أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - رزكار نوري شاويس - شيء عن مأساة الكورد الفيليين














المزيد.....

شيء عن مأساة الكورد الفيليين


رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)


الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 21:48
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في ربيع عام 1980 ، و ضمن مناهجها الاستبدادية العنصرية ضد الكورد ، باشرت الحكومة البعثية باوامر مباشرة من الدكتاتور المقبور صدام حسين بتنفيذ واحدة من ابشع خططها الاجرامية الحاقدة التي استهدفت شريحة الكورد الفيليين التي كانت غالبية عوائلها و اسرها تعيش أبا عن جد وسط العراق و شرقها بما فيها بغداد .
ان ما اصاب الكورد الفيليين قبل هذه الحملة البعثية – الصدامية على مدى ازمنة الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق من ظلم و اذى ،كان شديدا و قاسيا ، الا ان الحملة الاجرامية الممنهجة التي خططت لها العقلية البعثية – الصدامية بحقد مريض وباشرت بتنفيذها على مراحل ، فاقتها شرا و اجراما ، لتخلف في الذاكرة العراقية بصورة عامة و الكوردية بصورة خاصة جراحا عميقة تعد واحدة من اهم مكونات و اسباب الخلاف و التناحر العرقي في البلد ، و لتبقى هذه الجراح تؤلم جميع الشرفاء في البلد طالما بقي اثر من اثارها و لم يعوض الكورد الفيليين المجنى عليهم عن كل مالحق بهم من غبن و اذى معنوي و مادي والاعتذار و الادانة الرسمية لها باعتبارها جريمة نكراء بحق الانسانية و بحق مواطنين عزل و ابرياء خدموا البلاد بامانة و اخلاص ..
لقد ساهم الكورد الفيليين بكل امكاناتهم منذ تأسيس الدولة العراقية في بناء هذه الدولة و كانوا من عناصر نمائها و رفاهها ، و دورهم الوطني كان بارزا في اغلب المناسبات و الاحداث الوطنية التي شهدها التاريخ السياسي و الاجتماعي العراقي خلال القرن الماضي ، فهم لم يبخلوا لا بالمال و لا بالجهد و الدم في سبيل بناء وطن ينعم فيه الجميع بالعدل و الرفاه فقدموا في سبيل ذلك و نصرة لقضايا عموم ابناء المجتمع العراقي عشرات القرابين و الشهداء .
و يستحيل على العراقيين الاصلاء ان ينسوا الدور الكبير الذي ادته هذه الشريح الكوردية المظلومة في بناء ااقتصاد البلد و تطويره و اغنائه و تحريك أسواقه ، فخبراتهم و نزاهة تعاملهم و قدراتهم الفذة في ميادين التجارة و المال و تنشيط الاقتصاد كانت لا تضاهى ، و عليه فقد شهد الاقتصاد العراقي و اسواقه انتكاسات كبيرة و فقدت حيويتها و نشاطها المميز مع تصاعد و تواصل الحملات العنصرية الغبية الظالمة بحقهم من قبل الحكومات العراقية من حجب حقوق المواطنة عنهم و من تسفير و ابعاد قسري لهم عن الوطن و نهب و مصادرة اموالهم و ممتلكاتهم نتاج جهد و مثابرة اعوام طوال من الكسب الشريف و النزيه ..
لقد بدأت الحكومة البعثية الصدامية البائدة جريمتها العنصرية المعروفة بـ ( حملة تسفير الفيليين الثانية )يوم الخامس من نيسان سنة 1980 ، لتستمر كحملة عنصرية متواصلة لا نظير لها في بشاعتها و اساليبها الارهابية ربما فقط في ملفات الجرائم النازية ، فكل الكورد الفيليين كانوا مطلوبين و ملاحقين و كانت قوات مدججة بالسلاح و الاليات من المخابرات و الامن و الشرطة البعثية الصدامية و معهم حثالات من كانوا يسمون بالجيش الشعبي تداهم بيوت الكورد الفيليين اينما كانوا ليخرجوهم من بيوتهم بما عليهم من ملابس فقط ، و لم يرحم لا الطفل الرضيع و لا المراة الحامل و لا الشيخ المعوق و المريض .. اما الشبان و المراهقين منهم فكانوا يقتادون الى معتقلات سرية و لا يزال مصير العشرات منهم لحد يومنا هذا ممن لم يعثر على رفاة لهم في المقابر الجماعية ، مجهولا ..
ومايشرف هذه الشريحة الكوردية المظلومة الطيبة الخصال ، ان مضطهديهم و برغم كل ما كانوا عليه من قلة حياء و خسة في الخلق ، لم يتمكنوا و بكل قدراتهم الديماغوغية على قلب الحقائق و تاليف المبررات و براعتهم الفاشستية في تلفيق تهم العمالة و الخيانة و التخريب لادانة من يرغبون ، لم يتمكنوا من الصاق مثل هذه الافتراءات بضحاياهم ، و بهذا تتجلى حقيقة النزعة العنصرية اللاانسانية لتلك الجرائم النكراء و منفذيها . و نقاء و طهر الانتماء الوطني للضحايا الابرياء .
ختاما و استذكارا لتلك الجرائم البشعة و مآسيها المؤلمة لنحيي معا نضالات هذه الشريحة المناضلة ، ونحني هاماتنا حزنا و الما و استنكارا لما لحق بهم من ظلم و تعسف ، نحنيها اسفا على ارواح ضحاياها جميعا و لاصدقاء أحبة اعزاء فقدناهم ، منهم من عثرنا على رفاته في قبر جماعي و منهم من لايزال مجهول المصير ..



