أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - ليالي المنسية (رواية) الجزء 22















المزيد.....

ليالي المنسية (رواية) الجزء 22


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 25 - 22:16
المحور: الادب والفن
    


تحكي كريمة

بداية السباحة في بركة اللذة غالباً ما تكون هي مفتتح الحياة اللاحقة،كون البداية شرارة لا يمكن إخماد لسعتها مهما طال الزمن وبعدت الحادثة.
صمت.
عسر حال بيتنا،حرك مخ أمّي،وبمشاطرة أبي،فحاكا تفاصيل حياة مذلّة لي،رغم كوني كنت بنت غضوبة،أتدخل في ما لا يعنيني،طبيعة ولدت معي،كنت أمقت الأشياء المنافية،مهما كان فاعلها أو فاعلتها،لكن تلك الدفاعات الذاتية وجدتها رمال ذرتها لحظة خجل أو خوف.
صمت.
ذات يوم عدت من مدرستي،استقبلتني أمّي بترحاب مختلف عمّا كانت تبتدره لحظات عودتي من المدرسة،كنت وما زلت أتذكر في الرابع ابتدائي،في العاشرة من عمري،لم أشعر بهذا التبدل،كنت موهومة بشيء فيما بعد عرفت أن الناس يسمونه كبرياء،بطبيعة الحال أنا اليوم في وضع مختلف،للظروف أحكام،والعقل كلما ينمو وينضج،كلما يخرج من معترك الحياة،يكتسب خبرة،العاقل منّا من يوظفها لحياته اللاحقة،كانت تحدّق فيّ،لم تثرنِ نظراتها،أو لم أمتلك الفضول الكامل كي أبحث عن جوابٍ لنظراتها.
صمت.
بعد العشاء طرق الباب ودخل علينا رجل وقور وشاب مترف العافية،جريء النظر،يرسل شعره بطريقة ساحرة إلى خلف رأسه،شربا الشاي وتحاوروا حول كل شيء،عرفت أن الرجل الوقور كان معلماً والشاب شقيقه طالب في السادس العلمي،لم تكن أختي(حليمة)قد بلغت النضج كي يأتوا لخطبتها،وبعد ساعات عرفت أن الزائرين مات أمهما،وجاءا يبحثان عن خادمة ترعاهما مقابل مرتب شهري تؤرق كل أم.
صمت.
لا أعرف لم الرجل الوقور لم يفكر بالزواج كي يجد من تداريه وتشاركه حياته،بعدما غادرا..قالت أمّي: ((كريمة هذان من أقارب أبيك،تذهبين كل صباح لترتيب بيتهم!)).
صمت.
لم أكن أمتلك وسيلة دفاع سوى التعذر بمدرستي،لكنهما أقنعاني أن واجبي ينحصر فقط في تنظيف الغرف والحوش وأواني الطعام.
صمت.
في اليوم الأوّل رافقتني أمّي،تعلمت منها ما هو مطلوب منّي،نسيت عنفي الطفولي،وهبط عمود كبريائي الرملي،وجدت نفسي سعيدة وأنا أذهب كل صباح حاملاً مفتاح البيت،أدخل لأقوم بعملي بعدما عرفت أن القريبان واعدا أمّي براتب شهري يعادل ربع مرتب أي عامل يعمل في الحكومة،وواعدتني هي أن أمتلك بحرية التصرف بجزءٍ من الراتب،وسمحا لي من غير التدخل في أي شيء أرغبه أشتريه.
صمت.
مرّت أشهر،لم أصطدم بأحدهما،كانا يخرجان باكراً،الرجل إلى مدرسته والشاب إلى دراسته،قبل أن أباغت ذات صباح بوجود الشاب في فراشه،وقفت أتأمله،توقف عقلي عن أيجاد المخرج،وجدت قيامي بعملي أقرب الحلول،بدأت بتنظيف الحوش على أمل أن ينهض من نومه،فكرت إن كان قد سلبه النوم من دوامه،لكنني تراجعت حين وجدت فراش الرجل الوقور كان خالياً،اقتنعت أن الشاب ربما تغير دوامه،أو به مرض.
