أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - ليالي المنسية(رواية)الجزء العشرون















المزيد.....

ليالي المنسية(رواية)الجزء العشرون


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 23:46
المحور: الادب والفن
    


تحكي سميرة

تسموني : ((المفلفلة)).
صمت.
كلنا حقول فلافل.
صمت.
كل أنثى تخزن في غورها حقل بهارات.
صمت.
ما قيمة الجسد من غير توابل حارّة تمنح حرائق الرغبة أوان العناق.
صمت.
أنتن خضتن معترك الإثم في طفولتكن،لا يا رفيقات الدرس والشهوة،في ربيعي الثالث عشر شب حريق في جسدي،لأكن صريحة أكثر،لم يعد الخجل بضاعة نافعة بيننا،الحريق شب في أسفل بطني.
صمت.
كنت غارقة في بلادتي،لا شيء يهمني سوى دراستي،قبل أن يحط في الزقاق شاب أسمر غريب الهيئة،قيل أنه مدرس(مصري)،بعد أيّام من سكنه عرفت أنه يعطي الدروس الخصوصية،ذهب أبي إليه وفاتحه،تقبل الدعوة،تعشى معنا،وبدأ يدرسني الرياضيات والفيزياء،يأتي إلينا عصر كل يوم،في غرفة الاستقبال نجلس،هو متحمس في دراسته وأنا بدأت أسكر من لهجته ونبرة صوته،هو يشرح وأنا أتخيله(محمود ياسين وحسين فهمي ومحمود عبد العزيز)وهو يشرح،وأنا أتخيل نفسي(نجلاء فتحي وسميرة أحمد وشويكار)،أموت وأستفيق،حتى أفقت على يد فوق جبيني،كنت غافية وأنهضني،قال: ((أنت ـ عيّانة ـ يا ست ـ سميرة)) ،((كلا..أنا حاضرة))،((أن كنت تعبانة ولا أي حاجة سنؤجل الدرس))،((كلا أستاذ أنا واعية))،من لحظتها تغيرت نظراته،راح يثبت عينيه أكثر في عيني،بدأ يبتسم بوجهي،كنت أفرح وأتنفس بقوّة،مضت الدروس بوتيرة متصاعدة،كلما أجد الفرصة أغط في غيبوبة مسكرة،ينهضني ويستمر درس الذوبان.
صمت.
قال لي ذات يوم: ((سميرة بالك مش معاي))حلوة الكلمة،ضحكت((أمال مع مين أنا)) ضحك: ((أنت بتتكلمي مصري))،((أحب مصر والأفلام المصرية))،((بس كلها وحشة))،((أحب الوحشة أستاز))،وجدت نفسي متحررة،بدأت أضرب على كتفه بكفي،بدأت أدفعه،في البدء كان يتعرق،يشعر بضيق وارتباك،لكنه أنسجم مع نغمات مشاعري،وبدأ يمازحني ويبادلني الربتة بالربتة والدفعة بالدفعة،حتى أتت الفرصة وأسقطت نفسي عندما دفعني،دنا وصار وجهه قرب وجهي،في عينيه لمحت العالم،تشجع حين ابتسمت، سقط فمه على فمي وبدأ يسحب أغواري وأنا أموت من تحته.
صمت.
مضت دروسنا تتشابك قوانين الرياضيات بقوانين الأخلاقيات،نظرية فيثاغورس بنظرية نيكاغورس،نظرية الأواني المستطرقة بنظرية الأجواف المحترقة،لكم كان يمتلك سحراً في إنهاض الشهوة،حرارة جسده ما تزال ترعش جوفي،عامان ونحن نعيش السعادة الجسدية قبل أن يغادر البلدة والبلاد.
صمت.
بقيت صامدة في انتظار عودته،واعدني أن يتزوجني ويأخذني إلى(مصر)لكن الوعود رمال ألسنة العشّاق،كل عاشق وعاشقة تجمعهما الأكاذيب،نسيته وبدأت أبحث عن ملاذ عاطفي تلبية لـ حاجة جسدي.
صمت.
مررت بتجارب حب عابرة.
صمت.
ضابط وسيم أغواني.
صمت.
كان يمتلك مركبة،وجدته يتبعني وأنا عائدة من مدرستي،بعد يومين دنت منّي طالبة،قالت: ((أيمكننا أن نتحاور قليلاً!))،أراد القدر أن أطيعها، قالت: ((أرسلني الضابط كي أفاتحك برغبته في الزواج منك!)) فرحت،وعرفت أنه هو صاحب المركبة،بعد يومين وجدته يقف بدربي،تبادلنا السلام وعدت سعيدة،أرسل لي رسالة وأرسلت له رسالتي وتطور الحدث،وذات يوم كنّا في سفرة مدرسية،في العاصمة ـ بغداد ـ وجدته داخل حديقة ـ الزوراء ـ اختلينا ولا أعرف كيف تجرأت وتابعته واركبني المركبة وأخذني بعيداً،هناك في ـ جزيرة بغداد السياحية ـ ركبنا ـ البلم ـ وجلسنا بين الأحراش وراح يقبلني قبل أن أفقد نفسي كما كنت أفقد مع الأستاذ(المصري)،وحين وعيت،شعرت أنه مارس معي وكان عسله يرطب ردفي،لم أمتلك وازعاً كي أسترد كياني،طالما فاتحني برغبته في الزواج مني،وطالما البنت مشروع للجنس،وجدت العملية طبيعية،على أقل تقدير أنني اكتشفت أن من يريدني شريكة حياة يمتلك رجولته ويتمتع بكامل الفحولة،خشية أن أصطدم بزوج باهت لا يشبع،كما حصل لجارتنا،حين تزوجت حبيبها وليلة تثقيبها إكتشفت أنه فاقد الحياة،لم تدم معه،ومضت إلى أهلها قبل أن تفصخ الخطوبة وتجد من يركبها كل ليلة بلا ملل أو كلل.
