أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - ليالي المنسية/رواية/الجزء الثامن/منعتها الرقابة الأردنية/















المزيد.....

ليالي المنسية/رواية/الجزء الثامن/منعتها الرقابة الأردنية/


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 4566 - 2014 / 9 / 6 - 22:10
المحور: الادب والفن
    


(11)

الست(فريدة)قصيرة القامة،شعرها طويل تحرره على كتفيها،كانت الست(خولة)دائماً تمسك شعرها من الخلف وتجعلنا نضحك ما نشاء،كانت ترسل لي نظرات لم أخرجها من فلك الطبيعية،أحياناً تطلق تنهيدة حارقة تطلع معها بالون شهوات مترسبة،كلما تكون معي في الإدارة،ناحتة نظرات رغبة في عيني،تضج بمعاني عاطفية ناضجة.
مرة قالت:
((أستاذ حبيب..أنت تشبهه!))
((يخلق من الشبه أربعين))
((حسناً لقيت أحدهم،عليّ أن أفتش عن البقية))
((ربما ولدوا وماتوا وربما لم يولدوا بعد))
((أنت تشبهه لحدٍ كبير،حتى أنني بت لا أفرق بينكما))
((ومن هو هذا الذي يشبهني أو أشبهه؟))
((أخي فريد!))
((أكيد معلم؟))
((كلا..سافر إلى خارج البلاد هرباً من حياتنا))
((ولم سافر،للدراسة أم للعمل؟))
((لا هذا ولا ذاك!))
صمت.
((اتهموه زوراً،مرة قالوا شيوعي ومرة شيعي من أعضاء حزب الدعوة))
((هناك الكثير من الشباب وجهت لهم نفس التهمة))
((حقيقة،رفض الانتماء للحزب،لذلك طاردوه))
((نحن في مجتمع منغلق،علينا أن لا نسبح خارج الواقع))
((كان بائع صحف متجول))
((حقيقة لا يمكن إخفاءها،الذين يتثقفون يشكلون هماً ضاغطاً عند الحكومة))
((وهل الثقافة جريرة؟أليس من حق المرء أن يخرج من دائرة البلادة وينفع المجتمع بتطور عقله؟))
((ربما هذا المكان يسمح لنا أن نتكلم بـ نوعٍ من الحرية وبوضوح طالما نحن خارج حزام الواقع))
((أحب أن أكون صريحة ومن غير دوافع حقد أو تمرير غضب أو احتجاج على ما يجري))
((هذا النوع من البشر أقدرّه حق تقديره))
((كان أخي يهوى كتابة الشعر))
((تلك حرية شخصية))
((لكن رجال الأمن داهموا بيتنا وصادروا أوراقه))
((الوشاة يتواجدون في كل محفل،ربما هناك سوء تقدير أو سوء فهم))
((كان يصدر مجلة يدوية فيها أشعاره وكتابات أصدقائه))
((نحن نخضع لحكومة ترى أن أفكارها هي المناسبة لهذا الجيل الضائع))
((بعد ستة أشهر أعادوا أوراقه على أنها نظيفة))
((ولم تخلى عنكم؟))
((طلبوا منه كتابة أشعار تمجيد!))
((ربما لا أستطيع قول شيء إزاء هذا الموقف))
((كان يقول:الشعر مثل الحلم يأتي عفوياً من غير انتظار))
((على ما يبدو،أخوك شاعر من الوزن الثقيل))
((لم يخرج شعره من دائرة العاطفة))
((كلنا أوان المراهقة كتبنا خربشاتنا على الورق))
((كان يعاني من علّة))
((معظم كبار الشعراء ولدوا من معاناة))
((كان يشكوا من عقم))
صمت.
((أشعر أنكم من أتباع ـ أهل البيت))
((وهل هذا يشكل عيباً؟))
((كلا..ليس هذا انحرافاً في عقيدة المرء،أو خروج من الملّة،لكن تعرفين الوضع في البلاد،كل شيء يخضع لرقابة حساسة،الكل يجب أن يخضعوا لفكر السلطة،الناس على دين ملوكها،أهل البيت تاج رؤوسنا،ومنائر يجب السير وراءهم للفوز برضوان الله سبحانه وتعالى))
((أنا لدي رؤية شخصية،أن القسرية لا تصلح لتطويع المجتمع كي يكونوا كالبنيان المرصوص))
((أنا معك،ولكن من يصغي لـ صوت الحق؟))
((يوم جئت،تهامسن حولك،كنّا نخشى من مكانتك الحزبية))
((وهل كلهم سلبيون؟))
((أنت تختلف))
((على المرء أن لا ينسلخ من جلده،مهما ألبسوه من ثياب،عليه أن يحافظ على كيانه))
((يبدو أنك متحضر أستاذ ـ حبيب ـ !))