صمت.
داخل المطبخ،بينما كنت أزيح دهن الصحون،وقف في الباب..ابتدرني((صباح الخير ـ كريمة ـ ))،أجبته بثقة نفس،لم يتحرك،ظلّ واقفاً يرمقني،كان يبتسم وكنت أبادله الابتسام..قال((هل أساعدك؟))،امتنعت، أنهيت عملي..قال: ((سأقوم بترتيب المنام بدلاً عنك!))،قلت: ((لا يصح ذلك أمّي ستحاسبني!))،ترك لي الباب،دخلت غرفة النوم،تقدم منّي ومسكني من يدي،وجدت الدم يتدفق في وجهه،وفمه أنفتح،وبدأ يسحب الشهيق بعسرٍ ويزفر زفيره الدافئ بصوت متحشرج،كانت حرارة أنفاسه تصطدم بوجهي،طفولتي ظلّت تحسب الأمر من البديهيات،لم أكن أعلم أن إلتقاء القطبين الأنثى بالذكر،إلتقاء الشرق بالغرب،الشمس بالظل،الليل بالنهار،الماء بالنار،إلتقاء المفترس بالفريسة،نتاج جاذبية غاصبة..قلت: ((هل أنت مريض اليوم؟))،لم يتمكن من الكلام،سحبني إلى الفراش،أجلسني وراح يكتسحني بنظرات لم أفهمها في تلك الخلوة.
صمت.
أخيراً تحرر لسانه..((كريمة إذا طلبت منك شيئاً هل تبوحين لأمّك؟))،((ماذا تريد،أمّي تريد مني أن أحكي لها بكل شيء يحصل لي!))،((لا..لا تقولي لأمك؟))،((أخاف أن الله يعاقبني إذا كذبت على أمّي!))،((كلا..لا تكذبي عليها،ولا تقولي لها شيئاً))،((ماذا تريد مني أن أجلبه لك؟))،((كريمة أنا..أنا..))توقف لسانه مرة أخرى،كان يتنفس بقوّة واحمرتا كرتا عيناه،فجأة مد ذراعيه وعانقني وراح يقبلني،لم أجد عيباً في ذلك،ألم يقل لي أبي أنهما من أقاربه،ظلّ يقبلني وأنا صامتة،قبل أن يطرحني على الفراش،بدأ يداعب(طماطتي)،بدأت أشعر بحرارة تنهض،قبل أن أشخ على نفسي،وعندما وجدني أبول على نفسي،سارع بانتزاع سروالي،سحب الملاءة وراح يجفف ساقي،كان لاهثاً وأنا صامتة لا أعرف ما الذي يريده من فعلته،لكنه نزع سرواله وأخرج شيئه،بدأت أنتحب،حاول أن يكتم نحيبي،توسل أنه فقط يحكه على طماطتي،كنت مشغولاً بالنحيب وكان منهمكاً بـ نذالته،مر وقتٍ طويل قبل أن يخرج من شيئه مخاطاً مترسباً،قبلني وهو يتلعثم: ((لا تقولي لأمك؟))،خرج إلى الحمّام وبدأت أسمع وشيش الماء،لبست سروالي ورتبت غرفة النوم ودون أن أشعره غادرت البيت.
صمت.
هذا السقوط من سببه؟
صمت.
أمّي أو أبي؟!
صمت.
أو أنا البريئة!
صمت.
أم هو الكلب أبن الكلب؟
صمت.
أم الشاب صاحب الشعر الساحر المدرس؟
صمت.
