عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4578 - 2014 / 9 / 18 - 07:43
المحور:
الادب والفن
أنت تسمعُ تلكَ الموسيقى
قبلَ أن تعرفَ أنّ للأسى صوتٌ ووجه .
كنتَ تسمعهُا دائماً .
و دائماً كان هناك
مطرُ الخوفِ ذاك
الذي يعزفُ لكَ ترنيمتكَ المُفضّلّةَ قبل النوم
يومَ كانت أمّكَ تُغنّي لكَ
وأبوكَ الذي يشبهُ حساءَ الحصى في المساء
يعزفُ فوقها النايَ
كأنّهُ الفحلُ الوحيدُ في هذا الكون .
لمْ يكُن واضحاً لك
من منهُما كانَ يُصْدِرُ ذاكَ الصرير
الذي أتى بكَ إلى هذا العالم
وبأخوتكَ العشرةَ من بعدِك .
أتذْكُرُ كيف كان العطشُ يملأُ الغرفة
وأنتَ تخافُ أن تشرب الماءَ
إلى انْ يُكمِلَ الأبُ معزوفتَهُ الغاضبة
ثُمّ يلتفتُ اليكَ في الظُلمة
ويقولُ لكَ دون أن يراك ..
اعرفُ أنّكَ لم تكنْ نائماً .
إذهبْ وأشرَبِ الماء
لأنّ الصباحَ بعيدٌ جداً
يا ولَدي الكبير .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