علاء الصفار
الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 4 - 11:16
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
قال مظفر النواب الشاعر البذيء الألفاظ في الملوك و الرؤساء العرب عملاء الامبريالية الأمريكية و إسرائيل الصهيونية. لازال الرؤساء العرب و الملوك من خيانتهم السياسية. لنتأمل تلك الكلمات البذيئة و لنرى ما هي البذاءة و من البذيء الشاعر أم الإنسان العربي العادي أم أعمال الملوك العرب الخونة هي البذاءة التي تعجز حتى كلمات الشاعر في وصفها.
لن يبقى عربي واحد إن بقيت حالتنا هذي الحالة
بين حكومات الكسبة
القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها ؟
ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها
وسحبتم كُل خناجركم
وتنافختم شرفاً!
............
ألا يليق التعبير في و صف الحكومات و المشايخ و الممالك العربية. فالأدوار اليوم للممالك و المشايخ العربية في الخيانة هي الطاغية و خاصة بعد سقوط كل الأنظمة الدكتاتورية العميلة الممثلة للبرجوازية الطفيلية العربية فاليوم تجري مذابح في غزة و الموصل وعلى يد عصابات إرهابية مدعومة من أمريكا, منطلقة من أرض المملكة السعودية و سوق النخاسة السياسية في عكاظ و الحجاز.
لنرى مدى الخنوع والانهيار الذي لحق بالبشر و الشعوب في كل المنطقة العربية, فمدينة غزة تتحول إلى أنقاض معجونة بدماء و أجساد الأطفال و كل أصناف البشر و صرخات الجرحى و نحيب النساء و بكاء الأطفال لا يهز ضمير المشايخ والرؤساء العرب الغائصون في مخدع لواط الغلمان وبغايا الغرب و إسرائيل في مخدعهم الدنيء,بشهادة ناصر السعيد في تعرية الحاشية الملكية, فلا يرمش لهؤلاء رمش وعاظ السلطانين ولا يخفق قلب المفتي الفاسد لمنظر دماء البشر.
أقول لكل الملوك العرب و الرؤساء و بكل بذاءة و بلا حرج من القاموس البذيء! أنتم جلادي الأمة, فعلى يد هكذا حكام جائرون تحترق غزة و الموصل, لينطبق قول الشاعر العراقي مظفر النواب!
لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم
إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
تتحرك دكة غسل الموتى أما أنتم
لا تهتز لكم قصبة
الآن أعريكم!
..............
تتقاطع المصالح الامبريالية و مصالح الممالك و المشايخ مع ضجة الدماء في غزة و هؤلاء الملوك لا ينتمون بأي صلة رحم, لا بالشعب و لا بالقيم الإنسانية, و تجرنا الماكنة الحربية الأمريكية و الإسرائيلية الصهيونية نحو خارج حسابات الزمن و التاريخ الإنساني, ليس للتخلف فحسب بل نحو الفترة المظلمة من القرون الغابرة و بعيداً نحو العصر الحجري, إذ ما حسبنا كيف تتطور البلدان و الشعوب الغربية, و أي هوة حضارية تقودنا أليها أمريكا و هؤلاء الملوك الخونة.
بهؤلاء الملوك و الرؤساء الجبناء فقدنا الخيار و الزمام و لا نملك أي قرار بشأن قضايا الشعب و جموعه الجائعة و التي تقتل رغم ضيق فسحة العيش و التعلم و الدراسة و التثقف و انعدام و تعطل كل مرافق الحياة و الإبداع. لتتلاطم أمواج الهجمة الامبريالية و تنكسر عند حافات خيانة الملوك و الرؤساء و رجال الدين السفلة و زيف سلطة المتهرئة و مع بربرية (داعش) لنكون بلا أي فعل و تأثير في القضايا الإقليمية و الدولية, فرغم كل المجازر البربرية التي ترتكبها إسرائيل العنصرية في التطهير العرقي, يأتي صوت وزير العدو الصهيوني هادراً بحق غزة وأطفالها التي وصلت حد التطهير وجرائم الحرب لنسمع صوت وزير خارجية مصر فجا بلا أي عنفوان. ليترجى إسرائيل أن ترفق بغضبها وعدم الإفراط بقصفها البربري و لسان حاله يقول أقتلوا بالمعقول. وهل هناك قتلاً معقول يا سيادة الوزير الموقر البطين. فأين البأس في القمع التي تتعامل معها القيادة المصرية في تصفية الحركات الشعبية في مصر و داخل السجون كل البلدان العربية بحكامها القتلة, و مع سكوت كل الأقلام المأجورة لعصر الليبرالية وغزو العولمة الأمريكية لتحطيم الشعوب.
