أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - في حضرة الشعرالمحكي














المزيد.....

في حضرة الشعرالمحكي


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4355 - 2014 / 2 / 4 - 02:14
المحور: الادب والفن
    


لاشكّ في أن سائر التعريفات التي تمت لجوهر الشعر، عبر الخطاب النقدي التقليدي، والحديث-في آن- راح يتعامل مع الشعر من خلال اللغة الرسمية، المفصحة، وحدها، وكأن كتابة الشعر وقف عليها، فحسب، في الوقت الذي نجد فيه أن توافر مثل هذه اللغة، وهي مسبَّقة القواعد، ، والضوابط، في أي نص، لا يمكن أن يسجل له شعريته، ليس لأن هناك عالمين إبداعيين، هما: السرد، والشعر، بل لأن ما ينسب إلى حقل الشعرية، ذاته، بحاجة إلى فرز ثانٍ، لمعرفة مدى تحقيق الشرط الشعري، ما يرفع حصانة الإبداع، وفق هذا التصور، عن كمٍّ هائل من النصوص التي لا تحمل من الشعر سوى نوايا كتابها، وأحلامهم، في حجز مواقع لهم في موكب الشعرية، من دون جدوى، الأمر الذي دعا هؤلاء يعيشون في أبراج وهمية، وقد يستغرق مثل هذا الوهم،طويلاً،لدى بعضهم، كي يحتل مساحة عقود من حياة أحدهم، بل قد يمضي سواه، حياته كلها، من دون معرفة حقيقة كنه ما يكتب، وهنا ، فنحن، إذاً، أمام دور النقاد الذين لما يفلحوا بعد في أداء مهمتهم التقويمية، لهذا الإنتاج الهائل الذي يقدم باسم الشعر، كي ترتقي أدواته، للفلاح في الفرز بين الغثِّ والسمين، وبين الإبداعيِّ والدعيّ.

وإذا كانت اللغة في النص الشعري هي مجرد، أداة، فحسب، من جملة أدوات كثيرة، بعضها مشخص، وبعضها الآخر يكاد يكون عصياً على التشخيص، وأن وظيفة هذه الأداة هي الإيصال، وحده، وذلك بعيداً عن تلك الرؤى التي راحت تسمي الشعر مجرد عمارة لغوية، فإن أية مفردة في الكلام أو اللغة-أي في الحياة والأدب- من الممكن أن تؤدي مهمتها، ضمن المختبر الإبداعي، وأن تكون حاملة للشعرية، فإننا هنا أمام استواء قيمة هذه المفردة سواء أكانت مأخوذة من معجم اللغة اليومية، أو كانت مأخوذة من معجم لغة الأدب، والفكر،لاسيما أن الشعرية هي لاحقة بالمفردة، عبر تفاعل، وتناول الشاعر لها، في مختبره الإبداعي، وهي بهذا المعنى، ليست مسبقة الشعرية، لاسيما أننا نجد أن هناك شعراء شعبيين، كما شعراء الفصحى قد استطاعوا بثَّ روح الإبداع في أوصال مفردات عادية، كي تضجَّ بالحياة، والدَّهشة، مادامت هذه المفردة- في الأصل- ليست إلا لبنة، يستطيع معماري النص استخدامها وفق إيقاع روحه المبدعة.

وقد وجدنا أن بعضهم راح يغالي، في الانتصار لأحد معجمي اللغة، دون الآخر، بعيداً عن فهم طبيعة اللغة التي التي تعد اللهجة المحكية، أحد روافدها الثرة،بل إن بعضهم الآخر راح يرى ينتصر لشعرية المحكي أو الفصيح، دون الآخر، حيث لكل منهما أسانيده، وحججه، بيد أنه- وللحقيقة- ثمة نصوص جد محلقة في الشعر الفصيح، كما أن هناك نصوصاً جد محلقة في الشعر الشعبي، وإنه-بترجمة هذا النص أو ذاك إلى لغة أخرى- لا يبقى في اللغة الجديدة إلا ما هو شعري، خارج تصنيف الأداة اللغوية، محكية، أو فصحى، وطبيعي-هنا- أن نستدرك للتأكيد، أنه مثلما هناك غث في ما يحسب على الشعر الفصيح، فإن هناك إمكاناً لإنتاج ما هو غث في عالم الشعر الشعبي، بل ربما نحن هنا أمام ما هو أكثر التباساً، لذلك، فإن من واجب النقد أن يؤدي مهمته في عالم هذا الشعر، إنصافاً للنصوص الإبداعية العالية، وإنصافاً للشعر، بل إن من واجب النقد ألا يتهاون في أداء مهماته، من خلال اعتماد المقاييس الصارمة، وهو أمر يخدم الإبداع الشعري، على اعتباره، نبض الحياة، وإيقاعها الأعلى، وروحها السرمدية.


[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة الصحفية
- الكرد وأكاديمية الثورة العليا
- الكرد والائتلاف افتراضات أولى
- بوابة جنيف2: انتبه منزلق خطير إجباري....!
- فوضى المنهج
- حيادية أدوات النص الأدبي:
- الاستبداد الرقميُّ والاستبلاد التقانيُّ
- الثقافة والتحديات الكبرى:
- اللُّغة وجوداً
- دماء جديدة أدب جديد..!
- مانديلا الشخصية الأسطورية
- تلاغيات سورية على أبواب -جنيف-
- حين تكون -مصر- دون فاجوميها
- حول زيارة البارزاني إلى- آمد-
- ولادة مفهوم الزمن
- موت النقد
- إلى مكاني محاصراً بالغرباء..!
- درس ميكافيلي
- حريق لا يزال مشتعلاً*
- مؤلف النص الإلكتروني في مرحلة -مابعد الموت-


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - في حضرة الشعرالمحكي