صمت.
لكن الضابط غاب كما غاب(المصري)،ويوم سألت تلك الطالبة،عرفت منها أنه تزوج وغادر البلدة.
لم أشعر بإحباط،لم أخسر شيئاً،فالجسد نار تحتاج للحطب،كلما وجدت من يمتلك الوسامة والجرأة أحرر نفسي إليه،نعيش أيام أو أشهر أو سنوات،لكن الحب في بلدتنا سراب زائل،الحب قضية عابرة،متعة زائلة،الحب يا أخوات الرغبة أكذوبة نحاول من خلاله أن نميت ثوراتنا العاطفية،نخمد التحررية لشهواتنا،الحب في بلادنا مثل السياسة،تهيمن للحظة وتموت.
صمت.
ها نحن نعيش في هذا القفر،ليس بيننا سوى عمود واحد يكاد يستجيب لمطالبنا،ها نحن تسع برمودات و ـ حبيب ـ واحد ـ عفوا ـ قضيب واحد،يمكننا أن نقيم دولة خالية من خبث السياسة ونتانة الوزارات وأكاذيب المسؤولين،يمكننا أن نعيش هنا،هذه الغرفة تكفينا،لنتخذها قصرنا الجمهوري.
صمت.
ليتني أتعرى وأرقص كما رقصت(خولة)ليتني أمتلك شجاعتها،لتعريت وخرجت إلى الجبال بحثاً عن الرجال أصحاب الشهوات الازلية،الذين بدلوا شهواتهم بالحروب.
صمت.
هم يفعلون وأنا أصرخ من الفرح.
صمت.
كل العلاقات مهما كانت،جسدية أو مجرد حوارات،وتبادل رسائل لم تشكل هاجساً أمام الساعات التي قضيتها بين أحضان أستاذ ـ قضيب ـ وحده من فاقت حرارته على حرارة الأستاذ(المصري)و(الضابط).
صمت.
حياتي متشعبة،لكن هذا الخراب القادم،هذه الحرب القذرة قفلت عليّ كل شيء،لم أعد أتذكر أكثر مما حكيت.
صمت.
عشت سهرات مع شبّان وضبّاط ومدرسين،ربما في يوم ما أكتب مذكراتي،ويا لها من مذكرات.
صمت.
لو حصل هذا،سأكتبها بكل وقاحة.
صمت.
تلك هي رغبتي الأخيرة،ولكن قبلها هناك رغبة أهم،أنها رغبة الجسد،متى يدخل هذا المارد طماطتي المفلفلة؟
صمت.
هذا ما أرجوه الليلة.
صمت.
أرجو أن تكون ليلتي أنا يا رفيقات.
صمت.
سأدفع لكن كامل راتبي،لو أعطيتموني رغبتكن.
صمت.
ماذا قلتن؟،لمّ صمتكن يدثرني بعبائة الهمود؟،سأقاتل من أجل سعادتي،لا قوة ترهبني هذه الليلة،لا جيش يوقف معركتي من أجل إحتلال الشهوة الأخيرة المتدفقة في غور الأستاذ عمود.
صمت.
لا تنظرن لي بعيون تضمر الشرر؟،لن أسمح لكن أن تنازعنني عليه،هو ملكي أنا في هذه الليلة العصيبة، لم أنهضتن أغواركن لتزاحم أغواري في حرب الحياة الجميلة؟
صمت.
أكاد أن أجن،أن أحترق،أن أصرخ وألم الدنيا على رؤسكن لو فقط زاحمتن رغبتي الأخيرة.
صمت.
خذن مجوهراتي،خذن أسمالي وأتركوني عارية فقط أعيش معه هذه الليلة.
صمت.
ربما نعم..هذا ما يحضرني،هذا ما عزمت عليه.
صمت.
نعم..قررت ولن أتردد من سحب قراري.
صمت.
سأفعلها..ليكن ما يكن.
صمت.
سأحرق نفسي.
صمت.
سأنتحر لو لم أكن أنا صاحبة الرقصة الأخيرة في هذه الليلة.
صمت.



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليالي المنسية(رواية)الجزء التاسع عشر
- ليالي المنسية (رواية) الجزء الثامن عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء السابع عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء السادس عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الخامس عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الرابع عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الثالث عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الثاني عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الحادي عشر
- ليالي المنسية/رواية/الجزء العاشر/
- ليالي المنسية/رواية/الجزء التاسع/
- ليالي المنسية/رواية/الجزء الثامن/منعتها الرقابة الأردنية/
- ليالي المنسية/رواية/القسم السابع/
- ليالي المنسية/رواية/القسم السادس/
- ليالي المنسيةمرواية/القسم الخامس/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الرابع/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الثالث/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الأوّل/(منعت في الأردن من قبل الرق ...
- ليالي المنسية/ القسم اثاني
- أولاد اليهودية(رواية)10


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - ليالي المنسية(رواية)الجزء العشرون