حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 23:36
المحور:
الادب والفن
من اكتشف ضعفه
وأنه أقرب إلى الهزيمة من الانتصار
أنه أقرب إلى الغرق من الشاطئ
أقرب إلى الإحباط من الرجاء
أقرب إلى الأنانية من الحب
أقرب إلى شجرة المعرفة وإلى الابن الضال من الابن البكر
أقرب إلى التيه من أرض الموعد
من أدرك ذلك .. اقترب نحو التوبة
من اكتشف زيف سيفه ..
وزيف درعه
وزيف إنتصاراته
وزيف زخارف قبره
من أدرك ذلك .. اقترب إليه النور
وقرع باب روحه .. الحب
فجعله يدرك ويكتشف زيفه
من أدرك أن مجد الناس باطل
وتصفيق التراب باطل
وبوق السراب باطل
ونميمة يدك اليمنى ليدك اليسرى باطل
وهرولة صوتك للمسرح .. باطل
وحرثك في البحر باطل
من يدرك ذلك .. يقترب
من يرى النور يتضع .. فيرى نورا
من يلمس هدب الكمال يعرف نقص عمقه
يكتشف فخاخه الذاتية جدا
من تفتح كوة في روحه على الحرية
يدرك حقيقة أغلاله .. وسجون الجوهر
يعرف ثراء السر وفقره الذاتي
يدرك ضحالة أحشائه
وسذاجة أحلامه وإدعائه
طوبى للمدركين هزائمهم
طوبى لمن كسر سيفه وسقط درعه
وتلاشى مجده الترابي
طوبى لمن وقف عاريا من كل شيئ أمام مرآته التي بلا عيب وبلا دنس
طوبى لكل ابن ضال اكتشف ضلاله وصرخ
طوبى لمنكسري القلوب الحجرية في صدورهم
ونبت قلب لحمي
طوبى للمتضعين بحق
طوبى للفقراء اختياريا
والمرضى اختياريا
والمتألمين اختياريا
حاملي نير الحب
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