أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أستعيدُ أبي......!















المزيد.....

أستعيدُ أبي......!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4496 - 2014 / 6 / 28 - 00:58
المحور: الادب والفن
    




ليست النهايةُ هنا
لاتغمضْ عينيك
عن رجرجاتِ المشهد
طمئن جمهراتِ كواكبَكَ
وطائرَك الذي يجيد صوى الفضاء
تارة، بكوكب جريح
وأخرى بغيمة نازفة
مسافاتُك متروكةٌ وراءك
ككمثرى شجرة مائلة إلى نهاياتها
وأمامَك أكثرمنها......
لاتغمضْ عينيك
على اللُّهاث
في خطٍّ متهدِّل
وخطأ صحيح
ولاتدرِالظهرللرَّنين
أنينُك، أكبرُ، ممَّا تسميه
وأقلُّ من مساحة القصيدة
وطنٌ
في الملعب
كرة
من دماء
هي كلُّ مافي ذاكرتك ،الآن
أهلون، وووثائق أمميَّة ساذجة
لاتطعمُ من شوقٍ، ولاتُغْني من حنين
اللُّعبة كانت في ذروة مشيئة اللاعبين
تعرفُهم، ظلاً ظلاً
وصياحُك نزقٌ
لا تلهونَّ عنك، خارجَ قواعد اللغة
وأطلقنَّ ذبذباتِ الاحتجاج
عاليةً
كما كرسيّ إلهٍ
لاهٍ
إياك من اللَّفح في ضحكته الجديدة
وغربته المجيدة
العواصم كثيرة
قبالتك
كما تقتضي مشيئة طواحين الدم
وبينها تتلاشى قامتك
لاتكثرن ّمن العتاب والهذيّ
لا أُذن تسمع جرحك
في شفافية اللون
والرؤيا
هل كان كثيراً عليك.....!
مدى من سلوى وأصدقاء مخلصين
ربَّيتهم على توالف الرُّوح
وخبأتهم بعيداً عن قصف ساعة المدينة
في نفيرها المجانيّ
وراء العين
أفواهُهم في وريدك
حتى آخركأس في الحانة
أنيابُهم في بياض لحمك
امرأة، خلتها، طويلاً
أمُّك
في ديباجة الدَّمع
والزّيّ الكرديِّ
وعنب دالية البوح
لم تكن، هكذا
وكنت كذلك
الابنَ في ثياب الشقاء
تبعدعن كلِّ هؤلاء
قرقعاتِ فوارغ الرَّصاص
وهي تهبط
خبطَ عشواء
من لدن المجهول
إلى معاليمك ومعالمك
تقيهم بالأغنيات
والرَّسائل ماجنة الشكوى
في هدنات الإلكترون
قرب حصيد من الشهداء
يالهم في السنوات الثلاثة
وأزيدَ..أزيد..!
بنواظر ممتلئة باليقين
لاأحدَ شرح لك مابعد اللحظة
كنت كماهودأب خطيئتك
تغمض عينيك
عن كلّ سهو قدسيٍّ
وكأنَّه سرخس ضال
أوموت أعمى
تفتحُهما بعد ذلك
سعة الهلاك المتربع
سعة رائحة الدم
سعة العويل
سعة الغبار
سعة فحيح عربات النحاس
وناقلات الجنود
ومعابرالشبيحة والتكفيريين
كي تراهم
أصدقاءك
كما سميتهم إلى حين مديد
على ماهم عليه
تدرُّ عن فلولهم حتى صدى رفرفات عصافيرالدوريِّ
توقظ أوراق شجرة البيت الكبير
تحت رحمة النِّسْيان الأعمّ
لم يكن إلاهم مدرجين على جداول دفترك اليومي
تتجاوز بأسمائهم حدود ضحكات
أطفالك
أخوتك
الله
في قارة أكيدة
وكأنَّهم سرُّالكينونة
لم يكونوا كذلك
في امتحان رحى الحرب
تطرق باب المكان
واحداً واحداً سقطوا
من أغصان شجرة القلب
وكنت تداري مصائرهم
بذؤابات الرَّجاء
ترمقهم يبيعونك في مزاد عارٍ
في العراء
أنت ربَّيتهم
على حكمتك الوردية
أنت ربَّيتهم على صور القصيدة
أنت عوَّلت عليهم كثيراً
أنت فضلتهم عليك
في كتاب من شبهات الأَتون
أنت صغت أسماءهم
وفرضية النَّسب
الرَّزين
لم يكن بينهم أحدٌ