في البيت راجعت بعقلٍ متواضع وبصيرة محدودة ما جرى بيننا،لم أمتلك إرادة أن أمتنع عن الذهاب،بعدما اعتبرت تواجده كان بسبب مرضه كما أكد لي،أم كان يكذب كما نحن الآن نجلس لنكذب على بعضنا،ربما هو خيالنا يهيئ لنا فرص الكذب ويبيح لنا تشكيل حيوات كانت مجرد أحلام سكنتنا وقمعتها الظروف والحظوظ،ربما سنخبئ ما كان صدقاً،كون الوقائع الصادقة لا نفع فيها ولا طعم،فالحياة كما سمعت ذات مرة كذبة كبيرة،أصحاب الكذب هم أسيادها،الذين يكذبون كثيراً يصبحون رؤساء،أو يتقلدون المناصب الرفيعة والطويلة والسمينة،أمّا الصادقون،الذين لا يعرفون كيف يكذبون،فحياتهم هي الحياة التالية بعد زوال هذه الفتنة الفانية.
صمت.
طويت الحكاية،ألقيتها وراء ظهري،بعدما سهرت تلك الليلة،وجدت أنني عشت فلماً سينمائياً راق لي، قررت أن أعيد المشهد كي أقتنع أنني أنثى مرغوبة.
صمت.
في الصباح التالي لم يكن هناك،حيث بلت على نفسي وبال هو على ساقي،بولي كان برائحة،كان سريع الجريان،لم يحرك لساني،عكس بوله،عذراً رفيقاتي،أنني الآن أتحدث بلسان تلك اللحظة،بالتأويل الطفولي الساذج للأشياء،بتفسير بريء،كان بوله متماسكاً،لزجاً من غير رائحة،مجرد نقاط مخاط تململت ببطء،وكان لسانه مندلقاً،وفمه يصرخ لحظة الـ بول،مثلما الكلب يلهث على مدار الساعة.
صمت.
شعرت بضيق،شيء ما يتحرك فيّ،بدأت أطلبه كي نبول على نفسينا،أنا أبول عليه ويبول هو عليّ،جلست شبه نائحة،ضجيج يستعمر رأسي،لا أعرف كيف أنهيت عمل ذلك اليوم،أمّي لمحت في وجهي تغيير إستراتيجي..قال: ((كريمة ماذا بك؟))،في تلك اللحظة تعلمت الكذب..قلت: ((تعبانة))..قالت: ((هل هما في البيت حين تذهبين؟))، ((كلا))،انتبهت لنفسي،كي لا أرجع لـ عالم الصدق.
صمت.
بعد مرور يومين بينما أنا بصدد الانتهاء من عملي،فتح الباب ودخل،رغم سريان رعدة في أوصالي فرحت به،لم يكن جباناً كما كان في المرة السابقة،تقدم منّي وعانقني وراح يسحب لساني إلى أغواره الدافئة،لم أجد مانعاً كنت أطير بين أحضانه،حملني وألقاني على الفراش،أنتزع سروالي،خفت أن أبول عليه،لكن بولي لم يتدفق هذه المرة،أخرج ثعبانه وحككه على طماطتي،قبل أن يقلبني على بطني،حاول كثيراً أن يلجه،قبل أن يمد يده ويسحب علبة(النيفيا)رأيت ثعبانه تحول إلى قطعة(قيمر)وبدأ يزلقه،ندت منّي صرخة،همس في أذني..((عظّي المخدة؟))أخذت بكلامه،كان ثعبانه يخترق كأنه يمزق ثوباً قبل أن أنتفض من تحته،تراجع إلى الخلف وبدأ برازي يهبط على الفراش.
صمت.
شعرت بهزيمة تاريخية،لم ينفعل،أنهضني وقادني إلى الحمّام،هناك مرغل كائنه الواقف والغاضب بصابونه وأزلقه مرة أخرى،كنت أطير بين أحضانه،يتقافز بي كمجنون،يلهث ويتنفس بعنف قبل أن أشعر ببوله فيّ،سحبه ودخل تحت الماء،سحبني وراح يغسل جسدي،من يومها بدأت ديدان تتحرك فيّ،أنها ديدان الرغبة الضارية يا صويحباتي.
صمت.
