|
القضية الفلسطينية والأقلام الخربة
حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 4567 - 2014 / 9 / 7 - 15:43
المحور:
القضية الكردية
إذا ما تتبعنا ما كتبته بعض الأقلام -التي ليس لأي منها غاية مركزية ، والتي هي مجرد ألعوبة تحركها بعض القوى بعيدا عن المنهج الصحيح- مند بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة ، وتكتبه حتى بعد توقفه بفضل المبادرة المصرية ، والذي اعتبر انتصارا للفلسطينين عامة والغزاويين على وجه الخصوص ، والذي فرحنا له فرحا كبيرا ، بغض النظر عن مقاييس النصر ومفاهيمه .. فإننا نجد أن منطق الإسقاط المشين ، قد تسيّد ، مع الأسف ، على النسبة الأكبر من المقالات ، التي تدور في حلقة التجرد الكامل من المسؤولية ، والاعتماد الإنقراضي المُقرف على آليات التبرير النكوصي التضَليلي المهين المحشو بالإتهامات المتعسفة للكثير من الجهات ، وعلى رأسها مصر والتي لم يكتفوا بامتهامها بالتخادل والتقاعس عن نصرة القضية ، وطالبوها بمحاربة الاسرائليين بدل أصحاب الشان ، وحملوها ، وبكل وقاحة ، مسؤولية ما يتخبطون فيه من عجز مُفزع على مواجة ما يختلقون من مشاكل - هم اساتذة في خلقها والسير في اتونها – لايقدرون على إيجاد الحلول لها .. كم هو مثير للأعصاب ، أن تظل الأقلام التي لا تحرّكها إلا الدوافع العرقيّة أو الأيديولوجيّة ، ولا تحفزها سوى المصالح الشخصية البعيدة كليا عن القضية الفلسطينية ، تلفحنا بزعيق تنديدها ولطم خدودها ، وولولتها على منظمة حماس ، رغم أنها لم تعد تثير تعاطفا ، ولا تستدعي حتى مجرد الشفقة لدى الغالبية العظمى من الأفراد والجماعات والشعوب ، خاصة بعد التنكر المقيت الذي وجهت به المبادرة المصرية الرامية لإيقاف العدوان الصهيوني وتحقيق بعض من مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة ، والجحود اللعين الذي جوبهت به مجهودات القيادة المصرية التي لم تكن تبذل رياء - رغم كل ما تعرضت له من بذاءات واتهامات بالخيانة والعمالة - أو ليقال عنها إنها فعلت ، وإنما كانت تفعل ذلك إنطلاقا من إيمانها بمسؤوليتها القومية والتاريخية تجاه القضية الفلسطينية ، بوجه عام ، وتجاه أهل غزة الأصلاء بوجه خاص. وحتى لايتهمني بعض أصحاب تلك الأقلام المنافقة المسعورة ، بمعاداة الفلسطينيين الذي أتمنى من أعماق كياني، أن يأتي يوم قريب تحل فيه كل مشاكلهم ، بالتحرر الكامل من قبضة الاستعمار الصهيوني .. وحتى نبعد عن لغة المزايدة والنضاليات المزيّفة والمغالطات المجافية للحقيقة والأكاذيب والقصص الزائفة ، التي يُعتقد أنها تمكن من الخديعة وتمرير الصورة الضبابية عن الواقع وحقيقته ، والتي لا تؤدي عادة إلا إلى الحسرة والندامة ، على ما نحن فيه اليوم، من حال مزرية، إقترنت فيها المأساة بالمهزلة ، واكتظ بالفرقة والضعف والضياع ، بشكل يثير الأسى والغثيان في الوقت ذاته ، فإنه لامناص من تعريف الأشياء بمسمياتها ، حتى يتبين أنّ السبب الأساسي في كا هذا وذاك ، هم تلك الأقلام التي فقدت إنسانيّتها لأقصى حد، ولم تعتد تنتمي إلاّ لفئتها الضيّقة المتطرفة ، وغاب عنها شعورها الإنساني ، فلم تعد تنظر إلى الجميع بذات العين، تتعاطف مع الجميع، تساندهم بما تقدر أن تفعله أزاء كل ما يحصل من إنتهاكات لحقوق الإنسان . لأن القلم الحقيقي الصادق هو ذاك الذي يدين الفضائع ويعرّيها أمام الرأي العام الدولي في التزام تام بأخلاقيات العمل الصحفي وقواعد الإعلام ، فيكون موضوعيا وحياديا فيما يقوم به من واجب لنقل المعلومة ، دون التأثر بها أو التدخل فيها ، بمشاعر ملتبسة تؤثر على النزاهة والحيادية ، خاصة حينما يتعلق الأمر بالأحداث أو القضايا الحساسة ، التي يجب أن يكتب عنها كما يكتب عن أي حدث أو قضية عادية لا تعنيه ، ودون أن يكون طرفا فيها إلا ما يتطلبه العمل الصحفي ، أو تفرضه نوعية الموضوع ومناسبته وظرفيته .. لكنها أقلام مأجورة ، إذا خربت خربت معها الأخلاق ، وبخراب الأخلاق تخرب الثقافة ، وتبعا لذلك الخراب تخرب الصحافة وتفقد ملامحها الأصلية ، وتسقط في ما تعيشه صحافتنا - مع كل أسف - من ممارسات لا تشبه العمل الصحفي في شيء ، وبخرابهما يخرب الذوق العام..
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأحفاد ودفئ التفاعل الاجتماعي
-
قيمة الأمتعة من قيمة أصاحبها ، أو على وجه الجلدة كيتباس الكت
...
-
اربعينية بونوارة ، حلت دون استئذان !!
-
ليس مراعاة لخاطركم ، لكن احتراماً لأرواح الشهداء الابرار ..
-
مصائب قوم عند قوم فوائد ..
-
نعم للتضامن لا للوم والعتاب !!
-
ظاهرة التلصص على الآخرين !!
-
لكل جهنمه ! (5)
-
مراسيم تشييع جثمان -بونوارة-
-
قد جاء دورك يا -بونوارة- فمت قرير العين بما ينتظرك عند ربك!!
-
بدعة التسابيح وموضة التسبيح
-
ألا في مثل هذا فليتنافس المتنافسون .
-
لماذا تأهلت لنهائيات كأس العالم الدول التي ترأسها النساء فقط
...
-
هل بعث الله لمصر من يصلح لها أمر دينها ودنياها
-
سلامة الإنسان في سلامة بيئته .
-
وبضدها تتميز الأشياء !!
-
الصبر والدعاء لا يكفيان لمجابهة المصائب يا نساء !
-
على هامش إحتفالية توزيع الجوائز بمنتزه -جنان السبيل- التاريخ
...
-
هل هي مؤا مرة على المرأة ، أم على الإسلام ؟
-
المنتدى المغربي للمبادرات البيئية بفاس ينظم حفلا بيئيا بجنان
...
المزيد.....
-
اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
-
مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است
...
-
الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي
...
-
إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل
...
-
الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
-
اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
-
قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس
...
-
الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا
...
-
مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء
...
-
لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|