أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رزكار نوري شاويس - ألجنون و شيء عن النرجسية و الدكتاتورية ..!!














المزيد.....

ألجنون و شيء عن النرجسية و الدكتاتورية ..!!


رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)


الحوار المتمدن-العدد: 4462 - 2014 / 5 / 24 - 02:19
المحور: المجتمع المدني
    


قالوا الجنون فنون ..! و هو مرض ، عطب عضوي أو لا عضوي يصيب لسبب من الأسباب الدماغ , فيسمى المصاب ( مجنونا ) . و حالاته منوعة و مداراته متعددة ، و مراتبه متدرجة ، عالم غريب و غير مالوف هو هذا الجنون ، يصعب حتى على المجنون فهمه ..! أو ربما هو الوحيد الذي يفهم هذا ( العالم الخاص ) الذي لا يفهمه العقلاء ، بتغيير بسيط في المواقع ، فيكون المجنون هو العاقل الوحيد في مجتمع مجانين ..!
و أبطال عالم الجنون كثيرون ، منهم من اشتهر ليدخل التأريخ حاملا لقب مجنون كوسام يفتخر به ، و أخرون حملوه كوصمة عار ملعونة بسبب ما كان في جنونهم من شر و دمار .. فيهم العاشق المتيم الوديع ، و الفنان المبدع المرهف الحس و منهم الطغاة و سفاكي الدماء .
لا إعتدال في الجنون ..! فكله تطرف و التطرف جنون في جنون ، و اذا كان هناك إعتدال ( بتأثير قدرة ما ) فهو إعتدال قلق غير مستقر لايمكن الوثوق به .
وبين ( مجنون ليلى ) و أي ( دكتاتور ) من الدكتاتوريين الذين عبثوا بجنونهم في بلدان المنطقة ، الكثير من الفانتازيا و الرومانسية و الدونكيشوتية الكافكاوية و من الوداعة و الوحشية و الرعب و الامان و الامانة و الغدر و الحقائق و الاوهام .. ومن القسوة و الرحمة و الكراهية و الحب .. الخ
و للجنون أيضا تأريخ ، تقادم هو الآخر مع الزمان ، فتراكمت أنواعه و تفاقمت أجناسه و صار لايفرق بين البشر و البقر و العصافير و الخنازير ..
و الصفة الاساس المشتركة بين المجانين من البشر ، هي صفة ( الانانية الغريزية )الكامنة في لاوعيهم و المحركة ( لا اراديا ) لتصرفاتهم تدبيرا و ضمانا لما يرونه الأهم من حاجاتهم ( المعنوية و المادية ) .
و يعد البعض ( النرجسية - حب الذات او الوقوع في غرام الذات او عبادة الذات ) حالة من حالات الجنون العصابية التي يطلق عليها العامة اسم ( الخبل ) و هي أنواع ، كأعجاب المرء بوسامته و جماله , أو نبوغه و عبقريته ، أو قوته و ثروته ، أو نفوذه و سلطانه .. الخ
و الشخصية النرجسية يحصر كل همومه و برامجه في إطار المحافظة على تميِّزه عن الأخرين ، باذلا في سبيل ذلك المألوف و غير المألوف في طباع البشر من جهد و سلوك ..!
و النرجسية صفة كامنة في الطبيعة الانسانية و لا بأس بها في أبسط حالاتها ، لكن مع توفر ظروف و مناخات حثها و تحريضها تتفاقم لتحتل كل مدارات عقل و عواطف الانسان و تتطور لحالة من حالات الأحساس بالعظمة أو بالاحرى إلى ما هو معروف بــ( جنون العظمة ) .. فيرى المرء في نفسه ( بإيمان و قناعة مطلقة ) انه الكائن الاسمى و الأعظم ، الاجمل و الابهى ، فالزعامة لا تليق إلاّ به ، مبعوث سماوي ، بيده أقدار الناس و مصائرهم و كل وعظ و إرشاد باطل أمام نصحه و مواعظه الحكيمة .. هو الراعي ، و الكل خراف تتحرك بأمرة عصاه المباركة .
فالنرجسية ( بكل مافيها من إعجاب بالذات و غرور و تكبر و إستعلاء على الاخرين ) هي روح الشخصية الدكتاتورية ، فكل دكتاتور يعاني بحدة من هذا المرض النفسي الذي يعد حالة من حالات الفصام أو الانفصام المستعصية ، و الدكتاتور ( كشخصية إستعراضية متباهية متعطشة للشهرة و شغوفة بالظهور و الحضور الدائم وسط ثناء و مديح الناس اجمعين ..) يكشف مع ابسط انتقاد أو ما يراه انتقادا و إعتراضا لمشيئته ، عن الوجه المخفي لشخصيته الهمجية العدائية المستعدة لتقديم كل من لايشيد بجماله و جمائله و لا يؤمن بحكمته و قدسية رسالته ؛ قربانا لعظمته .
ختاما أقول ، إنّ شيطان النرجسية نائم في أعماق كل نفس بشرية ، فحذاري حذار من إيقاظه في أعماقكم و أعماق غيركم و تنشيط فعله و تأثيره على كينونتكم فينقلب ماردا أهوجا يستعبد أرواحكم ..
و السلام .



#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء عن الانتهازية و الانتهازيين
- شيء عن العيون
- قصة قصيرة .. و هطل المطر ..!
- سنة أولى ابتدائي
- شيء عن العدل .. و الروح الرياضة
- ما (الجدوى ) من الكتابة ؟.. و لماذا نكتب ؟!
- (ليلى قاسم ) *
- القوى العظمى و مسؤوليتها ازاء الجرائم التي ارتكبت بحق الكورد
- المتوقع و غير المتوقع في فوضى عالم القرن 21
- مراجعة لموعظة قديمة ..
- أقراد جبل المقطم ..!
- شيء عن ( الحق و الباطل ) ..
- شيء عن الجسور ..!
- كلمات على اوراق مبعثرة
- في ذكرى جرائم الانفال البعثية .. الكورد و سياسات الحكومات ال ...
- شيء عن المفسدين و الفساد
- شيء عن الفساد و المفسدين ..
- ذات إنتخاب من الأنتخابات ..!
- شيء عن الحب
- شيء عن مأساة الكورد الفيليين


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رزكار نوري شاويس - ألجنون و شيء عن النرجسية و الدكتاتورية ..!!