أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - ليالي المنسية/رواية/القسم السابع/















المزيد.....

ليالي المنسية/رواية/القسم السابع/


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 4564 - 2014 / 9 / 4 - 22:26
المحور: الادب والفن
    


(8)

(خولة)فتاة حالمة،جسدها لدن،تمتلك خفة روح،حرارة لا تنسى،قررت أن تكون الحبيبة المعلنة،رغم اعتراضي على ذلك،لأنني توقعت أن ذلك سيؤثر على سلوكهن،فالنساء غابات غيرة وحسد،كل أنثى تشعر أنها جريحة عندما تشم رائحة حب تتلبس زميلتها.
وقفت ذات ظهيرة منتصف الغرفة..قالت:
((ما رأيكن يا أخوات في فكرة جديدة خطرت لي))
صاحت(أيمان):
((أفكارك لا تخرج من فلك الزواج والحب))
سكتت،ندت ضحكة من الجميع..أجابتها(خولة):
((فكرتي الجديدة،أن يتزوجنا الأستاذ ـ حبيب ـ كلنا ونعيش هنا إلى الأبد))
قالت(حمدية):
((أنا معكِ أول الموافقات))
قالت(أميرة):
((وهل يتمكن من العدل بيننا))
صاحت(خولة):
((ديك شامي))
((سيذبحوننا جميعاً بتهمة خرق الشرع))..قالت أيمان.
كنت أموع من كلامهن رغم أنني أمتلك أربعة منهن،امتلاك الديك لدجاجاته،تلك هي غاية الفتاة عندما تكون في منفى،يحدوها الشعور بالتوحد مع كائن ما،مهما كان،لأن العيون تتجرد من رغبتها،ويكون نداء القلب سيفاً باتراً لكل تردد،عالم النساء قارة صادمة،يعجز الجنس الذكوري من الأزل وإلى الأبد اكتشافها،نحن نمتطي صهوة القارة في لحظات الغباء والهذيان،بينما هي تمتلك صولجان حريتها،كل امرأة قارة غامضة،غاضبة،تتشكل في دقيقة وتضمحل في ثانية.
بقية الإناث،حاضرات،أمكنتهن مؤثثة،واقفات بلهفة على رصيف الرغبة،من خلال نظراتهن،من خلال كلامهن،وجدت نداءات أغوارهن تستنطق الحجر،إناث يكبرن بسرعة،محرومات من اللذة،نائيات في مكان بعيد،لا شيء سوى الفراغ القاتل،فالخلوة تنهض المشاعر،ومشاعر الأنثى مدينة فاضلة مغلقة،فارسها أي ذكر يصول لاستباحتها.
صاحت(جيهان):
((أنا أقترح،أنّ أول عقد قران يتم على ست ـ وداد ـ ))
نهضت(وداد)وبارحت الجلسة كعادتها،لكنها لم تطرق الباب بوجهنا كما كانت تفعل في كل لحظة غضب..صاحت(خولة)وراءها:
((ستموتين غيرة يا معقدة))
تعالى الضحك..قالت(بدرية):
((وكيف نواجه المجتمع يا ست ـ خولة ـ ؟))
((وما علاقة المجتمع بنا.؟نحن أحرار فيما نختار!))
أجابت(بدرية):
((سيرجموننا أمام العالم وعبر شاشة التلفزيون))
قالت(خولة):
((سيكون الزواج على قسمين،قسماً منّا زواجاً شرعياً،والبقية جاريات))
قلت لها:
((سنبني مملكة هنا،أنا الملك وأنتن الملكات،ومن هنا ننطلق لنحرر العالم من رثاثة القرون البالية))
تعالت الضحكات ثانية،قرع جرس بدء الدرس،نظرت إلى الساعة،وجدت الكل ينظرن بدهشة،جاءت المستخدمة(أم عليوي)تركض..صاحت:
((ست ـ وداد ـ قرعت الجرس))
((ولم فعلت ذلك؟))
((هكذا مزاجها،أنها تتصرف بـ صبيانية أحياناً))
قالت(كريمة):
((أستاذ حبيب..من يوم حجزوها إلى أبن عمّها قسراً تعقدت))
قالت(أميرة):
((لو كنت مكانها لتحررت وبنيت ما أشاء من علاقات انتقاما لشريعة البيت))
قلت:
((سأحكي معها في القضية،يجب أن نمنحها حقها!))
في تلك اللحظة كان التلاميذ في صفوفهم.
خرجت.
الساحة خالية،الست(وداد)جالسة على كرسي بباب المستخدمة.
تقدمت منها،لم تنهض..قلت لها:
((لا يستوجب أن تكوني قاسية مع نفسك))
((لا أحبذ هكذا كلام))
((أنت في مكان ناء،من الممكن أن يسبب لك متاعب نفسية،نحن هنا عائلة،ليس كل ما يقال جد،على المرء أن يغدو متكيفاً مع الأجواء التي يجد نفسه مرغماً فيها))
((كلامكم يستهدفني))
((أنت السبب في ذلك))
((وما جريرتي؟))
((التمرد يلفت الانتباه،ويشجع الآخرين على التحرش))
((قلت لك أنا محافظة،لن أسمح لأحد اختراق حدودي))
((لا أحد بوسعه التجاوز على الآخرين))
((لم لا تكفوا؟ربما أرتكب حماقة كبيرة في القريب العاجل))
((ست ـ وداد ـ أنتِ إنسانة عاقلة،وعيك الديني دليل نضجك وثقافتك))
((ولم لا تقول هذا الكلام لهن))
((آه لو فكرت بي لما كن يتجرأن على ذلك))
((أنت تفكر بـ غرائزك أستاذ))
((الغريزة حق مشروع،أنا أريدك رفيقة حياة لا رفيقة درب))
((قلت لك أنا محجوزة لأبن عمّي))
((على كلٍ،أنت لست مخطوبة،بل هناك كلام فقط،هذا ما تقوله الست ـ إيمان ـ ))
((لا فرق لدينا،كلامنا قانون ملزم التنفيذ))
((ليس هذا وقت فتح الباب لموضوعنا،أريدك أن تنسجمي معهن))
((نبههن أن لا يثقلن مزاحهن معي؟))
((حسناً سأسوي هذه القضية معهن))
تركتها جالسة في مكانها،خرج التلاميذ بعد تذمر،تقدم مني أحدهم..قال:
((أستاذ قتلنا الحر))
قلت له:
((ليس لديكم دروس،أخرجوا!))
هرب يصيح زملائه،خرجوا ليعاودوا الصخب واللعب،دخلت الإدارة..صاحت(خولة):
((حمامة أم غراب))
قلت لهن:
((عليكن التخفيف من مزاحكن،على أقل تقدير في هذه المرحلة،يمكننا أن نستميلها بطريقة ودية،هي قروية ،تكره المزاح،أرجوكن أتركوها لحالها ولو لبعض الوقت))
قالت(حمدية):
((لم لا تنقلها أستاذ؟))
((لا صلاحية لدي لنقلها!))
قالت(خولة):
((عينك عليها أستاذ))
(( ليس هنا بيت القصيد،البلاد بدأت تخوض حرباً كبيرة وطويلة،الحزب يؤكد على ترصيص الصفوف لمواجهة الخطر القادم من الشرق،المرأة باتت في عين السلطة نصف المجتمع،النصف الحيوي،الرجال تنتظرهم الأسلحة كي يسدوا الحدود،على النساء أن يتهيأن لحمل عبء مواصلة الحياة الداخلية،وأعداد أنفسهن لإنجاب جيشاً من الذكور))
تكلمت(جيهان):
((أية حياة داخلية،ما أن تخرجنا حتى رمونا هنا في هذه الرقعة المنسيّة))
قالت(بدرية):
((كان من الممكن نقل هذه العائلات المتناثرة إلى المدن لإخراجها من سباتها،لا أن ترمينا في أحضانها))
صاحت(خولة):
((أنا مع توجهات السلطة،لولا وجودنا هنا،لما عرفنا معنى الحرية))
قالت(جيهان):
((لعبت على الحبلين مع أساتذة المعهد،وضحكت على ربع الطلاب أما كانت تلك حرية؟!))
أجابت:
((لكل مرحلة لون خاص من اللعب))
قلت لها:
((وهل لرجال القرية مرحلة أيضاً؟))
ضحكت..وقالت:
((قرية أنت فيها على رجالها أن يموتوا بحسراتهم))
صمت.
تلاقت النظرات،في تلك اللحظة رن جرس الدرس،تحركن ومضين إلى الصفوف،بقيت وحدي لا أعرف ماذا أعمل،دائماً اجترار الكلام كان عزائي الدائم،بحثاً عن سلوى لنفسي وإخماد نيران غربتي.

(9)

أحياناً لم أجد دافعاً عاطفياً يستفزني في الليل،ينتابني الشعور بالخواء والكسل،لا أرغب اللعب مع واحدة،لكن الرياح تأتي دائماً خلاف رغباتي،أجد نفسي بين اثنتين،أحياناً أجد نفسي بين ثلاث إناث،متعباً أواصل حواراتي الجسدية،تمتد جلساتنا،لاشيء يدور خارج نطاق الجسد،وغالباً ما كنت أمارس نشاطي تحت ضوء الفانوس،قبل أن أباغت في ليلة لا أنساها،كانت الساعة بعد منتصف الليل بدقائق،كنت على موعد مع(أميرة)بعدما اعتذرت(خولة)متعللة بتعب جرّاء قيامها بطبخة(برياني)للجميع،جاءت تمشي وكنت أترقبها من الكوّة،نقرت الباب،هرعت إليها،لم أتمالك نفسي،احتضنتها ونقلتها إلى الفراش،كنّا ذائبين في حوارنا اللا..مخجل،تناهى لسمعي وقع خطوات ناعمة،حاولت(أميرة)أن تبعد عن ذهني الظنون..قالت:
((لا تخشى كلهن غارقات في النوم))
((أظن أنني سمعت صوت أقدام غير طبيعية))
((ربما قطة!))
أرهفت السمع،لا شيء سوى الظلام السائد،أصوات كلاب تنبح،عدت لأنهمك مع(أميرة)،وهاجس الشبح يلجمني،لم تمض سوى دقائق حتى أنار عود ثقاب العتمة،قبل أن ينير ذبالة الفانوس،لم أمتلك فكرة في تلك اللحظة كي أتدارك القضية،جلست عارياً،كانت(خولة)تكركر،(أميرة)لم تبد اهتماما،ملامحها ظلّت تحتفظ بحرارة عناقنا..قالت(خولة):
((لم توقفتما؟))
قلت:
((لم يتبق فيّ وميض رجولة بموقفك هذا))
قالت:
((ليت أمتلك كاميرا لنشرت صورتكما في تلفزيونات العالم))
قالت(أميرة):
((اتركينا أرجوك،خربتي علينا الذوق))
أجابت(خولة):
((حسناً..سأطفأ الفانوس،ولكن لن أبارح الغرفة،يعجبني سماع حواركما في الظلام))
قلت لها:
((كان يجب أن لا تشعلي الضوء كي تستمتعي بما نهذي به))
قالت(أميرة):
((أرجوك يا خولة..نقطة نظام))
أجابت:
((حسناً..سأنتظر جالسة في الباب))
خرجت إلى باحة المدرسة،لكنها بدّلت رأيها،وجدتها تتجه نحو الحمّامات،عدنا إلى عناقنا..قالت(أميرة):
((لا تترك مقالبها))
((فتاة تستحق الحياة))
((وأنا!))
((أنت تستحقين الخلود))
((أرجوك لا تجامل))
((لندع الحوار جانباً،أعيدي لجسدي حرارته المفقودة))
((أنت تختلف هذه الليلة))
((لا أعرف كنت أرغب في النوم أكثر مما أرغب في الأنس))
((حسناً أمنحني شوطاً آخر لأتركك تنام))
حاولت أن تعيد لي الرغبة،كنت ألهث،بعد نصف ساعة قامت وارتدت ثوبها..قالت:
((الملعونة قتلت رغبتك))
((سأعوضك في الليلة اللاحقة))
خرجت وبقيت متمدداً على سريري،لا رغبة لي سوى التحديق في سقف مظلم.


