عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4581 - 2014 / 9 / 21 - 08:18
المحور:
الادب والفن
مذاقٌ مُطْفَأْ .. في شايٍ بارد .
لا شأنَ للنهارِ بي .. ولا شأنَ لكِ بالليل .
ولَمْ يَعُدْ مُهِمّاً مايحدثُ في هذا العالمِ
حتّى لو لامسَ دمُ الآخرينَ الرخيصَ أصابعَ قدمي .
هذا هو الموتُ السريريُّ لهذا العيْش ..
أن تكونَ وحيدَ الخليّةِ ، وعُمرُكَ بضعُ لحظاتٍ فقط
بينما تدورُ حولكَ كائناتٌ فظّةٌ
تأكلُ وتنامُ وتتناسلُ
وتسيطِرُ على محيطها العضويّ منذُ مليونِ عام .
هذا هو الموتُ السريريُّ لهذا العيْش .
أنْ تُثَرْثِرَ مع روحكَ بصوتِ خفيضٍ ، مثلُ عصفورٍ أعمى
مُتَوَهِّماً أنّ جميعَ الأكُفِّ تُصَفِّقُ لكَ
وأنَ جميعَ الأصابعِ تُشيرُ إلى وجهِكَ
بينما انتَ وحيد
وحيدٌ بائس
تلتَقِطُ لوجهِكَ الكثيرَ من الصُوَرِ ، وتُرسِلُها إلى الريح
لعلّ أمرأةً منسِيَّةً مثلكَ تلتَقِطُ إحداها
وتُحِبُّكً خِلسَةً ، وتفرَحُ بحضوركَ فيها
كأنّكَ مذاقٌ مُطْفَأْ
في شايٍ بارد .
***
في هذا الليل ..
ليس سوى وجهكِ ..
والليل .
ليس سوى وجهكِ .
ليس سوى الليل .
تعالي ..
لنُضيء .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