كلما نأى بك زورق الوهم
وأنت تخوض ظلمات البحر
تمضي إلى مابعده
مأخوذاً بحمَّى الانكسار
لايهمنك ياصاحبي
الأمرُ
أبعدَ من احتمال خاسر
ونعوةٍ ضئيلة
في صحائف رمادك الذهبيِّ
منصرفاً إلى استردادك
تعود
هكذا
إلى أطم الرؤيا
كم انكسرالأنبياء
والقادة
والشعراء
والعشَّاق
من قبل
كم سلمك الغياب إلى غياب
والمثول إلى أفول
لم تكن أول من سلَّمه غبارالمواقيت
إلى بعض من الغفلة
وفَخارالفُخار
قبل أن تستعين بنجماتك الأولى
مطمئنة الحبر والرُّذاذِ السلسبيليِّ
وأنت تنفض كلتا راحتيك
من أصابع ركام الوهم
وهبوب الهزيمة
وبريق الخديعة
المتبرجة
لايهمنك..سيدي.... لايهمنك.!!
لن يستغرق ندم الذِّئب طويلاً
وهويغسل بدماء الفريسة
أنيابه الغارزة في اليقين
مادام أنه لن يمضي
إلا إلى دهاءٍ جديد
تقرأه على ماهوعليه
يكمل به صفاته ودهاءه
خشية الهدر المقيت
المشهدُ قاسٍ..قاسٍ......
لايحتملُه قلبُك الصغيرُ
يقدح الألم من بين صوانه
كلُّ ماحولك غيرُمخوَّل بحمل التسمية عنك
الطائرةُ لاتخفقُ في إسدال السّتارة
على رائحة ال"تي. إن. تي"
وخلطة من طين ودم وأجساد
في كيمياء الأفول
كلُّ مايبقى من خراب وركام
في نشرة الأخبار
المملَّة
كوعدٍ أمريكي
في البيت الأبيض
أو كهدنة هاتكة
في حضن القيصرالجديد
وآيات الأبالسة الجدد
حذارِ، من دموعك...
الليلة تمضي إلى حتف جبروتها
لاترخصها على العتبات
وأنت تواري ضحكات أطفال المجزرة الأخيرة
لاحول لهم ولاخلاص
-أهوالمشهد كله؟
-أهي الفجيعة كلُّها؟
-أهو الحتفُ ذاته؟
-أهم الأهلون ذواتهم؟
-أهم الأعدقاء أنفسهم؟
ياإلهي...!!
أولم نتفق منذ ذلك الأزل
ونحن نرسمُه بالطباشير
على مايرمّم لك اسمك..في لعاب فمي....
كلما نازله الطغاة
مأخوذين برائحة نشيش كرسيك
الرَّصين
تستهدفه قاذفات التكنولوجيا العصية عليك
نسعفك بما استلزم من هيبة
عصماء
تستردُّ بها الهيئة
أنى جرى مبهوراً بها دولاب العبادة
ثمَّة خوفٌ، الآن، عليك
أنا لاأمازح طاووساً
في تيه الرّياش
وألوانه الإمبراطوية
لك أن تصدق الآن ما أسرده على عينيك
وأذنيك كخطيئة
ذات توترسماويٍّ
ثمَّة.. لاخوفَ... الآن... عليّ
ثمَّة خوفٌ عليك..وحدك...
خوفٌ غير موزون
هناك...
وأنت تبصرأعمدةً للكون
تسقط مرتطمةً حتى مضاجعها
تحت ذلك الثقل
من الألم السوريِّ
كن كماعهدتك من رجاء
في عليائك
في نشوة الخدرالمبارك
في الصلوات المؤجلة والمعجلة
هاأنت تخسرحديقتك الأرضية
كما تمليهاعليك عدسة الكاميرا
الناطقة
شجرة
وراء شجرة
تخسرالأصدقاء يكذبون عليك
في رياضة ورياء
بالتربيتات
والتصفيق
والهرج
والضحك
ورنين طاسات النبيذ الملكيّ
لاتغمضْ عينيك عن المشهد
افتحمهما على سعتيهما
افتحهما على سعة الرؤى
والأجنة الذبيحة في بطون الأمهات
أرجوك...!
كل ماأرويه تشهده الأسطورة
حجرالحجرة
نرتمي عليه
واقفين..!
كلانا الآن في حلق المحرقة
