أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الكاتب وعودة الوعي: توفيق الحكيم أنموذجاً















المزيد.....

الكاتب وعودة الوعي: توفيق الحكيم أنموذجاً


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4525 - 2014 / 7 / 27 - 14:09
المحور: الادب والفن
    


توفيق الحكيم في ذكراه
رجل الأسرارالغامض
يؤكدأن على الكاتب مراجعة رؤاه بين حين وآخر






احتل اسم الأديب المصري الكبير توفيق الحكيم"1898-1987" مكانة جد مرموقة، ليس في المشهد الثقافي المصري-وحده- فحسب، وإنما في الفضاء الثقافي العربي، عامة، وذلك من خلال القيمة الإبداعية لما قدمه على امتداد عقود من حياته.وقد كانت المرحلة التي فتح فيها عينيه على الحياة، وتشكلت خلالها ملامح وعيه، وترسخ حضوره، وقوي عوده، وتأصل استشرافه الرؤيوي-إن جازت التسمية- جد غنية، فقد تمت فيها أحداث كبرى مصرياً، وعربياً، ودولياً، ومن بين هاتيك الأحداث الكبرى الحربان الكونيتان الأولى مابين عامي" 1914-1916" والثانية مابين عام"1939-1941" ناهيك عن أن مصرفي تلك الفترة كانت تشهد انحسارقبضة الاحتلال العثماني، وظهورالاحتلال الغربي، بالإضافة إلى نكسة حزيران وحرب أكتوبر، وقبل كل ذلك استقلال مصر، والانتقال من العهد الملكي إلى الجمهوري، وماترتب عبر سياسات الإصلاح الزراعي و التأميم، ومن بينها الثورة المصرية 1919، بل و تأميم قناة السويس، وهي الفترة التي وضع فيها مخطط سايكس بيكو الذي ضاعت خلاله بعض الخرائط، وظهرت أخرى، ناهيك عن سلسلسلة استقلالات الدول العربية بما يعني ثنائية ظهور الاحتلال وانحساره، وما تلا ذلك من المرحلة التي سميت بالحكم الوطني في عدد من البلدان العربية.

وإذا كانت هذه الفترة التي عاشها الحكيم هي الفترة السياسية الأكثر بروزاً في الخريطة السياسية في العالم أجمع، فإنها كذلك الفترة الأبرز ثقافياً-في المقابل- فبين حدي الفضاء الزمني في هذه الفترة نفسها، ظهرت أكثر التيارات والمدارس الإبداعية والفكرية والفلسفية، ناهيك عن أنها كانت مرحلة الإنجازات العلمية الكبرى، وبلغ فيها الوعي المعرفي درجة عليا، ناهيك عن انحسار الأمية، ورفع مستوى التعليم، وقطع الصحافة أشواطاً متطورة، بفضل ظهور الطباعة، بل وإيفاد طلبة العلم إلى أوربا، وعودتهم، بعد أن تشربت أرواحهم بمفاهيم جديدة، كان من شأنها أن تطور الحياة الثقافية في مصر إلى مدى بعيد.

حياة خاصة:


يروى عن السيرة الأولى للحكيم أنه ولد في أسرة ريفية، في قرية الدلنجات في محافظة البحيرة، من أب مصري وأم من أصل تركي، حاولت أن تنشئه على طريقتها، وتبعده عن مجايليه، وهو ما أعطى الطفل فرصة كبيرة للالتفات إلى عالمه الداخلي، بيد أنه لم يستمر على هذا المنوال من العزلة، وإنما سيتصرف في توجيه دفة حياته، كما يريدها، وذلك بعد أن ينتقل مع عمومته إلى القاهرة، حيث سطوة المدينة، وبهرجتها، وغواياتها، ما جعله يعنى بالمسرح، عبر فرقة جورج أبيض التي كانت بوابته الأولى إلى عالم هذا الفن، وقد جاء ذلك في مرحلة عمرية، كان خلالها في ذروة القلق، نتيجة بعده عن دائرة حنو أمه، التي يبدو أنها أثرت في شخصيته إلى حد بعيد، ومحاولته الاستعاضة عن ذلك، من خلال علاقته بعالم المرأة، بما وفرته له حياته الجديدة، بعيداً عن سطوة الأهلين.


