أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - المنافسة على لقب الضحيّة














المزيد.....

المنافسة على لقب الضحيّة


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 08:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


23-9-2014
المنافسة على لقب الضحيّة
راضي كريني
يجتهد منظّرو ومفكّرو وإعلاميو و... الصهيونيّة أن يزيّفوا التاريخ والوقائع و... والنتائج، قبل وأثناء وبعد كلّ عدوان إسرائيليّ على حقّ الشعب الفلسطينيّ في العيش والوجود وفي الاستقلال وتقرير المصير.
أبدًا، لن يكفّ مسؤولو الدعاية الصهيونيّة عن إلباس إسرائيل ثوب الحمل/الضحيّة ولو كان ضيّقا عليها!
نجح هؤلاء في مسعاهم التضليليّ وكسبوا التأييد والتعاطف العالميّ والدعم العسكريّ والماديّ و...، منذ نكبة 1948 حتى أواخر سبعينات القرن العشرين تقريبا.
لم ينجح هؤلاء نتيجة لضلوعهم في مضمار النظريّة والفكر السياسيّ والأيديولوجيّ، ولا لتوظيفهم الجيّد لعنصر تجربة دور الضحيّة في مواجهة النازيّة، ولا لاسترشادهم بتجربة الشعوب المستعمرة والفقيرة والمضطهدة و...؛ بل لفشل الضحيّة الفلسطينيّة من لبس ثوبها وأخذ دورها!
في الماضي، توقّف نجاح وفشل هؤلاء على لعب دور الضحيّة على موقف الضحيّة الفلسطينيّة من لعب دورها.
عند احتلال فلسطين، زيّفت الصهيونيّة حقيقة الشعب اليهوديّ كأيّ شعب، وطرحت بنفور واستعلاء وبخبث شعار: الشعب اليهوديّ شعب متنوّر ومسكين ومسالم، شعب يحبّ العمل ويمتلك العلم والمعرفة والمال و...، لكنّه بلا أرض ويفتّش عن وطن ليحوّله إلى جنّة غنّاء. وفي الوقت ذاته، رفعت القيادات العربيّة (بدون استثناء وتصنيف) شعار الويل والثبور لليهود المعتدين و... وهدّدت برميهم إلى البحر، وهنّأوا سمك البحر لفوزه بوجبات دسمة من لحم اليهود!
نجحت القيادة الصهيونيّة في هذا إلى حين أعلنت الضحيّة الفلسطينيّة أنّها هي الضحيّة، وظهرت للعالم بثوبها الحقيقيّ، في خطاب ياسر عرفات أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة في 13-11-1974.
تفاجأت القيادة الصهيونيّة من الأسلوب الذي استعمله أبو عمّار في عرض القضيّة الفلسطينيّة في دورة الجمعيّة العامّة، لقد أدركت القيادة الفلسطينيّة أهميّة لعب دور الضحيّة عن حقّ وجدارة، وأدركت أهميّة تحميل المجتمع الدوليّ مسؤوليته في تطبيق ميثاق ومبادئ الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان وفي نصرة قضايا العدل والسلام والحريّة والاستقلال والتنمية.
لم تترك منظّمة التحرير الفلسطينيّة القيادة الصهيونيّة لتعلّق وحدها آمالا واسعة على إسهامات المنظّمات الدوليّة، ولتطمح لوحدها بعلاقات دوليّة تقوم على أساس المساواة والتعايش السلميّ وعدم التدخّل في الشؤون الداخليّة، وتأمين السيادة الدوليّة.
لقد فهمت القيادات العربيّة أنّ منظّمة التحرير الفلسطينيّة قد شبّت على الطوق لتقود شعبها، وأنّها سوف تقود النضال الفلسطينيّ المنطقيّ والعقلانيّ والفاعل؛ لأنّ بقاء الاحتلال سيعرّض منطقة الشرق الأوسط والعالم لأخطر الصراعات المسلّحة والكوارث الاقتصاديّة والإنسانيّة.
لقد دفعت القيادة الفلسطينيّة ثمنًا باهظًا لتظهر تفوّقها على القيادة الصهيونيّة (المتمدّنة والمتحضّرة) في لعب دور الضحيّة التي تناضل من أجل الحقّ والعدل والسلام و... وضدّ جريمة اقتلاع اليهود من أوطانهم وتغريبهم عن أممهم وتوطينهم على أراضي 385 قرية ومدينة فلسطينيّة دمّرت بشكل تام.
لم تلعب القيادة الفلسطينيّة هذا الدور من أجل كسب عطف المحسنين.
في ذلك الوقت،لم يكن سهلا إثبات: إنّ دولة إسرائيل هي الجلاّد والشعب الفلسطينيّ هو الضحيّة وهو الذي يطمح بدولة مستقلّة إلى جانب إسرائيل. لم يكن سهلا إثبات هذا في أجواء عربيّة مغطّاة ومملوءة بالشعارات "الطنّانة والرنّانة"، وفي بيئة تنمّي مشاعر الهزيمة والعجز، وفي مجتمع يشجّع التخوين وتراشق التهم ليحقّق الذات الضائعة في إسقاط غصن الزيتون الأخضر من يد الفلسطينيّ لتبقى البندقيّة في يد المحتلّ فقط!
هل تتّعظ قيادة حماس وتكفّ عن الرقص على أنغام النصر والهزيمة؟!
لنتحقّق ونتثبّت مَن هو مرتكب الجريمة في غزّة ومَن هي الضحيّة!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنقذونا من النفاق الألمانيّ
- دولة نموذجيّة جديدة
- هل إذا عرفنا اللاشيء عرفنا الشيء؟!
- سيكحّلها كحلون أم سيعميها؟
- لا يوجد حلّ عسكريّ للصراع
- حكومة إسرائيل هي التهديد
- آراؤهم المسبقة تتحكّم بنقاشاتهم
- المكاك البربريّ والقيادة الإسرائيليّة
- التغذية المتبادلة بين الثقافة الفاشيّة والاحتلال
- المجرم مَن يفرض الأجواء الدمويّة
- ردّ الفعل العاطفيّ السريع
- إسرائيل دولتان
- منظور بيبي غير موضوعيّ
- قلق أثرياء إسرائيل
- لتكن سارة رئيسة الدولة!
- قيادة -كأنّ-
- للإرهاب في إسرائيل أب وأمّ شرعيّان!
- ليست المفاوضات من أجل التفاهمات
- مَن يعيش المأساة لا يحيي ذكراها
- سهرة مع أحمد سعد


المزيد.....




- تواصل القصف بين إسرائيل وإيران وترقب لقرار حاسم من ترامب
- قائد القوات البرية العراقية يوجه الجيش بالاستعداد القتالي وا ...
- الجيش الإسرائيلي يحقق في استخدام صاروخ إيراني برأس متفجر يزن ...
- سفارة الصين لدى إسرائيل: هناك حالة ضبابية بشأن الوضع مع استم ...
- بعد فشل القبة الإسرائيلية.. الدفاعات الأمريكية تعترض الموجة ...
- -أكسيوس-: شكوك في ذهن ترامب بشأن فعالية القنابل الخارقة للتح ...
- كوريا الشمالية: الهجمات الإسرائيلية على إيران تصرف غير قانون ...
- -إيه بي سي-: الولايات المتحدة تستعد لشن هجوم على محطة -فوردو ...
- ?? مباشر: ترامب يترك الباب مفتوحا أمام العمل العسكري ضد إيرا ...
- ترامب ينهي اجتماعه بشأن إيران بلا بيان ومجلس الأمن الدولي يج ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - المنافسة على لقب الضحيّة