أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مركزية الثقافي:














المزيد.....

مركزية الثقافي:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4479 - 2014 / 6 / 11 - 13:56
المحور: الادب والفن
    


مركزية الثقافي:


يعدّ الخطاب الثقافي أحد المؤثرات الأكثرجدوى، في الحياة العامة، لدى أي مجتمع، أوشعب، أو أمة، أووطن، إن لم يكن الأوحد، كما هو في الحقيقة، إذ أنه لا يكتفي برصد تفاصيل اللحظة الزمنية التي يعيشها المثقف- وهوهنا منتج الثقافة- بل إنه مطالب بنقد الواقع، استشراف الآفاق، كجزء من وظيفة هذا الخطاب، وإن كان هناك وهم شائع لدى كثيرين، من خلال اعتبارهم أن هناك مؤثرات أخرى، أكثرسطوة، وهيمنة علينا، وقدينظرهنا إلى-الإعلام- كأحد أبرزهاتيك المؤثرات، وإن كنا لانستطيع، في الحقيقة، الفصل بين هذا الخطاب وسائرالمؤثرات التي تنطلق، في الأصل، من رؤية ثقافية، تستندإليها.

ووسط هذا المحيط، الهادر، الهائج، المائج، من الوقائع اليومية التي نعيشها، فإن كثيرين يحيلون من بيننا يحيلون أسباب الحوادث التي تجري، صغيرها، وكبيرها، ومابينهما، إلى بعدها السياسي، وكأنه عالم مستقل، موجود في معزل عن الفضاء الثقافي، الذي يبوصل السياسة، فيما إذا كان يمتلك شروط ماهوسياسي، وبعيدعماهوطفروي، ينوس بين الفعل وردالفعل غيرالمنضبطين، وغيرالمبرمجين، وهومالايصمد أمام أي بحث حقيقي، لأن أية سياسة فعلية، لابدوأن تكون نتاج ثقافة معينة، أية كانت توصيفاتها، وخصوصياتها، المتدرجة بين العطالة، والفاعلية، في آن واحد.

وإذا كنا قد أشرنا هنا، إلى مجرد أداتين لهما الدور البارزفي الحياة العامة، ضمن عمارة الأسرة الكونية، باتت موشوراتنا تلتقط خطوطها البيانية، وهي في تصاعدها، وتهابطها، فإن هناك أدوات أخرى، رديفة، أيضاً، لها أدوارها، البارزة، ضمن أوساط اجتماعية، هائلة، ينظرإلى أثرها، على نحوعام، ويكاد ألا يكون أحد منا في منجى منها، وهي تتعلق بالإرث التربوي، الأخلاقي، المتنوع، في مايخص مفهومي التجسيروالتدمير، ضمن أفراد هذه الأسرة، مايتطلب مناولات خاصة بها، لاتنفصم عن دارة تبادل التأثيرالتي يعنى بها الدارسون في مجال خلق التوازن والأمن والطمأنينة، بل توفيرأسباب ديمومة عنصرالجمال، انطلاقاً من أنه أوكسجين الحياة، الأنقى، والأبقى...!

ويمكننا-هنا- أن نعيدكل مايتعلق بنا، كأفراد، وكجماعات، إلى أرومة ثقافية، سواء أكان ذلك متعلقاً بطرائق عيشنا، أوتفكيرنا، أوتفاعلنا مع من حولنا، وقبل ذلك سلوكياتنا، المتناقضة، وهي أرومة ذات متلازمتين، إحداهما:ذاتية، فردية، بيتية، بيئية، وثانيتهما:عامة،شاملة، أوسع، حيث ثمة ما قد يسجل على هاتين المتلازمتين، وهما في طريقهما إلى الاصطفاء، هذا الاصطفاء الذي يتعامل بصعوبة أكبر مع الحالة الأولى، بينما يكون أسلس، وأجدى، وأكثرنجاعة، في الحالة الثانية. ومن هنا، فإن الثقافي، كمرجع، ليس عبارة عن مؤثر، معزول، مشخص، بل هويتوزع بين الهلامية والكينونة شديدتي الفعالية، والديمومة.

ورغم كل هذالدورالكبير، المتنامي، للثقافة، بيدأن هناك تحديات كثيرة تواجهها، ليس فقط من خلال الثقافة الاستهلاكية، التي طالما تم تناولها، بل من خلال تأثيرسقوط القيم، وسطوة التردي الأخلاقي، وثقافة الصورة، وتفشي سرطانية المنفعية، ونزعات الأنا، واستعادة أدوات التجهيل، بعداستفادتها من الفضاء المعلوماتي الهائل، مايؤدي إلى استشراء نمط ثقافي جد خطيرعلينا جميعاً في مركبة المرحلة.

وأمام مثل هذه الحال التي ألنا إليها، فإنه من اللزام العمل على مستويي ردم الهوة بين مكوني الثقافة، مع الحرص الشديدعلى معايشة الخصوصي مع العمومي، ماداما يمتلكان المقومات المضيئة، والإيجابية، المؤسسة للتفاهم، والعدالة، والحب، وإلغاء ثقافة الكراهية، والدمار، والقتل، وهومهمة ضخمة، تتطلب تضافرالجهودالخيرة، على المستويات عامة، من أجل عالم، جميل، متحاب، متفاهم، نابذ للشر، يحترم إنسانية المواطن الكوني،سيد الوجود..!
إبراهيم اليوسف
[email protected]
















#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خاتيرا xat îra*........!
- قصيدة تل معروف
- لالمن يشاركون في مهزلة الانتخابات
- القرية....!
- سورة محمد الكردي
- بويربرس في حوارصريح إبراهيم اليوسف
- جائزة الشاعر حامد بدرخان في الذكرى الثامنة عشرة على رحيله:
- إبراهيم محمود في خياناته للنص
- منتدى الثلاثاء الثقافي في الجزيرة :اثنان وثلاثون عاماً على ت ...
- الشراكة استفراداً وقوننة الاستبداد2
- الشراكة استفراداً وقوننة الاستبداد.!
- الموت في نسخته خارج الوطن: إلى روح فناننا الكبيرعادل حزني
- من وثائق جائزة جكرخوين للإبداع
- رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا: عشرسنوات على التأسيس ...
- ثلاثية المكان الكردي
- بطولات آذارية: من صورأشرطة فيديوهات الانتفاضة
- غياب المعيارالنقدي
- العابرون
- نظام في جثة: الثورة مستمرة..!
- الثقافة والتأصيل القيمي


المزيد.....




- حضور فلسطيني قوي في النسخة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي ...
- للمرة الثانية خلال شهور.. تعرض الفنان محمد صبحي لأزمة صحية
- -كان فظيعًا-.. سيسي سبيسك تتذكر كواليس مشهد -أسطوري- في فيلم ...
- اشتهر بدوره في -محارب الظل-.. وفاة الممثل الياباني تاتسويا ن ...
- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مركزية الثقافي: