رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)
الحوار المتمدن-العدد: 4565 - 2014 / 9 / 5 - 00:32
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
( أبو الحسن العامري ) ، أو هادي فرحان عبدالله العامري وزير النقل و المواصلات في حكومة المالكي المنتهية ولايتها .. هاجر في مطلع ثمانينات القرن الماضي الى ايران فرارا من بطش النظام الصدامي البعثي ( العنصري الطائفي ) و تزوج هناك من سيدة ايرانية و يمتلك الان جنسية ايرانية بأسم ( حسن عامري ) ، و هو دائم الزيارة لأيران و يلتقي بصورة دورية بـ ( قاسم سليمان ) قائد (فيلق القدس ) التابع لقوات الحرس الثوري الايراني .
يقال عنه خصوصا من قبل اشخاص من محيطه و دائرته ، بأنه شخصية انفعالية تتسم مواقفه بالمزاجية و بأرتجالية ( غامضة ) و التي غالبا تعبر عن اتجاه لايفيد الصالح الوطني العام ..!! اما عن مزاجه المنفعل و نزعاته الانفرادية اللامسؤولة نذكر على سبيل المثال لا الحصر موقفه من طائرة شركة خطوط الشرق الاوسط اللبنانية و اوامره كوزير للنقل و المواصلات في حكومة المالكي بأرجاع الطائرة من بغداد الى بيروت و كل ذلك بسبب تأخر ابنه عن موعد صعوده الى تلك الطائرة ..
لا حاجة للخوض في مسائل اخرى معروفة عنه ، كما لا نريد التعتيم على دور هذا الرجل ( ضمن المجموع ) كمعارض عانى من ظلم دكتاتورية البعث الصدامي و بالطبع هذا موقف لا يستحق الثناء عليه لوحده ، فالالاف غيره من المعارضين الوطنيين قدموا على درب الخلاص من الدكتاتورية اكثر منه بما فيه ارواحهم .. و لا بأس في ان يتباهى بتأريخه كمعارض للنظام الصدامي المقبور و يستند اليه لتعزيز مركزه و مواقفه و ارائه ، لكن أن يأتي و يستعرض قواه ( مستقويا بعضلات الاخرين ) و مستثمرا لجهود و تضحيات غيره و ان يتصرف و فق سلوكيات الدكتاتوريين ( العنصريين – الطائفيين ) ، فهذا موقف غير مقبول منه و يستحق عليه شديد اللوم و الاستنكار .
ان تصريحاته المنفعلة ضد اقليم كوردستان العراق و قوات ( بيشمركة كوردستان )عقب فك الحصار عن ( ناحية امرلي ) و تحرير( سليمان بيك ) و المناطق المحيطة بها من براثن الارهاب الغاشم ؛ لايمكن وصفها الا بالتصريحات العدائية اللامسؤولة و الناكرة لدور بيشمركة كوردستان الاساسي و الفاعل في الدفاع عن آمرلي و التقدم كرأس حربة في طليعة القوات المشتركة التي ساهمت في دحر عصابات داعش في المنطقة ..
تصريحات ( العامري ) العدائية الضيقة الأفق ليست الا إمتدادا مكروها لسياسات المالكي الخاطئة التي الحقت أضرارا فادحة بالبلاد و عموم ابنائه ، و في الواقع فإن هذه التصريحات (السمجة و المتغطرسة ) تثير الحيرة و الكثير من التساؤلات .. أهي نابعة من مزاج شخصي صرف مشبع بالغيرة و الحسد من قدرة و كفاءة بيشمركة كوردستان و الاشادة الدولية بها ؟ أو انها تمثل اعلانا لنهج و نزعة عنصرية طائفية بدائية ضيقة الافق ، لا ترى سوى ما تريد أن ترى ؟!! أو انها بتحريك من اخرين لا يروق لهم تلاحم و تضامن القوى الوطنية في البلاد ضد الارهاب و قواه الظلامية و لا يملك العامري غير الانصياع لأوامرهم و إرادتهم ؟!.
