أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - طفرة داعش: الواقع والآفاق















المزيد.....

طفرة داعش: الواقع والآفاق


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4494 - 2014 / 6 / 26 - 08:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظهرت خرافة داعش، بعد أكثر من سنة من هيمنته على بعض المناطق في سوريا، تحت الأضواء،وذلك بعد أن تتالت على مسرح هذا الفضاء، المحدد،سلسلة من جماعات مسلحة متناسخة معها، من حيث تيه الهوية، وأخذ ذلك بعيد ماسمي بغزوالموصل طابعاً آخر، لاسيما بعد أن وجد بعض المراقبين في هذه المحطة الداعشية رقماً غينيسياً للجماعة، بل راح بعضهم يستبشرخيراً بهذا البعبع، الرهيب، ليتخوف-على حين غرة- منه بعض داعميه، معتبرين أن السحرانقلب عليهم، وكان أكثرالمستبشرين به هؤلاء المهزومون، الطارئون، الداخلون للتوعلى الخط، ممن لما يزالوا يرون أن الاستبداد الصدامي من الممكن استعادة زمنه، بعد أن نجا بقايا المطلوبين من أزلامه، ووجدنا كيف أن إيران التي عبرت خطبة السيستاني في الجمعة الأولى التي تلت الغزوعن مخاوفها، والدعوة للاستعداد لجعل الجماعة "حصان طروادة" يعبرون من خلاله ليس إلى العراق، وحده، وإنما لرسم مسارطريقهم في المنطقة، كماهومحلوم به، لاسيما أن ما يجري في سوريا منذ ثلاث سنوات ونصف عرى حقائق كل من هم داخل اللعبة، أو خارجها من النظارة.


ويخطأ بعضهم عندما يحسب داعش على طائفة ما، ضد أخرى، لأن هذه الجماعة الإرهابية تفتقد للرؤى، وتفتقد لوازع الضميرالذي قد لايتجرد من بعض وشائجه، أسوأ نماذج المجرمين، عادة، لأن مجرد ظهوره على المسرح السوري، قد كان بمثابة إعطاء"حبل النجاة" للنظام السوري، حيث تم"خلط الأوراق"، ولتنشأ مهادنة مكشوفة بين الطرفين، لاسيما عندما ينفذ داعش مهمات النظام- كما هو الحال مع قيامه بمتابعة فصائل الجيش الحر، وهيمنته على المناطق التي يحتلها، وهي مشكلة كبيرة، بل أنما يقوم به منذ حوالي السنة في مدينة الرشيد، من أعمال يندى لها الجبين، ومن بينها استهداف ناشطي الثورة، واغتيال الصحفيين، ومن بين هؤلاء الأب باولو، واحتلال الكنائس، وفرض الجزية على المسيحيين...... وغير ذلك، ناهيك عن توجهه إلى المناطق الآمنة نسبياً- كما الجزيرة- والتنكيل بالمدنيين، واغتيال رموز الجيش الحر، بل وخطف المدنيين..، كل ذلك، جزء من ممارساته الإرهابية التي تبين أنه مجرد جسد مفخخ يستهدف الآمنين، كما يرسم له من قبل الدافعين.


لا يمكن للقاتل الذي تصل به الحال إلى هذه الدرجة أن تكون له قضية يدافع عنها، بل هو من تصح فيه مقولة أنه"بندقية للإيجار" تتحرك بحسب رغبة من يدفع لصاحبها أكثر، لاسيما أن صاحبها-هذا- يظهر شرها تجاه المال، فهو قد يستلم المال من جهات متناقضة، في الوقت نفسه، وينفذ أجندات كلها ضد بعضها بعضاً، وهذا ما جعله بمثابة"مشجب" يعلق عليه هؤلاء المتناقضون جرائمهم، فالنظام يترك ولاية الرقة، ليؤكد للسوريين، وللعالم، مقولة: إن لم أكن أنا فسيكون حالكم هكذا، وهوقادر أن يمحو تنظيماً هشاً كداعش خلال نصف ساعة، لأن لا جذورله في المنطقة، ولاعمق شعبياً، معتبراً له، وإن كنا نجد هؤلاء البعثيين الذين طالمواكانوا وقودالنظام السوري، وأداته التي اعتمدها لتكريس نفوذه، بات يشكل حاضنته، في بعض الأرياف الفقيرة، بعيد فشل المجلس الوطني السوري والائتلاف من الوصول إلى تلك المناطق، والتحكم بتأسيس جيش حر واحد، بعكس ماراحت تفعله بعض الكيانات التي شكلته وهي تحرف بوصلة هذا الجيش، عبر تحويل قطاعات واسعة إلى مرتزقة، بوساطة المال السياسي، بل من خلال رأسلمة هذه المؤسسة الافتراضية، وهو مافتح المجال للمغالاة في تسجيل التناحر، عبراستعادة الفرق التي باتت تستعصي على الحصر، ما أوأد الفكرة التي سعى لها البطل حسين هرموش، ومن اتخذ خطه، لا هؤلاء الذين باتوا يهرولون إلى حصاد ثمارالثورة، على حساب التفكير والعمل لإنجاحها، أومن ينطلقون من رؤى قوموية، أو طائفية، لإلغاء الآخر، وهو ما يطابق ما اشتغل عليه النظام السوري، الذي بات يخيف من سماهم ب"الأقليات" ليوحي لهم، أنه وحده، حاميهم الأعظم، ولا خلاص لهم إلا عبر الاعتصام بحبله، هذا الحبل الذي طالما كان "حبل مشنقة السوري"...!.