(10)

ذات ليلة،لم تأتِ(خولة).
رغبت أن أتسلل إليها،فكرت أن أخيط ثوبها بالفراش،حملت معي إبرة وخيطاً،في العتمة وجدت شبحاً يتحرك،خلت الشبح(وداد)،إذ كانت كثيرة الخروج ليلاً إلى دورة المياه،فيما بعد قيل لي أنها لا تحتمل ماء مثانتها،تعاني من التهاب في مجاريها البولية،كونها بنت قرية تعتاش على نهر صغير يحمل فضلات قرى تعج بالأغنام والأبقار،ماء ذلك النهر ألحق أمراضاً تناسلية في الكثير من أبناءها،قبل أن تتصدى الحكومة لحفر بئر ارتوازي أنقذت البقية من الوبال المزمن.
دفعني هاجس الرغبة أن أباغتها،مشيت نحو الحمامات بداعي الاغتسال،وجدت الشبح يهمس:
((ماذا تريد؟))
((لا أستطيع النوم))
((ولم؟))
((لا أعرف!))
((أنا أعرف))
((ماذا تعرفين))
((تحتاج إلى فراشٍ دافئ))
((ولم لا تكوني أنت تلك التي أحتاجها؟!))
((ليت ذلك يحصل))
((كل شيء رهن يدينا))
((الأمر بيدك))
((لنتحدث في هذا الموضوع بروية))
((أخشى أن تباغتنا واحدة فتفسد علينا خلوتنا))
((لنتحدث في غرفتي))
((ربما تتفقد مكاني واحدة،عندها تشم رائحة جريمة عاطفية ترتكب تحت جنح الليل))
((تعالي وراءي،سنتحدث باقتضاب))
((سآتي))
مشيت،حائراً،صوت أعرفه،ناعم،خجول،يا ترى صوت من؟إلتبس علي الأمر،في غرفتي انتظرت،مرت الدقائق ثقيلة،كدت أخرج ثانية،قبل أن ألمح شبحاً يسير نحوي،مسكت يدها وسحبتها..قلت:
((تعالي وأجلسي))
((لا وقت لدي))
((كيف نتفاهم هنا؟))
((أريد منك كلمة شرف))
((أنا كلّي شرف))
((هل تريدني حقاً؟))
((بكل تأكيد))
((حسناً..يمكننا أن نعلن خطوبتنا غداً))
((من غير مفاتحة أهلينا))
((ليس لدي أهل،أنا حرّة أعيش عند أختي))
(كريمة)فتاة خجولة،كانت ترمقني دائماً بنظرات تشبه خطف البرق،أو فلاشات الكاميرات،للحق أقول لم أضعها في بالي،كانت وحيدة،تستعطف الناظر،لم أكن أتوقع أنها كانت تؤسس جسراً سريّاً للوصول إلي..قلت لها:
((ست ـ كريمة ـ أنت إنسانة حالمة بالنسبة لمشاعري))
((شكراً أستاذ أنت كبير في نظري))
((لا يجب أن نقف هكذا))
((أخاف أستاذ.!))
((ولم الخوف؟))
((لا أعرف))
((تعالي وأجلسي،سأشعل الفانوس كي نبعد أية شبهة))
((لا..لا..أرجوك لا تشعل الفانوس سيروننا من بعيد))
((لا يصح ست ـ كريمة ـ أنا مديرك))
((حسناً سأجلس خمس دقائق فقط))
جلست على السرير،صمتنا قليلاً،لم أكن أمتلك رغبة في خوض غمار لعبة الجسد..قالت:
((أستاذ حبيب..يمكننا أن نتزوج هنا،من غير تعقيدات))
((أحببت أن نتصارح في كل شيء،نتعارف أكثر،أريد أن أكتشف أعماقك،أن أتجول في ربوع أغوارك))
