أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - غياب المعيارالنقدي














المزيد.....

غياب المعيارالنقدي


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4403 - 2014 / 3 / 24 - 03:05
المحور: الادب والفن
    


غياب المعيارالنقدي

ثمة تحد كبير يواجهه الخطاب الثقافي-بشكل عام-مع انتشار وسائل الاتصالات، وهو الغياب شبه الكامل للمعيار النقدي، بعد أن تم التمهيد الفعلي لمثل هذا الغياب، خلال منذ سبعينيات القرن الماضي، بسبب ظهور نماذج كتابية رديئة- والكتابة هنا تعني الخطاب الثقافي عامة- وباتت هذه النماذج، تفرض ذاتها، من دون أن تتوافر فيها الحدود الدنيا للإبداع، وذلك جاء طرداً، وبالتناسب مع حاجة السلطة الاستبدادية- في بعض عناوينها- إلى الصوت الثقافي الذي يتنطع لمهمات تزيينها، وتقديمها على خلاف ما هي عليه، ما أدى إلى تقهقر هيبة الخطاب، لاسيما بعد تقديم النص الملفق، بالحبر الطباعي نفسه الذي يقدم به النص الإبداعي العالي، إن لم يكن هناك تهميش لهذا النص، بل ولحضور صاحبه في المشهد الثقافي الإعلامي الرسمي.
ومازاد الطين بلة، منذ مطلع الألفية الثالثة، هو أن عملية الخلط باتت على أشدها، وذلك بعد أن سقطت مركزية الإعلام، وصارفي مقدور كل من يمتلك جهاز كمبيوتر مرتبط بخط إنترنيتي أن يكون مصدر خطاب قابل للتفاعل معه، ضمن نطاق عالمي، وهذا التحول الكبير، إن كان في حقيقته ثورة كبرى كسرت جدران الرقابة، و أتاحت للنص المغيب، مستوفي الشروط الإبداعية، والثقافية، والرؤيوية، بالظهور، بيد أنها، فتحت المجال أمام الكتابات التي لا تمتلك شروط النشر الدنيا من الظهور، بما يلوث الفضاء الافتراضي بمواد غثة، بل ببعض المواد الموبوءة التي تسيء إلى ذائقة المتلقي، أو حتى تلك التي تقوم بتزوير الوقائع، وتشويه الحقائق، وهي من أخطر أنواع الكتابة، على الإطلاق.
و بدهي، أن الخطاب النقدي الذي تأسس في لحظة مبكرة من فعل المزاوجة بين الوعي والإبداع في ذاكرة الشعوب، كان له دور مهم في وضع الحدود الصارمة التي يمكن الاحتكام إليها، للتفريق بين الأصيل والدخيل، وهو أمر جد مهم، ليس لحماية النص مستوفي الشروط التقنية والرؤيوية- فحسب- وإنما من أجل إيجاد الأنموذج الذي يدفع بالكاتب الموهوب الاحتذاء به، وتحقيق ثنائية تجاوز الذات والآخر، وهو ما ينعكس-أولاً وأخيراً- على سوية الإبداع، ويعزز مكانته المرموقة اللائقة به، كعصارة روح المبدع، وعماد الحضارة والتقدم.

لاشك أن ترك حبل الفلتان النقدي على غاربه، أمر لا ينعكس على محو الإبداع الحقيقي وتسويته بما هو هش وغث ومزيف فقط، وإنما له تأثيرات سلبية بعيدة المدى، تتجاوز حدود اللحظة، لأن من شأنها، فيما إذا استمرت على هذا المنوال أن تستهدف القيم الجمالية، كي تقوضها، لتحل أدوات القبح، بدلاً عنها، وهو أخطر وباء كارثي سرطاني يهدد الحاضر والمستقبل، في آن، ويدعو إلى أن تبادر المؤسسات المعنية بالثقافة لقرع أجراسها، لاستدراك الأمور، بغرض حماية الإبداع الأصيل، وفرزه عن المدونات الدخيلة التي قد تنتج مليارات النصوص في كل يوم.

إن تشخيص واقع الخطاب الثقافي، اليوم، في ظل تمظهر الأدعياء بهيئة المبدعين الفعليين، أمر يجب أن يحتل مرتبة الأولويات من اهتمام جميع المعنيين بثقافتنا، ومستقبلنا، لاسيما أن هناك تراكماً سلبياً من النصوص المبتذلة التي جعلتنا، أمام مرحلة حساسة، تستدعي استنفارالجهاز النقدي، ليكون في حالة استنفار قصوى، لاسترداد حضوره، وقعله، وهو استرداد لحرمة أهم نسغ إنساني حضاري،لابد منه...!.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العابرون
- نظام في جثة: الثورة مستمرة..!
- الثقافة والتأصيل القيمي
- سلوكيات غيرثقافية:
- ثلاثية الدم والانتفاضة والثورة: إعدام مثقف إعدام قضية...! -ر ...
- ثقافة الخديعة
- -شبيحة بقمصان الملائكة و الثقافة والإعلام.....-
- تل معروف: لقدعرفتهم تعالي اسم لك الإرهابي..!
- الصورة والأصل
- رابطة الكتاب: عشرسنوات على التأسيس -شهادة ذاتية-
- ماذا وراء تحطيم مراقد الشيوخ الخزنويين الكرد
- كرد وعرب عشية الذكرى العاشرة الانتفاضة آذار:
- زلة الشاعر
- الرصاصة
- المثقف في أدواره: ماله وماعليه..!
- المثقف: ماله وماعليه:
- سقوط أداة الحوار:
- موت شجرة الأكاسيا
- صناعة المثقف
- جنيف2 وانعدام الأفق


المزيد.....




- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - غياب المعيارالنقدي