أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - ليالي المنسية(رواية)الجزء الثالث عشر















المزيد.....

ليالي المنسية(رواية)الجزء الثالث عشر


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 4575 - 2014 / 9 / 15 - 00:02
المحور: الادب والفن
    


(20)

كنت جالساً،لم أبال بنقرات خفيفة ظلّت تتردد في صدغي،قبل أن أستقيم في فراشي،خلت واحدة من زميلات الليل،عطشت وجاءت تبحث شفاء،قبل أن أفتح الباب،وجدت شبح أنثى،دفعتني ودخلت،عند السرير عرفتها..قالت:
((لم تخلف وعدك!))
((أنا!))
((ألم تواعدني؟!))
حاولت أن أتذكر ما تتفوه به فم أنثى في ظلام متخلخل جراء ضوء الفانوس المتراقص،وجدتها تطوقني بأسوار عاطفية خانقة،كل حلم خامل يريد أن ينمو من غير زمن،لا مجال للف والدوران،يائس وقفت،مقفل العقل،مشلول اللسان،لم تمهلن فرصة البحث عن كلامٍ اتهمتني بقولها وجاءت تتحرى..قالت:
((انتظرت كثيراً قبل أن أتخذ قراري))
((حسناً فعلت وجئت))
((هل حقاً أنت مهتم بي؟))
((نعم كل الاهتمام كما ترين))
((خولة..قالت أستاذ ـ حبيب ـ وضعك في البال زوجة،قلت لأتأكد بنفسي،فهي كما تعلم كثيرة المزاح والمقالب،لذلك لم أتردد من المجيء))
((يا لها من ملعونة،كيف أباحت بسرٍ ما زال مقفولاً في قلبي))
((ألم تفاتحها بالموضوع؟))
((لا أعرف!))
((أستاذ ـ حبيب ـ قل الحقيقة أنا لا أحب المجاملات،هذا مشروع عمر وحياة))
((أنا أيضاً لا أحب المجاملات يا ست،ما يحيرني كيف إهتدت إلى سر كتمته في أعماق أعماق قلبي))
((لم أتردد لحظة واحدة،قررت أن أتجاوز حدودي،وددت أن أعرف الماء من مصبه))
((حسنا فعلت يا ست ـ أيمان ـ،ما سمعتيه هو عين الحقيقة،ربما راقبتني وأنا أحتويك بنظراتي السريّة))
((هل حقاً تريدني زوجة؟أنا لن أتأخر في جوابي لو كان هذا الأمر يشغلك))
((بالطبع لا أحد سواك يكمل ديني،تأخرت عليك كثيراً على ما يبدو،كان يجب أن أمهل نفسي وقتاً،أنت فوق كل أحتمال))
((ومتى بإمكانك أن تفاتح والدي؟))
((في أقرب فرصة))
((لم لا تعطيني أجازة كي أذهب وأخبرهما))
((لا أحب العجلة في هذا المشروع الحياتي الكبير،في العطلة يمكننا أن نرتب الأمور))
((حسناً..عليك أن تخبرني بالوقت المناسب))
رأيتها تهم بالخروج،تشجعت،مسكتها من معصمها،وقفت من غير مقاومة..قلت لها بخوف:
((ست ـ أيمان ـ أموت فيك))
((لا أريدك أن تموت،أريدك أن تعيش من أجلي))
