أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - د.أحمد خليل وكتابة التاريخ كردياً...!















المزيد.....

د.أحمد خليل وكتابة التاريخ كردياً...!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4533 - 2014 / 8 / 4 - 23:38
المحور: الادب والفن
    


د. أحمد خليل...
وكتابة التاريخ كردياًً
يسجل للدكتور أحمد خليل، خوضه غمار البحث التاريخي الكردي، والمساهمة مع من سبقوه أو يواكبونه -من الندرة- في غربلته، ورفع غبار النسيان والتناسي عنه، من خلال مراجعة أصول الشعب الكردي، وموطنه، ورموزه التاريخية، بل واستقراء حضارته، بعد أن تم تغييبه عبر قرون، وتحديداً منذ دخول هذا الشعب في حظيرة الدين الإسلامي، واغترابه عن أرومته، ما جعل المؤرخ الكردي، والكاتب الكردي، والباحث الكردي يغتربون عن جذورهم التاريخية، بل هناك من تنكر له، في الوقت الذي راح هؤلاء ينبهرون - في الأغلب- بإنجازات هذا الدين الذي أخذ بألبابهم، وجعلهم يدونون تفاصيله، في إهاب حمى غواية الانتماء إلى سطوة الحضارة الأعم، وهي الحضارة الإسلامية التي يعدون شركاء حقيقيين في صناعتها، إلى جانب غيرهم من الشعوب التي صنعتها، وإن كان الرابط الإسلامي سيوهن تدريجياً، وينفضّ عنه شركاء الكرد، دون أن يضعوا نصب أعينهم إلا على التركة المتبقاة، يتبارون بل يتبارزون في تناهبها، على حساب جغرافياه، وتاريخيه، بل إن الأمم المتعايشة معه-كما الفرس والعرب والترك- ظهرت من بينهم قوى راحت تسعى إلى تذويب الكرد، ومحوهم، وجعل حقيقة حضورهم مجرد أخيولة، أو افتراض.
وهناك من راح يمنع لغتهم، ويحاربها، بل والفزع من فلكلورهم، وملبسهم، ومسكنهم، وأغنيتهم، وإبداعهم، وأساطيرهم، وملاحمهم، في إطار طمس شخصيتهم، وإزالتها من مسرح العالم، دون أي تقدير للدور العظيم الذي قدمه أجدادهم للرابط المشترك بين هؤلاء الشركاء، إذ ما كان كثيرون من هؤلاء ليحافظون على ديمومة، واستمرارية، وحضور شخصياتهم، لولا ما قام به أجداد الكرد هؤلاء،، لاسيما ما تم من إعجاز تاريخي من قبل القائد الكردي الكبير صلاح الدين الأيوبي الذي كانت نواة جيوشه القبائل الكردية التي تشتت في أمصار الدولة الإسلامية، وتم تذويبها، مع توغلها في أعماق دورة التاريخ، وابتعادها عن وطنها الكردستاني الذي راح الغرب يتآمر عليه، عبر اتفاقية سايكس بيكو في العام 1916 التي نحن الآن في عشية مئويتها، وصلب على مذبح التاريخ، خلال القرن الماضي كله..!.
بدهي، أن ثمة جهوداً كبيرة تمت من قبل عدد من الأعلام الكرد، خلال قرن الاغتراب المذكور، سواء أكان عبر الصحافة التي أرسى دعائمها في العام 1798 العلامة مقداد مدحت بدرخان ومن تلاه من سلالته البدرخانية أو غير البدرخانية "أي من قبل من ساروا على هدي رسالته"، وكانت تعكس ومضات من تاريخ الكردي وجغرافياه وحضارته، أو عبر جهود فردية، تمت في كردستان الجنوبية، أو الشمالية، أو الشرقية،أو الغربية، بيد أن حاجز اللغة كان يلعب دوره المثبط إلى وقت طويل، في التواصل القرائي التاريخي من قبل الكرد أنفسهم، بعد أن عنيت فيه أصوات أكاديمية كردية، مختصة كانت، أو متطوعة، من خلال بعض المثقفين الغيارى الكرد- وهم بأجمعهم، قلة، في حدود المنجز، المعلن- إذ راحوا ينبشون صفحات التاريخ، ويتتبعون جذور شخصية الكردي، واسمه، وصنائعه، ودوره الكبير عبر التاريخ، بل وفضله على شعوب المنطقة -جميعاً- مقابل الضريبة التي دفعها نتيجة إخلاصه، ووفائه لسواه، بل وتعامل الغرب معه، على نحو ثأري، كيدي، وذلك حتى هذه اللحظة، حيث تم ضياع أسفار تاريخية كردية هائلة، بل وتم تذويب قبائل، ومجتمعات كردية كاملة، دون أن يبقى في بال الكثير من أبنائها إلا انتماؤهم لهذا الشعب، مقابل من راح -ولأغراض خاصة به- يتنكر لأرومته هذه، بعد أن أصبح الانتماء إليها تهمة، نتيجة سوء صنيع الأنظمة الدكتاتورية والشوفينية المتعاقبة على كردستان المحتلة عبر عقود طويلة.