ولامفرَّ ..لامفرَّ
ليست النهاية هنا
ليست النهاية هناك
ليست النهاية أزرار قميص طيار
أولوحة القيادة والقصف
ليست النهاية كتاباً
نطبق جلدتيه
على حبرثرثار
ولانطعاً نعده للأسيرالجديد
ولاسدرة يبلغها الحيف الأرعن
مادمت أذكرك بأول المواثيق
وهي لم تنشف من دم
باذخ البقع
لم يتوان نظَّارة الملعب ذاته
عن حفرمجاريه
كما يرضى قابيل
في مهبط اللعنة
لك أن تحدثني
قليلاً.......قليلاً..
عن وجهة المركبة في هذا الضلال
أهي ملهاةٌ يجدل بهرجها العارفون
وأنا أفتقد زمامَ الجهات الأربع
كانت طوع أجنحتي
كعروة بنطال
قل لي...!!
ألديك أكثرمن إفادة هذا الصباح
مكسراً ببلُّلوره
وأرياش السرب
ليس لي بها شأن
وأنا أبحث عن فضاء لجناحي
أفكُّ عنهما أسرالعتمة
ليس أمامك
غيرهذه الفرصة الأخيرة
تستردنا الاثنين
اغتنمها
في مظانها
قل لي...!
أقل لك...!
مادمت أكلمك...في سرِّك....وأكملك....!
لاتسهونَّ عن صوتي
لاتسهونّ عن دمي
لاتسهونّ عن بيتي يتهدم
فوق سريري
وطاولتي
وظلِّي
ورائحتي
واسمي
وخرافاتي
كلانا تحت الركام
نظلّ أميين بمفاتيحنا المتصدئة
لاهدنة بعد اليوم
إيهِ
وأنا المخاطب في شهامتك
لاتسند ظهرك إلى الجدار
ولاتضع رأسك على صدر الموجة
ولاترم خفيك بعيدين عن مرقدك
لا رأرأة في قميص العطش
أصررحلمك، في "بقجة" الجدَّات
يمّم روحك مابعد اليمِّ الأخير
لاتهاود خثرة النبوءة
وما يبدو من خلَّب وبروق
هي وجهة مُجبَرة
فانتبه..!
لا غنى عن بوصلتك
قبل أن تحطّ الرِّحال
في أول أوتستراد الأوبة
تستعيدك
تستعيدأباك
تستعيد وطنك
تستعيد حبيبتك
في ظفر الشوق والهباب
تستعيد أسماءك وسماءك
كدودة الوقت في أزيزالدأب
وخذلان الصوت
وأنت تستوي على مدى
محتمل
في دورة الكون
ودورة الماء
ودورة الرؤيا
مادامت النهاية هنا
مادامت النهاية ليست هنا
مادمت لست هناك.....!!!!...
إيسن
22-5-2014



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة الخير وحدة الشر
- طفرة داعش: الواقع والآفاق
- بعد أن طرق بوابات الكرد بيده الملطخة بالعار والدم هل تكون كر ...
- ميشيل فوكو ثلاثون عاماً على الرحيل
- بعدأن طرق بوابات الكردبيده الملطخة بالعاروالدم: هل تكون كردس ...
- ماقبل الجاهلية:
- استبصارالعماء:
- تهويمات المثقف الزائف
- من قتل الكواكبي؟:
- نحومواجهة فقاعات داعش:
- مركزية الثقافي:
- خاتيرا xat îra*........!
- قصيدة تل معروف
- لالمن يشاركون في مهزلة الانتخابات
- القرية....!
- سورة محمد الكردي
- بويربرس في حوارصريح إبراهيم اليوسف
- جائزة الشاعر حامد بدرخان في الذكرى الثامنة عشرة على رحيله:
- إبراهيم محمود في خياناته للنص
- منتدى الثلاثاء الثقافي في الجزيرة :اثنان وثلاثون عاماً على ت ...


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أستعيدُ أبي......!