#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرحلة و جهد النضال الكوردستاني
- شعب الله المصلوب ..!!
- أزمات ( العطش ) قادمة ..!
- حق الحياة ..
- عودة الى مقال .. ( الكورد و المعضلة العراقية )
- الكورد و المعضلة العراقية
- ما هكذا تدار شؤون البلاد يا دولة رئيس وزراء ( دولة القانون . ...
- ألأخابيط البرية ..!
- شيء عن الببغائية ..!
- شيء عن الدكتاتورية و الدكتاتوريون ..
- نحن الكورد وعامنا الجديد 2714
- نظرة متفائلة لثورة تكنلوجيا الاتصالات و المعلومات و تأثيرها ...
- النفد و النقد الذاتي كوردستانيا .. كمهمة بناء و تعزيز وحدة ا ...
- شيء عن الشعوذة ..!
- 16/ آذار .. حلبجة
- الكورد .. حق تقرير المصير و معادلات النظم العالمية
- قصة قصيرة جدا
- حكاية من زمن الدكتاتورية و الحرب
- ألشباك ..
- من يوميات محارب مفقود


المزيد.....




- بعد 12 يوما من الحرب بين إسرائيل وإيران.. من المنتصر؟
- ويتكوف يعلق على تسريب التقييم الاستخباراتي السري لحالة المنش ...
- مقتل 7 جنود إسرائيليين في جنوب قطاع غزة
- هل دمرت الضربات الأمريكية المواقع النووية في إيران؟ ترامب يؤ ...
- اكتشاف نوع جديد من القوارض في البيرو يؤكد تنوع جبال الأنديز ...
- الجيش الإسرائيلي.. حديث عن إخفاق في غزة وإنجاز بإيران
- شاهد.. سرايا القدس تقنص جنديا إسرائيليا شرقي الشجاعية
- مسلم يفوز بالانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية نيويورك
- أردوغان يرحب بهدنة إيران وإسرائيل ويدعو إلى -حوار وثيق- مع ت ...
- الكونغرس يجهض تحركا لعزل ترامب بسبب ضرب إيران


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - رزكار نوري شاويس - شيء عن مأساة الكورد الفيليين