((الموت فيك يعني العيش معك))
((أرجوك أستاذ ـ حبيب ـ لنترك هذا الأمر لما بعد عقد القران))
((ست ـ أيمان ـ أنا عقدت قراني عليك في هذا الليل))
((أرجوك ربما ستكتشفنا واحدة))
((دعيهن يعرفن أننا أصبحنا معاً))
صمتت،قرّبت ثغري منها،تمايلت في الضوء الكابي للفانوس،شعرت أنها تحاول أن تبدي مقاومة خجولة، احتضنتها..تأوهت:
((أستاذ أرجوك أنا خائفة))
((لا تخافي يا روحي))
ماعت بين أحضاني،ندّت منها صوت نحيب صامت،مسحت دموعها،ومضيت أدفن ثغرها بين شفتيها، وجدنا نفسينا على السرير،لا أعرف كم من الوقت مضينا وماذا فعلنا،كنّا غارقين في تعرق تام،هي متمددة قربي،راضية،وديعة،مطيعة،راغبة بعد أن كانت ترتعش،وكنت أداعب بأنامل خدرة كتفها..قالت:
((متى نكون معاً؟))
((قريباً يا روحي))
((ليت ذلك الآن!))
تعالى صياح ديك،هرعت ناهضة ومنفلتة من أحضاني لتذوب في العتمة.
***
للحق أقول،لم أكن قد وضعت الست(أيمان)في بالي،رغم بياض بشرتها،ورقة صوتها،كنت أعتبرها مجرد أنثى خالية من العواطف،كثيراً ما كانت تقتحم خلوتي في غرفة الإدارة،تتعذر بأشياء لم تحرك مشاعري،لكن مجيئها المفاجئ في الليل وضعني في حالة من التأمل،لم أجد تأويلاً مناسباً لفعلتها،في البدء خلتها ماكرة اختلقت لنفسها تلك الحكاية للوصول إلي،رغم أنني أدرك أن(خولة)تكافح بشتى الوسائل لإسقاطهن في حبائلي لغاية في نفسها،ربما استغلت ودية العلاقة العلنية بيننا،هكذا طبع الأنثى الجريحة،أو من تمتلك رغبة صادقة لاصطياد شريك مناسب تعرفه،في عالم منغلق،بعيد،لابد من نافذة حرية للتنفس،حاولت أن أعيد في ذهني تلك اللحظة التي تفوهت فيها رغبتي كما قالت لي.
أخيراً تذكرت كلاماً من هذا القبيل مر عبر لساني،كنت داخل غرفة الماء،كانت(أميرة)قربي،كنّا نتحاور بكلام عادي،فقدت شعوري في تلك اللحظة،كان رأسي تحت صنبور الماء..قلت:
((انتظركِ في الليل!))
حين أنهيت غسل رأسي لم أجد(أميرة)قربي،وحين أنتصف الليل عرفت أن(أميرة)لم تسمع كلامي، وأن(أيمان)ربما مرّت،أو جاءت من أجل الماء،تصادف وجودها مع الكلام الذي خرج من فمي،هذا الظن بدا أكثر قرباً للحقيقة،حين استحضرت كل نظراتها السابقة لي،أخيراً قررت أن لا أفكر بالكيفية التي تم تعارفنا الجسدي،طالما هي أنثى مكتنزة الجسد باللحم والشحم،بيضاء البشرة،مجروحة المشاعر،صارت من غير بذل جهد،فاكهة يانعة في حديقة عواطفي.























