أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - لا يوجد حلّ عسكريّ للصراع














المزيد.....

لا يوجد حلّ عسكريّ للصراع


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4548 - 2014 / 8 / 19 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


19-8-2014
يتعرّض الكاتب والمثقّف دافيد غروسمان (كغيره من دعاة السلام) إلى أقذع الشتائم من عناصر في اليمين المتطرّف الإسرائيليّ المنفلت في الشوارع والساحات العامّة وفي أروقة الحكم والبرلمان، بعد خطابه في مظاهرة الألوف من اليساريّين في تل-أبيب، مساء السبت الماضي؛ لأنّه طالب حكومة إسرائيل بوقف الحرب وبإنهاء الاحتلال والجنوح إلى السلام.
بالطبع، لن يقبل دافيد غروسمان وأمثاله "هدايا الشتم"؛ لذلك ستبقى الشتائم في ديار حامليها ومقدّميها؛ لأنّها تعود إليهم. ولو رُدّوا لعادوا لما نُهُوا عنه، وصلح أمرهم!
تذكّرني هذه الشتائم بردّ ملك الأندلس على شتائم أحد ملوك مصر له، الذي شتمه بأقذع الشتائم، فكتب له: أمّا بعد، فقد عُرفنا فشُتمنا، وجهلناك فلم نجاوبك والسلام.
يحذّر الكاتب والأب الثاكل دافيد غروسمان (قُتل ابنه في حرب لبنان 2006) من انتشار ثقافة الكراهية ومن تداعياتها المهدّدة للمجتمع الإسرائيليّ، وينفي انتصار طرف على آخر في الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزّة؛ فحسب رأيه: الحرب لا تخلّف إلاّ دمارًا وقتلا و... وكراهية، ولا يوجد حلّ عسكريّ للصراع ... ولن يستنشق الإسرائيليّ الهواء الطلق طالما ظلّ الفلسطينيّ مخنوقًا ومحرومًا منه.
هذه الحقائق يعرفها غالبيّة المثقّفين في إسرائيل، لكن الأقليّة منهم تفكّر وتعمل وفقا لما تعرفه، وتتحرّك لتتصدّى لسياسة حكومة إسرائيل الوحشيّة؛ فمعرفة المثقّف للحقائق إن لم تقترن بالعمل والنزول إلى الشارع لا تقدّم ولا تؤخّر قيد أنملة في تثقيف أبناء شعبه وفي بناء مجتمع عادل وراقٍ ومتطوّر ومتنوّر و... وسليم ومحصّن ومتسامح.
لا يعيش غالبيّة المثقّفين الإسرائيليّين "خيانة المثقّفين" ليرشد بثقافته إلى طريق بديل وأفضل لتطوّر المجتمع من الطريق الذي تفرضه السلطة، أي لا نراهم يتحمّلون مسؤوليّة أكبر أثناء الأزمات الأخلاقيّة والمحن القيميّة و...، ويتصدّون إلى ظلم السلطة وعدوانها واستغلالها و...، نراهم يتقوقعون ويراوحون في أبراج/خنادق نظريّاتهم واختصاصاتهم، ويتصرّفون كمرتشين أو كمساومين أو كموظفين رسميّين في الحكومة، أو كما قال المفكّر الفرنسيّ ميشال فوكو: "كأنّ سلطة القمع نجحت في توجيه الطاقات وفي إخضاع القوى وفي إنتاج المعارف وعلى رأسها العلوم اللاإنسانيّة"، بالرغم من أنّ المثقّف الإسرائيليّ يمتلك الكثير من الاستقلاليّة والأدوات والقوّة والإمكانيّات والقدرات التي تمكّنه من سبر أعماق الأحداث، ومن تحليل التاريخ والأسباب بجدليّة وفقا لخطوات السبب والنتيجة؛ كي يفكّر ويطرح بدائل للواقع المعيش المتوتّر والمتأزّم، ويعمل من أجل حقن الدماء وحقوق الإنسان، وليصوّر حلمًا ورديّا، ولو كان مثاليّا وطوباويّا، وليرسم معالم الحياة التي يسودها العدل الاجتماعيّ والسلام.
لا بأس أن يعاني أمثال دافيد غروسمان من شتائم الجهلاء ومن شرّ السلطة الحاكمة - سلطة رأس المال واليمين العنصريّ المتطرّف، فهو بذلك ينضم إلى المثقّفين الأحرار الذين يشكّلون ضمير المجتمع، الذين فهموا التاريخ، واستوعبوا دروسه، وذوّتوا منطق الحياة، ودقّوا نواقيس الخطر، وبالتالي تحمّلوا مسؤولية التطوّر وانتصروا، بأفكارهم وأعمالهم، على الطغاة الذين انتهوا إلى مزبلة التاريخ.



#راضي_كريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة إسرائيل هي التهديد
- آراؤهم المسبقة تتحكّم بنقاشاتهم
- المكاك البربريّ والقيادة الإسرائيليّة
- التغذية المتبادلة بين الثقافة الفاشيّة والاحتلال
- المجرم مَن يفرض الأجواء الدمويّة
- ردّ الفعل العاطفيّ السريع
- إسرائيل دولتان
- منظور بيبي غير موضوعيّ
- قلق أثرياء إسرائيل
- لتكن سارة رئيسة الدولة!
- قيادة -كأنّ-
- للإرهاب في إسرائيل أب وأمّ شرعيّان!
- ليست المفاوضات من أجل التفاهمات
- مَن يعيش المأساة لا يحيي ذكراها
- سهرة مع أحمد سعد
- نحن بحاجة لشحذ الفأس
- ليبرمان ملك إسرائيل
- لِنحذر الغرق في التغيير!
- نحن نريد دولة ونحلم بها
- ماذا بعد رفع نسبة الحسم؟


المزيد.....




- منها مدينة عربية.. قائمة بأكثر المدن كلفة بأسعار السلع والخد ...
- وقف إطلاق النار في السويداء.. العشائر تنسحب وتُحذّر وباراك ي ...
- من -الأم اليائسة- إلى الجواسيس الإسرائيليين.. حضانة طفلتين ت ...
- عمان بين مشهدين
- انتخابات مجلس الشيوخ في اليابان تهدد سلطة رئيس الوزراء وسط ا ...
- انتخابات يابانية اليوم تنذر برحيل رئيس الوزراء
- السلطات في شرق ليبيا ترحل 700 مهاجر سوداني
- مسؤول أميركي: انتقاد إسرائيل قد يحرم الأجانب من الدراسة بالو ...
- أسكتلندا تحث لندن على التعاون لإنقاذ أطفال غزة
- متظاهرون في برلين يطالبون الحكومة الألمانية بوقف توريد الأسل ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - لا يوجد حلّ عسكريّ للصراع