لكن صار الملوك العرب و كل الأقلام المأجورة, من شاكلة وزير المخابرات السعودي تركي الفيصل و السلطان الفاسد بندر بن سلطان عناترة على حماس و حزب الله, للهجوم على حركات الشعب في الشارع و كل منظماته المنتخبة ليحملوا حماس و حزب الله سبب غضب إسرائيل و قصفها بشر غزة و بيوتهم و مدارسهم و مستشفياتهم, فلا إدانة لسياسة إسرائيل العنصرية في الإبادة الجماعية عبر إنشاء المستوطنات من اجل إبادة الجاييم و نشر شعب الله المختار في فلسطين.
الجرائم في غزة يا سادة الرؤساء و الملوك العرب هي ليست بسبب وجود حركات و منظمات شعبية بل لوجود جبناء من أمثالكم يخون و يعمل لحساب أمريكا و إسرائيل من اجل البقاء في السلطة و على حساب جوع الشعوب و دمائه في المناطق الملتهبة كما غزة في فلسطين و الموصل في العراق.
لو كنتم يا أيها الملوك و الرؤساء تملكون ذرة ضمير و حب للشعب لما تجرأت أمريكا و إسرائيل على المماطلة في السلام, فالنفط و الثروة في يدكم لكن لا تجيدوا ليس السياسة المنحازة للشعب فحسب بل لا تجيدوا لعبة الوفاء للشعب إذ اقتلع من غريزتكم الشرف.
ليحضرني ما يليق بكم من مظفر النواب!
أصرخ أين شهامتكم؟
إن كنتم عربا.. بشرا.. حيوانات
فالذئبة.. حتى الذئبة تحرس نطفتها
و الكلبة تحرس نطفتها
و النملة تعتز بثقب الأرض
.........................
المشكلة في فلسطين ليس الشعب الفلسطيني و تنظيماته السياسية سواء الماركسية و الشيوعية أم الأحزاب الإسلامية, فالحركات تتغير والأحزاب والشخصيات السياسية تزول سواء بالانتخاب أو عبر الفشل, هذا يحصل في كل البلدان المتحضرة. المشكل هو سيطرة القوة الرجعية في السعودية و الخليج و العراق و مصر, بأمراء و رؤساء خونة تحمي مصالح البرجوازية الطفيلية العفنة. و انتصار أمريكا و الرجعية على الحركات و الأحزاب اليسارية و الشيوعية في البلدان العربية.
بتزعم أمريكا للعالم بعد سقوط المعسكر الاشتراكي, و بدء غزو العولمة كشكل من الاستعمار في آخر مراحل البربرية للامبريالية الأمريكية حيث يتميز هذا الاستعمار بتدمير البشر وحرق المدن و ذاكرة التاريخ و الحضارة في أي بقعة تنتخبها أمريكا,فكان من سوء حظ الشعب الفلسطيني, أن اختارت أمريكا إسرائيل قاعدة أمريكية عسكرية متقدمة لضرب حركات التحرر. و اليوم تقوم إسرائيل بدور كبير في تحقيق مخطط أمريكا في تحطيم الشعوب و تقسيم العراق.
لكن هؤلاء الملوك لا يخجل من صمود الشعب الأعزل في غزة أمام جيش مدجج بأسلحة الدمار الشامل, فانطلقت صواريخ شعب عزة المشحونة بحب الأرض لتفضح وجه الجبن لكل الملوك و الرؤساء العرب, لتكون امتداد لصرخة محمد البو عزيزي في تونس بوجه الخيانة و امتداد لانتفاضة الشعب المصري الذي خرج ب 15 مليون و أزاح حزب الأخوان العميل من السلطة, وعرى الوشائج القذرة الأمريكية مع الخونة و الفاسقين بحياة و حرية الشعوب.