ومضت أيامنا على تلك الوتيرة القذرة،وبدأ جسدي ينتفخ،ومشاعري تكبر،وغابات رغباتي تتوسع وتتوحش.
صمت.
لكن المفاجأة الكبرى كانت بعد مرور أشهر،وإذا بالرجل الوقور يدخل البيت،صاحب الشعر السرح المرمي إلى الخلف بشكل جاذب وساحر،وجدني أنظر إليه،للحق أقول أنني كنت على قناعة بأن الشاب حكى لأخيه ما نعمل،فجاء يعمل معي مثلما كان يعمل الشاب معي،هذا الظن دفعني أن أتودد إليه،شعر بذلك قبل أن يضع كفه على كتفي،وجد عدم قشعريرة جسدي أو وجود لمسة ممانعة شجعته أن يمد فمه ويقبلني،كنّا واقفين،قلت له: ((لننم في الفراش؟))،فغر فاهه،لم يكن يصدق ما بدر مني من كلام في لحظة سكر،قال: ((لم أسمع كلامك!))،((لننم في الفراش؟))،توجهنا معاً،طرحت نفسي على بطني،تخلص من ملابسه،وجدت شيئه مائعاً،ظلّ هكذا رغم محاولته،لم أعرف السبب،بعد ساعة من محاولته وجدته يبكي،استدرت،كان يكسر الخاطر ويستدر الحزن،عرفت منه أنه فاقد الذكورة أو هكذا ظننت،يا للمسكين ما قيمة حياته القادمة،لو كان بنتاً لربما كان أكثر سعادة من حالته تلك،ظلّ يفركه بطماطتي،قبل أن يندفع الباب ويدخل أخيه الوسيم،لم يتفاجئ،وبقيت منطرحة،قال لأخيه: ((تعال كي تثلج صدري؟))،لم أفهم كلامه،إلاّ بعدما تراجع وسمح لأخيه الشاب أن يأخذ مكانه،كنت شبه مائته وهو يلجني وكان الشقي ناحتاً عينيه في الكائنين المتشابكين،لحظة انتهينا،وجدته يفرح فاركاً يديه..قال: ((كريمة دائماً تعالي كي أشعر بالفرح معكما!)).
صمت.
بعد ستة أشهر انتقلا من البلدة إلى العاصمة،شعرت بالغربة والرغبة والضياع،بدأت أبحث عن بديل عاطفي،وجدته بعد معاناة،فكل اللذين يمرون بي،كنت في أعينهم طفلة،لكنهم لم يدركوا أي طفلة كونية كنت،أيّ ثورية،جامحة،أي متعة أدفن في جوفي.
صمت.
مات أبي،وبعد سنة ماتت أمي.
صمت.
خلال هذه الفترة مررت بتجارب عابرة،صبي ظلّ يحوم حولي،كان يأتي إلى زقاقنا على دراجة بخارية،وجدته البديل الممكن لسد جوعي وعطشي،ذات يوم وقف قرب المدرسة وغازلني بكلام ناعم،في الصف بدأت أفكر به،كان يقف في مسافة جيدة الرؤية وأنا أرسل نظراتي إليه عبر النافذة،قبل أن تضبطني المعلمة،بدّلت مكان جلوسي وفي الفرصة قالت: ((كريمة..عيب لا يليق بك النظر إلى أولاد الحرام!))،لم أتكلم،تركتني،كنت غارقة في مسيل السعادة،وبعد يومين باغتني في الليل،كنت جالسة مع جارتنا قبل أن يمر..قالت جارتنا: ((هذا الولد كل ليلة أراه يمر من هنا!))،لم أتكلم،قالت ((يمكن يحب واحدة من الزقاق!))،انسحبت داخلة،وبعد دقائق خرجت،أنتظر مروره،كانت شقيقتي نائمة،بقيت أترقب من خلال الباب،حتى وجدته يقف،رآني وتقدم،خفت من ابنة الجيران،لذلك وجدت الدخول إلى البيت كان أسلم،،دخلنا غرفة الضيوف،بادلني الكلام،كنت محترقة لعناقه،لم أجد فيه الشجاعة المأمولة،قال: ((أحبكِ!))،((قلت ما الدليل!))،((ليل نهار أنا أفكر بك!))،بدأت أدنو منه،تلاصقنا،رميت بنفسي بين أحضانه،بدأت ألتمس فيه الشجاعة،بدأ يقبلني،لكن ديداني العاطفية أخرجتني من كياني،بدأت أداعب شيئه،استجاب ووقف،شعر براحة تغمره وأنا أعجنه،..همست: ((لننم؟))، نام فوقي،قبل أن أقلب نفسي وأنيمه فوقي،مارس وتخلص من بوله،قام وتهيأ للخروج..قلت: ((لا تخرج؟))،((غداً انتظريني؟!))،شيعته شبه سكرانه.