((كل شيء سيأتي فيما بعد))
((لكن التعارف يقربنا أكثر من بعضنا))
((أنا أعرفك،أعتقد أنك عرفتني جيداً))
((ليس هذا ما أعني،أريد أن أتلاطف معك،أريد أن أروّض جسدي على التآلف مع جسدك كي يأتي الزواج من غير صدمات وعراقيل فيما بعد))
((لا أفهمك ماذا تريد؟))
((يعني قبلة مثلاً تحرك روحينا كي تنسجمان))
سكتت،عرفت من صمتها أنها تخوض مستنقع الخجل،وربما المفاجأة صدمتها من حيث لم تحتسب، خالجني شعور أنني إزاء فتاة لم تجرّب الحب من قبل،لم ترتبط بعلاقة خارج نطاق واقعها العائلي،انتهزت فرصة صمتها..قلت بشيء من التوسل:
((ست ـ كريمة ـ أحبك،لا أحتمل صمتك))
قالت بحسرة:
((أعرف!))
((أرجوك أنا أموت،أنا أذوب،آه لكم أشتاق أن أحتضنك وأطير بك إلى عالم بعيد))
((أحقاً ما تقول!))
((صدقيني،أنا صادق فيما أقول،أنت الآن نبض قلبي))
((لا أصدق))
((حسناً..تعالي،اقتربي منّي،لتسمعي بأذنيك نبضات قلبي،أنها تختلف عن نبضات قلوب الناس،قلبي ينبض باسمك ـ كرـ ري..مة!))
((أنت تبالغ أستاذ))
((آه..لا..لا..لن أكذب،أسمعي قلبي يناديك..تعالي))
((لو كنت تكذب سأزعل منك))
((تعالي وأسمعي قبل أن يخرج الصوت ويوقظ العالم))
((أنا أستحي أستاذ!)
دنوت منها،لم احتمل حرارتي التي تفاقمت،احتضنتها وسقطنا على الفراش،تأوهت:
((أحبك أستاذ ـ حبيب ـ ))
((أموت فيك يا ـ كريمة ـ ))
خضنا شوطاً متعباً،كانت تموع بين أحضاني،تتأوه كعطشانة،تتلوى كأفعى تريد سحق ضحية ابتلعتها، وكنت أطبق عليها،أسحب من رحيق أغوارها..قلت:
((ـ كريمة ـ لنعتبر نفسينا زوجين))
((وماذا تسمي هذا))
((أعني أن نكن متحررين أكثر))
((أنت حر معي وأنا حر معك))
((أريد أن نلتحم أكثر،نتصارح حقيقة،ليس هناك من يوقف حبنا))
صمت.
بدأت أسحب ملابسها،قاومت بوهن،كانت سكرانة،فاقدة قدرتها على المقاومة،صرنا معاً..قالت:
((لا تتجاوز حدودك أستاذ،دع الخاتم حتى ليلة الزفاف؟))
((أعرف حدودي جيداً،لست ممن يطمع بأكثر من إراقة عصير العذاب المدمر على أسوار ـ برمودا ـ ك))
ضحكت.
((حلوة كلمة ـ برمودا ـ ))
((ساقان وجذع يشكلان المثلث،و ـ برمودا ـ واحة تخريج المجانين))
صمت.
تجمدت أوصالنا،كانت(خولة)واقفة،بيدها عود ثقاب،بدأت(كريمة)تبكي،أطفأت(خولة)الشعلة،تقدمت من(كريمة)حاولت ترويضها..همست:
((جئت أبارك لكما هذه الخطوبة الليلية))
قلت:
((شهادتك لا تكفي يا ست ـ خولة ـ ))
((تلك هي المعضلة،أعتقد أن شهادتي في هذا القمقم تكفي))
((عليك أن تكتمي الأمر يا ست ـ خولة ـ))..همست(كريمة)
((لا تخشوا منّي!)..أجابت.
