أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - سلطان القوة وقوة السلطة ح2















المزيد.....

سلطان القوة وقوة السلطة ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4570 - 2014 / 9 / 10 - 02:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هنا جوهر الصراع الغربي_ غربي وإن أتخذ مظهر صراع الاسلام مع المسيحية مرة وبينه وبين اليهودية مرة أخرى وهذا هو الطرح الظاهر في ما يسمى بصراع الحضارات, وليس صحيحا هذا الطرح بالمطلق وإنما هو صراع طرفيه تحالف غير مقدس بين المصالح الاقتصادية مع الرغبة بفرض شروط هذه المصالح على العالم من خلال ابتكار وصناعة عدو ظاهر وفاعل للغرب عامة ولأمريكا خاصة بما فيها مظلتها الشرق أوسطية اسرائيل وصياغة الوعي العالمي عامة والغربي الامريكي خاصة على فرضية ضرب مقاومة هذا العدو من خلال حماية الحياة الامريكية ونمط العيش فيها من جهة وحماية مصالح الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة والعالم من جهة أخرى .
وكلا الامرين مشروعين أخلاقيا ومبدئيا وسياسيا عند الشعب الامريكي, بل وصل الامر الى حد اعتبار هذه الحروب مقدسة وان الله قد فرضها لهزيمة رب المسلمين وإلههم الذي هو الشيطان بعينه وهذه ليست من افتراءات الفكر والوعي الاسلامي والعربي بل من أدبيات اليمين الامريكي بصورة خاصة وبما تسلل من مفاهيمها الى المجتمع الامريكي بسطوة الاعلام الذي روج للحرب وصاغها وصاغ مشروعيتها على مبدأ من لم يكن معنا فهو مع عدونا.
وحشد بذلك الوعي الجمعي والجماعي الامريكي نحو كراهية العرب والاسلام وحق أمريكا في محاربة من تراه خطرا على مصالحها بل ومصالح أصدقائها ومصالح المشروع الامريكي الذي ابتكرته ادارة الرئيس السابق جورج بوش الابن وهو مشروع الشرق الاوسط الكبير وارتباط تنفيذ هذا المشروع بنظرية الفوضى الخلاقة التي تعني وتعني ما تعي الى خلط الاوراق والمفاهيم والافكار بما يؤدي الى إحداث صراع شامل شرق اوسطي في الجوهر يؤدي الى التخلي عن مفاهيم الحفاظ على الهوية العربية والاسلامية وثوابتها مقابل خارطة جديدة جغرافية وديموغرافية متحركة غير قابلة للثبوت والاستقرار في طيتها فيروس التمزق والتشرذم يكون فيها الكيان الصهيوني هو صاحب التحكم والسيطرة الاقتصادية وربط حركته جدليا بالمصلحة الامريكية وقواها السياسية والمالية والصناعية لتكون قادرة في تحريك أو تثبيت أو تغير القوى العربية والاسلامية الفاعلة وهما الاسلام والنفط على أساسيات قوة المصالح المشتركة الامريكية الاسرائيلية بغطاء الديمقراطية وأدواتها الليبرالية فكر ونخبة تؤمن بمصالحها لا بمصالح المجتمعات التي تنتمي اليها متخذة من عولمة المناخ العالمي سياسيا وفكريا واعلاميا وحتى اقتصاديا وهذا هو المهم في صلب الموضوع.
اذن لم يكن الصراع صراع حضارات بل صراع مصالح غربي _ غربي في الجوهر ,وصراع بين قيم الغرب والديمقراطية مقبل تطرف الاسلام وارهابه المنظم تحت عباءة الجهاد ظاهريا, وتبع ذلك أن تبنت المصالح الامريكية من خلال اشعار الحكومات العربية بالذنب والتقصير والمسؤولية غير المباشرة والمباشرة أحيانا عما حدث في 11 أيلول سبتمبر عام 200 وإن لهذه المسؤولية ثمن لا بد أن تدفعه الحكومات والمجتمعات العربية والاسلامية يتمثل في المشاركة بالحرب على الارهاب وتجفيف منابع تمويله المالية والاقتصادية, ناهيك عن فرض تكاليف فكرية وثقافية ودينية فرضت على المجتمعات العربية من خلال الغمز من باب المسؤولية .
هذه المسؤولية شملت تغيير المناهج التعليمية والثقافية وتغير السياسات التربوية والاعلامية والاجتماعية بطرح مفهوم الاسلام الامريكي او بطرح الاسلام بالرؤية الامريكية التي لا ترى في مواضيع الجهاد وموضوع المرأة وحقوقها في القرآن ومسميات التكافل والتعاون والبر وحقوق الاقليات والصراع بين الحداثة والمحافظة على القيم الاسلامية الثابتة والاصلية الا مفردات يجب أن تصاغ وفق مفهومها الخاص بل وصل الامر أن مجرد انتماء المسلم الى الاسلام أو العرب شبهة كافية لان يكون متهما حتى يثبت عكس ذلك مما يناقض حتى المفهوم الغربي للعدالة ولحقوق الانسان ووثائقه شاهدة على ذلك.