صمت.
لكن الغد لم يأتِ.
صمت.
صار بعيداً،صار همّاً ضاغطاً،صار حلماً عقيماً،صار الغد رماداً وسراباً وريحاً.
صمت.
ذلك الولد مات،في اليوم التالي كان يقود دراجته بجنون وأصطدم بمركبة عسكرية قرب الجسر،كل النساء تناقلن الخبر،أنه طار هو ودراجته وسقط داخل الوادي في مستنقع المياه الآسنة،لم يستطع أحد إسعافه،أخرجوه ميتاً،فماتت معه عواطفي،للحق أقول بكيته أيّاماً طويلة،تلك كانت أوّل متع البكاء من أجل الكائن البشري.
صمت.
من جديد ظهر القريبان.
صمت.
كان الوقت ليلاً عندما سمعنا طرقات على الباب،خرجت أختي(حليمة)سرعان ما دخلا علينا،كانا في بحبوحة،..قال التعيس: ((كنّا خارج البلاد،البارحة سمعنا برحيل خالنا وزوجته!))،تقبلنا تعازيهما ولو بعد مرور سنتين،رفضا منا عمل العشاء لهما،واكتفيا بشرب الشاي،كانا يحفراني بنظراتهما،فرشنا لهما في غرفة الضيوف،لم أستطع النوم في تلك الليلة،في كل لحظة كنت أتوقع أن الشاب الجميل سيباغتني في الفراش، كنت أخرج بدون عذر وأختي نائمة،قبل أن أصطدم بالتعيس أمام باب المراحيض،مسكني وقبلني..قال: ((تعالي إلى فراشي؟))،جرجرني وأنا خائفة،خشيت أن تستفيق أختي وتكتشف أمري،وربما كنت خائفة منه كونه مائع الثعبان كمكا حصل له في تلك اللحظة،وصلنا الغرفة،كان أخيه غارقاً في نومه،أجلسني في حضنه،وفي تلك اللحظة وجدت شيئاً يستقيم من تحتي..همس: ((عالجته في تركيا؟))نزع سروالي..همست: ((أنه كبير أخشى أن أصرخ؟!))،((لنذهب إلى الحمّام،سامسحه بالصابون ولا يؤذيك!))،رغم الصابون وجدت نفسي في مأزق وبقيت أعضعض ثوبي حتى سكب بوله،لم أشعر بالفرحة،كنت أرغب أن أكون في حضن الشاب وليس في حضنه الخشن هو،لكن الرغبة حصلت،على ما يبدو أنه تركني وراح يحسس أخيه،جاء متناعساً،عانقني بحرارة ومارس فعلته وأنا فخورة وفرحة به.
صمت.
في اليوم التالي غادرا ولم نعد نسمع عنهما أي خبر.
صمت.
مضت أيامي التالية وسنواتي أتنقل من حب كاذب إلى حب أكذب،كل من يعشقني وأعشقه يشرب مياه أغواري ويسقي صحراء قلبي ببوله ويمضي.
صمت.
ها إنني كبرت ولا أحد يرغبني زوجة،نتيجة سمعتي المفضوحة.