دنت وطبعت قبلة على خد(كريمة)،تكلمت:
((أختي العزيزة أرجوا كتمان هذا الأمر))
((لا تخشي يا ست ـ كريمة ـ أستاذ ـ حبيب ـ شاب،يمتلك قلباً وروحاً مثالية،وهو وحيد في هذا المكان،ونحن أيضاً لدينا عواطف ومشاعر،ولنا الحق في اختيار نصفنا الضائع،مهما يكن لابد من واحدة من بيننا تكون من قسمته))
قلت لها:
((هيّا أخرجي؟))
((حسناً..ليلة هانئة لكما))
خرجت.
لبست(كريمة)ملابسها على عجل،احتضنتها،وجدتها تتمرد،تريد أن تنفلت من بين يدي،قاومتها..قالت:
((سأحرق نفسي،أنها ستفضحني))
((أرجوك..هي دائماً تحب المزاح ولكن ليس إلى هذا الحد))
((أنت لا تعرفها أستاذ))
((بل أعرفها حق المعرفة))
(( تعرفها!))
شعرت أنني وقعت في ورطة..صححت كلامي:
((دائماً تمازح في كل شيء،لكنها طيبة القلب على ما يبدو))
((علي الذهاب،سأتوسل إليها،سأهددها أنني سأحرق نفسي وسط المدرسة لو فاهت بشيء))
((أرجوك ـ كريمة ـ أنسي هذا الموضوع،أنا سأتكفل القضية))
كانت واقفة،احتضنتها وقبلتها،وهمست في أذنها:
((من أجل حبنا أطلب منك نسيانها))
((حسناً.))
((في الليلة القادمة سنغير الساعة))
((أرجو أن يكون ذلك في درسي الشاغر))
((حسناً سأبدل الجدول من أجلك،سأمنحك دروس شاغرة كي تتواصل شجرة الحب النمو يا ـ كرّومة ـ ))
خرجت مرتاحة.
عدت إلى فراشي،كنت متوقعاً أن الليل لم يبق منه سوى شوارده الذائبة.
تمددت على سريري،عيناي في السقف.
بعد دقائق شرود.
صاح الديك صيحة عجب!



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليالي المنسية/رواية/القسم السادس/
- ليالي المنسيةمرواية/القسم الخامس/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الرابع/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الثالث/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الأوّل/(منعت في الأردن من قبل الرق ...
- ليالي المنسية/ القسم اثاني
- أولاد اليهودية(رواية)10
- أولاد اليهودية(رواية)9
- أولاد اليهودية(رواية)8
- أولاد اليهودية(رواية)7
- أولاد اليهودية(رواية)6
- أولاد اليهودية(رواية)4
- أولاد اليهودية(رواية)3
- أولاد اليهودية(رواية)2 /حازت على المرتبة الثانية/في مؤسسة ال ...
- أولاد اليهودية(رواية)1
- قضية فرحان/قصة قصيرة/
- المسكين مخلوف /قصة قصيرة/
- مزبلة الرؤوس البشرية/قصة قصيرة/
- حدث في ليلة مأزومة/قصة قصيرة/
- في أزمنة ليست سحيقة//قصة قصيرة//


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - ليالي المنسية/رواية/القسم السابع/