عقدة المرأة:



ويبدو أن من شأن الدراسات السكايكولوجية، وعلى ضوء سيرة الحكيم، أن تبين لم اتخذ هذا الكاتب الكبير موقفاً أقرب إلى العدائية من المرأة، كما سجل عليه، لدرجة أنه وسم ب" عدو المرأة" وإن يمكننا المجازفة والإشارة إلى محطتين رئيستين في حياته، في ما يخص المرأة، أولاهما الأجواء التي فرضتها عليه أمه، وهو ذو الروح التواقة للخروج من وراء أضلاع قفصها المحكم، وثانيتهما تتعلق بفشل تجربة الحب الأولى مع جارته، في القاهرة، والتي جاءت فور تحرره من أسر الأم الحريصة على وليدها، ومن أطرف ما يقال أنه تزوج، وهو على مشارف عامه الخمسين، ولم يعلم أحد بسر زواجه، رغم أنه رزق بطفلين هما: إسماعيل وزينب، ما دعا مصطفى أمين للكتابة بما معناه: إن من شأن الصحفيين الحصول على أخبار السراي بيد أنهم عجزوا عن معرفة زواج الحكيم إلى فترة طويلة..!


تجربة السجن:

استهوته عوالم المظاهرات الأولى التي عرفتها مصر، في استهلالة الثورة المصرية، ما جعله ينخرط فيها إلى جانب عمومته، بيد أنه ألقي القبض عليه، كي يحوله والده إلى" المشفى"، ويعيده إلى عالم دراسة الحقوق الذي اختاره له بنفسه، كي يؤمن له منحة دراسية، يوفده خلالها إلى أوربا، بيد أن غواية المسرح التي وقع في مصائدها في القاهرة، استفحلت، فباتت خشبات المسرح الباريسية تستهويه، يمضي جل وقته فيها، إلى أن تناهى ذلك إلى مسامع والديه، ما أعلماه بضرورة العودة، خالي الوفاض ، في العام 1927، ليعمل في جهات وظيفية، مفصلية، متعددة، ومتقدمة، في أكثر من وزارة، ومن بينها إدارة دارا لكتب المصرية، أو العضوية العاملة في مجمع اللغة العربية، أو المجلس الأعلى لرعاية الثقافة والفنون كوكيل وزارة، ومن ثم كوكيل لمصرفي اليونسكو في باريس، وكمستشار في جريدة الأهرام، وعضواً في مجلس إدارتها.

ورغم الاضطرابات الهائلة التي تمت منذ بداية وعي الحكيم، بل رغم خصوبة الحراك السياسي، إلا أن الرجل حاول أن يخط لنفسه مساراً خاصاً، دون أن ينخرط في أي حزب معين، وبهذا فقد بقي مستقلاً، وإن كانت أفكاره ليبرالية، وطنية.

رثاء الثقافة:
روح الحكيم الساخرة، كانت تدفعه لالتقاط المفارقات، والتعبيرعنها، إما عبرنصوصه الإبداعية، أومن خلال مقالاته التي كان يكتبها-بانتظام-وقد كان يؤلمه اللامبالاة تجاه إنتاج المثقف، وإبداعه، وعدم إيلائه المكانة اللائقة به، فقد استشاط غضباً عندما علم أن لاعباً دون العشرين من عمره، يقبض الملايين مقابل ركلةواحدة لكرة القدم، وأن بعضهم يباع ويشترى بالملايين، ماجعله يعلق بالقول:" انتهى عصرالقلم، وبدأ عصرالقدم"، وكانت مقولته رثاء لواقع ومنزلة منتج الثقافة المهمش، وصرخة في وجه هذا العالم الذي بات يهتم بماهوهامشي، ترفي، ويديرظهره لماهوأصيل، يساهم في بناء المعرفة والحضارة....!



من عودة الروح
إلى عودة الوعي...:

اعتبر الرئيس المصري الراحل عبدالناصر أن كتاب" عودة الروح1972" للحكيم هو من أهم الكتب التي نظرت للثورة، لذلك فقد عده الأب الروحي للثوري، ومنحه أكثر من جائزة وقلادة، وكان في إمكان الحكيم زيارة عبدالناصر في أي وقت يشاء، ويروي المصدر نفسه أنه تم الإغماء على الحكيم أثناء تشييع عبدالناصر إلى مثواه الأخير، فكتب فيه مرثية جد مؤثرة، وإن كان سيتراجع عن تفاؤله في تلك المرحلة، عبر كتاب آخر هو"عودة الوعي"، ويعد نفسه قد انجرف مع سيل العاطفة الجامح، بل إنه تهجم على عبدالناصر خلاله بكل عنف، يقول: كانت الثقة في ما يبدو قد شلت التفكير، سحرونا ببريق آمال كنا نتطلع إليها من زمن بعيد، وأسكرونا بخمرة مكاسب وأمجاد، حتى غاب عنا الوعي بل اختلف مع السادات، لاسيما عندما كتب بيان الطلبة-بيده- ووقعه مع نجيب محفوظ ما جعل السادات يقول عنه:" رجل عجوز استبد به الخرف، يكتب بقلم يقطر بالحقد الأسود، إنها محنة أن رجلاً رفعته مصر لمكانته الأدبية، إلى مستوى القمة، ينحدر إلى الحضيض في أواخر عمره"، وإن كان محمد حسنين هيكل سيجمعه بالسادات، و، وقد وقف بعد ذهاب الرئيس السادات إلى إسرائيل، إلى جانب مشروعه التطبيعي، ما جعله يفقد بعضاً من شعبيته، ، وقد وقف بعد ذهاب الرئيس السادات إلى إسرائيل، إلى جانب مشروعه التطبيعي-مع لويس عوض وآخرين- ما جعله يفقد بعضاً من شعبيته.

المسرح من الغواية إلى الكتابة:

عرف الحكيم رغم غنى نتاجه الإبداعي، في عالمي المسرح والرواية، بل والمقال، واللغة، والمبحث، أنه يأتي في مقدمة المسرحيين العرب، وإن كان مسرحه ذا نوعين: أحدهما ذهني، وهو ما تندرج ضمن إطاره أغلب نصوص الرجل، وثانيهما ممسرح، وهو النزر اليسير من إبداعاته في هذا الميدان،و يعد بعض النقاد أن مسرحية" أصحاب الكهف" و رغم أنها تنتمي لمسرح الذهني، غير القابل للمسرحة، أنها أول مسرحية عربية، ناضجة، مكتملة الشروط، والأدوات، إضافة إلى تصنيف آخرين لروايته" عودة الروح" كأول رواية حديثة، بل إن أعماله الإبداعية الغزيرة استطاعت أن تكرس اسمه، لاسيما أن من بينها أعمالاً جد مهمة، مثل: "نهر الجنون" وبراكسا".

صوت متواصل:


توفيق الحكيم أحد هؤلاء الكتاب الأعلام الذين لم تركوا، ولا يزالون يتركون أثرهم في نفوس شعوبهم، من خلال إبداعاتهم التي كتبوها، وهو رغم ما يسجله-بنفسه- على نفسه، من مآخذ إلا أنه كان ابن مرحلته، والشاهد على أحداث هائلة تمت في حياته، وتفاعل معها، على طريقته، إلى تلك الدرجة التي لايمكننا الآن الحديث عن الخط البياني الثقافي، بل السياسي، في مصر، من دون أن يكون هناك الحيز المناسب لقامة هذا الرجل الذي تعايش مع اللحظة الزمنية، وعكسها عبر مراياه، خلال أكثر من شكل سردي، ما جعله ليكون قامة ثقافية عالية، لها ظلالها التي لا تزول..!.


المصدر:
*بعض أعمال الكاتب وسيرته، وخطوط حياته ومواقفه وعطاءاته من خلال اليوكبيديا








#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد الذي ينساه أطفالنا:
- الفيلسوف عبدالرحمن بدوي من الوجودية إلى-اللاوجودية-..!
- صندوق الدنيا
- من يقرؤنا؟
- تنبأ ب-الثورة- وبشربها ووقف محايداً حين بدأت أدهم الملا سرقه ...
- أمكنة الشعر
- برقية في ذكرى استشهاد المفكرالكردي د. عبدالرحمن قاسملو
- مابعد العبث:
- فوضى العماء:
- تحت جناحي عامودا.....!
- مارس دوره التنويري على أكمل وجه المفكرالكويتي خلدون النقيب أ ...
- ارجومنكم نشرهذه بدلا عن المنشورة وشكرا
- داعش ترحب بكم.....!:
- أستعيدُ أبي......!
- وحدة الخير وحدة الشر
- طفرة داعش: الواقع والآفاق
- بعد أن طرق بوابات الكرد بيده الملطخة بالعار والدم هل تكون كر ...
- ميشيل فوكو ثلاثون عاماً على الرحيل
- بعدأن طرق بوابات الكردبيده الملطخة بالعاروالدم: هل تكون كردس ...
- ماقبل الجاهلية:


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الكاتب وعودة الوعي: توفيق الحكيم أنموذجاً