أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - - علم ألنحو- والجنس..















المزيد.....

- علم ألنحو- والجنس..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4568 - 2014 / 9 / 8 - 09:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" علم ألنحو" والجنس..
لا حاجة بي شخصيا ، للبرهنة لأحد ، بأنني لا أُعاني من ال "هوموفوبيا " ، فمقالاتي على صفحتي في ألحوار ألمتمدن تشهد على ذلك ..
قدّمتُ بهذه الجُملة ، لأنني أرغب بمُناقشة بعض الطروحات التي يطرحها ناشطون وناشطات ، مدافعون ومُدافعات عن حقوق المثليين ، وتحديدا "التصادم " مع الثقافة المُجتمعية ألعربية والتي لا تنظُر بعين التفهم والتعاطف مع المثليات والمثليات ، بل وتُناصبهم ألعداء ..
وقبل عدة ساعات ، زرتُ أحد أصدقائي بعد عودته من زيارة عائلية في الولايات المُتحدة ، وبعد الإطمئنان عليه ، بادرني بالسؤال عن إبنتي الرسامة "يارا" التي شاركت هذا الصيف في دورة دراسية في الولايات المتحدة لمدة شهرين ،وفي سفرها ومُشاركتها هذه ، نوع من "الخروج " على التقاليد وتحديا لثقافة إجتماعية لا "تُشجّع " سفر البنت وبقائها خارج "حدود " العشيرة أو الدولة.
وقد تعرضت في السابق ،لضغوط كبيرة من عائلتي ، لأن إبنتي الكبرى ، حصلت على منحة دراسية لمدة سنة كاملة في الولايات المُتحدة ، وهي ما تزال في مرحلة الدراسة الثانوية ، وشجعتُها ،أنا وشريكتي ألعزيزة ، على السفر والحياة لمدة سنة لدى عائلة أمريكية ، دون الإلتفات إلى هذه الضغوط ، مما شجّع البنت الثالثة على التقدُم لنفس المنحة ، والسفر إلى الولايات المُتحدة لمدة سنة كاملة هي الأخرى . وبهذا تكون بناتي الكبريات قد سافرن الى الولايات المتحدة وعشن هناك ، رغم "موقف " المُجتمع والثقافة العربية المعارضة لمثل هذا الأمر ، وكانت أشد المعارضات التي واجهتها ،من أخوتي ، أخواتي ويعض الأصدقاء ، ألذين أُحبهم وأحترم رغباتهم ، لكن هناك حدود ..وأنا وصغيرتي ، بإنتظار أن تصل المرحلة الثانوية للتقدم للمنحة .. علما بأن القبول للمنحة له شروطه الصعبة ، بدءا بالامتحانات وانتهاء بالمقابلات الشخصية ..يعني ليس الأمر سهلا البتة ..!!
وبالمناسبة هذا الصديق "مُعجب " بقراراتي "الخارجة " على "القيم " الإجتماعية ، لكنه لا يجرؤ على "مثلها " ، بدعوى "الحساسية " الثقافية ..كما وأنه تطرق ، ولكي يُبرهن على ضرورة الإنصياع لهذه الثقافة، إلى "موضوع " المفعول به ، في سياق وصمة العار التي يصمُ المجتمع بها من يكون "مثليا " سالبا ، للتدليل على أننا ننصاع احيانا لقبول الموقف الإجتماعي على مضض ، ولا "نفرح " إذا علمنا بأن أحد أبنائنا مثليا !!
لماذا أقول كل هذا ، لأن الإنصياع "للقيم " الثقافية ، ليس صحيحا في كل الأحوال ، فهناك حالات تتطلب مواجهة وقدرة على التحدي والتصدي ، لهذه القيم . لكن هناك ضرورة وفي أحيان أخرى ، الى التعامل "بحساسية " ثقافية مع بعض المواقف ..
والحساسية الثقافية ، مصطلح من العلوم الإجتماعية ، يُحاول أن يخلق توازنا بين "عالمية " التشخيص وخصوصية المجموعات المُستهدفة من عملية ألتدخل ، العلاجي أو التأهيلي . ولى خبرة في مجال موائمة الخدمات للبنية ألثقافية العربية ، ولن أخوض فيها هنا .
ولكن في المُقابل وعلى ألنقيض أيضا ، يستغل المُعارضون لأي تغيير مُجتمعي ، الحساسية الثقافية ، لكي يمنعوا أي تغيير في البُنى الإجتماعية والثقافية في المُجتمعات ألعربية .. بحجة الخصوصية ألثقافية ، وخصوصية المجتمع العربي وما شابه ذلك من حجج واهية . ويحظون بدعم القوى الكُبرى والتي من مصلحتها ، إبقاء الوضع على ما هو عليه ، فهذه القوى تتغاضى عن "جرائم " الطغم الحاكمة وعن الخروقات لحقوق الإنسان ، وغياب الديموقراطية ، بحجة خصوصية المجتمعات العربية ، وعدم أهليتها أو استعدادها لنمط حياة ونظام سياسي ديموقراطي ..