((أنا انتمي لحضارة الحياة السعيدة،أمّا تواجدي ضمن الحزب تواجداً روتينياً،كان يجب أن نلبس عباءة الغباء من أجل أن نعيش تحت مخالب الكواسر))
((كلامك خطير أستاذ!))
((لا خطورة في كل ما نقول،المرء هو من يطوق نفسه بـ سياج الكهرباء))
((ما العمل.؟الكل يخشى على روحه من المتاعب))
((لكن الكثير من الناس يزجون أنفسهم في قواقع مجهولة المخارج))
((هذا حال كل المجتمعات،هناك الكثير من الانتهازيين يولدون في كل مرحلة))
((على المرء أن يحترس في كلامه،ويتحرى عن الطرق التي سيمشيها))
صمت.
((أخي ـ فريد ـ كان يرتدي ثوباً أسود في كل محرم من أجل إحياء يوم عاشوراء))
((أعتقد أن هذه الطقوس وردت إلينا من الخارج،هي التي جعلتنا أمام أنظار الغرب ناس متأخرين عن ركب الإنسانية،وجعلتنا ننقسم ونتلاسن من غير سبب،أليس الله جلّ في علاه خالقنا جميعاً،وكتابنا واحد ونبينا واحد،وديننا واحد،دين تسامح؟!))
((أنا أنظر إلى القضية من هذا المنظار))
((الغرب يحاول طمس الكثير من حضارات الشرق،أنت تعرفين أن حضارتنا تتعلق بالغيب والآخرة وسعادة الإنسان بعد الممات،وهذا لن يتفاعل مع توجهاتهم،لديهم حضارة الآلة والبضاعة والمال،أنهم حزب الشيطان عليه اللعنة))
((أليس هذا يسبب لنا التأخير عن ركب البشرية؟))
((شيء أصبح أقوى من إرادة الناس،علماؤنا يدركون خطورة القضية،هم غير مقتنعين بذلك،لكن أي تصريح بذلك من قبل أحدهم،سيؤجج الموقف ويشرخ المجتمع،وربما يقوده إلى منزلق خطير!))
((مصيبتنا أن بلدنا أصبح عرضة لهجمات تدميرية،الكثير من الشبّان وجدوا متنفساً لعقيدتهم،وبعضهم راح ينفذ مخططات خارجية،كتنفيس عن القمع والإقصاء المتعمد والإنزلاق الخطير نحو الراديكالية))
((من هذا المنطلق،الحكومة تحاول حجز الناس داخل حديقة مكهربة خوفاً عليهم من فايروسات الغرب))
((لكننا نستورد بضاعتهم))
((لا يجوز الربط بين قوت البطون وقوت العقول))
((أهذا من عندك أم هو توجه؟))
((يمكن لكل متبصر أن يقرأ أوراق مرحلته من غير اللجوء إلى مصادر))
((ثق أستاذ ـ حبيب ـ هناك كلام يوضح أن الحكومات غالباً ما تصنع الخلخلة داخل مجتمعاتها من أجل غايات كبيرة))
((أفهم من كلامك،أن الذي جرى من تفجيرات في ـ المستنصرية ـ وبعض الأماكن الأخرى كانت من تخطيط حكومتنا!))
((لا تفسر كلامي على أنه توجهي في الحياة!))
((اتفقنا أن نكون صريحين وإن كانت أفكارنا لا تماشي الواقع))
((سمعت أن المخابرات الخارجية تستخدمنا كـ أحجار الشطرنج للوصول إلى غاياتها الإستراتيجية))
((كثر الحديث عن نظرية المؤامرة،وعن أطماع الغرب،لكن القضية كلها منذ الأزل وإلى الأبد،تتعلق بسوق المال،الغرب يستعمر البلدان من أجل توفير خامات لصناعاته وتوفير أسواق تصريف لبضاعاته))
((سمعت من إذاعة أن الغرب هم يصنعون الحكام))
((هذا الكلام غالباً ما يشاع بعد زوال كل حكومة،أنها تثير الرأي العام العالمي،الغرب لديه شرق منشرخ عن أفكاره،الشرق يريد تسوية المجتمعات بنظام سمّوه الاشتراكية،الكل يتساوون في الحقوق والواجبات))
((وهل تفلح الأنظمة الاشتراكية في بناء مجتمع سعيد))
((كلا..مجرد عقيدة فاسدة لسلخ المرء عن معتقداته الفطرية،وزجه في مستنقع الرضوخ!))