و هكذا تتسارع يد الجريمة الأمريكية و الصهيونية, للتزامن أحداث الموصل مع أحداث غزة حيث العراق كان البدايات لحرب غزو العولمة. فالمشكلة في العراق هو ليس فقط الأحزاب السياسية العراقية بل المخطط الامبريالي لتدمير العراق. هكذا عملت أمريكا على أدارة العملية السياسية في العراق و حافظت على كل رموز البعث و المخابرات العراقية لدولة الإرهاب و القتل الجماعي و الحرب الكيمياوية على الأكراد و الشعوب المجاورة من إيران و الكويت.
الوضع في العراق يتكشف يوميا عن وجه الجريمة للمملكة السعودية في العراق و مع تحالف قوى الجريمة للمخابرات العراقية و فلول البعث, في عملية قذرة جرت من اجل تحقيق مخطط أمريكا بتقسيم العراق, حيث جرى ما يسمى هزيمة القوات العراقية بقوام مائة و أربعون ألف مقاتل يملك أكثر من نصف مليون قطعة سلاح من مسدس و بندقية و مدفع و دروع و دبابات و صواريخ. ليهرب الجيش أمام قوة لا يتجاوز عددها 9 مائة إرهابي, يهرب الضباط حفاة تاركين كل السلاح ورائهم, فقالوا عليه القادة القومجية العرب و الأكراد أنه انسحاب و وصفه نوري المالكي اختفاء القادة الخونة, لكن السلاح تقاسمه كل المشاركين في العملية السياسية التي تديرها أمريكا بالعلن و الخفاء. فذهب السلاح لقوات الإقليم و الآخر للإرهابيين من داعش و أنصار عزة الدوري و أثيل النجيفي و طارق الهاشمي و من لف لفهم.
فهكذا الموصل اليوم مدينة مستباحة بيد قوات الإرهاب الإقليمية و الأمريكية و الصهيونية العالمية, فالموصل ذاكرة العراق التاريخية, فصلها يعد أكبر تخريب للعراق. فأمريكا و السعودية تعرف حجم الجريمة و أبعادها من تداخل القوى في الموصل و مع تشابك النسيج القومي و الأثيني و العرقي في الموصل و إلى أي منحدر سينساق الفرقاء السياسيين, بعد سقوط مدينة الموصل بيد قوات داعش الإرهابية. حيث بدأت ومن اليوم الأول جرائم القتل للشباب المدخن ثم لتشمل الهجوم على أملاك الناس و حسب أطيافهم القومية و الدينية و العرقية, فكان نصيب المسيحيين مدويا بعد أقل من شهر حيث جاء التهجير و الفرهود بحقهم. و اليوم برزت مشاكل بين الإقليم و قوى الإرهاب التي ستجعل الإقليم و هدوئه في مهب الريح.
كان الخبث البريطاني في الموصل بعد انتزاعها من الفرنسيين لتهديد وحدة العراق من خلال إثارة أمر عائدية الموصل لتركيا, لتركيع الملك العميل فيصل الأول لسياسة بريطانية واجدت المملكة العرقية. فاليوم أمريكا بما عملته في فلسطين من مشكلة الحدود والوجود للشعب الفلسطيني تعمل من خلال مشكلة الموصل و كركوك لتحقيق شكل التقسيم الذي كان في مخيلة إسرائيل و أمريكا من زمن بيغن و هنري كيسنجر لتحطيم وحدة العراق التي كانت بريطانيا تبتز العراق الحديث فيه وعلى مدى تاريخ الاستعمار للعراق. فهكذا ستكون إمارات نفطية في العراق وعلى شاكلة الكويت و قطر و دبي.
أمريكا عازمة على فتح أبواب الجحيم على العراق, فمنذ أكثر من ستين عام لم تتحقق الدولتين الفلسطينية و الإسرائيلية, بل ساد الصراع و الحرب و الدمار. مشروع الأمريكي على العراق سيجر إلى صراعات بين إمارات متاخمة الحدود بنزاع تاريخي من دولة الشام و دولة الأكراد و دولة السنة في الموصل و الرمادي و تكريت.
