أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - بعدما تقاسموا الكعكة يتعاركون على لحم الذبيحة














المزيد.....

بعدما تقاسموا الكعكة يتعاركون على لحم الذبيحة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4505 - 2014 / 7 / 7 - 13:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ سقوط ادكتاتورية في العراق، و نمر بمرحلة عصيبة من ادارة العراق و لم يتقدم هذا البلد خطوة واحدة الى الامام . لقد تخلصنا من اعتى دكتاتور و هذا مكسب كبير من جميع النواحي، و عاد البلد الى معدنه الطبيعي الذي تراكم الغبار المتنوع عليه منذ انبثاقه، فتارة بصبغة قومية معتدلة و اخرى شوفينية و في مرحلة يسارية جماهيريا و من ثم تطلب الواقع تغيرا نحو اليمين والاسلام السياسي و هكذا، استخدمت كافة الايديولوجيات من اجل السيطرة عليه بالحديد و النار، و باسم فكر و فلسفة ما لكل مرحلة. لم يسير البلد على السكة الطبيعية بحيث يحس الشعب بانتمائهم الحقيقي له، و لاسباب عديدة ذكرناها كثيرا و في مقدمتها اختلاف المكونات من كافة النواحي الثقافية و الاجتماعية و النظرة الى العراق كبلد و ايمانهم به، و جاء كل ذلك نتيجة فرض البلد بحدوده الحالية و مكوناته المختلفة من قبل المحتل المستعمر دون ان يحسب لتطلعات و اهداف و امنيات مكوناته المختلفة، لا بل استورد حاكم ملك بداية من الجزيرة و كأن البلد لم يكن لديه رجالاته التي كان بامكانهم ان يديروه، و هذه لاسباب سياسية مستندين على الاختلاف الديموغرافيلاغراض القصد منها الحفاظ على مصالح المحتل بعد خروجه، على المدى البعيد.
سرنا و مضى البلد و سجل تاريخا دمويا و مراحل متناقضة متعاقبة، تناوبت مسيرته مراحل قصيرة صافية بعض الشيءو خصوصا في العهد الملكي، و شهد ثورات و انقلابات و تغيرات سطحية فوقية لسدة الحكم فقط و ليس جذريا في حياة الناس كما هو المعلوم في الثورات الحقيقية الشاملة، فسرعان ما سيطرت مجموعة و استغل البلد من اجل اهداف ضيقة، و بعد كل تغير عاد البلد الى ما كان عليه عند سيطرة مجموعة و حلقات على السلطة، و الشعب هو من كان يدفع الثمن دائما .
منذ سقوط الدكتاتورية استبشرنا خيرا، و توقعنا بان العراق سيعبر ما مر به طوال هذه العقود، الا اننا اصبنا بخيبة امل، بعدما شاهدنا الامر، لم تجد امريكا الحل الجذري الواقعي المناسب لحكم البلد و فشلت فيه الى حد كبيرو انسحبت دون ان تبقي على بلد يمكن ان نثق بانه يمكن ان يعدل المسار و يرتاح شعبه نهئيا، برزت شخصيات و قوى، و المكونات انشقت الى حالتها الطبيعية لتركيبتها، و ازيح الغبار الخيالي من الايديولوجيات و الافكار المفروضة التي لم تكن نابعة منهم بشكل طبيعي و ملتزمون به ايمانا و قناعة .سيطر الاسلام السياسي على المركز و من ثم بدات الصراعات المذهبية القومية نتيجة لما هي عليه المكونات من الفروقات الموجودة على الارض طبيعيا، و تدخلت قوى اقليمية و عالمية وفق مصالحهم و زاد الطين بلة . العملية استهلت بتوزيع الكعكة على الجهات المسيرطة، و بدات المحاصصة و نُظم الحكم و ترتب وفق المحسوبية و المنسوبية و الحزبية الضيقة، اي اتفق القوى على توزيع الكعكة الدسمة و كل حسب قوته على الارض و امكانياته و سياسته. اليوم، نشهد مرحلة ليست كقبيلاتها ابدا، نرى العراق مقسما الى ثلاث اجزاء وفق ما موجود على الارض و كانت موجودة هي اصلا كما نلمسها و لكنها كانت مغطاء باصباغ مختلفة في كل مرحلة. و عليه اليوم نعيش على اشلاء الذبيحة، و المجتهد من يحصل على ما لديه و يعتبره حقه ، و عليه نشاهد اليوم معركة توزيع الذبيحة بعدما انتهينا من تقسيم الكعكة من قبل . لنرى الى اين نصل و متى ننتهي على حال يستقر البلد على طبيعته الحقيقية التي يقتنع كل مكون بما وجد و استحصل . ربما نمر بمرحلة العراك على الذبيحة سواء كانت طويلة او قصيرة حسب ما تعتريها تدخلات و متغيرات و مؤثرات مختلفة، و ما تفرضه مصالح الاخرين و ليس مكونات العراق .



#عماد_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ينظمون الى الداعش ؟
- هل نجد الشعرة الضائعة في العجين العراقي ؟
- هل تركيا هي من تنتصر في النهاية ؟
- المالكي بين ملذات الكرسي و نهاية عمره السياسي
- كركوك قضية شعب كوردستان و ليست جهة معينة
- المشكلة هي الانتماء الوطني
- الحق حق اينما كان
- الموقف الموحد اثلج قلوب الشعب الكوردستاني
- ممكن للعلماني ان ينقذ العراق ؟؟
- لماذا كل هذه التشنجات منذ الجلسة الاولى
- اختيار المالكي رئيسا للوزراء لصالح الكورد
- هل تطول حال العراق كثيرا
- ما يحصل لاقليم كوردستان
- لسانك حصانك ام ........ ايها العراقي
- اهداف اي محور تقع لصالح كوردستان
- العراق، حرب الطائفية و ليست حرب الطائفيين فقط
- نحن ضد التفرد في بغداد و نتفرد في كوردستان
- هل يعيد المالكي اخطاء الاسد
- الانتماء وما تفرضه المصلحة العليا
- مؤتمرتطبيق الفدرالية الحقيقية هو الحل


المزيد.....




- فساتين النجمات في حفلات صيف 2025: بين الأناقة والتمرّد على ا ...
- مراسلة CNN تضغط على ترامب بشأن الاجتماع المحتمل مع بوتين
- البرغوثي يعلق على خطة غزة التي أعلنها نتنياهو
- ماذا كشف نتنياهو بخطة غزة الجمعة؟.. إليك ما نعلمه ولا نعلمه ...
- مفاوض سابق عن خطة احتلال غزة: من الصعب نجاحها وستكون باهظة ا ...
- لماذا تقود السعودية حملة دولية للاعتراف بدولة فلسطينية؟
- رفيقك الوفي.. كلبك قد يعيد لك توازنك ويخفف من الضغوط والتوتر ...
- وزير الهجرة اليوناني يشيد بتراجع أعداد الوافدين بعد شهر من ت ...
- فيدان: ناقشت مع الشرع تعميق التعاون والقضايا الأمنية
- حكم قضائي رابع يوقف أمر ترامب بمنع منح الجنسية الأميركية بال ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - بعدما تقاسموا الكعكة يتعاركون على لحم الذبيحة