أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح5 والأخير















المزيد.....

القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح5 والأخير


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4574 - 2014 / 9 / 14 - 11:05
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


وسنضرب مثال بسيط لبيان هذه العلاقة,فلو ذهب شخص ما إلى طبيب يريد أن يعالج عينه المصابة بمرض ما فيلتقي بأحد الأشخاص فيقول له أن العين عنده فيها مشكلة وأنه يقصد طبيبا للمعالجة,فالعلاقة التي تنشأ بين المريض وبين موضوع الحالة المرضية تتصل بعين المريض والطبيب المعالج,فليس للسامع أن يغير من هذه العلاقة أو يفهمها على أن العين المشكو منها وأستنادا لفهم أعتباطي للملفوظية بأنها عين الماء التي في مزرعة المتحدث مثلا لأنه أهمل العلاقة التي أنشأها المتحدث بينه وبين العين وبين الطبيب وهي في مجموعها قضية واحدة أختلفت في كونيتها عن ما أعتبطه السامع من فهم مستندا إلى ما في ذاتيه من معرفة أو معلومة عن العين.
إن تحديد معنى اللفظ أو النص اللساني لا بد أن يكون محكوما بجملة من الأعتبارات التي تنتظم تحت عنوان القصدية الحقيقية ومنها الأتي:.
• الترابط النصي بين المكونات الهيكلية للنص ومؤدياتها الجزئية التي تكشف عن كلية المفهوم القصدي للنص,فأي قطع يخرج وحدة القضية وبالتالي تغير في المقاصد المستهدفة من النص{أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}البقرة184,فالنص فيه قطع بين الرخصة في الشطر الأول وبين القضية العامة الكلية في أخر النص المتعلقة بخيرية الصيام كمبدأ عام,فهناك تخصيص من عام وأستثناء في القضية الأولى وهناك تقرير مطلق عام لا يرتبط بالأستثناء الوارد في القضية الأولى.
• الانسجام بين المؤديات بعضها ببعض والتي تأتي من خلال الإنسجام بين المكونات الهيكلية ذاتها,فأي تنافر أو عدم تطابق أو توافق بينها يؤدي إلى أختلاف في القصديات وبالتالي أختلاف في الموضوع كما في النص القرآني التالي{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} الأحزاب33,فالنص فيه قضيتين غير منسجمتين لا بالهياكل اللفظية وصياغتها ولا بالمؤديات فنكون أما قضيتين مختلفتين تماما الأولى متعلقة بالمخاطب جمع أناث والثانية بالمخاطب جمع المختلط.
• أنماط الأفعال والأفعال المشتقة المولدة,فالأفعال مرتبطة بظرف زمني يكشف عن صيغة تتصل بالقصد دون أن تتجاهل الهيكل اللفظي ففعل يريد يختلف في مؤداه القصدي عن فعل أراد تبعا لمدلول قيمة الزمن على الفعل{يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}النساء26,فهذه النمطية بالصياغة تفيد التأبيد بالأرادة,أما لو جاء الفعل بنمط زماني أخر أختلفت معه القصديات والمؤديات تبعا له{وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً}الإسراء19,فالفعل هنا بنمطيته يشير إلى موضوع الأختيار بالأرادة مع ملاحظة تعلق النصين بقضية كلية هي نتائج الإيمان بالله ,وهكذا فالأشتقاقات والتوليدات من الأفعال تسير وفق نفس النمطية الفعلية المرتبطة بالزمن المستحكم على صورة الفعل كهيكل بنائي له خصوصية متصلة ولاحقة بالقصد منه.
• شكلية الصياغات الأسمية أو الوصفية ودورها في تحديد المقاصد,فقد تكون الصياغات متوالية أو متتالية أو أستنادية ولكنها بجمعها وتفريقها تعطي مفهوم خاص للقصدية حقيقي ومتكامل دون أن يكون للشكل التي وردت به من أثر وخاصة في النصوص التي تسند بعضها البعض أو تفسر بعضها البعض وهي من الصفات الحقيقية التي توفرت بصورة ملحوظة في الصياغة القرآنية في كتاب الله الكريم,فمثلا النص التالي الذي يشير للمؤمنين{إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ }الصافات81,ولكن النص لم يعرف المؤمنين ولكن سماهم فقط,ففي نصوص أخرى من نفس الكتاب الكريم نرى الله يسهب في وصف المؤمنين الذين سمتهم الآية السابقة,ولمعرفة القصد اللفظ والأستدلال عليهم من خلال وصفهم نتبين من هم المقصود بأسم المؤمنين{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }الأنفال2,هذا وصف واحد يبين من المقصود بلفظ المؤمنين وهكذا مع بقية الألفاظ التي ترد في النصوص المرتبطة بوحدة التكوين والمصدر والهدف.