((الاشتراكية أن تعيش تحت ضغط الفقر والضياع،أن تكون نمال خدمة لجمع قوت الطغاة))
((أن مشكلتهم هي أولوا اهتمامهم بالثقافة ونسوا أهم دافع لقوة المجتمع ألا وهو المال))
((على عكسهم فعل الغرب،اهتموا بالمال أكثر مما اهتموا بالثقافة))
((هذا عين الصواب،الأشتراكية ولدت لتدمير الأديان وسلخ الإنسان من حبل الخالق))
((نعم..عكس الغرب الذي أنسلخ من الدين تدريجياً،لذلك بغى وطغا بعدما تحصن بالمال والآلة الحربية))
((ليس ذلك فحسب،بل راح يتحين الفرص لتفكيك تلك المجتمعات كي تغدو قرى صغيرة سهلة المنال))
صمت.
((أستاذ ـ حبيب ـ لا تأخذ كلامي على أنني غير منتمي للواقع))
((لا تخشي يا ست ـ فريدة ـ نحن الآن خارج الواقع،أنا أحب النقاش الصريح،لست من كتّاب التقارير،أنا أيضاً غدوت ضحية لهم بعدما جردوني من حلمي ورموني هنا بينكم،إليس هذا جزء من عملية الإقصاء؟))
((كل ما قلته من كلام سمعته من إذاعات خارجية))
((كل شيء ممكن ووارد،سلطتنا تريد أن تبسط نفوذها عربياً وعالمياً ولو على حساب الشعب))
((كان أخي يتحدث لنا عن أشياء مخيفة ستحصل في بلادنا،طالما الحزب نتاج عقل إنسان ينتمي إلى طائفة هي غير طائفتنا))
((كثيرون يتوقعون نهاية سريعة لهذا الحزب))
((قال مرة:خيراتنا ستضيع طالما وقعت بأيدي رعوية لا تتورع لو عطشت أن تشرب الدم))
((وهل كان يحمل شهادة))
((كان في المرحلة النهائية في كلية الآداب،قسم اللغة الفرنسية،كان يبيع الصحف في العطل الرسمية))
((وهل تعرفين أين يسكن الآن؟))
((متواجد في بلاد بعيدة،نجهل تلك البلاد،لم يتصل ولم نمتلك وسيلة كي نتصل به))
((حسناً وماذا بالنسبة لك؟))
((انتميت للحزب كي نبعد الشبهة من عائلتنا))
((حسناً فعلتي،لولا ذكاؤك لما قبلوك في دار المعلمين والمعلمات))
((على المرء أن يمارس لعبة ـ التقيّة ـ كي ينجو من مخالب الذئاب))
((هذا ما يسرني ويجعلني أن أهتم بك وبفكرك))
في تلك اللحظة وجدتها تبتسم،تأوهت كعادتها،بان صفي أسنانها الدقيقة،بقيت حافراً وجهها بنظرة عميقة،شعرت أنها بدأت تلح بسؤال عبر تلك النظرة الطويلة،للحق أقول لم أكن أعرف أنني أيضاً تأوهت،وكنت أبتسم بوجهها..قالت:
((أستاذ ـ حبيب ـ أنت إنسان رائع))
((وأنت كذلك))
((كلا..أنا قصيرة،لا أحد يتمنى في يومنا هذا أن تكون امرأة قصيرة رفيقته أو......))
((أوماذا؟))
((أو شريكة حياته))
((لم كل هذا التشاؤم؟!))
