أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رزكار نوري شاويس - شيء عن العدل .. و الروح الرياضة














المزيد.....

شيء عن العدل .. و الروح الرياضة


رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)


الحوار المتمدن-العدد: 4452 - 2014 / 5 / 13 - 23:48
المحور: المجتمع المدني
    


غالبيتكم ( خصوصا عشاق كرة القدم منكم ) ربما تتذكرون الحكم الذي كان يقود مباريات لكرة القدم لواحدةمن مباريات الدوري الاوربي قبل اعوام ، و كيف أشهر هذا الحكم ( البطاقة ) الحمراء لنفسه لأنه انهال باللكمات على لاعب استفزه كثيرا ..
نعم ، أشهر البطاقة الحمراء لنفسه و خرج من الملعب .
يومها رغم طرافة المشهد و ندرته ، لم ارى الكثير من الغرابة فيه ، فهكذا هي الرياضة ، منافسة و اثارة و استفزاز و مخالفات و بكل ما يرافق هذه المسائل من توتر و شد للاعصاب ، لكن قوانين اللعبة ( تبقى البطلة الأقوى ) في الحلبة، اما تطبيقها بحذافيرها و بامانة على الاخرين و على ( الذات ) بنفس الصرامة و المعيار ، لتعبر عن حالة متقدمة من الوعي و الادراك ، و التزام حضاري راق بالقواعد التي تحمي و تنظم النشاط .
ذلك الحكم لم يكن ( مستبدا ) بل كان في سلوكه من الديمقراطية الشيء الكثير ، بدليل انه استخدم ميزان عدل بثلاث كفات ..! كفة لكل من الطرفين المتنافسين و كفة له ، و حال ادراكه انه شذ عن اصول اللعبة ، اعلن ذلك على الملأ و من دون تردد ( بمعاقبة ) نفسه بالطرد من الملعب ، و هي العقوبة القصوى ، اما المباراة فاستمرت من بعده بقيادة حكم بديل .

* * *

ان المنافسات الانسانية بمختلف انواعها ( الذهنية و البدنية ) المرتبطة بالقوة و النفوذ و خاصة ما يتعلق منها بتأكيد القدرة على ( التفوق ) تبقى ممارسات بدائية متخلفة بل و حتى همجية ما لم تكن محكومة بتلك الضوابط و المعايير ( القوانين – نتاج تطور العقل الانساني التي يتفوق بها على باقي المخلوقات) التي بها يطور ملكاته و قدراته على تحقيق الانجازات التي تسعد مجتمعه ماديا ومعنويا ، فالغالب و المغلوب هنا يساهمان بالقدر نفسه في تحقيق النتيجة التي يقتنع بها الحمهور مع الاحتفاظ بفرص تبادل الادوار بينهما ..
والتزام الانسان بالقوانين و احترامه لقدسيتها و قيمتها الحضارية و تطبيق لوائحها على الذات قبل الاخرين ، تأكيد لتفوقه على الاخر الاناني فيه المرتبط ببقايا (التخلف) المترسبة في اللاوعي .

* * *

و بغض النظر عن مسؤوليةالطرف الاخر من ( فورة الغضب ) التي انتابت هذا الحكم الرياضي ، فأنه و كأنتقاد ذاتي (لسلوكه العصبي المرتجل ) بادر الى معاقبة نفسه بالعقوبة القصوى حسب قوانين تلك المنافسة و التي كان يمثلها ، فرمم بسلوكه العاقل هذا الجانب المهم من القيمة الحضارية للمنافسة التي كان يتحكم فيها بقراراته وكادت ان تنهار بالكامل ، فتغلب على نزعة ( الدكتاتور المطاع ) – ألأيحاء الذي اوحاها اياه سيادة المركز و قوة القرار و وسائل السلطة و النفوذ التي كان حرا في استخدامها - .. تغلب عليها بضعفه الحضاري المتمدن ازاء حرمة القانون الذي كان يمثله بمركزه كحكم هو مرجع القرار .

* * *

و الديمقراطية و ممارساتها في السياسة لا تكتمل الا بتحليها بالروح الرياضية ، فهذه الروح هي القاسم المشترك بين الاطراف المتنافسة ، و حقوق الغالب و المغلوب فيها يجب ان تصان وفق قوانينها التي تمثل ( الحق ) الذي لا يعلى عليه .
و الحكم او الحاكم العادل هو ذلك الحكيم الذي ينقب عن هفواته قبل حكمه على هقوات الاخرين ، فيحكمهم بضميره و مع من يحكم عليهم دائما وفي كل مرة يحكم على ذاته الواقفة بينهم ، الماثلة امامه بكل حسناتها و سيئاتها ..



#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما (الجدوى ) من الكتابة ؟.. و لماذا نكتب ؟!
- (ليلى قاسم ) *
- القوى العظمى و مسؤوليتها ازاء الجرائم التي ارتكبت بحق الكورد
- المتوقع و غير المتوقع في فوضى عالم القرن 21
- مراجعة لموعظة قديمة ..
- أقراد جبل المقطم ..!
- شيء عن ( الحق و الباطل ) ..
- شيء عن الجسور ..!
- كلمات على اوراق مبعثرة
- في ذكرى جرائم الانفال البعثية .. الكورد و سياسات الحكومات ال ...
- شيء عن المفسدين و الفساد
- شيء عن الفساد و المفسدين ..
- ذات إنتخاب من الأنتخابات ..!
- شيء عن الحب
- شيء عن مأساة الكورد الفيليين
- المرحلة و جهد النضال الكوردستاني
- شعب الله المصلوب ..!!
- أزمات ( العطش ) قادمة ..!
- حق الحياة ..
- عودة الى مقال .. ( الكورد و المعضلة العراقية )


المزيد.....




- سوريا: اعتقال ابن عم بشار الأسد بتهم تهريب المخدرات ودعم الم ...
- الأونروا: فلسطين أطول أزمة لجوء في العالم -لم تحل بعد-
- الأونروا: فلسطين أطول أزمة لجوء في العالم لم تحل بعد
- الضفة.. اعتقال 21 فلسطينيا في اقتحامات إسرائيلية
- إيران: اعتقال 31 شخصاً متهمين بالتجسس ودعم الكيان الصهيوني
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضرورة العودة للتفاوض بشأن الملف النوو ...
- غارديان: الاتحاد الأوروبي وجد مؤشرات على انتهاك إسرائيل حقوق ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل تمنع دخول شحنات الوقود إلى غزة منذ 16 ...
- للسيطرة على حركة المهاجرين نحو بريطانيا.. الشرطة الفرنسية تع ...
- اعتقال عميلين للموساد في طهران وجاسوس في كهكيلوية وبوير احمد ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رزكار نوري شاويس - شيء عن العدل .. و الروح الرياضة