أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - ماظل بالدار الا العار














المزيد.....

ماظل بالدار الا العار


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 13:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
ماظل بالدار الا العار

خرجا من هناك ، من حي الزهور، يمشيان على عكازيهما الابيضين، يقطعان الطريق باتجاه اربيل، يحملان كمانا قديما، يمشيان وكانهما على وشك السقوط، حين تترنح هي يسندها، وحين يهوي هو تلتقطه بخفة، كانا في الطريق الى اربيل، يرددان اغنيات عراقية قديمة جنوبية وموصلية وبغدادية، اغلب الاغاني كانت اناشيد عن الحب والحرب، يلتصق احدهما بالآخر، المحير في الامر انهما حين يتوقفان فجأة يتوقفان معا، انه ايعاز متوحد لديهما ، او انهما كجسد واحد، جهدا في الوصول الى اربيل، ولكنهما منعا من الدخول اليها، بقيا في العراء الى ان استطاعا ان يقتسما خيمة مع احد الموصليين، لم يكونا يمتلكان من المال مايكفي فقررا العمل، راحا يدوران على الموجودين وهما يرددان اغنيات موصلية على وقع نغمات العود، وراح الرجل يخلع قبعته لكل مجموعة يمران بها، ليتناول اوراق بفئة الالف دينار او 250 ، لم يكونا مرتاحين لهذه الطريقة، ولكنهما متقاعدان، ولم يحسبا ان داعش والفصائل المسلحة سيدخلان بهذه السرعة الى المدينة.
استيقظت صباحا وارادت ان تتركه ينام قليلا، لكنه انتفض معها، وكما اعتاد دائما فهو الذي يلقي تحية الصباح، فرحت به كثيرا ورأت ان وجهه يشع خلافا لكل الايام، لكنها تفاجأت انه لايستطيع القيام، هرعت بعكازتها بكل اتجاه، وهي تنادي سالم، سالم، ولكنها عادت باحد المسعفين لتجده جثة هامدة، لاول مرة ترى نفسها منذ اربعين عاما منفردة ولكنها بقيت تحمل العود وعكازة سالم.
هذا فعلا مايرضي السياسيين في العراق: الموت ثم الموت ثم الموت، ونحن امام معادلة صعبة جدا، فالمنتصر في الانتخابات يريد تحطيم الوطن والخاسر ايضا يبحث ويبحث ويتصل لتدمير العراق، ولا ادري لماذا انتخب الشعب هؤلاء واعطاهم زمام المبادرة، حتى انت يامهدي الحافظ ايها الشيوعي العريق خطفتك التيارات المتضاربة فصرت تعبر عن وجهة نظر فلان وفلان بقراراتك التي تتخذها وتدري او لاتدري ماهو تأثيرها على الوطن، الوطن يحتضر ومن فيه فقد الامل بحياة حقيقية سنية او شيعية او كردية، من منكم لايمثل اجندة خارجية في العراق، من منكم مخلص لايتام الموصل وتلعفر وطوزخرماتو وتكريت والفلوجة، من منكم مخلص للارامل التي باتت تبيت في العراق او في خيم متهرئة، كم واحد منكم يريد ان يبني الوطن قبل ان يبني جيبه، انا متأكد ان المخلصين قد ذهبوا، وغير المتعاونين مع اجندات الدول المحيطة ايضا، مفخخة وينتهي الامر، اما الحثالة فبقيت متسلطة على رقاب الشعب وينتخبهم لهذه الدورة والدورة التي تليها، وفعلا تصح عليهم المقولة الشهيرة: ماظل بالدار الا العار، وفعلا لم يبق الا من تلوث جيبه باموال السعودية وقطر وتركيا، وايران، كل هذا يجري وسط بلادة اصابت الجماهير من الذين كانوا يسخرون من صدام ويحللون تصرفاته، في حين يمتثلون الان لدعوة الطائفيين والخونة، امرأة من الفلوجة تنادي الف معتصم ولكن لاجواب، لم تهب الشرجية ولا الغربية لنجدة الارملة المسكينة التي سرق بيتها داعش بحجة الجهاد، مسيحي ينتحر لان داعش تغتصب زوجته وابنته امامه، ولا ادري اين صار المعتصم من هذه الاحداث، وكيف لايهز لواءه ويتقدم الصفوف، الموت ضد هؤلاء شرف لايلحقه شرف، فلماذا ننتظر الموت يطرق ابوابنا، لنطرق بابه نحن ونفوز بميتة شريفة تمنع هذه الولاية الكالحة والخلافة العفنة، حيث تفوح عفونتها وقد انقلب عليها من كان يساعدها، ولكن الموت الشريف، حكرا على الشرفاء، ورحم الله من ردد بحق السياسيين: ماظل بالدار الا العار.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللي يبوك المنارهْ، يحضر الها الجيس
- بلادي فكِنْ
- عبادة اربعين سنه
- دكة النجيفي
- اصدقاء النجيفي
- مختلفين اكعد شور الهم
- خيعونهْ الفك ريجه ابخالهْ
- عينك لاتشوف
- هالركعه الهالبابوج
- الشك جبير والركعه ازغيرهْ
- الا لعنة الله على الكاذبين
- الحك بالسيف، والعاجز يدور اشهود
- استاذ آني كنّوْ
- ياموت اخذ العزّت روحه
- شجرة العراق
- الدين سز، يريد له ايمان سز
- النجيفيّان
- خو محَّد جاب اسم خالكم
- خرفان العيد
- عندما يكون الكسوف قدرا للجميع


المزيد.....




- قمة ترامب - شكلا ومضمونا، كل شيء مقابل لاشيء
- سوريا: فيديو متداول لـ-انشقاق قوات من قسد وانضمامها إلى العش ...
- -لا يمكن رشوة بوتين لإنهاء الحرب-- مقال رأي في التلغراف
- جدل متصاعد حول التمييز.. دعوات في فرنسا لمقاطعة المنتجعات ال ...
- رجال الإطفاء يصارعون النيران للسيطرة على حرائق الغابات المست ...
- مسؤولان سابقان في إدارة بايدن: الجيش الإسرائيلي لم يقدّم أدل ...
- جعجع يؤكد دعم المؤسسات ويعتبر تصريحات قاسم تهديدا للبنان
- الليثيوم.. المعدن الحيوي يشعل سباقا عالميا في عصر الطاقة الم ...
- صحف عالمية: الطفولة تختفي بغزة وأطفالها يخضعون لجراحات دون ت ...
- “نظرتُ خلفي ولم أرَ أحدًا”.. ناج من فيضان مفاجئ يصف مصرع حوا ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - ماظل بالدار الا العار