أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الاستبداد الرقميُّ والاستبلاد التقانيُّ














المزيد.....

الاستبداد الرقميُّ والاستبلاد التقانيُّ


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4318 - 2013 / 12 / 27 - 02:05
المحور: الادب والفن
    


الاستبداد الرقميُّ
والاستبلاد التقانيُّ


ثمة إيقاع متسارع، هائل، تجري وفقه وتيرة التطورات الحياتية، على الصعدعامة، ضمن البيت الصغير،أو الكبير، ما يضعنا- باستمرار-أمام وقائع متجددة، لاتتوقف على حال، تتطلب استقراءها، والتفاعل معها، بوساطة عدة معرفية عالية، من قبل الإنتلجنسيا، حتى تكون في مستوى اللحظة الزمانية، لا أن تكون متخلفة عنها، منفعلة إزاء تحولاتها التي تكاد تبلغ مرحلة ليس ما بعد الواقع، بل حتى مرحلة ما بعد الخيال، لاسيما أن العالم برمته يعيش مخاضات جديدة، نتيجة الثورة العملاقة التي أحرزتها فتوحات المعلوماتية، بمفرداتها الكثيرة، ماجعل الكائن الكوني ليس أسيرانبهاره، وغرقه في محيط المعلومات، والمجريات التي تتم، وإنما بات يستشعرانجرافه من الجذور، تجاه التحول إلى الحالة الرقمية، نتيجة الاستبداد الرقمي، المحيق، الذي يداهمه في بيته، وباتت لذلك انشطارات عامة، في الحياة اليومية، الأمرالذي سعى إلى"تبليد" المشاعر، في عناوين عديدة، منها مايطال مراكز القرارالعالمي، حيث نكون وجهاً لوجه أمام مخاطر، حقيقية، محدقة، من الممكن استقراؤها، في ما اتخذنا من لوحة الدم المراق من حولنا، في أكثرلحظاتها استفزازاً، كي نستبصر مدى الهول الذي بات ينداح، في الاتجاهات، كافة، عمودياً، وأفقياً، على نحو كارثي، كي يكون بذلك أحد الأوبئة، الأشد خطورة، نظراً لاستهدافها المباشر، والتدريجي، منظومة الملكات المهمة في ذات الفرد، وهو ما يمكن أن يتم تلمسها-مخبرياً- ضمن إطار البيت الواحد، أو القاعة المدرسية، أو الجامعية، لأن تفاصيل اللحظة لدى الكائن المتعولم، باتت تتبدل، على نحو مرعب، إلى الدرجة التي بات يغترب فيها، عن محيطه الاجتماعي، الخاص، والعام، بل وبات يغترب عن ذاته، في أخطر حالة تمر بها البشرية على الإطلاق.


لقد استطاعت وسائل الاتصال الرهيبة: شبكة التواصل الاجتماعي، بوسائطها، المتوالدة، على نحو مفزع، مثل: الفيسبوك، والتويتر، الانستغرام، و"اللِّنك"..إلخ، أن تهيمن على هذا الكائن الكوني، وتستلبه من داخله، وتفصله عن واقعه، من خلال فكّ ونسف أواصر علاقته بأسرته، ومن ذلك توهين علاقة الأم-ذاتها- بوليدها، وهنا، فإننا في مواجهة مؤشرخطير، يمسَّ عمق الخلية الاجتماعية الأولى، وقد باتت نتائج ذلك تتضح، ميدانياً، في إطاره المخبري، بمختلف توصيفاتها الأسرية، كلبنة أولى، أو جسداً عاماً، بحيث لامنجى منها البتة، حتى من قبل هؤلاء الذين كان خيارهم النأي عن غوايات هذا العالم الافتراضي، وذلك لأن هؤلاء لايستطيعون العيش في كوكب معزول، بل إن ما يفرض على الوسط العام، من حولهم، إنما يخضعون لتأثيراته، وتجاذباته، مكروهين، وهوما يلاحقهم ليس في أماكن عملهم، فحسب، بل حتى في غرف نومهم أيضاً.

استفحال فيروس" اللاأبالية" بات ينهش في حيواتنا العامة، وبات يبدوأن لامفرّ من تأثيراته، حيث باتت هناك ألفة مستحدثة، بين الكائن المعولم، وأدوات التقانة، كي تحيله الحديثة منها إلى الأحدث، وفق الخط البياني، التصاعدي لامتيازاتها، كي تكون موطن استقطاب، نوستالجي، افتراضي، يستبدل بها عوضاً عن الآخر، إلى الدرجة التي قديتم التخاطب على المائدة الواحدة، وضمن صالة البيت الواحد، أو الغرفة الواحدة، بين أفراد البيت الواحد، عن طريق هذا الفضاء الوسيط، حيث تبعيد المقرب، في لحظة تقريب المبعد، كي تتوالد الحدود، مع سقوط الحدود، وهنا، فإننا في حضرة أعظم خلل رهيب، يتهددنا، هو وراء عدم استشعارنا بآلام جيراننا في هذا العالم، لاسيما عندما تستصرخ رقبة طفل في حضرة السلاح الأبيض، أو"البرميل المتفجر" ضمائرنا، إنه أعظم معضلات التاريخ، بلا ريب....!
إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة والتحديات الكبرى:
- اللُّغة وجوداً
- دماء جديدة أدب جديد..!
- مانديلا الشخصية الأسطورية
- تلاغيات سورية على أبواب -جنيف-
- حين تكون -مصر- دون فاجوميها
- حول زيارة البارزاني إلى- آمد-
- ولادة مفهوم الزمن
- موت النقد
- إلى مكاني محاصراً بالغرباء..!
- درس ميكافيلي
- حريق لا يزال مشتعلاً*
- مؤلف النص الإلكتروني في مرحلة -مابعد الموت-
- خريطة المكتبة
- المكتبة
- الأبُ الديناميُّ
- ما الأدب؟
- مشعل التمو: بورترية أول
- البُعد الرابع
- لماذا التراث؟


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الاستبداد الرقميُّ والاستبلاد التقانيُّ