صمت.
أختي(حليمة)تزوجت،وبقيت معها في البيت،كل ليلة أترقب فعلهما،هما يتأوهان وأنا أسكب دموعي وأحاول أن أضاجع نفسي،أبقى أمرر أصبعي تارة أدخله هناك حيث فضلات العالم يتشكل وينحدر وتارة أفرك طماطتي،لكن(حليمة)وزوجها ينهيان عذابيهما ويغطان في النوم،وأبقى أنا أدور في الحوش،وعلى سريري أتقلب،أخرج إلى باب البيت علّ بغل يمر كي ينقذني من عذاب جوفي.
صمت.
في المعهد أحببت شابين،ضحكا علّي ولم يرغبا أن أكون شريكة فراش لأحدهما.
صمت.
ها أنا بينكن رفيقات،مثلكن،جف ينبوع مستقبلي وليس لي سوى الرفيق ـ قضيب ـ كما وصفتموه،لكن الحظ عاثر،لست الوحيدة هنا،أنا واحدة من عشرة فقط،أريده وحدي،ربما أستطيع إشباع ما تبقى عندي من بقايا زهيرات آيلة للذبول.
صمت.
عذراً أطلت عليكم كلامي،حياتي كانت وما تزال محض أكذوبة،متى أعود للصدق؟
صمت.
ها هي الحرب جاءت لتطمرنا تحت وحل النسيان.
صمت.
ولكن رغبتي هل تتحقق،من يا ترى صاحبة الحظ،بإمكاني أن أشتري حظها بكامل مجوهراتي،فقط لو أعطتني حظها لتكون هذه ليلتي وأفوز بـ حبيب الأستاذ ـ قضيب ـ
صمت.
وأنت يا رفيقي آه لو تقبل،سأضع كامل ما أملك من رواتب ومجوهرات فقط لو اخترتني لأكون ملكة الليلة.
هذه دعوة صريحة ونابعة من يقيني،لا تضيعها،مال وراحة،لا أعتقد أن واحدة غيري تقدم هذا العرض المغري،فقط تعال وشاركنا هذا الحلم الأخير،غداً ربما لن يأتي،هكذا تعلمت من الحياة أن كتاب حياتي عبارة عن ورقة واحدة لو قلبتها سأسقط في الفراغ.
صمت.
نعم ليس هناك غد في حياتي السابقة وربما حتى في حياتي اللاحقة.
صمت.
تعال أيها البغل وفز بمن لا تجد مثلها في أحلامك ولا في يقظتك،تعال وخذني إلى الجبال والوديان وأعمل ما تشاء وكيف تشاء.
صمت.
ليلتي هل آن وقت مجيئها؟حلم ما زال بعيد الأجل وصعب المنال.
صمت.
آه لو تأتي وتحررني من الحياة وتميت حريقي.
صمت.
يا رفيقات،ليته يضع في باله رغبتي القاتلة ويفز بالمال والحظوة السعيدة.
صمت.
أرجو أن أكون صاحبة هذه الليلة.
صمت.



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليالي المنسية (رواية)الجزء 21
- ليالي المنسية(رواية)الجزء العشرون
- ليالي المنسية(رواية)الجزء التاسع عشر
- ليالي المنسية (رواية) الجزء الثامن عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء السابع عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء السادس عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الخامس عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الرابع عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الثالث عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الثاني عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الحادي عشر
- ليالي المنسية/رواية/الجزء العاشر/
- ليالي المنسية/رواية/الجزء التاسع/
- ليالي المنسية/رواية/الجزء الثامن/منعتها الرقابة الأردنية/
- ليالي المنسية/رواية/القسم السابع/
- ليالي المنسية/رواية/القسم السادس/
- ليالي المنسيةمرواية/القسم الخامس/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الرابع/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الثالث/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الأوّل/(منعت في الأردن من قبل الرق ...


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - ليالي المنسية (رواية) الجزء 22