أموال المتقاعدين ؟؟؟
- الشهوة !!
- مظاهر عيدية في حاجة لمعالجة !!
- يوم عالمي للمعلم وآخر للحمار !!
- إصلاح التقاعد ، لن يكون غير ب-العين الحمرا-.
- المحاصصة دعم لأفراد طائفة معينة ، أم هي توزيع للمغانم ؟؟
- المحاصصة دعم لافراد طائفة معينة ، أم هي توزيع للمغانم ؟؟
- رهانات الدخول السياسي لدى حكومة ومعارضة صاحب الجلالة !!
- الصحافة الجهوية مهنة من لا مهنة له
- القضية الفلسطينية والأقلام الخربة
- الأحفاد ودفئ التفاعل الاجتماعي
- قيمة الأمتعة من قيمة أصاحبها ، أو على وجه الجلدة كيتباس الكت ...
- اربعينية بونوارة ، حلت دون استئذان !!
- ليس مراعاة لخاطركم ، لكن احتراماً لأرواح الشهداء الابرار ..
- مصائب قوم عند قوم فوائد ..
- نعم للتضامن لا للوم والعتاب !!
- ظاهرة التلصص على الآخرين !!
- لكل جهنمه ! (5)
- مراسيم تشييع جثمان -بونوارة-
- قد جاء دورك يا -بونوارة- فمت قرير العين بما ينتظرك عند ربك!!


المزيد.....




- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - ظواهر عيدية سلبيه مستفزة .