أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - من قتل الكواكبي؟:














المزيد.....

من قتل الكواكبي؟:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4483 - 2014 / 6 / 15 - 15:12
المحور: الادب والفن
    


من قتل الكواكبي؟:


لايزال السؤال قائماً، ومفتوحاً"من قتل الكواكبي؟" رغم مرورمائة واثنتي عشرة سنة على ذكرى وفاته، هذه الذكرى التي مرت في الثالث عشرمن حزيران بصمت شديد، في ظل مايجري، من حولنا، ليس في مكان ولادته حلب، ولا في مكان ملاذه القاهري، فحسب، وإنما على نحوأوسع، بما يجعل أهمية هذا المفكرالحصيف، و العلامة الفريد، و الثائرالفذ، في الثقافة الإسلامية، عامة، والعربية، خاصة، تبدو لكل من اطلع على ماتركه وراءه من مؤلفات ومخطوطات وكتب، وإن كان بعضها قدسرق، ليلة وفاته، بعد دس أحدهم له السم في فنجان قهوته التي كان يحتسيها، في أحد المقاهي، على ضفاف نهرالنيل برفقة أحدأصدقائه المقربين، وكأن قاتله قدأدرك أن فعلته ستظل منقوصة، فيما لو لم يتم وأد ما يقع بين يديه من مخطوطات غيرمطبوعة للرجل، طالما حدث أعلام مصر، ممن التقاهم عنها، خلال حوالي ثلاثة أعوام من بقائه في أرض الكنانة.

ومن يعدإلى سيرة الكواكبي1855-1902، ابن مدينة حلب الشهباء، منذ تتلمذه في مدرسة الأسرة، وتخرجه فيها، ونيله أعلى مراتب العلم، وتوزعه بين مهمتي: الكتابة في صحافة تلك المرحلة، ناهيك عن اشتغاله على أسفاره الفكرية، ومهنة المحاماة التي وجد فيها ضالته، المكملة للمهمة الأولى، ليناهض بوساطتها الظلم، وينتصرللمظلومين في محاكم مدينته، ويستقطب الناس من حوله، إلى أن يسميه هؤلاء بأبي المظلومين. يجد أن هذا المثقف الاستثنائي الذي عاش في زمان السلطان عبدالحميد، أبى على نفسه السكوت على الضيم، وقدتجلى ذلك من خلال إطلاقه لصحيفته"الشهباء" التي أغلقت، مااضطره إلى أن ينسب ملكية صحيفتين أخريين له إلى صديقين له، كي تغلق الواحدة منهما تلوالأخرى، نظراً لانشغال هذه الصحف الثلاث، مجتمعة، بمناوأة الفساد، ومايترتب على ديمومته، من أدوات للاستبداد التي يتفرخ في وجودها عادة.
يعد الكواكبي من خلال الآثارالمهمة التي تركها وراءه، ومن أبرزها"طبائع الاستبداد" في طليعة المفكرين الذين لامسوا قضايا جدّ حساسة، لاسيما تلك التي تتعلق ب"طبيعة السلطة" وعلاقة"المثقف" بها، بل وسلوكها تجاه العوام، فقد كان أحد الأوائل الذين شخصوا طبيعة"المستبد"، واستقرأوا أسباب هذا الشذوذ لديه، ناهيك عن تشريحه لسايكولوجا العامة، وكيفية استغلالها، وعطبها، أواستنهاضها، بل والأكثرمدعاة للدهشة، دفاع"الضحية" عن"قاتله" وغير ذلك من المتلازمات التي تبدو أهميتها الآن، وكأن هذا العلامة، المثقف، الشامل، لاتزال يداه في مختبر اللحظة التي نعيشها، من دون أن تحول مسافة قرن ونيف زمني دون ذلك، بل والأكثر ألماً، واستفزازاً، هو حال مسقط رأسه الآن، بعد هذا الشريط الزمني الطويل.
وبعيداً، عن الخوض في متاهات التكهن، فإن هذا العالم الفقيه، الثائر، الذي ضاق به بلده، فمضى بعيداً إلى بلاد الهند والسند، ينشر العلم والمعرفة، أنى حل، هاجسه استكمال رسالته، وهو ما حدا به للأخذ بنصيحة الأفغاني"1839-1897" قبيل وفاته، والسفر إلى مصر، عسى أن يجد ذلك الفضاء الذي يواصل من خلاله دوي رؤاه، بيد أن يد الغدر لاحقته فلم تنفعه محبة علماء مصر ، ولا احتضان خديويها له، بل ولا مسافة الأمان الافتراضية التي ظن أنها ستجعله في مأمن من هؤلاء الذين خططوا، ونفذوا لقتله، مسموماً، لتكون حياته، وغربته في سبيل رؤاه، وفحوى هذه الرؤى، إحدى الصور الصارخة عن حال المثقف المبدئي، وإن استطاع قاتله أن يكون في منجى عن توافر أسباب الإدانة، ما جعله، هو الآخر، يجدد فعلته، باستمرار.
إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحومواجهة فقاعات داعش:
- مركزية الثقافي:
- خاتيرا xat îra*........!
- قصيدة تل معروف
- لالمن يشاركون في مهزلة الانتخابات
- القرية....!
- سورة محمد الكردي
- بويربرس في حوارصريح إبراهيم اليوسف
- جائزة الشاعر حامد بدرخان في الذكرى الثامنة عشرة على رحيله:
- إبراهيم محمود في خياناته للنص
- منتدى الثلاثاء الثقافي في الجزيرة :اثنان وثلاثون عاماً على ت ...
- الشراكة استفراداً وقوننة الاستبداد2
- الشراكة استفراداً وقوننة الاستبداد.!
- الموت في نسخته خارج الوطن: إلى روح فناننا الكبيرعادل حزني
- من وثائق جائزة جكرخوين للإبداع
- رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا: عشرسنوات على التأسيس ...
- ثلاثية المكان الكردي
- بطولات آذارية: من صورأشرطة فيديوهات الانتفاضة
- غياب المعيارالنقدي
- العابرون


المزيد.....




- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - من قتل الكواكبي؟: