|
هل من حل لما يحصل في العراق الان
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4484 - 2014 / 6 / 16 - 20:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تشابكت المعادلات السياسية مع بعضها بشكل معقد جدا، و كل يدلوا بدلوه حول الاسباب و العوامل و النتائج التي وصلنا اليها و ما نحن عليه على الارض، الا انه ليس هناك من يقول الحقيقة الراسخة الا و نرى تحاليل و اراء و مواقف وقتية لم تصل مداها و مدتها للعثور على الحلول الناجعة لباب البيت، اي لم المس رايا محايدا و واقعيا من المتنفذين، و كل يجمع قواه للرد و ليس لايجاد الحل الجذري من اجل الحد من الخسائر الاخرى و التي تذهب ضحيتها الشعب و الطبقة الفقيرة المظلومة دوما . نعم لو وجدنا قيادة متانية مفكرة لا يهمها الا مصلحة العراق لوجدنا الحلول و بدانا التنفيذ، و لكن يجب ان يكون بعيدا عن كل الخلفيات العرقية و الدينية المذهبية، و ان استندنا على مجموعة من الاسس و هي الثقافة العامة لافراد الشعب و التزاماتهم و ميولهم و عقليتهم واعتقاداتهم و تاريخهم بكل ما فيه و بواقعية و صريح العبارة دون الاعتماد على الافكار الخيالية البعيدة عن الواقع الموجود الان، و دون اية نظرة امنياتية و موقف فلسفي عقيدي، يمكن ان ننجح في العمل و القرار الدقيق . نرى ماموجود كما هو، كما هي الحال، و كما موجود من التركيبة و سماتها و خصائصها و ما نلمسه على الارض شعبا و فكرا و عقلية و حتى اخلاقا مختلفا، نعم ما موجود على الارض، يوجد السنة و الشيعة و الكورد، يختلفون عن البعض حتى في تفكيرهم و خلفياتهم و اعتقاداتهم و تاريخهم المكبوت جميعا و المحصورين و المضغوطين و المقبوعين بقوة و قبضة حديدية منذ انبثاق الدولة العراقية، و تعقدت الحال اكثر عند بروز ما نراه و ما طفى الى السطح من الافكار المذهبية دون تردد، كما كان موجودا و قفل عليها غصبا و من قبل قلة او حلقة متسلطة حاكمة مستندة على الامنيات غير الواقعية لدمج المكونات المختلفة من الصميم . الحل الجذري الحقيقي القابل للتطبيق هو السماح للمكونات الثلاثة جميعا بحرية القرار بشرط عدم التعدي على الاخر وعدم فرض راي معين دون التوافق و التفاق و البت بالحلول عند الجلوس على طاولة المفاوضات من قبل الخيرين المؤمنين بالانسانية كخلفية وحيدة لتوجهاتهم و تفكيرهم وبعيدين عن كل الافكار و الاعتقادات الجزئية الاخرى، مجموعة قائدة فعلا مؤمنة بانها القادرة على ايجاد الحلول السريعة لما نحن فيه. نعم الشيعة لا تقبل بعد بحكم السنة و هكذا بالنسبة للكورد و العكس صحيح ايضا، و مضى عقد و لم تسلم السنة من الفكرو الخيار اعادة الحكم الى ايديهم و كان السلطة ملكهم و انهم على اعتقاد بانه مغتصب منهم، و هذا نتيجة طبيعية لاستئثارهم بالحكم طوال العقود السابقة و منذ انبثاق الدولة العراقية و استيراد القيادة الخارجية السنية اليها، وكان هذا بفعل فاعل مغرض مصلحي و بفكر استراتيجي مصلحي ايضا و الهدف ضمان مصلحة المغتصب المحتل قبل الشعب العراقي . اليوم و بعد خراب الموصل قبل البصرة، فهل يمكننا ان نجلس و نتامل في الحل الناجع الواقعي الصحيح غير الاصرار على جمع قيادات المكونات الثلاث الرئيسية و البت بالكلام الواقعي و كما موجود دون شعارات و استنادا على ما يهم المكونات الثلاثة، فهل من حل غير الفدرالية او الكونفدرالية الحقيقية الراسخة التي تضمن حقوق المكونات الثلاثة و مشاركتهم الاتحادية بالتساوي مع بقاء الصلاحيات الواسعة لديهم ضمن اقاليم واقعية حسب ما موجودون هم و نسبتهم و جغرافيتهم