(21)

(وداد)..رفضت الرضوخ لتوسلاتي،كادت أن تخرج من طورها العقلاني لحظة ضربت الطاولة بكتاب واندفعت خارج الإدارة،كنّا معاً،أنا والست(خولة)والست(أميرة)والست(حمدية)وهي،واحدة واحدة انسحبن بحجج مبيّتة،بقينا معاً،ظلّ الصمت سيد الموقف،كنت أتصفح جريدة قديمة،أشياء كثيرة تعتمل وتنهض فيّ ثورية متفاقمة،بدأ نبض القلب يتسارع،وحشرجات الرغبة صائتة،كانت منهمكة بتصليح أوراق الامتحان اليومي،تشجعت وقلت:
((ست ـ وداد ـ ما زلت أنتظر كلامك))
رفعت رأسها،تأففت..قالت بحدة:
((أي كلام،لا كلام بيننا خارج أمور المدرسة أستاذ))
((لا أعرف بت لا أحتمل نفسي مع كائنة راقية تفسر الأمور خارج نطاق العالم))
((أي عالم أستاذ ـ حبيب ـ عالم فاسد،سرطان يفتك بالأعراف والقيم التربوية النبيلة))
((أنا أنشد الجانب النقي من العالم))
((لا نقاوة في عالم مظلم وضعونا بقصدية فيه))
((ما معنى القصدية يا ست؟))
((أنت تحاول سحبي لمستنقع السياسة))
((لا..لا..لا تفكري بهذا الجانب،كنت أريد أن أجعلك الطرف الساند لي في الحياة))
((سبق وأن قلت لك كل شيء وأنهينا هذا الموضوع))
((إصراري لك دليل حي لنبل عواطفي ورقة مشاعري اتجاهك))
((أستاذ ـ حبيب ـ أنا لست أجمل من هذه الكوكبة العاطفية من حولك))
((لا يعنيني الجمال بقدر مسحة الأخلاق المتجمعة فيك))
((لو كنت مجنونة لصدقت كلامك))
((الجنون عند المرأة أحياناً ضرب من المغامرة الناجحة))
((أنا محجوزة أستاذ أليس هذا يكفي))
((لِمَ لمْ نغير هذه اللهجة المخادعة بيننا))
((أنا واعية فيما أتصرف وواثقة في ما أقول))
((لنكن أصدقاء خارج نطاق الأطماع الشخصية))
((لا رفقة بين كائنين بينهما الحياة ساحة حرب أزلية))
((لنحاول أن نبدل هذه الساحة بـ حديقة سلام))
((كل اللذين تعاشروا بالطرق الشرعية حلموا بذلك،سرعان ما اكتشفوا أنهم وسعوا من ساحة المعركة بينهما))
((أنت فيلسوفه ست ـ وداد ـ ))
((كل إنسان بوسعه أن يغدوا فيلسوفاً لو عرف كيف يتأمل الحياة من حوله،وكيف يختار سبل معيشته))
((ليتني أكون قريباً منك لتعلميني الفلسفة الحياتية الصالحة))
((عندما تترك فلسفة الأهواء بوسعك أن تتفرغ لفلسفة الحياة))
صمت.
عادت لأوراقها،رحت أتأمل ربع سحنة تهرب من حجاب،أنف لكم تمنيت أن أقبض عليه بأسناني،رموش تبرز كشوارب قط،لم تبد انفعالا،وكنت أصطلي بنيران بدأت تلتهم أحشائي،ماذا لو هجمت عليها،هل تبدي ردة فعل؟هل تصرخ؟أم أنها ستصمت كي لا تنكشف أمام زميلات هيأن احتفالاً كونياً للحظة سقوطها من برج كبرياءها،أسئلة كانت تنهشني،الشهوة نيران تتوسع،لساني فقد السيطرة جرّاء تنامي حرائق قلبي،لم أجد بد نهضت من وراء الطاولة،في تلك اللحظة وضعت القلم،لمحتها تتهيأ لاتخاذ موقفاً إجرائياً رادعاً كرد فعل لأي طارئ يعنيها..قالت:
((أستاذ ـ حبيب ـ أيّاك تفكر أنّ جلوسي هنا من مصلحتك))
((كلا..نهوضي بسبب عطشي))
((ترموس الماء قريب منك))
((ست ـ وداد ـ أتمنى أن أموت في هذه اللحظة))
((كلنا نتمنى الموت في عالم فقد موازينه الثابتة))
((لنعيد حساباتنا؟))
((لم يعد بيننا ما يستحق المجادلة))
((حسناً..اليوم نحن مدعوين لحفلة زفاف أبن المختار))
((شيء لا يعنيني))
((يجب أن نعكس محبتنا لهم))
((لدي ما يمنعني من ذلك))
((أنت واحدة منّا،لا يجب أن تتمردي على الأشياء الواجبة،يجب أن نحافظ على أخلاقياتنا))
((أستاذ ـ حبيب ـ أنت لا تعرف ما الذي سيحصل في هكذا احتفال!))
((ما الذي سيحصل؟،ناس متزمتون،يمتلكون تقاليداً وأعرافاً ليست نادرة علينا))