كان السيناريو الدموي ماثل و كان يجري بعبث أمريكا بالسلطة العراقية المتمثلة بكل أحزابها الدينية و القومية و اليسارية الوضيعة التي هي امتداد للبرجوازية الطفيلية العراقية المهزومة سواء أمام سلطة صدام أم الراكعة عند جزمة الجيش الأمريكي, حيث جرت معارك ذات طبيعة طائفية في سنوات 2008 فقاد المالكي اقتحامات أسس لها الأمريكان من اجل الانزلاق الطائفي ليتهم المالكي بالطائفية وتغلي نار الحرب الأهلية عبر مسميات غريبة (صولات فرسان) لتطوق الموصل ثم ليبدأ الصراع بين الأحزاب الشيعية ذاتها حيث تم الهجوم قوات المالكي على البصرة و في بغداد تجسد الهجوم على مدينة الصدر, وكل هذه الهجمات كانت برعاية بريطانية و أمريكية من اجل تثبيت أسس التقسيم للعراق عبر خلق جدران الدماء بين الٌأقوام و الطوائف في العراق. و سقط في تلك المعارك و الصولات آلاف من القتلى من البشر.
و بهذه المعارك فقد المالكي كل شيء إذ بتطويق السنة في الموصل أتهم بالطائفية و حين ضرب الشيعة في البصرة معلنا بأنه ليس طائفي, فقد كل تعاطف إذ أن البوصلة لسير العراق نحو الجحيم كانت بيد أمريكا و صار المالكي ألعوبة بيد الأمريكان, إذ أمريكا كانت طوال الزمن تعقد الحلقات باتجاه دعم عملائها المجربين من قوى البعث و القاعدة, و نضج الجنين و ظهر جيش قوات دولة الشام والعراق( داعش) و سقطت الموصل في زمن ضجة حرب إسرائيل على غزة من مشكلة مفتعلة الانتقام لشباب يهودي فقد في الشارع مثلما يحدث في دول العالم يومياً اختفاء شباب وموتهم و لم يكن بسبب سياسي أو حرب وطنية.
يصرخ الملوك و الرؤساء و الأقلام المأجورة الرجعية أن سبب الحرب في فلسطين هو وجود حماس المتشددة, لكن يميطوا اللثام عن وجودهم الخياني و بؤس السلطة الفاسدة في العراق وانهيار القيم الإنسانية للسياسيين و الجيش, ليطمروا حقيقة تأسيس قوات (داعش) البربرية على يد أمريكا و إسرائيل و تجهيزها بالسلاح المدمر و بالمخابرات و اللوجستية, التي تعمل على ضرب الشعب العراقي و تدمير مدنه. و ليكون الهجوم و الصراخ على حزب الله و حماس.
و(داعش) صنيعة المملكة الوهابية قامت بتهجير الأخوة المسيحيين و بث الرعب الإجرامي, فهم (داعش) أرباب الفكر المتشدد و ليقوم خطباء في السعودية وعلناً في الجوامع و بألسنتهم القذرة بالقدح والتحقير للمسيحيين في ساعات المأساة لمسيحي الموصل في العراق. أنها موجة مقصودة في رفد العداء و القتلة للعراق. منابر الخطابة في السعودية بؤرة فكر ابن تميمة وخلفه الملك يعملون على نشر الدمار في العراق, لكن بنفاق تتظاهر المملكة بملاحقة بعض الأفراد للتهويم على دعم الخطباء بالتثقيف بالفكر السلفي الوهابي و تكوين جيش داعش و شحنه لموصل العراق.
فعلى الأقلام الحرة, أن توجه أصابع الاتهام إلى المملكة السعودية و أمريكا و إسرائيل دون الضياع بدوامة الخرافة الإسرائيلية أن حماس و حزب الله هما السبب. ما لَمْ تحل القضية العادلة للشعب الفلسطيني سيبقى العنف من اجل الحرية قائم سواء باليسار والشيوعيين,أم بحماس, التي اقر العالم و أمريكا أنهم جاءوا بانتخابات نزيه للسلطة و بإشراف الأمم المتحدة, و ليس كما المملكة الوهابية التي جاءت و بقت عبر الخيانة و القتل و تكريس الجهل, و اليوم تعمل المملكة على أنتاج التنظيمات الإرهابية من القاعدة و داعش و يداً بيد مع الامبريالية الأمريكية لخدمة إسرائيل و ضرب الشعوب العربية و المسلمة و بشكل عنصري للإبادة الجماعية في غزة و الموصل.
روابط ذات صلة بالمقال!
http://www.youtube.com/watch?v=XzcE7Vg8_w4
https://www.facebook.com/photo.php?v=735875319806452&set=vb.100001519736100&t
ype=2&theater
#علاء_الصفار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