((حقيقة شائعة))
((بالعكس أنت تحملين روح ثقافية وشفافة،لابد أنك تخبئين كنوز ثمينة في أغوارك))
((هذا كرم منك،لا تعطيني حجماً كبيراً لا أستحقه))
((لا تجعلي طولك هماً يأكل جمالك،المرأة القصيرة لديها براكين من العواطف المدمرة للرجل الصريح))
((لم نعد نمتلك وقتاً نصرفه عن الاهتمام بأنفسنا،نحن خارج العالم))
((أعتقد أنه المكان الملائم لتنمية الشخصية وبناء العقل خارج اضطرابات الواقعية))
((هذا الجانب هو الذي يسكت فينا صيحة الغربة))
((بعد زمن محدد سوف نترك المدرسة،ونعود للعالم من جديد،وليس لدينا إلاّ الذكريات))
((ربما نكتشف أن العطلة خانقة،سنحن للدوام ثانية))
((المرء متغير المزاج))
((الحكومة سبب تغير أمزجتنا))
((هذا هجوم غير مسلح))
((أخي كان يقول هذا))
((على ما يبدو هروبه لم يأتِ من فراغ))
((كان يعتبر إهمال المجتمع وتفريغه من أحلامه وعدم توفير له مناخات الترفيه هو سبب تمرد العقل وعدم انسجامه مع التطور الحاصل في العالم))
((كثير من الحكومات تؤسس لتخريب العقل البشري،كي تفرض أفكارها قسراً))
((تلك الحكومات التي تزج شعوبها في الحروب))
((التأريخ يقول هذا))
صمت.
((ستنتهي العطلة ونعود محملين بالحسرات))
((مهما يكن..علينا أن نتكيف مع كل ظرف،الحياة شقاءات متواصلة))
((تواجدنا معاً،وتناغم أفكارنا،ومرحنا،كل هذه الأشياء تخفف من وطأة وحشة المكان))
((القدر يكتب ونحن نطيع))
صمت.
***
تلك كانت بداية لإشتباك ليلي غير معهود.
ففي ليلة ذلك الحوار حدث أن قمت من النوم،اكتشفت شبح واحدة تتجه نحو الحمّام،وقفت أنتظر عودتها،لم أحتمل ضغط مثانتي،توجهت نحو دورة المياه،سمعت وشيش الماء داخل الحمّام،ووجدت الباب غير مقفلاً،وقفت أستطلع الأمر،مررن الـ فواكه في خيالي،تمنيت أن تكن واحدة منهن،كان الليل صامتاً،تصاعدت حمى الرغبة،وجدت نفسي أدنو من باب الحمّام،لا أعرف كيف طرأت بذهني أن المستحمة ربما(وداد)،تشجعت أن أقتحم عليها الحمّام وليكن ما يكن،دخلت وجدت جسداً يلمع،تكورت على نفسها..قالت:
((أهذا أنت؟!))
((نعم))
((أرجوك أستاذ))
((لا أحتمل بعدك ست ـ فريدة ـ ))
((أرجوك أستاذ أتركني؟!))
بدأت تنتحب وهي تتكور،تقدمت منها،بيدين مرتعشتين مسكت طراوة كتفيها،كان الماء يواصل نزوله من الصنبور،وكنت أرتجف خوفاً من جسد(فريدة)العاري..همست:
((ست فريدة..أنا تورطت معك!))
((أرجوك أستاذ ليس هذا من طبعي))
((وأنا أيضاً!))
((لكن ست ـ خولة ـ تتحدث عنك كثيراً))
((ربما تبالغ،أو تريد من كلامها إشباع فراغها))
((الباقيات أيضاً تحدثوا عنك))
((هذا دليل مبالغتهن))
((كلامهن أشعرني بالخوف منك))
((وماذا قلن؟))
((أنك!))
((أنني ماذا؟))
((لا أستطيع قوله))
((هل قلن خيراً؟))
((قلن أشياء لا أصدقها))
((حسناً..ضعِ في بالك أنهن يبالغن في الكلام))
((ولكن ما يحصل فيه شيء من الواقع))
((لا شيء يحصل إلاّ عبر ألسنتهن))
((هل حقاً ما تقول!))
((حين تنسجمين معي ستعرفين حقيقة كلامي))
صمت.
يداي تعملان بهدوء،تنزلقان فوق جسدها الرطب،وكانت أنفاسي تتصاعد بلهاث ممزوج بالخوف سحبتها نحوي،حاولت أن أحتضنها وأمطرها بوابل قبلات،وجدتها تتمرد،لا تسمح بذلك..قلت:
((ست ـ فريدة ـ أحبك!))
((لا أصدق))
((ثقي بي!))
