عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4556 - 2014 / 8 / 27 - 22:04
المحور:
الادب والفن
نساء
أينَ كنتِ ..
قبلَ أنَ ينتمي مطرُ الليلِ
إلى هذا العطَشِ المُضيء
في روحيَ الداكنة .
أينَ كُنتِ ..
قبلَ أنْ يصبح الهجرُ جميلاً ،
كما تقولُ الكتب .
كيفَ يكونُ الهجرُ جميلاً ..
وأنا في الرُبعِ الرابعِ من صحراء الروحِ ،
و ليسَ لي من بئر الأمنيات
غيرُ قطرَةٍ تشبهُك .
كيف يكونُ الهجرُ جميلاً ..
وفارقُ التوقيتِ
بين أوّلِ موعدٍ لضحكتكِ الحُلوةِ
وآخر موعدٍ للغيابِ
، في هذه الريح ،
هو أربعون عاماً
من ذلكَ النسيانِ الذي يشبهُ تاريخي
في هذا البلدِ الحزين .
***
هذه امرأةٌ من وجوه .. تشبهُ غرفتَها .
امرأةُ وحيدة .. تشبهُ سريرها المُفرَدْ .
امرأةٌ حُلوَةٌ ..
رائحتها تضيءُ فساتينها ،
في الخزانة .
امرأةُ عذبة ..
بكلّ ذلك الليلِ ،
الذي يختبيءُ في ثوبها
الأبيضِ المُنَقّطِ بالأسوَدْ .
امرأةٌ خائفة ..
تمُدُّ أصابعها إلى الشمس ،
وتصيرُ نجمَة .
امرأةٌ من فرَح .. لرجُلٍ حزين .
امرأةٌ من مذاق .. لرجُلٍ باهت .
امرأةٌ من معنى .. لرجُلٍ أجْوَف .
امرأةٌ من خَزَف .. لرجُلٍ مكسور .
***
يا الهي ..
هذا غيرُ معقول .
هذهِ امرأةٌ كثيفةٌ جدّاً .
لا شيء فيها يشبهُ الآخر .
الفمُ لا يشبهُ ضِحْكَتَه .
امرأةٌ كالملاكِ ، بأُذنِ طِفلة .. تغفو على زاوية الرقَبَةِ ، بقِرْطٍ صغيرٍ ، وشَعْرٍ قصيرٍ .. لجِنِيّةٍ غاضبة .
ما بينَ العيْنِ والعَيْنِ .. عُمْرٌ طويلٌ .. شبيهٌ بلحظة .
الوجنتانِ مُضيئتانِ ، ومُطفأتانِ .. كاليومِ و البارحة .
كُلُّ مسامةٍ فيها .. تسرِدُ القصصَ .. مثلُ تاريخٍ مجيد .
هذه امرأةٌ تبتسمُ عندما تخافُ ،
و تبكي عندما تَنْتَصِرْ .
هذهِ امرأةٌ لا تستطيعُ أنْ تقولَ لها .. أُحِبُكِ جداً..
و تمضي ،
كأنّكَ لم تدّخِرْ شيئاً
للنسيانِ القادم .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