وبعيداً عن تتبع متن أنطولوجيا المؤرخين الكرد، فإن د. أحمد خليل -ابن منطقة عفرين- هو أحد هؤلاء الأكاديميين الكرد الذين انتبهوا إلى سرقة تاريخهم الكردي، وطمسه، بل تزويره، وتشويهه-في أحايين كثيرة- من قبل قدماء المغرضين من الكتاب والمؤرخين أو من قبل معاصريهم على حد سواء، فراح يتعمق في دراساته وبحوثه، في عمق اليم التاريخي، يستخرج منه الكثير من الملامح التي تشكل مقاربة من شخصية الكردي، عبر التاريخ، وهي مهمة شاقة، مضنية -بحق- لما يزل يواظب على العمل في مجالها، من خلال حفره المتواصل، واستقراءاته، بل واستنتاجاته، ومن خلال تزكية ما هو موثق ودقيق، وإبعاد ما هو دخيل مزور، وهو عمل ضخم، يتطلب إلى جانب المعرفة العالية، والتخصص، وامتلاك أدوات المؤرخ الباحث، الجلد، بل وقبل كل ذلك الغيرة على التاريخ الكردي، والتضحية، وهي مهمة جد مضنية شاقة، لاسيما في زمن -كهذا- يعمل المبدع الكردي وحده، من دون أن تقف أية مؤسسة ثقافية معه، بل -على العكس- فإن من يعمل من أجل قضية الكردي، إنما قد يدفع ضريبة من قبل الحاقدين عليه، ناهيك عن حالة التمزق بين مثقفينا، هذه الحالة التي تجعل الأصوات الجادة، أشبه بجزر معزولة، وسط هيمنة ما هو مؤدلج، موقوت-من قبل بعضهم وإن كانوا القلة المسيئة- للتشويش على صنيع من هو مضح من الأنتلجنسيا الكردية المضحية التي ينتمي إليها د. أحمد خليل بكل تأكيد.
د. أحمد خليل، ضمن مثل هذه المقدمة العابرة، من القامات الثقافية العالية -حقاً- هذه القامات التي تعمل بصمت، ودأب، وبروح وهمة عاليتين. هاجسه إعادة إنسانه إلى منزلته التي سلبت منه، على أيدي قراصنة التاريخ، حيث أن الدور الذي يؤديه مثقف بارز مثله، لهو أشبه بالدور الذي يؤديه المحارب الحقيقي من أجل وجوده، وكرامته، وشعبه، وهي مهمة عظمى قد لا يعرف أهميتها إلا من يعرف مدى الدور التنويري المعرفي لدراسات وبحوث الرجل بالنسبة إلى الكردي الذي يواجه معركة سلب الهوية، بل وتتضح أهمية هذا الدور أكثر في ما لو علمنا درجة استشاطة غضب من هم امتداد لمشروع اجتثاث الكردي من التاريخ والجغرافيا، وزعم ادعاء حمل نياشينه، وإنجازاته، والسطو عليها، على أنها له.
وإذا كنا -هنا- نحتفي ب د. أحمد خليل مؤرخاً، وباحثاً، وكاتباً غيوراً، فإن أمامنا مجموعة أسماء أخرى، تعمل كل منها في الجانب الثقافي المعرفي الإبداعي الكردي، فلا بد من تكريمها - وفق طريقتنا وإمكاناتنا المتواضعة- وإن كان تكريمنا، حسبه رمزياً، معنوياً، في الوقت الذي نعرف مدى حاجة رادة الكتابة والثقافة والإبداع إلى تهيئة الظرف المناسب لهم، من أجل نجاحهم، في إحدى أهم أخطر المهمات المطلوبة منا، بل وأسماها، وأصعبها، وأكثرها حساسية، على الإطلاق.











#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معجم حياة داعش الداخلية: فضائح معلنة ومستورة
- حين يريق المثقف ماء وجهه: ظاهرة التكسب الثقافي أنموذجاً
- ماراثون الفوضى
- الكاتب وعودة الوعي: توفيق الحكيم أنموذجاً
- العيد الذي ينساه أطفالنا:
- الفيلسوف عبدالرحمن بدوي من الوجودية إلى-اللاوجودية-..!
- صندوق الدنيا
- من يقرؤنا؟
- تنبأ ب-الثورة- وبشربها ووقف محايداً حين بدأت أدهم الملا سرقه ...
- أمكنة الشعر
- برقية في ذكرى استشهاد المفكرالكردي د. عبدالرحمن قاسملو
- مابعد العبث:
- فوضى العماء:
- تحت جناحي عامودا.....!
- مارس دوره التنويري على أكمل وجه المفكرالكويتي خلدون النقيب أ ...
- ارجومنكم نشرهذه بدلا عن المنشورة وشكرا
- داعش ترحب بكم.....!:
- أستعيدُ أبي......!
- وحدة الخير وحدة الشر
- طفرة داعش: الواقع والآفاق


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - د.أحمد خليل وكتابة التاريخ كردياً...!