يظهر جلياً أن داعش لا يستهدف إسقاط النظام، فأعماله الإرهابية لا ينفذها في دمشق، حيث ما يسمى ب"القصرالجمهوري"، ورأس النظام، بل أن تتبع خريطة تمركزه، وحراكه يؤكد أنه-حقاً- وكما قيل عنه، مستقدم، لإطالة عمر النظام، بل أنه قدم هذا النظام في أنظار بعض البؤر الغربية المتحكمة بقيادة العالم على أنه أبو العلمانية، وعدو الإرهاب الأول، وهو ماسوغ لمراكز القرار العالمي في الاستمرار في تجاهل نكبة الشعب السوري، هذه النكبة التي يمكننا-الآن- اعتبار أن الأرضية التي انطلق منها المجلس الوطني السوري-بالحضور المكثف للإسلاميين-وتبعية من هم محسوبون على العلمانية لهؤلاء، بل لفتح المجال أمام من هم مستنسخون مع النظام في الموقف من الكرد، ما ترتب على هذا بالتالي من ردود فعل، كل ذلك أدى النظرإليه شزراً من قبل العالم، لتصل سوريا إلى هذا الوضع الكارثي الأليم.

ليس بخاف على أحد، أن داعش من عداد تلك القوى المصطنعة التي لا يمكن لها أن تستمر، لعدم تكونه في المختبر الطبيعي، وبهذا فإن تمكن هذه القوة من التحرك على خط"الرقة- ديرالزور-الموصل"، وتمركزه في نقاط محددة في منطقة الجزيرة، وإصداره البيانات، بل حديث بعض ممثليه عن"ولايتهم الثالثة" بل وتهديد بلدان مجاورة، كما الأردن إلخ، وقبل كل ذلك توافر عتاده، وسلاحه، وذخائره، وأمواله، جميعها نقاط تدعو خبراء العالم لتشخيص من هم وراءهم، وتحديد أسمائهم، رغم أنه لمن الواضح أن بلدان عربية إسلامية، ناهيك عن دول كبرى هم داخلون في لعبة خلقه، وانتعاشه، واستشراسه.


تعويل أيتام الطاغية المقبورصدام حسين، ممثلين بعزت الدوري، بل بمن ينعتون بالنقشبنديين، أورابطة العلماء إلخ، على داعش، وتسويغ هروب الجيش العراقي من مواجهة المعركة معه، على أن هؤلاء الفارين متعاطفون مع"الثورة الشعبية" بل وهرولة جهات ما، تطالب بحرية بلدانها، كما المجلس الوطني السوري، بالتبريك لهؤلاء الحثالات، انطلاقاً من موقف طائفي، أوكرد فعل على غل وغباء نوري المالكي الذي لا يصلح حتى لقيادة زريبة أبقار، في الوقت الذي يمكن أن يتم تفهم أسئلة من هم سنة العراق، من دون اعتبار أبي عدي رمزاً لهم، و هو نفسه، من أوصل المنطقة إلى هذا الواقع الأليم، بالتوازي مع النظام الأسدي، بنسختي: الأب والابن.

يجب الاعتراف، أن هناك مليون عراقياً، كان في سلك الجيش، والأمن، وقيادات البعث، وقدتم تسريح هؤلاء من قبل بول بريمر مع سقوط بغداد2003، وهؤلاء أرض خصبة لاستغلالهم، لاسيما بسبب ظروف التهميش، والإهمال، والحاجة، كما أن أمثالهم في الطرف السوري، باتوا فريسة للمال الهالك، وليس السياسي-فقط- الذي بات يوزع بطريقة تدفع من يناله، ذات مرة، للتطلع صوب شار لذمته، ولحياته، في ظل الشراهة، أوالفاقة، ما يدعو أية واجهة معارضة سورية، لقراءة الخريطة جيداً، بدلاً عن التفكير بخرائط الفنادق والسياحة واستلام مهمات الحكومة الافتراضية، لاسيما بعد الاستعانة بمن كانوا، في الضفة الأخرى، من هذه الحكومة، إلى وقت قريب...!