المنقسمة اصلا و تاريخهم و حتى وضعهم الاجتماعي المختلف . نعم اليوم قبل غد و قبل ان نصبح سوريا و تلعب القوى الخارجية و من لها المصالح ان تشغل العراق في تصفية حساباتها الاستراتيجية، لابد ان نتجه نحو الحل الواقعي الجذري لمشاكلنا و نصن انفسنا و نبتعد عن اليوتوبيا و الخيال و الشعارات الايديولوجية التي لم تات منها سوى خراب الحال و المال . يا العراقيين، لم نقل هذا منذ اكثر من قرن و ندعوا له اعتباطيا ولم يكن فكر قد جاء من الفراغ او تحيزا لعرقنا كما يفكر البعض، بل اننا حللنا واقع العراق و قيمناه بما هو موجود منطقيا و واقعيا بعيدا عن الخيالات و الشعارات الرنانة، و استرجعنا بذاكرتنا الى التاريخ و دروسه وحللنا النفسية العراقية و افراد الشعب و نظرته الى الذات و الاخر و مدى تفكيره و انسانيته و ما وصل اليه و الاختلافات الموجودة في نسيجه و تركيبته، و الفترة التي تتطلبه هذه المكونات من اجل الوصول الى الفكر الانساني و النظر الى الاخر بمساواة و تجسيد المواطنة كفكر و واجب و حقوق، و عليه المطلوب الان هو الحل الذي يلائم الان، و الفترة المرادة طويلة للوصول الى الوقت المناسب الذي تزاح فيه الحدود نتيجة الوصول الى واقع مختلف و به نجد ما يفرض ذلك من المقومات المطلوبة و المساند المفروضة و الاركان التي يجب ان توقف و تثبت عليها الحال العراقي الموحد ان وصلنا اليه اصلا مستقبلا . ان بقينا على نفس النظرات و التوجهات الانية لم نصل الى اي حل و سنبقى بقعة خصبة لتصفية حسابات الاخرين على ارضنا و يمكن ان نقرا على العراق السلام، فعليه يجب الجلوس و البدء بالكلام الصريح و ايجاد الحل الواقعي الجذري دون تدخل احد لمنع فرض المصالح على الحلول .
#عماد_علي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا النظرة الدونية للاخر
-
المالكي و الداعش على دفتي الميزان
-
هل من مصلحة الكورد ان يحاربوا الداعش
-
امريكا لن تغامر مجددا في العراق
-
الجيش العراقي و ازمة الولاء
-
احداث الموصل و ما بعدها اسقطت الاقنعة كافة
-
المالكي يشكر الجميع الا اقليم كوردستان
-
تنظيم داعش و هذا التوقيت لمفاجئاته
-
هل يستفيد المالكي من تحركات الداعش
-
ماذا وراء تحركات داعش الاخيرة
-
الولايات المتحدة و خطوات اقليم كوردستان السياسية
-
لماذا اشتدت نار الحرب الداخلية اوارها الان
-
موقف روسيا على ما ينويه اقليم كوردستان
-
الدم اغلى من وحدة العراق
-
الاعلام العراقي و الخطوات الى الوراء
-
الاجيال و السمات المختلفة
-
التغيير في العقلية للتاثير على تفسير النظرية ام العكس ؟
-
من نلوم في الحوادث الاجتماعية الكارثية
-
نحتاج لمعارضة فعالة جديدة في اقليم كوردستان
-
ضرورة تنسيق القوى المتقاربة مع بعضها في كوردستان
المزيد.....
-
تحليل.. 5 أسئلة رئيسية حول علاقة ترامب وجيفري إبستين
-
-حلقت في الهواء-.. نجاة مسنين من حادث سقوط سيارتهما 15 متر أ
...
-
مصرع العشرات في غرق قارب سياحي بفيتنام
-
قصة مدينة الفاشر من الازدهار في عصر سلطنة الفور وحتى اليوم
-
خوفٌ ونومٌ متقطع في محطات المترو.. هكذا تعيش كييف ليالي الحر
...
-
في أول 6 أشهر من ولايته.. ترامب يحصل على لقب -الرئيس الأنجح-
...
-
الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
-
واشنطن تطالب دمشق بمنع -الجهاديين- من الوصول إلى جنوب سوريا
...
-
محللون: إسرائيل بين مأزق الحسم وحرب الاستنزاف بغزة
-
عندما تنهار النظم البيئية دون أي علامات تحذيرية
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|