وما قضيا التجسس الغير شرعي وفضيحتها المدوية في أمريكا خير دليل على ذلك وحتى في تسوية مسالة التصنت شممنا روح عنصرية تستند الى نفس مفهوم الشك والكراهية لكل ما هو مسلم وعربي في الغرب عامة وفي أمريكا خاصة مع اشتداد قوة اليمين المسيحي المتطرف في المجتمعات الغربية الذي وصل في عداءه الى فرض اسلوب عنصري في التعامل مع الرموز الاسلامية ومنها الحجاب وقضايا الحجاب وتفاعلاتها بينة وواضحة لا تحتاج الى شواهد أو أدلة دون أن تكون لهذه الرموز قيمة إرهابية أو قيمة تحريضية ولكنها تشير الى عدم تقبل ما هو إسلامي أو عربي وربط كل الرموز بالإرهاب والتطرف والكراهية .
وهم بذلك إنما يشنون حربا جوهرها الاسلام ليكون بذلك مقدمة لنقض القوة الرئيسية التي حافظت على المجتمعات الاسلامية وقادة مقاومته للسيطرة الاجنبية والهيمنة على الاخر وأبرزها دور الاسلام كقيمة عليا محرضة على محاربة الاستعمار الغربي للبلاد الاسلامية, فبالتخلص من الاسلام يمكننا بسهولة السيطرة على منابع الطاقة ومصادرة القوة الاقتصادية العالمية التي يدور حولها الصراع الحقيقي الغربي _غربي.
إن مخاطر تفرد قوة المصالح في رسم السياسة الامريكية لها المردود السلبي والمدمر على بنية المجتمع الامريكي وتماسكه إضافة الى الاخطار التي يسببها على مستوى العالم الكوني ومستقبله بما فيها العالمين الاسلامي والعربي اللذين هم ساحة النزاع وهدف الغايات منه, إن توجيه الانتباه بهذا الخطر والعمل المنسق لفضح سياسة قوة المصالح هو أنسنة للسياسة القوية التي تلعب الدور الفاعل والاخلاقي لقيادة العالم نحو مستقبل أمن قادر على معايشة السلام والتحكم به من خلال تدعيم قوته أي قوة السلام ومفهوم المشاركة العالمية في صنعه بعيدا عن ضيق المصالح وضيق منفعتها وحصرها على مجموعة صغيرة من الاشخاص الذين يريدون التحكم بالعالم من خلال سياسة فرض الصراع والنزاع بدل الحوار والسلام.
إن نزوع العالم الغربي وقواه المتحكمة بالمصالح والمتحكمة اليها تقوده الى النهاية المحتومة وبسرعة تتناسب مع سرحة تطور واتساع النزاعات والحروب وأول ضحاياه الفرد الغربي والامريكي خاصة وما شهدته المجتمعات الغربية من أثار الحربين الامريكيتين الأخيرتين على افغانستان والعراق من أزمة أقتصادية عالمية حصدت الرصيد المتبقي من مصداقية وقوة الاقتصاد الامريكي الذي لم يتعرض لهذه الازمة منذ ثلاثينات القرن الماضي وأثرت بشكل جوهري وحقيقي على المواطن الغربي عامة والامريكي خاصة دون أن تلامس قوى أصحاب المصالح المسيرين للسياسة الامريكية بل إن التدابير الاقتصادية التي اتخذتها الحكومات الغربية صبت على إنقاذ هذه المصالح من الورطة والازمة التي سببتها هي وجيرت الدعم الحكومي والمؤسساتي لمصلحة اصحاب الكار تلات الاقتصادية وتحمل المواطن البسيط الذي ليس له مصلحة ولا منفعة ولا علاقة بسياسة المصالح وأهدافها المرحلية والاستراتيجية.
إن دافع الضرائب الامريكي هو الذي يدفع تكاليف الحرب والنزاعات التي تغذيها سياسة قوة المصالح وهو يدفع مرة أخرى أخطاء ومخاطر ومغامرات هذه المصالح دون أن يكون معنيا بصياغة ما يريد او لا يريد فوجود المؤسسات الاعلامية الضخمة وسطوة سيطرتها على مفاصل صنع الوعي تجعل منه مسلوب الارادة في التغير أو التأثير لمصلحة مصلحة القوة التي يتفاخر بها الساسة الامريكان ومؤسسات صنع هذه السياسة المختفية خلف الجدران السوداء في أعلى ناطحات السحاب أو في الاقبية المخملية لمافيا السلاح والصناعات العملاقة واحتكاراتها على امتداد العالم من طوكيو حتى نيو يورك وواشنطن.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفراق اللذيذ _ قصة قصيرة
- سلطان القوة وقوة السلطة ح1
- العقل وإشكالية صناعة المعرفة
- رؤية ... قصيدة للغائب الأتي والرحيل المزمع
- هل العقل موجود حقيقي ؟.
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح1
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح2
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح3
- قصاصة ضائعة _ قصة قصيرة
- معيار التمييز بين العقلي والديني
- العقلانية والدين
- مصطلح المنهج والطريقة في النص القرآني
- التاريخ بين الأسطورة والتزييف
- إشكالية غياب المنهج العلمي في كتابة التاريخ العربي والإسلامي ...
- إشكالية غياب المنهج العلمي في كتابة التاريخ العربي والإسلامي ...
- الممكن في حكومة اللا ممكن ..................... العبادي وتحد ...
- داعش خطيئة الدين والتاريخ 2
- داعش خطيئة الدين والتاريخ 1
- كيف نقرأ النص تأريخيا
- نقد التجربة الدينية , نقد في النقد


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - سلطان القوة وقوة السلطة ح2