أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد طولست - قيمة الأمتعة من قيمة أصاحبها ، أو على وجه الجلدة كيتباس الكتاب !!















المزيد.....

قيمة الأمتعة من قيمة أصاحبها ، أو على وجه الجلدة كيتباس الكتاب !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4553 - 2014 / 8 / 24 - 17:47
المحور: حقوق الانسان
    


قيمة الأمتعة من قيمة أصاحبها !!
إن ما حدث قبل أيام للصديق والزميل الإعلامي المقتدر الأستاذ عزيز باكوش ، من تعرض أمتعته وأمتعت باقي المسافرين معه على متن الرحلة k617 القادمة من الدوحة عبر اسطمبول ، من فضائع التبخيس والعبث والاستهتار ، والتي برع في تعرية ما اقترن فيها من المآس بالمهازل ، أمام الرأي العام ، في مقالته المنشورة على الفيسبوك وفي العديد من المواقع الإلكترونية ، والتي استهلها بقوله : " لم أسجل كمسافر مغربي العبث الحاصل والاستهتار والتبخيس الذي تحظى به أمتعة المسافر مثل ما هو عليه الحال بمطار محمد الخامس بمملكتنا السعيدة " ليؤكد مقولة أن قيمة الإنسان تختلف من بلد لآخر وتخضع لعدة عوامل اهمها غنى الدولة ، وقوتها العسكرية والسياسية وجبروتها في العالم ، بالإضافة الى عامل مهم وهو خضوع نظامها السياسي لمذهب الديمقراطية الليبرالية الذي يعطي للإنسان الأهمية التي يستحقها ، وليدفع كل غيور على هذا البلد - الذي نريده في مقدمة البلدان التي المتقدمة والتي تحترم إنسانها- للتساءل عن سبب حال التدهور المزرية التي نحن عليها اليوم ، ويقف حائرا ، عاجزا يبحث عن الحلول يمكنها وقف هذه الفوضى والاستهتار بالوطن والمواطن الذي يشهده مغربنا الحبيب ، ويطحن كل مقوماته بلا رحمة وبقسوة قلّ نظيرها ،الموروثة مما عرفته من سياسات مجرّدة من الأخلاق ، مشبعة بالأنانيّات المتجذّرة التي تمنع بعض المسؤولين من تقدير المسؤوليات المنوطة بهم ، وتجعلهم لا يبالون بما يتسبب فيه اهمالهم لها من ضيق ومعاناة للآخرين ، تلك السلوكيات التي كنّا نعتقد بأنّها ستنقرض مباشرة بعد مصادقة الشعب على الدستور الجديد وبالإجماع...
ربما تكون خدمات مطار محمد الخامس ، أو الجزء الأكبر منها على الأقل ، ليست في المستوى المطلوب ، ولا ترتقي إلى جودة خدمات بعض المطارات العالمية من حيث التعامل مع المسافرين ،كما جاء في مقالة الأستاذ باكوش ، ولا تتناسب وحجم الوصلات الإعلانية الإشهارية المدفوعة الأجر مسبقا ، والتي لا تعتبر كثرتها دليل جزم أو تأكيد على أن المادة المسوقة -مطار محمد الخامس هنا ، أكبر مطار دولي بالمغرب - يسير في أحسن الظروف ، ويقدم لزبائنه الخدمات المعلنة في الوصلات الإشهارية ، والذي تبقى حقيقة الوضع فيه لا يطاق ، كما لو كنا بمحطة تابعة لأحد الأسواق المغربية النائية ، حيت يطال أمتعة المسافرين التخريب والسرقات والعبث بمحتوياتها ، وبشكل يبعث على القلق ويفضح مدى قيمة الإنسان عند المسؤولين ، -كما في المثل الذي اتخذته عنوانا لهذه المقالة ، والذي المثل المغربي الدارج "على وجه الكتاب تتباس الجلدة " -ويفرض - اليوم وقبل الغد - خلخلة وضع المسؤولين على خدمة المسافرين قبل أن يتفاقم الوضع المأزوم أصلا والناتج عن السياسات غير المعقلنة التي تعاقبت عليه وعلى البلاد منذ الاستقلال ، والتي لازال يصر عليها بعض حملة "الطولكي ولكي " كما سماه باكوش ، ومن هم على شاكلة من بعض المسؤولين ،حتى بعد اقرار على الدستور الجديد –كما اسلفت - وبعد الانتفاضات الشعبية التي هزت مختلف مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، والتي لاشك كان السبب الرئيس فيها مافيات الشر والفساد من حاملي "الطالكي ولكي" الذين لبسوا "قشور الحضارة " التي لم ينتجوها قط ، وكانت أعظم انجازاتهم هي ثقافات الانحراف المنافية للأخلاق والقيم ، والذين ينطبق عليهم المثل الفرنسي L habit ne fait pas le moine."، أي أن الجبة أو العمامة لا تصنع الفقيه ، خلاصة القول هو أنه لا يفصل بيننا وبين أن نكون سوى ان نكف عن تقديس جهلنا وطاعة ما صنعته أيدينا من أصحاب "الطولكي ولكي " الذين تقدموا شكلا ، وتأخروا سلوكا ، وانحطوا خلقا ، الذين ساهموا في تفاقم الأحوال وتعقيد الأوضاع وتأزيم الأمر ، واستنزاف الطاقات والموارد والثروات التي أدت إلى ثورات الربيع العربي.
وأنا هنا لا اعمم لأن الأخيار والطيبين يشكلون الأغلبيّة الساحقة في هذا البلد الكريم ، لكنّ تفرّق الأخيار وخجل الطيبين ، جعل الشر ينتصر على الخير الذي هو بحاجة للدعم قبل أن يضلّ ويتحول إلى شاة جرباء ضائعة ، تصيب القطيع بعدوى جربها. وقبل الختم لا يسعني كمواطن مغربي معتز بوطنيته التي يعد الحفاظ عليها واجبا شرعيا ومسؤولية وطنية .. إلا أن أتعاطف مع الأستاذ عزيز باكوش ، وأدين معه تلك الفضاعات المهولة التي تتسبب للبلاد والعباد في مصائب وأزمات ترهن المستقبلها ، والتي يجب تسميتها بأسمائها الحقيقية ، والتي هي هنا وفي كل أحوالها وظروفها تدخل في خانة ومسمى : "التنصل عن القيام بالمسؤولية ، والتهرب من القيام بالواجب بشكل يثير الأسى والغثيان في الوقت ذاته " والتي يعاقب عليها القانون في البلدان التي تحترم نفسها ..
صحيح أن الشعب المغربي صبار إلى درجة تجعل من صبر أيوب أمام صبره غير نقطة في بحر ، لكن وكما تقول أم كلثوم : "للصبر حدود" تجعله ينتهي -مهما كانت قوته - أمام استفحال المشاكل وتشعبها وتطور الأزمات التي تخلق الاضطرابات ، الممزقة لبنية المجتمع ونسيجه الاجتماعي ..
وبقدر ما أشعر بالأسى والأسف على الاستهانة بكرامة المواطن المغربي والتعالي عليه من طرف أصحاب "الطولكي ولكي" المسؤولين على السهر على أمنه وسلامته ، والذين غالبا من نحشرهم في خانة المخزن والحكومة ، وكل الدوائر الرسمية ، لنتخذ منها شماعة لكل فشل او شر ألم بنا ، بقدر ما أحمل أنفسنا مسؤوليات ما يحدث لنا ، وأطرح السؤال فماذا عنا نحن ؟ وماذا عن منظماتنا الحزبية والنقابية ؟ وماذا عن إطاراتنا و أجهزتنا ؟ فلا شك أنها ، وكيفما كانت تقديراتها للظرفية والمعيقات ، تتحمل الجانب الأكبر من المسؤولية في ما يحدث لنا ، لتقاعسها عن تلقين الشغيلة المنضوية تحت الويتها واجب احترام المواطن ، واتقدير كرامته ، كأهم رسالة نضالية ، فلا ينحصر دور النقابات في مقاطعة جلسات الحوار وتاصدار بيانات الإدانة والشجب من حين لآخر ، بل هي ملزمة باتخاذ ما يكفي من الإجراءات التنظيمية الكفيلة بتقوية البنية التنظيمية لمنخرطيها وإطاراتها أفقيا وعموديا ، و تربيتهم على احترام الغير ، بدل خلق عمال وموظفين من طينة أصحاب "الطولكي ولكي" ، أن المنظمات النقابية الديمقراطيين هي المسؤول الأول والأخير على مواجهة الأمراض التنظيمية بما يكفي من الحزم والجهد والعمل لتخليص الأجهزة من المتسلطين عليها من أصحاب "الطولكي ولكي" ..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اربعينية بونوارة ، حلت دون استئذان !!
- ليس مراعاة لخاطركم ، لكن احتراماً لأرواح الشهداء الابرار ..
- مصائب قوم عند قوم فوائد ..
- نعم للتضامن لا للوم والعتاب !!
- ظاهرة التلصص على الآخرين !!
- لكل جهنمه ! (5)
- مراسيم تشييع جثمان -بونوارة-
- قد جاء دورك يا -بونوارة- فمت قرير العين بما ينتظرك عند ربك!!
- بدعة التسابيح وموضة التسبيح
- ألا في مثل هذا فليتنافس المتنافسون .
- لماذا تأهلت لنهائيات كأس العالم الدول التي ترأسها النساء فقط ...
- هل بعث الله لمصر من يصلح لها أمر دينها ودنياها
- سلامة الإنسان في سلامة بيئته .
- وبضدها تتميز الأشياء !!
- الصبر والدعاء لا يكفيان لمجابهة المصائب يا نساء !
- على هامش إحتفالية توزيع الجوائز بمنتزه -جنان السبيل- التاريخ ...
- هل هي مؤا مرة على المرأة ، أم على الإسلام ؟
- المنتدى المغربي للمبادرات البيئية بفاس ينظم حفلا بيئيا بجنان ...
- هل هي عنصرية صرفة أم هي مجرد ذوق عام ، أو ثقافة اجتماعيّة تق ...
- برتوكولات المواكب الحكومية


المزيد.....




- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد طولست - قيمة الأمتعة من قيمة أصاحبها ، أو على وجه الجلدة كيتباس الكتاب !!