أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل تطول حال العراق كثيرا














المزيد.....

هل تطول حال العراق كثيرا


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4499 - 2014 / 7 / 1 - 15:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند تقييم الوضع العراقي الحالي و ما وصل اليه، بعد مراجعة ما سار عليه و من اداره، متمثلا بصاحب اكبر صلاحيات تنفيذية و هو رئاسة الوزراء و ما مُنحت وفق الدستور، ما يحول من على راسها لرجل حديدي يتفرد من جراء تنفيذ صلاحياته فقط، فكيف به ان كان يحمل في نفسه و اخلاقه بذرات النرجسية و الدكتاتورية، فمهما كان قبل ان يكون سياسيا فهو انسان اجتماعي شرقي . و بالقاء النظرة الى ما كان عليه العراق قبل مجيء داعش و ما فعلته من قلب الموازين و تغيير المعادلات، نصل لعدة استنتاجات؛ ان الوضع العراقي يبق كما هو متذبذب و يتراوح فيما هو عليه لمدة ليست بقليلة حتى و ان انتصر الجيش العراقي عسكريا و استعاد كافة المساحات التي سيطرت عليها داعش و هذا احتمال قوي . لقد اختلط الحابل بالنابل، ستسود الانتقامات بين المكونات و حتى بين صفوف المكون الواحد، ان افترضنا استئصلت داعش في وقت قياسي حتى و هذا احتمال بعيد، ستكون الانتقامات و الثار بين من والى داعش و من تحفظ و من عاداها، بين السنة و الشيعة، بين السلطتين المركزية و الكوردية، يبقى مخزونة في العقلية و ان غطيت لفترة و ستبرز لكما سنحت اقل فرصة لها، كلها تبقى مشاكل مستعصية لم يحلها الا النوايا الحسنة و الجلوس على طاولة المصالحة من قبل من ليس له مشاركة ولو غير مباشرة في ما حصل و من لم يكن على كرسي السلطات ولو كان صغيرا . اي يتطلب الحل تجديد السلطة العراقية فرضا، و هذا ما لا يمكن ان يحصل الا اذا تدخلت القوى الكبرى بشكل مباشر و هذا ايضا لا يحصل، فالبديل في ذلك هو النهضة و الثورة الشعبية من قبل الجميع و هذا مستبعد لاسباب كثيرة سواء مذهبية او قومية او اجتماعية، اذن الحالة تكون مستعصية الحل النهائي و الذي يمكن ان يقبل به الجميع . اي كل الحلول مستبعدة، و السبب موضوعي كما اسلفنا و ذاتي يكمن في تعنت و انعدام الخبرة المطلوبة للخروج من المنغصات و عدم وجود تنظيم قوي و جماهيري يمكنه ان يسهل خطوات الحل مستندا على الشعب، فكل الموجودين ليس لديهم ما يعطوه لانهم مسيطرون منذ عقد و هم من وجهوا البلاد لهذا الحال . الاستنتاج الثاني هو؛ تقسيم العراق لثلاث دول مجاورة و هذا صعب لاسباب خارجية و مصالح دولية، و ليست مصالح داخلية، لان التقسيم لا يضر باحد من المكونات العراقية وفق المنظور الانساني، فقطرة دم و ليس الف وطن . الاستنتاج الثالث فهو؛ جلوس القوى العراقية على ايجاد حل وسطي و هو الفدرالية او الكونفدرالية الحقيقية و توزيع الصلاحيات اللامركزية، و هذا يتطلب تضحيات الاطراف التي تشعر بانها ستتضرر، وسار العراق وفق هذه العقلية و هو يضرر منذ اكثر من نصف قرن .
المشكلة الرئيسية اليوم هو اعتقاد الكثيرين بان القضية العراقية المستعصية ستحل بالسلاح و الحروب، و هو منظور و توجه السياسيين قصيري النظر و غير النبهين الى ما موجود على الارضاو لا مبالين و لم يهتموا الا ضمن حوشة بيوتهم فقط، و لم يحللوا الواقع وفق التاريخ و الوضع الاجتماعي و الثقافي مستندين على الكلام الخيالي المعسل و ما يوصف بالاخوة و التعاون و التصافي و الشعب الواحد الذي لا يوجد في الجعبة الداخلية لفكر اي فرد، ان كان صريحا في تعبيره .
لو لم يجلس المتنفذون الان و ان لم يعتبروا بما فعلته داعش من حيث التقلبات في موازين القوى الاجتماعية قبل السياسية لما تمكنوا في الخروج من المنفذ الصحيح و لم يحصدوا غير النتائج الماساوية و ان طالت الفترة . يجب ان يعتبر الساسة من الوضع السوري و ما حالها الى الان . فان الدول الاقليمية و الكبرى ليس لديها ما تقدمه غير ما يفرض مصلحتها فقط و ان جاء كان متناسبا مع الخياليين من الايديولوجيين القدامى الذين لم يتغيروا مع الواقع الجديد من حيث الفكر و الفلسفة وما يتطلبه العصر الجديد، و ضاعوا في تداخل المصالح لدول العالم جميعا . اي، اما الحل الجذري او تطول الحال على ما هي عليه ان لم تكن نحو الاسوا .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يحصل لاقليم كوردستان
- لسانك حصانك ام ........ ايها العراقي
- اهداف اي محور تقع لصالح كوردستان
- العراق، حرب الطائفية و ليست حرب الطائفيين فقط
- نحن ضد التفرد في بغداد و نتفرد في كوردستان
- هل يعيد المالكي اخطاء الاسد
- الانتماء وما تفرضه المصلحة العليا
- مؤتمرتطبيق الفدرالية الحقيقية هو الحل
- من يحصد ما زرعته امريكا في العراق
- ما هي الاولوية في ايجاد منفذ للعملية السياسية في العراق
- هل تكون الفوضى العراقية خلاقة ؟
- دعو كركوك و المدن المستقطعة بسلام
- داعش نتاج العقليات السائدة
- ما الموقف المناسب لاقليم كوردستان في هذه المرحلة
- سيناريوهات ما بعد مجيء داعش
- ثورات الربيع العربي و الخريف العراقي
- كيف يمكن تفادي اطالة سفك الدماء في العراق
- الاستقواء بالخارج ام تنظيم البيت الداخلي
- ساندت امريكا المالكي و تحمله مسؤولية ماحصل ايضا !!!
- هل من حل لما يحصل في العراق الان


المزيد.....




- القاديانية.. 135 عاما من الجدل حول النبوة والانتماء للإسلام ...
- ماذا قال ترامب عن-نتائج- الضربات على المواقع النووية الإيران ...
- الأسلحة وحجم الضرر: ما نعرفه عن الضربات الأمريكية على ثلاثة ...
- كم عدد القنابل والصواريخ التي استخدمتها واشنطن في هجماتها ضد ...
- روسيا تشن -هجوما كبيرا- بالمسيّرات على كييف
- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل تطول حال العراق كثيرا