أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - سلحفاة المعلم














المزيد.....

سلحفاة المعلم


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 1289 - 2005 / 8 / 17 - 09:56
المحور: كتابات ساخرة
    


أغلق سماعة الهاتف وهبّ واقفاً وقد تملّكتْه حماسة مفاجئة, وكقائد جيشٍ وصلته كلمة السر لبدء الهجوم, توجه إلى زميليه في المكتب؛ رئيس اللجنة النقابية وأمين الفرقة الحزبية مخاطباً: رفاق! بصفتي المسؤول الأمني الرئيسي في الشركة, وصلتني توجيهات في غاية الأهمية! وكما لاحظتم الاتصال الذي جاءني الآن (وأشار بيده مشوحاً بها إلى الأعلى) من فوق! يعني من أعلى المستويات.. تحضّنا على ضرورة إيلاء سباق اليوم الأهمية التي يستحقها! فكما تعلمون, اليوم السباق الدولي العاشر للسلاحف البرية... وسلحفاة معلّمنا رغم العرج الذي أصابها من جرّاء التدريبات المكثفة مؤخراً... يجب أن تحظى بالمرتبة الأولى..! المنافسة حامية هذه السنة يا شباب! فهناك العديد من الدول العربية والأوربية العريقة في هذا المجال ستشارك في سباق اليوم.. يعني المهمة صعبة على سلحفاة معلّمنا.. الله يكون بعونه..! يجب أن نبيّض الوجه يا شباب! والمطلوب منّا الآن, التوجّه إلى كافة مكاتب الشركة وملحقاتها لإبلاغ زملائنا العمال ضرورة التواجد عصر اليوم الساعة السادسة أمام مقرّ الشركة من أجل نقلهم بالحافلات إلى مدرّج السباق للتشجيع...! طبعاً ليست شركتنا الوحيدة المعنية بهذا الأمر, بل كافة الجهات العامة في المحافظة.. ولكن يجب أن نكون قدوة للآخرين بالصفير والصراخ والهتاف والتصفيق... ولا ضرورة للتذكير بأنه يحظر على العمال التغيّب عن حضور السباق مهما كانت الذرائع والأسباب.. تحت طائلة المساءلة المسلكية..!

هرع كل منهم إلى طابق في مبنى الشركة ليقوم بمهمة إبلاغ العاملين..

لدى وصول أمين الفرقة الحزبية إلى مكتبها, أسرعتْ بضبّ قلم الحمرة الذي اشترته لتوّها من البائع الجوال الذي يرتاد الشركة تقريباً كل يوم. لئلاّ تترك له أية حجة في تقصيرها عن دفع الاشتراك الشهري للحزب.. إلاّ أنه ضَبطَها عندما دسّت المرآة وعلبة المسكرة بالجزدان. فابتسم منتظراً إلى أن غادر البائع مكتبها ثم بادرها بالقول معاتباً:

- ها ها! بوسْعك شراء المكياج... أما الاشتراك الشهري فهو من آخر اهتماماتك...؟!

- (وكأن الجواب على رأس لسانها فأجابته بعد أن رسمت ابتسامة دلع ماكرة على وجهها) والله العظيم أول الشهر القادم سأدفع اشتراكاتي عن السنة الماضية كلها...

- المهم, هذا موضوع نطرحه ونناقشه في الاجتماع القادم...! إياكِ أن تتغيّبي كعادتك..!؟

- ولكْ سيدي! غيابي وحضوري... سيان! افرقْها بقى...

- المهم, الانصراف اليوم الساعة الحادية عشرة ظهراً ولكن بشرط الحضور الساعة السادسة عصراً, فاليوم سباق السلاحف البرية ونتمنى من جميع الرفاق والرفيقات الحضور من أجل تشجيع سلحفاة المعلّم... مفهوم؟ (وتابع سيره بكسل إلى المكاتب المجاورة).

تطلّعت إلى ساعة يدها, وجدتها تقترب من الحادية عشرة! أسرعت بتوضيب بعض الأوراق على مكتبها ورشفت ما تبقّى من فنجان القهوة, وعدلت عن وضعه بالمقلوب. ثم علّقت جزدانها على كتفها قائلة في نفسها: "والله لن تشوف خلقتي اليوم... ناقصْنا والله! عندي غسيل وكوي وبدّي أطبخ عن يومين... أنا فاضية أنا؟ قال سباق قال..! أيه حلّ عنّا ياه!.... "

في اليوم التالي, مرّ بجانبها رئيس اللجنة النقابية عابساً ولم يلقِِ عليها التحية!

وحُرمت من المكافأة نصف السنوية!

وصارت علامتها في جداول الحوافز الإنتاجية من أقلّ العلامات!

وبعد ثلاثة أيام, استُدعي زوجها إلى أحد الأقبية(للدردشة معه لمدة خمس دقائق على فنجان قهوة...!)






#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !كان ... وما زال
- هايل أبو زيد
- السياسة والأسطورة
- الشغل... مو عيب
- هل أنا على صواب..؟
- حتى في الصحراء...؟
- ملح الحياة
- الرهان
- استراتيجيا... ديماغوجيا
- يوميات معتقل سياسي بعد الإفراج عنه
- الكوز والجرّة
- إلى معلمتي... سابقًا
- إلى من يهمه الأمر
- أنا أسعد منه
- جمهورية الفرح الشعبية
- عزاء مُعتبر
- - عيسى وخديجة -
- ..!تنفيس مسؤول
- الفحل
- تدشين


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - سلحفاة المعلم