((ليس هذا ما أعني))
((نعيش بينهم،يجب أن نشاطرهم أفراحهم وأتراحهم))
((الزميلات سيندمجن في عالم جنوني))
((لا أفهم كلامك))
((سترى كل شيء بعينيك))
((تلك هي حياتنا الجديدة التي تناضل السلطة لبنائها خارج أطلال المواريث))
((لا يمكنني أن أخرج من ثوبي أستاذ ـ حبيب ـ ))
((ست ـ وداد ـ هذا تمرد عن واقع حالنا))
((فسره كما تشاء))
((لا..لن أفسره كما تتوقعين،لكنني أحاول أن أجعلك في مكانك اللائق))
((أنت تتجاوز حدودك أستاذ))
((لا تفهمي كلامي بالضد))
((أنا أعرف من أنا))
((أعني أنت بحاجة إلى رفقة طيبة كي تتخلصي من الشؤم الذي يسكنك))
((أنا واضحة وجديّة ونقية من كل أمراض العصر))
((في عينيك دموع قديمة))
((من قال لك هذا الكلام؟))
((ملامح المرء مرايا تعكس أغواره))
((على ما يبدو أن كلاماً كثيراً يحاك حولي بينهن وأنت أيضاً جزء من اللعبة))
((أعتقد أنا راعٍ ومسؤول عنكن،لن أسمح بأي كلام فيه تجريح،أو أنتقاص من قيمة واحدة منكن))
((أنا لا مشاكل لدي أستاذ))
((نفورك عنّا،يشعرني أن خطوبتك قسرية))
((ومن قال هذا الكلام؟))
((مجرد تأويل))
((ولم تضع هذا التأويل في بالك))
((لا أعرف،دائماً هناك ـ مغناطيس ـ يجذبني إليك))
((أستاذ ـ حبيب ـ ألم نتعاهد على ترك هذا الموضوع نهائياً))
((أنت بوسعك ترك كل شيء،أمّا أنا أحتاج إلى وقت طويل ومعلمة تعلمني ذلك،ما ينبت في كياني صرح تراثي،يحتاج إلى قرون وربما حروب كونية كي يزال))
((أنشغل بأمورك العابرة معهن،أنهن يعطلن فيك كل آلامك))
((ما زلتِ تتهمينني بشيء أنا بريء منه))
((ليس اتهاماً،بل واقع حال))
((إن كان يغيضك ذلك سأتفرغ لك))
((عدت لموضوعٍ مات))
((اتهامك لي يجعلني أن أدور مثل الناعور حولك))
((أنت تغرق في سعادة جنونية أستاذ))
((مرحي لا يعني أنني سعيد))
((أنا أراك هكذا))
((سعادتي لا تبدأ ما لم أكن مع واحدة وضعتها في البال))
((كلام عواطف زائلة))
((لم لا نجرب هذا الكلام،يمكنك أن تتأكدي أنك لم توفقِ في تفسير هذا الجانب الحيوي فيّ))
((أما يكف هذا الجدال!))
((طالما أنتِ في البال سيبقى قلبي يعزف نشيده الخالد))
((أستاذ ـ حبيب ـ تعاهدنا أن لا نتطرق لهذا الكلام))
((ست ـ وداد ـ بت لا أطيق نفسي،ارحميني))
((أطلب الرحمة من الله كي ينجيك من وباء الشيطان))
((أرجوك ست ـ وداد ـ لنكن معاً،أنا..أنا..أحبك))
((أستاذ ـ حبيب ـ سأخرج أذا لم تكف عن هذيانك))
((امنحيني فرصة واحدة،أنا مستعد أن أبرهن لك على حبي،أطلبي منّي أي شيء سأعمله،سأرتمي بين قدميك لتعرفي صدق نواياي))
((أريد منك أن تبتعد،لا ترتمي من أجل فتاة،هذه نصيحتي لك))
((كلما أحاول أن أبتعد أراني أقترب أكثر وأحوم حولك))
صمت.
كنت واقفاً وراء الطاولة،شربت قدح ماء،بدأت تصحح أوراقها،لا أعرف كيف اقتنعت أن سكوتها المفاجئ دعوة واضحة للمغامرة،حفرتها بنظرة أفقدتني صوابي،أستقر عقلي على فكرة معقولة،قلت سأتقدم منها،ليكن ما يكن،استبعدت من بالي أنها ستتخذ أجراء فورياً يمنح الآخرين مادة دسمة للقيل والقال،خطوت نحوها خطوتين وجدتها تواصل قراءة الأوراق أمامها،ارتاحت مشاعري،خلتها سقطت في بئر الرغبة،لكنها قامت في الخطوة اللاحقة،نحتت نظراتها الغاضبة فيّ،وقفت أتأمل عينين سوداويتين،جواب غامض يبرز من مآقي عميقة،كنت مثل أسد في لحظة قنص،طريدة واقفة تقرأ تحركاتي،ربما تستدرج إلى ذهنها مدى الجوع المتنامي فيَّ..قالت:
((خطوة واحدة منك،سألم الدنيا هنا))
