أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - العابرون














المزيد.....

العابرون


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4402 - 2014 / 3 / 23 - 12:06
المحور: الادب والفن
    



ثمة دلالات متعددة، للفعل الثلاثي"عبر"، من بينها-وحسب معجم الحياة اليومية- ما يدل على الاجتياز والمرور، أو الموعظة، أو الدمعة، ويمكن التعامل التفكيكي مع هذه المعاني، من خلال كتابة- نص-ما، ينطلق من الحروف الثلاثة في هذه المفردة، وبناء سلسلة معان عليها، على شاكلة بعض النصوص الجديدة، التي سادت-لاسيما في الغرب- ويتم من خلالها الانطلاق من كلمة ما، وجعلها محور العمل الفني، و هو إنتاج أدبي، حقق النجاح على أيدي بعض الكتاب، كما أنه مني بالفشل الذريع على أيدي آخرين، ويبدو أن درجة النجاح أو الفشل، تحددها موهبة الناص، وقدراته، ومهاراته الكتابية.


ولعل فن القصة القصيرة-في الأغلب- هو المجال الأرحب الذي يمكن أن ينجح الكاتب في فضائه، فيما لوانطلق من عالم المفردة، فحسب، وذلك بسبب محدودية حجم النص، وإمكان الكاتب التحكم فيه، ولعل هذا النوع من الكتابة يثير أسئلة كثيرة، حول جدواه، لاسيما فيما إذا علمنا أن ثمة اعتباطية وعشوائية في العلاقة بين المعنى الواحد للمفردة وفكرة النص الذي ينبني عليه، ويصبح التحدي- أكبر- عندما نكون أمام معان متنافرة، قد تؤدي إلى حقل متنافر الدلالات، لا رابط بينها إلا حبر المعجم، و مخيال الناص، وإن كان يمكن فهم حركة مثل هذه المفردة من معجميتها إلى نصيتها، من خلال إدراجها، بين مغامرات الكتابة، بل بما يذكر-تماماً- باستخدام الفنان المفاهيمي، أو حتى التكويني، لبعض المهملات من حوله، وبث روح الفن فيها، لتكون لبنات في بناء، باتت له خصوصيته، وهو ما ظهر جلياً كرد فعل على الحالة الكارثية التي خلفتها الحرب العالمية، وبات الفنان-بشكل عام- يبحث عن وسائل جديدة لقراءة الواقع على ضوء ما انتهت إليه الأمور، في ظل الآثار الكارثية النفسية، والجسدية، والاجتماعية، والبيئية في هاتيك الأمكنة التي عبرت منها مركبة الحرب المدمرة، والكاسحة، حيث الويلات، والمحن، ورائحة عفن الدماء والموت بل والجوع والمآسي الهائلة.


ومن الممكن أن تبدأ فكرة- نص قصصي- ودون اعتماد مبدأ الاستطراد، بل الربط المنطقي بين عبور شبح ما، في مكان ما، كي يترك وراءه مجرد حطامات، وأشلاء آدمية، أوقد يتم استبدال ذلك من انتهاء الزمن الذي يتشكل من فضاء العلاقة بين: بطل النص، ومكانه، وزمانه، كي يأفل ذلك الزمن، بل وتزول علاقته بالمكان، أوقد تنطلق الفكرة من عبور نهر، أو بحر، أو رقعة ما، أو حتى يمكن الجمع بين أبعاض حالات العبور، هذه، وهي –برمتها- تترك أثرها لدى-العابر-وهي قد تهيج مدامع عين هذا الكائن، في ما إذا كان لعبوره أثر في نفسه- والأثر حاضر وإن بأشكال متدرجة- بل إن كل ذلك يترك-العبرة- التي يستفيد منها، وإن كانت الاستفادة-أيضاً- متباينة، بحسب طبيعة وقدرة آلة الاستقراء لدى هذا الشخص أو ذاك.

لقد أطلق مصطلح-العابر-عادة، على من لا يترك الأثر الكبير، أومن هو غير محمود بين محيطه، ولطالما وجهت المفردة إلى المحتل-كما فعل محمود درويش في رائعته "عابرون في كلام عابر"، وقد يعني بها أحدنا حالة سقم، مؤذية، أو شخص طاغية، أو جلاد، أو قاتل، وهي كلها علائق سياحية-تجاوزاً- بين العابر والثابت، بيد أن مثل هذه العلاقة قد تكون في حالاتها-الاستثنائية- بين كائن ومكون راسخين، خارج ما هو طبيعي، حيث تنقلب الأمور رؤوساً على أعقاب.
إبراهيم اليوسف



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام في جثة: الثورة مستمرة..!
- الثقافة والتأصيل القيمي
- سلوكيات غيرثقافية:
- ثلاثية الدم والانتفاضة والثورة: إعدام مثقف إعدام قضية...! -ر ...
- ثقافة الخديعة
- -شبيحة بقمصان الملائكة و الثقافة والإعلام.....-
- تل معروف: لقدعرفتهم تعالي اسم لك الإرهابي..!
- الصورة والأصل
- رابطة الكتاب: عشرسنوات على التأسيس -شهادة ذاتية-
- ماذا وراء تحطيم مراقد الشيوخ الخزنويين الكرد
- كرد وعرب عشية الذكرى العاشرة الانتفاضة آذار:
- زلة الشاعر
- الرصاصة
- المثقف في أدواره: ماله وماعليه..!
- المثقف: ماله وماعليه:
- سقوط أداة الحوار:
- موت شجرة الأكاسيا
- صناعة المثقف
- جنيف2 وانعدام الأفق
- في حضرة الشعرالمحكي


المزيد.....




- زلزال في -بي بي سي-: فيلم وثائقي عن ترامب يطيح بالمدير العام ...
- صورة -الجلابية- في المتحف تثير النقاش حول ملابس المصريين
- مهرجان -القاهرة السينمائي- يعلن عن أفلام المسابقة الدولية في ...
- زلزال في -بي بي سي-: فيلم عن ترامب يطيح بالمدير العام ورئيسة ...
- 116 مليون مشاهدة خلال 24 ساعة.. الإعلان التشويقي لفيلم مايكل ...
- -تحيا مصر وتحيا الجزائر-.. ياسر جلال يرد على الجدل حول كلمته ...
- منتدى مصر للإعلام يؤكد انتصار الرواية الفلسطينية على رواية ا ...
- بابكر بدري رائد تعليم الإناث في السودان
- -على مدّ البصر- لصالح حمدوني.. حين تتحول الكاميرا إلى فلسفة ...
- هل تحلم بأن تدفن بجوار الأديب الشهير أوسكار وايلد؟ يانصيب في ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - العابرون