أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - تلاغيات سورية على أبواب -جنيف-















المزيد.....

تلاغيات سورية على أبواب -جنيف-


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 21:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



التباينات التي نجدها في المواقف تجاه" جنيف" بشكل عام، حتى بنسخته الأولى، أو الثانية، تعود إلى جذورعديدة، هي تناقضات الأسرة الدولية التي جاءت الثورة السورية، كي تكشف عن عورات سلوكها، بعيداً عن عمليات المكيجة التي كانت تجريها لنفسها، تحت هذه اليافطة، أوتلك، أوحتى من خلال وقوفها- في بعض الأحيان- مع هذه الدولة، أوتلك، في محنتها، كما فعلت في الكويت-العراق..، و ذلك ضمن ظرف سياسي محدد، تجسيداً لعامل المصلحة التي تنطلق منها هذه الأسرة، المجازية. ومن هنا، فإن تضارب المصالح بين"الثورة" و"النظام"، هوأمرطبيعي، في عرف عقليتين متلاغيتين، إحداهما نتاج فكراستبدادي، إلغائي، طفيلي، فاسد، والثانية حاملة للثقافة البديلة، ثقافة الحرية، والديمقراطية، والعدالة، إن هذا اللقبح، الشنيع، الذي مارسه النظام المجرم، بحق شعبنا السوري، يمكن فهمه في حال وضعه على مشرحة التحليل، ليبدو كمعطى مباشر للسلوك الدولي المشين الذي تخلى عن الشعب السوري، في أصعب أزمة له، طاعناً في مصداقيته، وقيمه، و شعاراته، و طروحاته، ومزاعمه، وإدعاءاته، كي يكون هوالخاسر، في نهاية المطاف، مادامت صورته تظهرعلى ماهي عليه، في أعين مليارات سكان عمارة كوكبنا، وإن كانت أية خسارة لاتصل حجم الدم، وإزهاق الأرواح، والخراب الذي تدفع سوريا ضريبته خلال ثلاثين شهراً ونيف من عمرثورتها، ثورة الكرامة، والعزة، والإباء، التي تحولت إلى حالة مزرية، تم فيها طمس وتشويه ملامحها، على أيدي الدخلاء عليها، من مرتزقة العالم، الذين وصلوا بيسرإلى أرض سوريا، بأسلحتهم، بعدأن تم دفعهم إليها، بالتوازي مع التدخل الأجنبي من قبل إيران وحزب الله، بل وروسيا وبلغاريا وغيرها، حيث منها من انخرط في الحرب-ميدانياً- وهويرتدي بزة القتل، ومنهم من يشرف فنياً على الأسلحة الفتاكة التي تقدم للنظام أمام أعين العالم المتفرج.
أجل، الهوة-سورياً- واسعة، بين النظام، والمعارضة-وهنا أعني المعارضة الشريفة التي كانت وراء المظاهرات السلمية، الاحتجاجية، وإن راح بعضها يدافع عن أهله، لأن النظام يرى في أي مؤتمرمحلي، أو دولي،" وقد دعا إلى الكثيرمنهما"، أن يضمن استمراريته، من جهة، وأن يؤمن سبل القضاء على كل معارضاته، السلمية منها، والمسلحة، في آن، وهو هنا يعد فرس رهان من قبل إسرائيل، وبعض الدوائرالغربية التي تفكربأمن إسرائيل، بالإضافة إلى جعل سوريا مقبرة" للإرهابيين" المصدرين إليها، ولامانع من أن يمحى الشعب السوري: موالاة ومعارضة، في هذه اللعبة، إذ أن النظام لاينوي البتة التخلي عن إمساكه بزمام الأمور، ومكانته الموروثة في سدة الحكم، أوالسلطة، لاسيما بعد كل ما تم، لأنه عارف أن أي تنازل له عن الحكم يعني أن الأرض ضاقت به، ولامكان له في العالم قط، حتى وإن فتح له الأبواب بعضهم، وفي مقدمهم "إيران" التي لاتقبل تخليه عن السلطة-عملياً- رغم كل التكهنات التي تتم، وإن كانت إيران تجد أن مصلحتها، وأمنها أولاً..!.
ولعل المعارضة الممزقة إلى" أهواء" ومصالح" متناقضة، أمام مرحلة جد خطيرة، فالانصياع إلى الإملاء الدولي بعقد جنيف، كي ينجح القطب الغائب على امتدادعقدين ونيف، عن الساحة الدولية، وذلك في لحظة تهتك صورة القطب المتبقي، والذي كان يسمى أوحد، وهوأمرلايمكن أن يتم –عملياً- بسهولة، لأن من يقدم على ما يطلبه شارع الثورة السورية، فإنما يكون قد أقدم على الحركة الأخيرة من الانتحار، بعد كل ما تعرضت له واجهات المعارضة، المتحركة استناداً على " عكاكيز دولية"، فهي في الحقيقة بين أكثرمن نار، من بينها نارهذا الشارع، ونيران من تتعكزعليهم، وفرضوها على الشارع، و إن هواجسها تكاد تشبه إلى حد بعيد هواجس النظام الذي يدرك دنوأجله "المؤجل" بوصفات أممية، في جنيف، في مالوقبل بشرط ثوارسوريا الذين تريد جنيف الالتفاف عليهم، ولكن بلا جدوى.