عرفت مدى صدقها،بدأت ترتجف،تغضب،ماتت رغبتي،لم أجد كلاماً يهدأ ثورتها..أردفت:
((أستاذ ـ حبيب ـ أيّاك أن تفهم صمتي خضوع))
((بالعكس،وددت أن ألقي نظرة على الأوراق))
((أنا دقيقة في التصحيح))
((فكرت..ربما الغضب أفقدك بعض دقتك))
((عد لطاولتك؟))
((لم لا أساعدك!))
وجدتها تسكت،تشجعت أن أبدء الخطوة القاتلة،حملت الأوراق وكتابها،ضربت الطاولة بالكتاب وتناثرت الأوراق من يديها وخرجت،سحبت نفساً عميقاً،شعرت أنها أهانتني،لم أحتمل فعلتها،لكنني تمكنت من كظم غيظي،وجدت تلك الفعلة سيتبعها ندم،وربما ستأتي لتعتذر عمّا بدرت منها،عندها سيكون الباب مفتوحاً لقلبها المقفول،عدت إلى طاولتي،جاءت(خولة)تركض،ضربت كفاً بكف..صاحت:
((أكيد فشلت))
((عنيدة،تحتاج لوقت طويل لكسر حدة عقدتها))
((كان يجب أن تعمل بفكرتي))
((كدت أن أعمل لولا دوافع ذاتية منعتني))
((قلت لك،أهجم عليها،لا أعتقد أنها ستتخذ موقفاً مناهضاً،ربما ستبكي قليلاً،قد تلكمك،قد تحفر جسدك بأظفارها،أو تغرز أسنانها في معصميك،قبل أن تشعر لا قيمة للحياة بدون عواطف نارية جائحة))
((وهل برمودتها تستحق هذه المجازفة؟))
((أنا متأكدة أنّ برمودتها قطعة كعك محروق،أنّ ما نريده هو كسر أنفها))
((كانت متحسبة لهذا الأمر))
((ليتني كنت أنا الذكر لأخذتها عنوة،ليس ذلك فحسب،بل أسفك دم برمودتها العفنة أيضاً))
((لنمهلها وقتاً أطول،حتماً هذه الحرشات ستحرك عواطفها))
((صدقني أستاذ ـ حبيب ـ أنها لن ترضخ،أعرفها جيداً،السبيل الوحيد للوصول إليها،أمّا بتنويمها بحبوب،أو باقتحام الحمّام عليها عندما تستحم))
((لكنها تستحم خفية))
((لم لا نرفع قفل الباب الداخلي للحمّام كي تكون في حصن غير منيع))
((لا أحبذ هذا الجانب العنيف))
((لكنك أفلحت في الوصول إلى الست ـ فريدة ـ ))
((الست ـ فريدة ـ كانت متحمسة لي،كانت دائماً تلاحقني بنظراتها))
((وداد..سترضخ لو كررت هذا الفعل معها،تحايل معها كما تحايلت مع ـ فريدة ـ ))
دق الجرس،دخلن المعلمات،وحدها(المعقدة)ظلّت خارج التجمع،كانت عيونهن تنهال علي،سؤال واحد قرأته في نظراتهن،تعذر علي الإجابة عليه،رغم وفرة الوقت،والحراسة المشددة التي فرضنها حولي كي أفلح في تحقيق رغبة تنامت في قلب وفكر(خولة)قبل أن تغدو كابوساً ظلّ يخنقني في يقظتي ونومي.



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الثاني عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الحادي عشر
- ليالي المنسية/رواية/الجزء العاشر/
- ليالي المنسية/رواية/الجزء التاسع/
- ليالي المنسية/رواية/الجزء الثامن/منعتها الرقابة الأردنية/
- ليالي المنسية/رواية/القسم السابع/
- ليالي المنسية/رواية/القسم السادس/
- ليالي المنسيةمرواية/القسم الخامس/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الرابع/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الثالث/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الأوّل/(منعت في الأردن من قبل الرق ...
- ليالي المنسية/ القسم اثاني
- أولاد اليهودية(رواية)10
- أولاد اليهودية(رواية)9
- أولاد اليهودية(رواية)8
- أولاد اليهودية(رواية)7
- أولاد اليهودية(رواية)6
- أولاد اليهودية(رواية)4
- أولاد اليهودية(رواية)3
- أولاد اليهودية(رواية)2 /حازت على المرتبة الثانية/في مؤسسة ال ...


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - ليالي المنسية(رواية)الجزء الثالث عشر