ولنعد إلى علم النحو ، فقد أوردت الزميلة روان يونس في مقالها الموسوم ب : "المثليات والمثليون في العراق بين القبول والترهيب " ،قصصا عن معاناة المثليين والمثليات العراقيات ، واستعملت وبهدف التوضيح ما يلي " (فاعل ام مفعول بة)" ..
ففي الثقافة واللغة ، وليست العربية حصرا ، ما زالت ألتعابير الدالة على الجنس ، تعابير ذكورية بإمتياز ، ففي العربية يكون الذكر فاعلا دائما والأنثى مفعولا به ، فالأفعال ، نكح ، وطأ و..و..هي "ذكرية " ، بينما الأنثى هي موطوءة ..إلخ ..إلخ وهذا هو الحال في اللغات التي أعرفها (غير العربية ) . ورغم مركزية ومحورية الجنس في الثقافة العربية ، فما زالت الشتائم المُفضلة على العرب وغيرهم ، هي الشتائم التي تخص أم أو أخت المشتوم والتعريض بها وبأعضائها الجنسية الموطوءة ..
فالمفعول به ، ولا يهم جنسه ، مذموم ، مشتوم ومُحتقر .. وكم بالحري إذا كان "المفعول به " ذكرا ، والذي كان من المفروض أن يكون في محل رفع فاعل ؟؟!!
إذن ، ما زالت المُجتمعات البشرية في طور عدم تقبل المثلية ، مع بعض التفاوت بين المجتمعات .
ولكي تصل المُجتمعات إلى تقبل المثلية ، والتعامل معها كميل جنسي مولود ، وليست خيارا ذاتيا ، يجب أن تكون حملات توعية عامة وشاملة ، تتصدرها المدرسة قبل الشارع والبيت .
فهل تقوم الجمعيات المدافعة عن حقوق المثليين ، بدورها في نشر الوعي ؟؟ أم أنها وفي بعض أفعالها ، تُلحقُ الضرر بقضية المثليين ؟؟
لا أعرفُ ما هو الوضع في العالم العربي ، لكنني أعرف عن النشاطات التي تقوم بها حركات مثلية في إسرائيل ، والتي تُثير ضدها ردود فعل مُعارضة .
يُقيم المثليون والمثليات مسيرة سنوية ، وهي تظاهرة في الحقيقة ، تحت عنوان "يوم الفخر "، يسيرون فيها في شوارع تل أبيب ، مع كل ما يتبع من مستلزمات مظاهرة "مُلونة " من هذا النوع ..
ليس لي إعتراض على حق التظاهر من أجل حق مدني أساسي ، كالحق في الزواج المثلي ، حق التبني وما شابه .. لكن ، ما الذي يدعو الى الفخر في الميل الجنسي ؟؟
لأننا وإذا أردنا أن يتم التعامل مع الميل الجنسي بعفوية ، طبيعية وتلقائية ، فالأحرى أن لا يتم التفاخر به .!
فالميل الجنسي هو ميل طبيعي مولود ، وليس "إمتيازا " ما ..أو مدعاة للفخر ..!!
وكما أن المُجتمع أو الثقافة المجتمعية لا تزال ترفضُ رؤية ذكر وانثى ، يتعانقان علنا ولو كانا متزوجين ، فقليل من الحساسية الثقافية لا يضر ..
لذا من واجبنا أن نقبل الميل الجنسي كشأن شخصي ، ومُقاومة كل أشكال الظلم والإعتداء على الحقوق المدنية للمثليين والمثليات . مع التأكيد على واجبنا ، بأن نضع نصب أعيننا شرطا واضحا وبالخط العريض، بأن الميل الجنسي لا يُشرعن لصاحبه الإعتداء على الأخرين .. وذلك لأن المجتمعات العربية ما زالت تخلطُ بين المثلية والبيدوفيليا.. والتأكيد على أن العلاقة الجنسية المثلية تتم بين شخصين بالغين ، متقاربين في السن وبرغبة وإتفاق الطرفين ..!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أينشتاين ، أللحمة وبعض أسباب ألتخلف ألعربي ..
- في ظرفية ألنص و-الأزهري- المُتبلبل ..!!
- ألمُنزلق نحو ألفاشية...
- معايير ألنصر والهزيمة ..
- ألسر ألدفين من وراء ألخلط بين حماس وفلسطين ..!!؟؟
- ولا أُنازع الأمرَ أهلَهُ ..!! أو خلق وعي -مُقعد - ..
- -رحلة - الأُنثى مع ألذكر ، ليارا محاجنة ..
- علياء ،عبد الجبار والرمز ألديني ..
- جدلية الأخلاق ، الجنس والنضال المشروع ..
- سميح القاسم لم يكن شاعرا وحسب ..!!
- -جهاد النكاح- العلماني : مُكايدة نمطية ..!!
- -الإضطراب -المطلوب عربيا ، للسير على طريق التقدم ..!!
- دول كرتونية وشعوب حُنجورية ..إلا داعش..!!
- Dissociative identity disorderتعدد ألشخصيات
- النيكروفيليا والفتاوى -ألمُختَلّة - .
- العالم شنتون وألقاضي ألشرعي ..!!
- زووفيليا : ما لا يجوز في نكاح البهيمة ..!!
- الأزهر يتمترس بداعش : خلّي بالك من ميزو ..!!
- طليعة بلا أمل ..؟!
- ما بين الحُلم الطوباوي والحُلم الواقعي ..


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - - علم ألنحو- والجنس..