وغيربعيد عن مثل هذا التصورهوحال الأطراف الكردية الأكثرحضوراً: المجلس الوطني الكردي، والمؤسسات المنبثقة عن ب ي د، العسكرية، منها، والمدنية، فهي تعيش أكثرمن أزمة، حيث هناك الضوء الأخضرالدولي، غيرالمعلن" ومتى كان هذا الضوء صادقاً مع الكرد حتى نهاية النفق؟؟؟"، في طريق" الخلاص"، كما أن هناك الوصفات الكردستانية، المتناقضة، بسبب وجود تبياينات القراءة بين"إربيل/ السليمانية- قنديل، ناهيك عن التأثيرات الإقليمية، كما أننا عملياً نجد أن المجلس الكردي تخلى عن دوره في الشارع- رغم زخم حضوره غيرالمفعل- وذلك بغرض إنقاذ الكرد من الوقوع في فخ "هدرالدم الكردي" وهوماتكررأمام تنامي حالة إقصاءات ب ي د لكل قوة لم تندرج تحت أذرعته، كي يصبح له جناحه العسكري، المسلح، القوي-قياساً له، وأن يقدم في صورة حماية الكرد في مواجهة التكفيريين. كما أن ب ي د إذا كان ينتمي إلى هيئة التنسيق حتى هذه اللحظة- على خلاف بنود الاتفاق في الهيئة العليا التي بدت هيئة طرف واحد- فإن المجلس الكردي الذي ناس بين المجلس السوري، والائتلاف، ثمة هوة كبرى بينهما، تضاف إلى حجم حالة فقدان الثقة التي لاتشي، على ضوء الوقائع الحالية، بإمكان الوصول عبروفد مشترك إلى جنيف، لاسيما أن اتفاقات الهيئة الكردية العليا التي هللنا لها- لحقن دماء الكرد وحمايتهم- وسجلنا عليها ملاحظاتنا وهي كيف أن16 حزباً ومعهم التنسيقيات ..إلخ يقبل بأن يتناصف المقاعد مع ب ي د، الذي كان من مصلحته تطبيق بنود الاتفاق بحذافيرها، ليحافظ على موقعه، وإن لم يتم ذلك، وهوما يجعلنا نتشاءم من حصول أي اتفاق بين الطرفين-إن كان هناك طرفان فقط- وذلك بسبب هذه التراكمات الهائلة، رغم أن الكردي الذي يحضرأي مؤتمردولي، يسجل الاعتراف به كما يستحق، كشريك حقيقي، فاعل، ناهيك عن أنه لن يخسرأي شيء، ولطالما تم تجاهله في أي مؤتمردولي عبرعقود، بعد أن تم التنظيرمن قبل أصوات حزبية كثيرة أنهم-طرف ثالث- وهوماسيكون له أثره السلبي في العلاقة مع شركاء المكان، وإن كان هؤلاء الشركاء أنفسهم يتحملون وصول هذه الأصوات إلى هذه النتيجة، بسبب عدم تخلص بعض ممثلي المعارضة، من عقدة"تربية النظام"، وهي نقطة مهمة لها بعدها الخطيرأيضاً في هذا الأمر.
تأسيساً على ماسبق، فإن رومانسية الحلم لدى بعضنا، أحد أخطائنا الكبيرة، وعلينا التخلص منها، وذلك من خلال أمرين اثنين أولهما: تجاوزكل الخلافات التي تمت، واستقراؤها، وتشكيل حالة تشبه حجم الشعب الكردي الذي يعيش فوق ترابه، وبات يتم التأليب عليه، لمحووجوده، وللعلم، فإن من يخلق ذرائع الفرقة من خلال صحافته، ومرافعات الناطقين باسمه، فإن التاريخ لن ينظرإلى هذه الذرائع، لأن حقيقة الخلافات معروفة من قبل كل ذي بصيرة، وثانيهما لابد من الانفتاح على شركاء المكان، الحقيقيين، ممن لم تتلوث أيديهم-في حرب النظام الطاحنة على الشعب السوري- لأن لامناص من هذه العلاقة التاريخية، مهما تم التنظيرلها، من قبل ضيقي الأفق، هنا وهناك.
كل هذا يدعونا إلى مراجعة نقدية شاملة، لحراكنا الكردي، على امتداد الأشهرالثلاثة والثلاثين التي مضت، والنظربإنصاف إلى كل من وقف معنا، بإخلاص، ونقد أية محاولة لدفعنا إلى الهلاك، كما أن علينا في الوقت نفسه، التركيز على خصوصيتنا،لاسيما في هذه اللحظة، الحاسمة، مستفيدين من تجارب أشقائنا في الأجزاء الأخرى، ومنسقين معهم، بما يخدم وجودنا جميعاً، وإن كان من حقنا كشعب كردي، يعيش على أرضه التفكيربما يناسبه من حل، في مواجهة أية مخططات استئصالية بحقنا، كما فعلت ذلك الانظمة الشوفينية على امتداد عقود.
قدم النص كإجابة عن أسئلة حوار مع موقع ولاتي نت، من خلال كل من الزميلين: مالفا علي وسعيد قاسم



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تكون -مصر- دون فاجوميها
- حول زيارة البارزاني إلى- آمد-
- ولادة مفهوم الزمن
- موت النقد
- إلى مكاني محاصراً بالغرباء..!
- درس ميكافيلي
- حريق لا يزال مشتعلاً*
- مؤلف النص الإلكتروني في مرحلة -مابعد الموت-
- خريطة المكتبة
- المكتبة
- الأبُ الديناميُّ
- ما الأدب؟
- مشعل التمو: بورترية أول
- البُعد الرابع
- لماذا التراث؟
- عاصمة الياسمين
- -استعادة طه حسين:
- ثقافة الخلاص
- استنساخ -سانشو-
- مختبرات دهام حسن للتحليل النفسي


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - تلاغيات سورية على أبواب -جنيف-