أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مائدة الدم














المزيد.....

مائدة الدم


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4542 - 2014 / 8 / 13 - 01:40
المحور: الادب والفن
    


مائدة الدم
هل كان الشاعرالفلسطيني الكبيرمحمود درويش، خلال رائعته المؤثرة"بيروت" التي كتبها في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، يدري، أن قصيدته الخالدة، مفتوحة الزمكان-لاسيما في المقاطع التي علقت في التسجيل الصوتي دون التدوين الورقي لأمسيته التي قرأ فيها ذلك النص، وهويرسم بكاريكاتيرية تقطرألماً، ودماً، مشهد تلك-المائدة- الآدمية التي لاينجومنها أحد، ليس من أبناء المكان اللبناني، بل حتى كل من استقطبهم هذا المكان-آنئذ- كي تكون هناك وجبة، متنوعة الأصناف، متنوعة الزمرالدموية، متنوعة لغات الضحايا، ما جعل ملحمته، هذه، أكثرتأثيراً، وهي تطفح بجماليتها التي استمدها، من روحه، واستلهمها من فرادة الألم الذي انبثق-آنئذ- لتكون هناك نوافيرمن دماء، لآلاف الذين وقعوا فريسة العنف المعمم، وهوفي صدد إيقاف هذه المأساة .
يبدوأن رؤية الشاعرالثاقبة، وهي تخترق جدران الواقع، ببعديه الزماني/ المكاني، في آن، كانت ترصد تفاصيل مدن أخرى، وفي زمن آخر، ونحن نستعيد -هذه الأيام- ذكرى رحيله السادسة، إذ باتت مساحة الاضطراب تشسع، والجرح الآدمي يفغرفاه على نحو أوسع، وماكنة الموت والدمار، تواصل دورتها، على نحومروع، بعدمرورقرن كامل على الحرب الكونية الأولى التي استولدت شقيقتها الثانية بعدعقود، وتنطع رجال الفكروالفلسفة لقرع أجراس الخطر، إلى جانب جيش المبدعين الكتاب والفنانين، في محاولة دؤوبة من قبلهم، للعمل على توفيرسبل أمن المكان، وكائنه، في آن، وهوما أظهرت براكين النارالتي اندلعت-على شكل شبه منتظم- استحالته، وذلك لأن الأرومة التي تضرم ثقافة الكراهية في النفوس والصدورلما تزل تفعل فعلها، رغم كل هذا التطورالهائل لثقافة"حقوق الإنسان" ومايسمى بالوشائج التي تربط أبناءما تسمى ب"الأسرة الدولية"، هذه الأسرة التي ظهرت-على حقيقتها- وهي تميز بين من هم-في عهدتها- ولوفي حدود التنظير، فتقصرعن واجبيها الأخلاقي، والقانوني، وهو سلوك يأتي نتيجة تبلد الحس الإنساني، ضمن فضاء العلاقات المؤسسة وفق عامل المنفعة.
ثمة هلع بات يهيمن على المرء، وهويضغط على زرالريمونت كونترول، يتحول بين محطات الفضائيات، أو يهرع إلى حاسوبه الشخصي، أو حين يلج أوتوسترادات المعلوماتية، عبرشاشة هاتفه المحمول، حيث لامناص من المناظرالأكثراستفزازية وهي تلهب مشاعره، فلامناص منها، مادامت هي نفسها التي تواجهه، حتى في الصحيفة الورقية التي يتابعها، بل وحتى في أحاديث من يلتقيهم، في هذه الجلسة، أوتلك، وهل أبشع، وآلم، وأكثراستفزازاً من مشاهد النحر، أوجزالرؤوس، أو التفخيخ، أو استعادة تاريخ الرق، واقعاً، بين ظهراني هذا العالم، حيث صرخات السبايا، والثكالى، والرضع المجوعين، بل والجرحى تخترق غشاء آذان الصمت، وهي تستغيث" وامعتصماه"، حيث المخاطب-وهوابن ثقافته الجديدة- ماض في هذاءته، ووحامه ، نتيجة تأجج شهوة التسلط المبطنة، والطافحة،يدير بسببها،الظهرلمرآى كل مالايهم دائرة اهتمامه.
ماسبق-أعلاه- تفاصيل صغيرة، مثيرة، جارحة، يلتقطها الكاتب ، أوالإعلامي في كراسته، أوسطح مكتب كمبيوتره، أوذاكرته، أوالذاكرة الفلاش ميمورية، الاصطناعية، متوازية، مع امتدادات المخيلة الإبداعية، أو اللقطة، التوثيقية، يقدمها المصورالصحفي، عبرعدسة كاميرته، وهي تشكل ركامات هائلة، لانهاية لها، في مناسبة لفعل الدمار، أوالإبادة، الهستيريتين، لاتزال في انتظارالإطارالذي تتموضع فيه، كتحقيق صحفي طويل يحتاج إلى روح روائي، أوشاعر، أوقاص، أوحتى سينمائي، يصنعه منها ملحمة، تشق طريقاً جديدة، غيرالطريق المؤدي إلى السدودالتي ارتطم بها مشروع السابقين عليه، من أجل إعادة صناعة ثقافة الحياة، صناعة ثقافة جديدة، تلغي من معاجمها لغة الدم وإزهاق أرواح الأبرياء، تحت أية يافطة كانت...!
إبراهيم اليوسف



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى رحيله السادسة: محمود درويش سفيراً أممياًً للثورة
- -كفرة- لاتكفيريون.فقط: يكتب نسخة قرآن معدلة..داعش تنظيم معاد ...
- ليس دفاعاً عن بيشمركة الإقليم
- نسخة مصححة أرجواعتمادها
- إلى سيادة الرئيس مسعود البرزاني:
- د.أحمد خليل وكتابة التاريخ كردياً...!
- معجم حياة داعش الداخلية: فضائح معلنة ومستورة
- حين يريق المثقف ماء وجهه: ظاهرة التكسب الثقافي أنموذجاً
- ماراثون الفوضى
- الكاتب وعودة الوعي: توفيق الحكيم أنموذجاً
- العيد الذي ينساه أطفالنا:
- الفيلسوف عبدالرحمن بدوي من الوجودية إلى-اللاوجودية-..!
- صندوق الدنيا
- من يقرؤنا؟
- تنبأ ب-الثورة- وبشربها ووقف محايداً حين بدأت أدهم الملا سرقه ...
- أمكنة الشعر
- برقية في ذكرى استشهاد المفكرالكردي د. عبدالرحمن قاسملو
- مابعد العبث:
- فوضى العماء:
- تحت جناحي عامودا.....!


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مائدة الدم