ما يخشى من الخط البياني الذي يسلكه داعش، لاينحصر في الانتهاكات، بل الجرائم التي يتركها وراءه، فحسب، وإنما في ما يخلفه من أضغان في نفوس أبناء المنطقة- برمتها-كاستكمال، أو تطبيق، عالي الفعالية، لما حفرت في مجاله الأنظمة الدكتاتورية عبر عقود، وهو أمر في منتهى الخطورة، لابد من الانتباه إليه، في ضوء اعتبار أن شعوب المنطقة-وبغض النظرعن سوء التوزيع السايكسبيكي- استطاعت أن توشج علاقاتها، بين بعضها بعضاً، معتبرة أن كل المظالم التي تتم، إنما هي محصلة، ونتاج، لسلوك الأنظمة التي تدير بلدان المنطقة. بيد أن ما يجري الآن، هو نشرفيروس الضغينة، في الاتجاهات كلها، بحيث لا يسلم منها بيت، أو شارع، أوحي، أو مدينة، بعد أن تم استئصال رابط الثقة المتبادلة بين الناس، وبات كل مطلوباً من قبل كلهم، وهي أخطر ملامح المرحلة التي عادات بالحضارة وحالة الوعي اللتين يفترض أننا قاربناهما إلى مرحلة ما قبل الغابية..

مايجري الآن، من تهديد داعشي لمنطقة الشرق الأوسط-عموماً- خطر محدق بالعالم، بأسره، و هوما يمكن استشفافه من خلال استقراء الدرس القاعدي، بعد أن تمرد أسامة ابن لادن على صانع"ريمونت كونتروله"الأمريكي، تحت ضغط حاجة مرحلة"الحرب الباردة" ضدالاتحاد السوفيتي، كي يصبح برجا مبنى التجارة العالمي في 11 أيلول 2001-وهي هنا مجرد رمز لجبروتها- ضمن دائرة استهداف القاعدة، إلى الدرجة التي لا يمكن الإشارة إلى أية لوثة إرهاب، دون استعادتها إلى هذا الجزر. هذه الوقائع لابد من إيلائها الأهمية من قبل الغرب، للتحرك، في المجالات، كافة، لوضع حد له، لأن أسباب انفجار المنطقة قد استكملت، وهي لابد ستصيب الكرة الأرضية، برمتها، بشرورها، وأذاها.

ومن هنا، فإن تضافر الجهود-عالمياً-مطلوب، الآن، وبأعلى وتيرة، لاسيما أن مساحة الوباء السرطاني الداعشي، لما تزل محدودة، وإن مواجهة هذا الوباء الفتاك، مهمة العالم، بأسره، في هذا الوقت الذي تتخلف الأسرة الدولية، أو تتصامم، عن تنفيذ مهماتها، بما يؤكد ضلوعها، على نحو مباشر، في ما يجري، وإن كانت أية حسابات، من قبل أية جهة دولية، في التعويل على عنصر الإرهاب إنما هو مدمر ليس لرؤيته، بل لوجوده، وهو ما يمكن أن يقع في شركه الصغار ا لذين هللوا، مع مجرد احتلال الموصل، ليوهموا العالم أن مايتم"ثورة" شعبية، منطلقين من مقولة"علي وعلى أعدائي" التي تدل على عقلية المغامر الطائش، لا صاحب القضية الثائر.




*صحفي كردي من سوريا






#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد أن طرق بوابات الكرد بيده الملطخة بالعار والدم هل تكون كر ...
- ميشيل فوكو ثلاثون عاماً على الرحيل
- بعدأن طرق بوابات الكردبيده الملطخة بالعاروالدم: هل تكون كردس ...
- ماقبل الجاهلية:
- استبصارالعماء:
- تهويمات المثقف الزائف
- من قتل الكواكبي؟:
- نحومواجهة فقاعات داعش:
- مركزية الثقافي:
- خاتيرا xat îra*........!
- قصيدة تل معروف
- لالمن يشاركون في مهزلة الانتخابات
- القرية....!
- سورة محمد الكردي
- بويربرس في حوارصريح إبراهيم اليوسف
- جائزة الشاعر حامد بدرخان في الذكرى الثامنة عشرة على رحيله:
- إبراهيم محمود في خياناته للنص
- منتدى الثلاثاء الثقافي في الجزيرة :اثنان وثلاثون عاماً على ت ...
- الشراكة استفراداً وقوننة الاستبداد2
- الشراكة استفراداً وقوننة الاستبداد.!


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - طفرة داعش: الواقع والآفاق