إن مقاومة و تضحيات قوات بيشمركة كوردستان و معاهم جماهير المنطقة و صمودهم طيلة اكثر من شهرين ( و بأمكانات تسليحية بسيطة مقابل قوة ارهابية مدججة بأفضل الاسلحة التي غنمتها من القوات العراقية في الموصل و تكريت ..) هي التي منعت هذه البلدة الصغيرة الباسلة و سكانها الطيبون الابطال ( كبارا و صغارا و نساء و رجالا ) من الاستسلام و الرضوخ لاحتلال الارهاب الداعشي الغاشم ..
أين كان ( العامري ) ايامها ، و اين كان يوم سقوط الموصل و تكريت و غيرها من المدن و البلدات غرب العراق التي سلمها جيش المالكي و معها كامل اسلحتهم و عتادهم و تموينهم لعصابات الارهاب الظلامي .. أين كان العامري يوم تقدم الأرهابيون صوب بغداد من شرقها و شمالها و غربها ..؟ أين كان عندما امر المالكي بسحب جميع وحدات الجيش العراقي من كافة ارجاء محافظة كركوك الكوردستانية و تركها فريسة بلا دفاع امام قطعان ضباع الارهاب الداعشي الاسود ؟ من كانوا اللذين تصدوا للغزو الارهابي و انقذوا كركوك و غالبية توابعها باهاليها من السقوط تحت الاحتلال الداعشي الاجرامي ؟ .. اين كان العامري عندما تمكنت عصابات داعش من محاصرة بلدة آمرلي .. يومها كان هو و قواته منتشرين في شوارع و ازقة بغداد بانتظار اوامر المالكي ( الذي كان يرفض التنحي عن منصبه كرئيس لوزراء العراق ) لتنفيذ انقلاب يفرض ولاية جديدة بائسة للمالكي على ابناء الشعب العراقي الذين رفضوا باصرار وطني استمرار المالكي و سياساته المشؤومة الفاشلة في الحكم..
ان تصريحات ( العامري ) العدائية لحكومة و بيشمركة اقليم كوردستان تمثل ضمن ما تمثل من روح عدائية ، امتدادا مكروها لسياسات المالكي المخالفة للدستور و المناهضة للحقوق الكوردية الكوردستانية ، الجغرافية و التاريخية .. و بكل تأكيد فان مثل هذه ( العنطزات ) و المواقف الـ ( أبو جاسملر ) ية لا تخدم باي شكل من الاشكال وحدة الخنادق المتصدية للعدوان الارهابي الداعشي .. و عليه فان المطلوب من الحكومة العراقية المرتقبة و بأصرار شجب هذه التصريحات و الوقوف بحزم امام هذه المواقف اللامسؤولة من قبل افراد محسوبين عليها ..
العامري يجب ان يقدم الاعتذار لبيشمركة كوردستان و جميع مكونات شعب اقليم كوردستان ، هو و امثاله يجب ان يفهموا ان قوات البيشمركة تدافع عن وطن و عن مطاليب و حقوق دستورية و ليس عن مصالح هذا او ذاك ، و ان هذه القوات التي تربت على مدى عقود طويلة من النضال و المقاومة و التي انتمى و ينتمى الى صفوفها من غير الكورد ايضا التركماني و الاشوري و الكلداني و الارمنى و الايزدي و السني و الشيعي و الكاكائي و حتى العربي ايضا .. تملك كامل الحق و الحجة القانونية و الدستورية في التواجد في كافة المناطق التي ترسم خارطة اقليم كوردستان العراق تأريخيا و جغرافيا و تنفيذ مهامها الدفاعية الوطنية و فق ما تقتضيه مصلحة المناطق الكوردستانية و مصالح سكانها قاطبة دون تفرقة و تمييز ..
ان قوات بيشمركة كوردستان اكدت على مدى سنين طويلة من النضال قدراتها على المقاومة و قد اكدت قدراتها هذه مجددا في ميادين حربها مع الارهاب ، كما اكدت حضورها الحضاري المتقدم كقوات مدافعة عن الديمقراطية و الحرية و عن قيم المواطنة و التعايش و قبول الاخر ، وان الدعم و التعاطف الدولي الذي حظيت بها هذه القوات لم يأت عبثا و من فراغ .
ختاما فان المنتظر من العامري و امثاله ان يتحرروا من مدارات الدوران حول محاور التعصب الطائفي و العنصري البالية و الا ماذا سيميزهم عن داعش و أخواتها .. ؟
#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)
Rizgar_Nuri_Shawais#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