إن تجاوز هذه الأعتبارات يخرجنا من العلاقة بين اللفظ وبين المتحدث وهو القانون الأساسي في التعاطي بالموضوعية مع النصوص وبها نكون أعتباطيين نركن إلى ذاتياتنا ونسقطها على مما لا يحق لنا أن نفعل به لأنه ليس من حقنا ولا أختصاصنا أن نفعله طالما أنه ليس بمنتج شحصي أو ذاتي,أو أستنادا إلى سعة العلم أو الأطلاع أو التمكن من أدوات ذاتية ناتجة منهما,ولكن أستنادا على الإيمان بأن النص محكوم بعلاقة ومستند إلى ميزان مرتبط به ومستصحب معه وهذه هي الموضوعية في التعاطي مع النصوص الإلهية.
إن قضية التعاطي بموضوعية مع النصوص تشكل مشكلة عسيرة ومعسرة لابد لها من أدوات خاصة تتعامل مع هذا الأعسار,فبالرغم من التيسير الذي تشير إليه النصوص وهو ما يعد تناقضا مع الأعسار الذي نقول به إلا أن حقيقته تختلف تماما كما ورد في الآيات التي تتكلم عن التيسير واليسر ومنها{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}الدخان58,{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً}مريم97,فالتيسير بالتنزيل والتكوين والصياغة البنائية الهيكلية ليكون متناسبا مع القدرة في النقل والتوصيل والتلقي وليس تيسيرا في الفهم والأدراك كما يرد في الآية التالية{إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ } البقرة26,فبالرغم من فصاحة العرب وقدرتهم اللسانية في أدراك المعاني من الألفاظ وألتقاط المقاصد من بين المعاني إلا انهم وبالرغم من ذلك يستصعب عليهم فهم أرادة الله من هذا المثل المضروب لهم,وهذا يكشف حالة الأعسار بالفهم وليس بالأيصال,ومن النص نلاحظ أرتباط الإيمان بما في النص من أرادة وفهم المؤمنين للمقاصد منه بالموضوعية التي يشير إليها المرحوم النيلي,وكذلك نلاحظ الضلال بالفهم والأستدلال على المقاصد بالأعتباطية التي عليها الذين كفروا,والذين سماهم النص بالفاسقين.
إن الحل القصدي الذي ينادي به المرحوم عالم سبيط النيلي وبنى عليه نظريته لا تخرج عن مؤديات الأوامر الإلهية فيما يخص التعاطي مع الكتاب ونصوصه ولا يشكل أنقلابا على اللسان العربي ولكن يجعل من القرآن حاكما على اللسان العربي وليس محكوما به ولكون كلمات القرآن لا تزال وستظل نابضة بالحيوية إلى يوم الدين فهو غض متجدد ومتين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
نحن نعترف أن هناك قصورا ما فى تقعيد قواعد اللسان العربي،وعدم موافقتها لبعض قواعد لسان القرآن العربي المبين،ويعود ذلك للبعد الزمنى بين فترة تقعيدها وتمام نزول القرآن،ولتأخر بحثها وتدوينها عن تدوين القرآن بثلاثة قرون على الأقل,ومن هنا يجب الا نحكم بها على القرآن،وإنما علينا أن نراجعها طبقاً لما ورد فى القرآن من قواعد نحوية ،ونحكم به عليها.
فهذا القصور يتمشى طبيعياًمع بشرية أولئك النحاة,ويُلزم النُحاة المعاصرين إلى مراجعة ما إنتهى إليه الأقدمين من قواعد نحوية وصرفية وبلاغية ومعاجم لسانية وألسنية،لتصحيح ما يستحق التصحيح من خلال فهم نظرية الحل القصدي وتطويرها وفق مصلحة فهم القرآن ومن خلال المباديء التي نادت بها،وإضافة ما غاب عنهم,ليكتمل البناء النحوى لقواعد اللسان العربي ويتحول مع مرور الزمن من أعجمية ألحادية إلى اللسان العربي المبين .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح4
- لميعة _ قصة قصيرة
- تصريح لناطق لا يملك صوت
- رسائل من وإلى باسم الحب
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح3
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح2
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح1
- سلطان القوة وقوة السلطة ح2
- الفراق اللذيذ _ قصة قصيرة
- سلطان القوة وقوة السلطة ح1
- العقل وإشكالية صناعة المعرفة
- رؤية ... قصيدة للغائب الأتي والرحيل المزمع
- هل العقل موجود حقيقي ؟.
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح1
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح2
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح3
- قصاصة ضائعة _ قصة قصيرة
- معيار التمييز بين العقلي والديني
- العقلانية والدين
- مصطلح المنهج والطريقة في النص القرآني


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح5 والأخير