((يمكنني أن أثق بك لو أعلنت عن حبك لي أمامهن))
((ولكن سيناصبنك العداء))
((فليكن ما يكن،المهم أنت معي))
((غيرة المرأة جحيم))
((لا تخش سأحترس منهن))
((ربما يتخلصن منك))
((ولم هذه الفكرة؟))
((أنت تعرفين نحن في غابة وهناك عشر لبوءات وأسد واحد))
((وكيف تريد أن أثق بكلامك؟))
((حبنا بصمت واحتراس يوصلنا لتحقيق غايتنا))
((حين تكف ألسنتهن عن الكلام عنك،يمكنني أن أصدقك))
((ثقي أنهن كاذبات))
((أرجوك أستاذ ـ حبيب ـ أتركني قبل أن يفتضح أمرنا))
((ليس قبل أن تقبليني نزيلاً في قلبك))
((أرجوك..سنتناقش في هذا الموضوع غداً))
((ربما هذا هو أفضل وقت للمناقشة))
((أرجوك أستاذ سوف أجن))
((حسناً..لا أريد سوى قبلة واحدة فقط تجعلني حبيباً دائماً لك))
((أنت تطلب المستحيل))
((أرجوك يا ست أنت الحبيبة التي أبحث عنها))
((لا أمتلك وقتاً كي أصدقك))
((ثقي أنت الواحدة التي كنت تملئين فؤادي بالسلام والراحة))
((ولم سكت كل هذه المدة؟))
((كنت أنتظر أن تنضج ثمرة محبتنا))
((أرجوك..غداً سنتكلم حول هذا الأمر))
((ست ـ فريدة ـ لن أحتمل أكثر من هذا))
جذبتها إلي،أنزلت وجهها بين يديها،حاولت أن أصل إلى ثغرها،قبل أن تستدير وأجد نفسي أحتضنها من الخلف،لم أفك يدي رغم أنها كانت تحاول بشتى الطرق،بدأت تغرز أسنانها في معصمي،تستعمل أظفارها،وكنت أجد الشجاعة الكاملة لمواصلة عملي،تخلصت من جحيم عاطفتي،وجدت نفسي إنساناً لا قيمة له،تراخيت،لبست ملابسها على عجل وخرجت،بقيت متخاذلاً أفكر بنفسي،بتفاهة الشهوة التي أخرجتني من جلدي،لم أجد رغبة تدفعني كي أستحم وأخرج لأواصل لوم نفسي في المنام،وجدت شبحاً يقتحم الحمّام..قالت:
((يا لك من نمر جائع))
((آه..أهذا أنت يا ست ـ خولة ـ ))
((تسبح في برك اللحم وتتركني أتمزق في فراشي))
((لا..لن أتخلى عنك))
((وما الذي تبقى فيك،أنما الحب هو الصولة الأولى))
((ما زلت أحتفظ بحرارتي))
((لدي خارطة طريق،أنت بدأت تتجاوز على خططي))
((ليس هذا أوان التناقش فيما بعد سنتفاهم))
((كنت أزمع قيادتها لك،لكنك خرجت من طبيعتك))
((كانت حمى عابرة ولم تكن النتائج مرجوة كما اشتهيت))
((لو تركت الأمر لي لكنت تنعم بليلة مثالية))
((حسناً..لن أتجاوز على إستراتيجيتك العاطفية بعد الليلة))
((هيّا أستحم،لا أطيق صبراً هذه الليلة ما لم تحطمنِ))
((سأكون في غرفتي خلال ربع ساعة))
خرجت.
وجدت الرغبة تعاودني،اغتسلت ومضيت إلى غرفتي،لكنني لم أجد الست(خولة)،بقيت وقتاً أنتظرها،قبل أن أغيب في نعاس شديد.
أغلقت باب الغرفة ونمت.



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليالي المنسية/رواية/القسم السابع/
- ليالي المنسية/رواية/القسم السادس/
- ليالي المنسيةمرواية/القسم الخامس/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الرابع/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الثالث/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الأوّل/(منعت في الأردن من قبل الرق ...
- ليالي المنسية/ القسم اثاني
- أولاد اليهودية(رواية)10
- أولاد اليهودية(رواية)9
- أولاد اليهودية(رواية)8
- أولاد اليهودية(رواية)7
- أولاد اليهودية(رواية)6
- أولاد اليهودية(رواية)4
- أولاد اليهودية(رواية)3
- أولاد اليهودية(رواية)2 /حازت على المرتبة الثانية/في مؤسسة ال ...
- أولاد اليهودية(رواية)1
- قضية فرحان/قصة قصيرة/
- المسكين مخلوف /قصة قصيرة/
- مزبلة الرؤوس البشرية/قصة قصيرة/
- حدث في ليلة مأزومة/قصة قصيرة/


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - ليالي المنسية/رواية/الجزء الثامن/منعتها الرقابة الأردنية/