أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رزكار نوري شاويس - حرب . حرب .. حرب














المزيد.....

حرب . حرب .. حرب


رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)


الحوار المتمدن-العدد: 4496 - 2014 / 6 / 28 - 03:31
المحور: الادب والفن
    


وضعوا هراوة في يده وامروه ان يحارب ..
قالوا له : انت محارب ، مهنتك الحرب و القتال ..!
الهرواة بيده تحولت مقلاعا .. رمحا ، سيفا و قوسا و سهاما .. تحولت الى مناجيقا و مدافعا و طائرات ، دبابات و صواريخ ، سموم الخردل و السايانيد و ....القنابل النووية و سلالاتها . ورحى الحرب استمرت تدور و تدور و قوانينها يشرعها دائما الاقوياء ، و المنتصرون كانوا دوما على صواب ..!!! لذا فالحياة بملذاتها و مسراتها وكل مسببات سعادتها من حقهم وحدهم ، اما اللذين تمرسوا في اسواق الحرب و مواخيرها ، فكان لهم نصيبهم من فضلات موائد اباطرة الحروب و سادتها ..
في الحرب الكونية الاولى ( حرب قابيل و هابيل ) هيمنت اهواء و رغبات الاغتصاب و الغدر و القوة و النفوذ على فكر و عواطف البشر و قولبت ادمغتهم مصانعا تنتج المزيد و المزيد ، و تبتكر الجديد و الجديد من عدد و الات الخراب و الدمار و الابادة و الفناء الممزوجة بصهارات الكراهية و الحقد ..
**** **** ****
وضعوا بين يديه كتابا عملاقا بمساحة و ثقل كوكب الارض ، احتوى كل افانين و دروس القتل و التدمير وكل مباديء التآمر و العدوان واسس الخداع و التضليل ..
قلب الصفحة الاولى بجهد يقصم الظهر ، كان يريد ان يفهم :
- .. الانسان ، لم يحارب الانسان توامه الانسان ؟!!
**** **** ****
ومضى الزمان وهو يقرأ .. و تحولت الايام اسابيعا و اشهر و سنين و هو يقرأ .. وتحولت الاعوام قرونا و القرون دفنت قرون ،. عصور شاخت و ماتت و عصور ولدت .. وهو يقرأ ..
هبت نسمة ناعمة .. قلبت الصفحة الاخيرة ، لا لم تقلبها ..! بل تفتت الكتاب بين اصابعه الهرمة ، تحول ترابا ..غبارا ، تساقطت ذراته في كف الارض ..
**** **** ****
من كثر انشغاله بالحرب ، لم يفهم الحرب !
تناهى لسمعه حشرجة ..! انين خافت و كئيب ، جاء من عمق سحيق ، من رحم الارض المنهك ، تحول همسا يقول :
- يا ابناء ادم ، كفاكم قتلا و حرائقا و خراب ، كفاكم دخانا و روائح موت و بارود ..
رفع راسه وجال ببصره حوله ، اتسعت حدقتا عينيه استغرابا ..!!
رأى جنسا غريبا من المخلوقات ، جنس سائد و مسيطر يملك كل الافاق ، تزحف و تدور و تتوالد و تتكاثر باعداد خرافية ..
التمت بعض الديدان حوله تنظر اليه بأستغراب ، ومن دون ان يسمع اية اوامر انسحبت فجأة و تفرقت بسرعة خارقة ..!!
بعيون متعبة تفحص نفسه ، حدق ببلاهة في تكوينه و معنى وجوده .. كان هيكلا من عظام جافة نخرها السوس ، هزت قشعريرة رعب مفاصله ، انهار و تداعى هباء في شدق الكتاب الترابي المفتوح على نهاية ازلية .
عادت الديدان باعداد غفيرة ، لتبحث بخيبة عن مخلوق منقرض ..



#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألجنون و شيء عن النرجسية و الدكتاتورية ..!!
- شيء عن الانتهازية و الانتهازيين
- شيء عن العيون
- قصة قصيرة .. و هطل المطر ..!
- سنة أولى ابتدائي
- شيء عن العدل .. و الروح الرياضة
- ما (الجدوى ) من الكتابة ؟.. و لماذا نكتب ؟!
- (ليلى قاسم ) *
- القوى العظمى و مسؤوليتها ازاء الجرائم التي ارتكبت بحق الكورد
- المتوقع و غير المتوقع في فوضى عالم القرن 21
- مراجعة لموعظة قديمة ..
- أقراد جبل المقطم ..!
- شيء عن ( الحق و الباطل ) ..
- شيء عن الجسور ..!
- كلمات على اوراق مبعثرة
- في ذكرى جرائم الانفال البعثية .. الكورد و سياسات الحكومات ال ...
- شيء عن المفسدين و الفساد
- شيء عن الفساد و المفسدين ..
- ذات إنتخاب من الأنتخابات ..!
- شيء عن الحب


المزيد.....




- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رزكار نوري شاويس - حرب . حرب .. حرب