أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - زلة الشاعر














المزيد.....

زلة الشاعر


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4376 - 2014 / 2 / 25 - 02:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ينظر إلى الشاعر- كمبدع وكفنان- على أنه أحد من يجسدون الضميراليقظ، في كل مايتعلق بماحوله، وكل صغائرالأموروكبائرها- في آن- بحيث أن مواقفه تجاه كل هذه الحالات، لابدَّ من أن تكون بينة، قاعدتها الصدق، والحرص على الآخرين، عامة، بعيداً عن سراديب، ودهاليز، ومتاهات، الأنا، المعتمة المكربنة، هذه الأنا التي تقود في حالاتها المفرطة من يرتمي في شباكها، إلى مصائر غير محمودة، لأن في الغرق في لجج هذه الذاتية انفصال عن المحيط، كما أن في التفاعل الإيجابي مع هذا المحيط ضمانة من الزلل، والشطط، والسقوط، بما يجعله يترفع عن الأدران، ويكتفي بأن يأخذ ما هو مضيء من هذه الذاتية، كل ما يضيء جوانب إبداعه، والتصاقه بمن يعنيهم خطابه الإبداعي.

ومؤكد، أن صفة"الشاعر" أنى استطاع أحدهم الظفر بها، نتيجة عبقرية الموهبة التي تقترن بعمق التجربة والخبرة والثقافة، تفرد لصاحبها مكانة مرموقة لدى حاضنته الاجتماعية، بل ضمن المجتمع الإنساني، حيث أن عظماء الشعراء الذين عرفهم التاريخ، منذ القصيدة الأولى، وحتى آخر قصيدة تكتب الآن، لم يكونوا- في الحقيقة- مدعاة فخار للدوائر التي انطلقوا منها، فحسب، بل هم مدعاة تباه، وكبرياء، إنسانيين، فها نحن نستظهر قصائد شعراء كونيين، كما نستظهر قصائد آبائنا وأجدادنا الشعراء، وهو ما يوسع من دائرة مسؤولية المبدعين، عامة، والشعراء، خاصة، كي يراعوا حساسية دورهم الذي يتعدى حدود الزمان، والمكان، واللغة، ليكونوا من عداد من هم صناع الإرث الآدمي العام،وهو ما يجعلهم-هنا- منتمين إلى أسر، أكبر من حدود الخلايا الاجتماعية الأولى التي انطلقوا منها. ولعلنا جميعاً ندري أن قوانين الميراث الإبداعي، حددت لأسر هؤلاء مدة زمنية، تسقط فيه حتى ملكياتهم للحقوق العائدة من إنجازاتهم، على عكس الملكيات الفردية الأخرى، غير الساقطة، عبر التقادم.


ولكم هو جميل، أن يجد الشاعر من هو معني به، في مشارق الأرض ومغاربها، ضمن الحيز الذي تؤهله له لغة نصه، إذ يجد من هم حريصون عليه، يوجهون إليه ذبذبات نقدهم، أنى انزلق في موقف ما،لتكون أرواحهم إشارات مرور، ضوئية، يمكن الاهتداء بها، أنى انطفأت أنوار الرؤيا، وهو ما يحتاج إليه ذلك الشاعر الممتلك للبصيرة، قبل البصر، والممسك بأعنة روحه، يمضي بها إلى حيث ما هو لائق بمقامه، محققاً عبر ذلك مساواة أطراف معادلة: الخاص، والعام، وهي هنا ملكة عظيمة، في متناول المبدع الحذق، الذي تخلق بالنواميس الرفيعة، متسامياً، مترفعاً عن الدنايا التي لا تؤول إلا إلى والتهلكة.
ومن حق الشاعر الذي ينتمي إلى مثل هذا الأنموذج الرفيع، الأنموذج الذي يحافظ على روحانية الانتماء إلى الشعرية، أن يظن خيراً بكل من يرفد الشعر بالنصوص الإبداعية الرفيعة، انطلاقاً من يقينيته أنه لا يمكن أن تروى شجرة الفرادة الإبداعية، إلا من خلال نهلها من الماء النظيف، والينابيع الصافية، ولا يمكن لها أن تتسامق، إلا في التربة الصالحة، ولا يمكن لها أن تورق، وتنشر ضوع زهرها، ونكهة ثمرها إلا من خلال سلامتها من كل سقم، وقد تكون المفاجأة صادمة، في أن تقوم أحد كبار المبدعين، شأناً، من خلال الاحتكام إلى نصه، كي تجد أن بعض محطات نهاياته، تأتي متضادة مع فحوى رسالته، بل أن يكون ممن لا يتورعون من تحويل نصوصهم إلى أكاليل غار، ليضعوها على صدر القاتل، والطاغية، كي يتعامى عن أرخبيل الدم الذي يجري من بين أصابعه، وهو ما يجعل أي توادد سلمي، أوحربي، بل أي رثاء أنسي، أو أي ثناء غير محاجج، لمن يخذل رؤاه، وذاته، وقصيدته، نتيجة حسن النية المسبقة بمقام الشاعر، في موقع التراجع، أوالندامة، بعيد أية قراءة صائبة متأخرة ...!.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرصاصة
- المثقف في أدواره: ماله وماعليه..!
- المثقف: ماله وماعليه:
- سقوط أداة الحوار:
- موت شجرة الأكاسيا
- صناعة المثقف
- جنيف2 وانعدام الأفق
- في حضرة الشعرالمحكي
- اللغة الصحفية
- الكرد وأكاديمية الثورة العليا
- الكرد والائتلاف افتراضات أولى
- بوابة جنيف2: انتبه منزلق خطير إجباري....!
- فوضى المنهج
- حيادية أدوات النص الأدبي:
- الاستبداد الرقميُّ والاستبلاد التقانيُّ
- الثقافة والتحديات الكبرى:
- اللُّغة وجوداً
- دماء جديدة أدب جديد..!
- مانديلا الشخصية الأسطورية
- تلاغيات سورية على أبواب -جنيف-


المزيد.....




- ترامب يكشف سبب -صعوبة- مطالبة إسرائيل بوقف ضرباتها على إيران ...
- تظاهرة في ماليزيا دعماً لإيران وفلسطين ورفضاً للدعم الأميركي ...
- مظاهرات حاشدة في بغداد دعمًا لإيران ورفضًا للحرب
- ليفربول يضم الألماني فيرتس في أغلى صفقة في تاريخه
- المحكمة العليا الأمريكية تجيز قانونا يسمح بمقاضاة السلطات ال ...
- هل تحمل رؤية -صمود- لسلام السودان تحولا في موقف التحالف؟
- انتهاء محادثات جنيف بلا اختراق وإيران تتمسك بشروطها
- عقوبات أميركية جديدة تستهدف مزودي إيران بمعدات -حساسة-
- إسرائيل تتوعد إيران بمعركة طويلة وتتحدث عن أيام صعبة
- بوتين قلق من اتجاه العالم نحو حرب عالمية ثالثة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - زلة الشاعر