أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - المثقف: ماله وماعليه:














المزيد.....

المثقف: ماله وماعليه:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 01:23
المحور: الادب والفن
    


تعدُّ الحاجة إلى"المثقف" قديمة، منذ بداية التاريخ الإنساني، وحتى الآن، وهي- لابد- ستستمر، طوال وجود الآدمي، حيث أن المهمات الملقاة على كاهله، جدُّ كثيرة، إذ لا يمكن التحدث عن أي إنجاز حضاري، ماضياً، وحاضراً، ومستقبلاً، من دون أن يكون له حضوره الواضح، وبصمته الواضحة، لأنه- وبحق- أحد محركي دورة الحياة، ولا يمكن الحديث عن أي نوع من الوعي، إلا وكان هو عبر حدسه المستوفز، وجهوده الكبرى، صانعاً له، وفي هذا ما يبين لنا منزلته الحقيقية، وإن كان لابد من الاعتراف-هنا- أن هذا المثقف، لم يكن بإمكانه- البتة- تحقيق أي نجاح، طوال الشريط الزماني لتواجده، لولا من هم حوله، حيث لكل منهم دوره الخاص، في البناء، وديمومة الحياة، وتطورها، وتقدمها.
وتبدو الحاجة إلى- المثقف- جد كبيرة أثناء الشدائد والمحن، حيث تتطلع إليه-الأنظار- أنى كان، كي يؤدي الدور المعول عليه، ولعل في مطلع ذلك قراءة المشهد العام من حوله، لاسيما في تلك اللحظة التي يتم من خلالها هيمنة ما يمكن وسمه ب" عمى الألوان"، وهي حالة باتت تظهر للعيان، منذ تحقيق ثورة التكنولوجيا فتوحاتها الكبرى على امتداد رقعة مسرح العالم، إذ عليه، أن يوظف كل طاقاته، من أجل ممارسة الدور الوظيفي العضوي المنوط به، على أكمل وجه.
ولعلنا نستطيع متابعة الخط البياني، لدور المثقف في الحياة، بعد أن مر بمراحل عدة، إلا أنها جميعها تتمحور ضمن فضائين، أحدهما: بسيط، وثانيهما مركب، وقد بلغت هذه الحالة المركبة أخطر محطة على الإطلاق، في ظل التعقيدات التي ظهرت على حين غرة، فالمرء لم يعد صاحب ذلك الذهن الصافي، والمنصرف إلى دائرة شؤون ضيقة، تنوس بين شخصه، وبيته، وقلة من محيطه الاجتماعي، بل إن دائرة اهتمامه باتت مفتوحة على سعة الثلاثمئة والستين درجة، بلغة العلم، لأنه ما من صغيرة أو كبيرة، تجري على منصة مسرح العالم، إلا وكانت له علاقة بها، بحيث أنه معني بالإنجاز الكوني، كما أنه معني- في اللحظة ذاتها- بأية شائبة في هذا المحيط، مترامي القارات، والأطراف، كي يكون على أهبة الاستعداد للتفاعل مع كل ما يدور في عالمه، وهو تحد في منتهى الصعوبة، والحساسية، والإجهاد، والمعاناة، تتطلب استنفاره، بعد أن غدا ذلك المثقف الكوني، العضوي، الفعال ولو افتراضاً.

أجل، إنها لمهمة شاقة، ملقاة على كاهل المثقف، وهي تتطلب توفير أدوات جديدة، بين يديه، حتى يستطيع أداء كل ذلك، بالشكل المطلوب، وفي مقدم ذلك إعادة النظر في حضوره، وخلق ذلك المناخ المناسب لممارسة وظيفته، على أكمل وجه، وإن كان من شروط ذلك، أن ينطلق من الدائرة الضيقة، المحيطة به، إلى الدائرة الأرحب، بل إن أي قفز فوق واجباته، ضمن حيزه الجغرافي الخاص، يغدو غير مسوغ، مهما أخلص في اشتغاله على النطاق الأوسع، إذ ليس من الحكمة أن ينسى المرء أسئلته، وأسئلة بيته، وينصرف إلى الأسئلة الكبرى، لأن الانشغال بمثل هذه الأسئلة الكبرى ليعد هروباً، لاسيما في ما إذا كانت هناك أكلاف، لتناول ما يتعلق بالمحيط، الخاص، وهو ما بات يبدو الآن، على أشده، من قبل من يتصامم عما هو مطلوب منه، على صعيد اتخاذ الموقف، المطلوب منه، بجرأة، وبسالة، ما يجعل المثقف-الآن- أمام مسؤوليات خطيرة، لابد من أن يواجهها، بكل أدواته المعرفية، لإطلاق حكمه التقويمي فيها، وفق إخلاصه لمنابعه المعرفية والأخلاقية، على حد سواء.
إبراهيم اليوسف



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط أداة الحوار:
- موت شجرة الأكاسيا
- صناعة المثقف
- جنيف2 وانعدام الأفق
- في حضرة الشعرالمحكي
- اللغة الصحفية
- الكرد وأكاديمية الثورة العليا
- الكرد والائتلاف افتراضات أولى
- بوابة جنيف2: انتبه منزلق خطير إجباري....!
- فوضى المنهج
- حيادية أدوات النص الأدبي:
- الاستبداد الرقميُّ والاستبلاد التقانيُّ
- الثقافة والتحديات الكبرى:
- اللُّغة وجوداً
- دماء جديدة أدب جديد..!
- مانديلا الشخصية الأسطورية
- تلاغيات سورية على أبواب -جنيف-
- حين تكون -مصر- دون فاجوميها
- حول زيارة البارزاني إلى- آمد-
- ولادة مفهوم الزمن


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - المثقف: ماله وماعليه: